المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أكاد أتـــنازل عن راتـــبي من شــــدة الـــعناء والــتعب



loulou ange
11-02-2013, بتوقيت غرينيتش 11:48 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد:
هذا الموضوع نشر في جريدة الشروق بمادة التاريخ 05-أكتوبر2014أمس
لقد عانيت كثيرا من هذا الامر في الجهة التي أنتمي إليها وكأنه قدرنا كتبته متألما بعد ما عجزت أن أحصل على راتبي لأيام أرجو أن يشرق مع جريدة الشروق
هل أصابنا الوهن وأصبحت المشاكل قدرنا
إن الأزمة تلد الهمّة ولكنها عندنا تلد الهمّ ولا يتسع الأمر بل يضيق حتى يخنقك أحيانا وهذا عبر جميع المراكز الخدماتية ،فأينما توجهت وقصدت لا تجد خيرا والذي أقلقني وحزّ في نفسي كثيرا مسألة تقاضي الرواتب الشهرية في البريد، فمع اقتراب موعد صبّ الرواتب الشهرية وفي ظل انعدام السيولة وندرتها في مكاتب البريد أحيانا ينتابك شعور غريب ويعتريك الخوف ويشتغل فكرك صباحا ومساء لوضع استرتيجية محكمة قبل فوات الأوان، لتحصل على راتبك فتفكر تفكيرا عميقا ومجهدا أحيانا في أي الجهات تقصد وأي الأشخاص بإمكانه أن يمكّنك من راتبك فيكون هو البطل في نظرك ويوم يصبّ راتبك إنه يوم الواقعة. يوم انطلاق مرحلة البحث المضني عن الراتب
الشهري عبر مكاتب البريد، فأينما حللت وارتحلت وجدت الصفوف الطويلة المتراصة وربما لم تجد فيها موضع قدم لتفكر تفكيرا طويلا ومليا قبل أن تنظمّ إليها، لأنك ربما توقع نفسك في مأزق فلا أنت وصلت إلى ما تريد ولا أنت غادرت المكان، لأن الأمور لا تسير كما تشتهي فربما تسمع ما لا يسرك فقد تنقطع الشبكة او تقطع فجأة وقد تنفد السيولة أو يراد لها ذلك، يضاف إليها تكاسل موظفي البريد بعض الشيء، فتضطر إلى مغادرة المكان عنوة لتلتحق بطابور آخر في بريد آخر بحسابات مغايرة، فالإستراتيجية هذه المرة قد يشترك فيها جميع أفراد العائلة، كل يدلي بدلوه في الطريقة التي يراها مناسبة للوصول إلى الهدف، فتشتغل الهواتف والتفكير في المعارف، فالأيام تتوالى والراتب مازال بعيد المنال لتعود بعد كل يوم متعبا مثقلا بالهموم تتوارى من أصحاب المحلات خوفا من أن يطالبوك بمستحقاتهم، لأنهم على علم باليوم المشهود، لأنه يوم فرح بالنسبة لهم، أما أنت فإنه يوم تعاسة ونكد، وتتوالى الأيام شبيهة ببعضها إلى أن تصل إلى منتصف الشهر الموالي أحيانا، ليأتي الفرج أخيرا ولكن بعد ماذا، بعد أن تجد نفسك قد صرفت من راتبك مبلغا لا يستهان به في التنقلات بين مكاتب البريد، تستدعي السفر مسافات بعيدة أحيانا، فلماذا يحدث كل هذا ونحن في هذا العصر الذي يعجّ بالاختراعات التكنولوجية التي سهلت على الناس أمور حياتهم، ولكنها لم تجد بعد طريقها إلينا، فالبطاقات المغناطيسية تنتهي صلاحيتها دون أن يستفيد منها أحد أو تقدم الخدمة المرجوّة منها حتى أنه لم يبق لها أثر في مجتمعنا وفي خضمّ هذا المعترك تذكرت زمنا ماضيا ليس بالبعيد حينما كان الناس يتقاضون أجورهم يدا بيد، ومازلت أذكر حينما كان والدي عاملا في تلك السيارة البيضاء التي تحمل الأوراق النقدية وينادي الجميع أن هلموا إلى مقر عملكم لتنالوا أجوركم، فيلتقي الجميع في هذا المكان، ويستلموا رواتبهم باطمئنان. فلنسترجع هذا الزمان مادمنا غير قادرين على استعمال التكنولوجيا، أتساءل لماذا يصب راتبي أصلا إذا كنت لا أستطيع أن أصل إليه في يومه، ولماذا يصب في البريد إذا كنت أبذل كل هذا الجهد في
تحصيله، لقد أصبح موظفو البريد أبطالا في نظر أصحاب الرواتب، فالكل يتودد إليهم ويربط العلاقات الطيبة معهم ويوزع عليهم التحية والابتسامات طمعا في أن ينفعوه يوما من دهره، لقد طال الزمان ونحن نلوك كلمة واحدة أصبحت عملة يتداولها الجميع "كاين الدراهم" أو لافتة لم تختر حتى بعناية تصدمك منذ أن تلج الباب مكتوب عليها بالبنط العريض "لاتوجد سيولة"أو "الجهاز معطل" لماذا هذا العجز في إيجاد الحلول واقتلاع أسباب المشاكل من جذورها بمثل هذا الحال، لا يمكن أن نتقدم، وإلى أن يتغير حالنا نبقى نحتسي كؤوس الحنظل مستبشرين بغد أفضل لا أراه قريبا.
فاخر لخضر – حاسي فدول - ديزاد باتنة



https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى