المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا للعنف ... الأطفال أمانة في رقابنا



romaissa
11-02-2013, بتوقيت غرينيتش 10:50 PM
لا للعنف ..
أطلعتنا جريدة الشروق في عددها الصادر بمادة التاريخ اليوم (07/02/2014) عن خبر "اعتداء" معلمة على طفل ذو سبع سنوات بشكل عنيف يعكس وبكل وضوح مدى غياب مفهوم "المربي" في إطار أداء الرسالة الإنسانية ومفهوم "المعلم" في البعد الوظيفي ...
زملائي زميلاتي في الرسالة التعليمية ...
لنحذر من سوء تقدير الأمور بحجة "الحرص على مصلحة المتعلمين" فإن العواقب تكون في الغالب وخيمة على مستقبل المتعلم وعلى سمعتنا باعتبارنا محط ثقة أولياء الأطفال ... فمن العيب والعار أن يحاصر طفل في زاوية من القسم لينال منه بهذا الشكل لمجرد أنه لم يوفق في أداءاته التعلمية، فمن حقه يا سادة ويا سيداتي أن يخفق فبيداغوجيا الفارقية تقر له بهذا الحق البشري المجبول عليه كل واحد صغيرا وكبيرا، كما أننا اليوم ننادي باستغلال الخطأ كمرحلة من مراحل تحقيق النجاح!
لنتساءل: هل هناك وجهة أخرى يرسل إليها الأولياء أبناءهم دون رقيب غير المدرسة؟ بالطبع لا، فلم لا نعترف بهذه الميزة التي أصبحت صفة تلبس للمعلم من طرف الآباء والأمهات على أنه الإنسان الوحيد الذي يمكن أن يستأمن على فلذاتهم.
إن الطفل أمانة في رقابنا وإنا مربون قبل أن نكون معلمين فلنكن خير المؤدين لها، لنرم من أيدينا كل ما من شأنه ذو صلة بـ "العنف" فمن العار كل أسبوع يجمع المدير أو المفتش حزمة عصي من المدرسة، ولا نجد ما نقول إلا: يا سيدي إني استعملها فقط للتأشير والقراءة .. !
لنعتبر إن كنا فعلا أصحاب رسالة ومبادئ، فقد أثبتت الأيام أن الخبير في أداء رسالته لا يحتاج إلى مثل هذه الوسيلة المشينة ... أعلم أن الأطفال في أحايين كثيرة يحتاجون لبعض التأديب لكن ليس بهذا الشكل الرهيب المقزز، كلمة تأنيب تؤثر في واقع المتعلم الصغير، وإن كان ولابد فليكن ذلك بشكل يشعر المتعلم بمسؤوليته التي هي مقننة بقدر حضورك المميز.
إن أطفال اليوم يدركون جليا الفرق بين الإنسان المعلم والإنسان الموظف فالأول صاحب رسالة والثاني صاحب هدف مالي يمكنه أن يتحصل على الأجرة نفسها أو أكثر منها من السوق الأسبوعية، فلم يثقل كاهله بأوزار هو في غنى عنها.
زملائي ... زميلاتي
لنعد النظر في طرق تدريسنا، لنحسن أداءاتنا، لنقيم ونقوم كفاءاتنا التدريسية، لنتفحص جوهرنا قبل أن نلقي بالأحكام على أطفال هم في منأى عن اللوم والتأنيب، ذنبهم فقط أن تلك حدود استطاعتهم وكثيرا ما يكون السبب تقصيرنا في تأدية مهامنا؛ فلنحذر أنفسنا وما قد يودي به التسرع وسوء ضبط النفس فإن هناك عواقب إن أطبقت على صاحبها فمآل صاحبها انكسار لا قيام له بعدها.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا لأداء هذه الرسالة العظيمة، ويجعل في قلوبنا الرحمة لأطفالنا ...




https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى