المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفرق بين التمني والترجي



said
11-03-2013, بتوقيت غرينيتش 06:20 AM
التمني نوع من التطلع، واستبعاد المنتَظَر المترقَّب، والتّرجّي نوع من المُقارَبَة والتّوقّع لِما يجوز أن يقعَ
وأكثر الناس لا يفرقون بين التمني والترجي، والفرق بينهما واضح:
- وهو أنّ التمني يقع على ما يجوز أن يكون ويجوز ألاّ يكون لقولهم: ليت الشبابَ يعود
- والترجي يختص بما يجوز وقوعه، فلا يقال: لعل الشباب يعود
ولهذا فرق النحاة بينهما في باب الجواب بالفاء، وأجازوا أن تقع الفاء جواب التمني في مثل قوله عز وجل: (يا لَيْتَني كُنتُ معَهُم فأفوزَ فوْزاً عظيماً)، ونهوا أن تقع الفاء جواباً للترجي،

أمّا التّمنّي في قولِه تعالى: [قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ] فـقد وردت فيه أقوالُ المفسّرينَ:
- عن عكرمة عن عبد الله بن عباس: لو تمنى اليهود الموتَ لماتوا [تفسير الطبري للآية]
- وذكر الطّبري في موضع آخَر أنّ قوله تعالى: [فتمنوا الموت] إنّما تأويله: تشهَّـوْه وأَريدوه. وقد روي عن ابن عباس أنه قال في تأويله: فَسَلوا الموت. قال الطّبري معلّقاًُ على مقالة ابنِ عبّاس: ولا يُعرَف"التمني" بمعنى"المسألة" في كلام العرب. ولكن أحسب أن ابن عباس وجه معنى"الأمنية" - إذ كانت محبة النفس وشهوتها - إلى معنى الرغبة والمسألة، إذْ كانت المسألة، هي رغبة السائل إلى الله فيما سأله.
- وعن ابن جريج في قوله تعالى : [فتمنوا الموت إن كنتم صادقين]، كانت اليهود أشد فرارا من الموت، ولم يكونوا ليتمنوه أبدا
- وقال القرطبي: [فتمنّوا الموتَ] لتصيروا إلى ما يصير إليه أولياء الله [ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم] أي أسلفوه من تكذيب محمد صلى الله عليه وسلم، فلو تمنوه لماتوا، فكان في ذلك بطلان قولهم وما ادعوه من الولاية.
- وأمّا أما قوله تعالى : [ وَلَن يَتَمَنَّوْهُ ] فخبر قاطع عن أن ذلك لا يقع في المستقبل وهذا إخبار عن الغيب لأن مع توفر الدواعي على تكذيب محمد صلى الله عليه وسلم وسهولة الإتيان بهذه الكلمة ، أخبر بأنهم لا يأتون بذلك فهذا إخبار جازم عن أمر قامت الأمارات على ضده فلا يمكن الوصول إليه إلا بالوحي . [ذَكَرَه الرّازي]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انظر:
تصحيح نمذجي مفصل التصحيف وتحرير التحريف للصَّفَدي، سيد الشرقاوي / لمراجعة شاملة : د. رمضان عبد التواب، مكتبة الخانجي للطباعة والنشر والتوزيع-القاهرة، 1987م
تفسير: الطبري - القرطبي - الرازي






https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى