المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (أمتي) في أحاديثه - صلى الله عليه و سلم - خالد سعد النجار



said
11-02-2013, بتوقيت غرينيتش 04:11 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، و لا عدوان إلا على الظالمين ، و الصلاة و السّلام على رسولنا محمد و على آله و أصحابه أجمعين .


(أمتي) في أحاديثه - صلى الله عليه و سلم -
خالد سعد النجار


* ((أمتي هذه أمة مرحومة ، ليس عليها عذاب في الآخرة ، إنما عذابها في الدنيا الفتن و الزلازل و القتل و البلايا)) صحيح : أبو داود 4278 عن أبي موسى الأشعري .

‏((أمتي هذه أمة مرحومة)) أي جماعة مخصوصة بمزيد الرحمة و إتمام النعمة ، موسومة بذلك في الكتب المتقدمة ((ليس عليها عذاب في الآخرة)) لا عذاب عليها في عموم الأعضاء لكون أعضاء الوضوء لا تمسها النار ((إنما عذابها في الدنيا الفتن)) التي منها استيفاء الحد ممن يفعل موجبه و تعجيل العقوبة على الذنب في الدنيا أي الحروب و الهرج فيهما بينهم .
((والزلازل)) تحرك الأرض و اضطرابها ((و القتل و البلايا)) ؛ لأن شأن الأمم السابقة يجري على طريق العدل و أساس الربوبية ، و شأن هذه الأمة يجري على منهج الفضل و الألوهية ، فمن ثم ظهرت في بني إسرائيل النياحة و الرهبانية ، و عليهم في شريعتهم الأغلال و الآصار ، و ظهرت في هذه الأمة السماحة و الصديقية ففك عنهم الأغلال و وضع عنهم الآصار .

* ((من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة)) البخاري 6268 .

عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال : كنت أمشي مع النبي - صلى الله عليه و سلم - في حرة المدينة عشاء ، استقبلنا أحد ، فقال : ((يا أبا ذر ، ما أحب أن أحدا لي ذهبا ، يأتي علي ليلة أو ثلاث ، عندي منه دينار إلا أرصدة لدين ، إلا أن أقول به في عباد الله هكذا و هكذا و هكذا ، و أرانا بيده ، ثم قال : يا أبا ذر ، قلت : لبيك و سعديك يا رسول الله ، قال : الأكثرون هم الأقلون ، إلا من قال هكذا و هكذا ، ثم قال لي : مكانك لا تبرح يا أبا ذر حتى أرجع ، فانطلق حتى غاب عني ، فسمعت صوتاً ، فخشيت أن يكون عرض لرسول الله - صلى الله عليه و سلم - ، فأردت أن أذهب ، ثم ذكرت قول رسول الله - صلى الله عليه و سلم - : لا تبرح ، فمكثت ، قلت : يا رسول الله ، سمعت صوتاً ، خشيت أن يكون عرض لك ، ثم ذكرت قولك فقمت ، فقال النبي - صلى الله عليه و سلم - : ذاك جبريل ، أتاني فأخبرني أنه من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ، قلت : يا رسول الله ، و إن زنى و إن سرق ، قال : و إن زنى و إن سرق)) .

* ((كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى ، من أطاعني دخل الجنة ، و من عصاني فقد أبى)) البخاري 8280 عن أبي هريرة .

((كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى)) بامتناعه عن قبول الدعوى ، أو بتركه الطاعة التي هي سبب لدخولها ؛ لأن من ترك ما هو سبب شيء لا يوجد بغيره فقد أبى أي امتنع ، قالوا : و من يأبى يا رسول اللّه؟ قال : ((من أطاعني)) أي انقاد و أذعن لما جئت به ((دخل الجنة)) و فاز بنعيمها الأبدي ((و من عصاني)) بعدم التصديق أو بفعل المنهي ((فقد أبى)) فله سوء المنقلب بإبائه و الموصوف بالإباء إن كان كافراً لا يدخل الجنة أصلاً أو مسلماً لم يدخلها مع السابقين الأولين .

* ((ما من أمة إلا و بعضها في النار و بعضها في الجنة ، إلا أمتي فإنها كلها في الجنة)) صحيح : الجامع الصغير للسيوطي / الألباني 5693 عن ابن عمر .

* (( إن الله - تعالى - قد أجار أمتي أن تجتمع على ضلالة )) حسن : الجامع الصغير للسيوطي / الألباني 1786 .

عن أنس :‏ ((إن اللّه - تعالى - قد أجار أمتي)) أي حفظ علماءها عن ((أن تجتمع على ضلالة)) أي محرم ، و من ثم كان إجماعهم حجة قاطعة ، فإن تنازعوا في شيء ردوه إلى اللّه و رسوله ، إذ الواحد منهم غير معصوم ، بل كل أحد يؤخذ منه و يرد عليه إلا الرسول - صلى الله عليه و سلم - ، و نكر ضلالة لتعم و أفردها لأن الإفراد أبلغ .

* (( في كل قرن من أمتي سابقون )) حسن : الجامع الصغير 4267.

((في كل قرن من أمتي سابقون)) هم الصديقون الذين بهم يدفع البلاء عن وجه الأرض و يرزقون ، و ذلك لأن النبوة ختمت بالمصطفى - صلى الله عليه و سلم – و لم يبق إلا الولاية ، فكان من الصحب من المقربين كثير و من بعدهم في كل قرن قليل . و في شرح مفصل الحكم أن المراد بالسابق الداعي إلى اللّه المبعوث على رأس كل قرن للتجديد .

* (( مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره )) حسن صحيح : الترمذي 2869 عن أنس .

* (( أشد أمتي لي حبا ، قوم يكونون بعدي ، يود أحدهم أنه فقد أهله و ماله و أنه رآني )) رواه مسلم 2832 و أحمد و اللفظ له عن أبي ذر .

* (( إن أناسا من أمتي يأتون بعدي ، يود أحدهم لو اشترى رؤيتي بأهله و ماله )) صحيح : رواه الحاكم عن أبي هريرة ، الجامع الصغير 2014 .

هذا من معجزاته - صلى الله عليه و سلم - إذ هو إخبار عن غيب وقع ، و قد وجد في كل عصر من يود ذلك ممن لا يحصى.

* (( أكثروا الصلاة علي ، فإن الله وكل بي ملكا عند قبري ، فإذا صلى علي رجل من أمتي ، قال لي ذلك الملك : يا محمد إن فلان بن فلان صلى عليك الساعة )) حسن : الجامع الصغير 1207 .

* (( إن لله - تعالى - ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام )) صحيح : رواه أحمد عن ابن مسعود ، الجامع الصغير 2174 .

* (( من صلى علي من أمتي صلاة مخلصا من قلبه ؛ صلى الله عليه بها عشر صلوات ، و رفعه بها عشر درجات ، وكتب له بها عشر حسنات ، و محا عنه عشر سيئات )) حسن صحيح : الترغيب و الترهيب للمنذري / الألباني 1659 عن أبو بردة .

* (( أكثروا علي من الصلاة في يوم الجمعة ؛ فإن صلاة أمتي تعرض علي في كل يوم جمعة ، فمن كان أكثرهم علي صلاة ؛ كان أقربهم مني منزلة)) حسن لغيره : صحيح الترغيب 1673 عن أبي أمامة الباهلي .

* (( أعطيت سبعين ألفاً من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب ، وجوههم كالقمر ليلة البدر ، قلوبهم على قلب رجل واحد ، فاستزدت ربي - عز و جل - ، فزادني مع كل واحد سبعين ألفاً )) صحيح : رواه أحمد عن أبي بكر ، الجامع الصغير 1057 .

((قلوبهم على قلب رجل واحد)) أي متوافقة متطابقة في الصفاء و الجلاء ، قال ابن عبد السلام : و هذا من خصائصه - صلى الله عليه و سلم - ولم يثبت ذلك لغيره من الأنبياء .

* ((ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا أو سبعمائة ألف، متماسكون آخذ بعضهم بيد بعض، لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم، وجوههم على صورة القمر ليلة البدر)) متفق عليه من حديث سهل بن سعد .

((ليدخلن الجنة من أمتي الجنة سبعون ألفاً أو سبعمائة ألف)) شك الراوي في أحدهما ((متماسكون، آخذ بعضهم ببعض، لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم)) غاية للتماسك المذكور، والمراد أنهم يدخلون معترضين صفاً واحداً بعضهم بجنب بعض فيدخل الكل دفعة، ووصفهم بالأولية والآخرية باعتبار الصفة التي جازوا فيها الصراط ((وجوههم على صورة القمر)) أي على صفته في الإشراق والضياء ((ليلة البدر)) ليلة أربعة عشر، وعلم منه أن أنوار أهل الجنة وصفات جزائريةهم في الجمال تتفاوت بتفاوت الدرجات، ثم إن هذا ليس فيه نفي دخول أحد من هذه الأمة على الصفة المذكورة من التشبه بالقمر غير هؤلاء.

* ((سبعون ألفا من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب: هم الذين لا يكتوون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون)) صحيح: الجامع الصغير 3604عن أنس .

((سبعون ألفاً من أمتي)) يعني سبعون ألف زمرة، بقرينة تعقبه في خبر مسلم بقوله زمرة واحدة، منهم على صورة القمر ((يدخلون الجنة بغير حساب)) ولا عذاب، بدليل رواية: ولا حساب عليهم ولا عذاب مع كل ألف سبعون ألفاً ((هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون)) جعل الوصف الذي استحق به هؤلاء دخولها بغير حساب تحقيق التوحيد وتجريده، فلا يسألون غيرهم أن يرقيهم ((ولا يتطيرون)) لأن الطيرة نوع من الشرك ((وعلى ربهم يتوكلون)) أي عليه لا على غيره، وهذه درجة الخواص الواقفين مع المسبب ولا ينظرون سواه، فكمل تفويضهم وتوكلهم من كل وجه ولم يكن لهم اختيار لأنفسهم ليفعلوا شيئاً منها.

* ((والذي نفس محمد بيده، ما من عبد يؤمن ثم يسدد إلا سلك به في الجنة، وأرجو أن لا يدخلها أحد حتى تبوءوا أنتم ومن صلح من ذرياتكم مساكن في الجنة، ولقد وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب)) صحيح: ابن ماجة 3477عن رفاعة الجهني .

* ((وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بلا حساب عليهم ولا عذاب، مع كل ألف سبعون ألفا، وثلاث حثيات من حثيات ربي)) صحيح: الترمذي 2437عن أبي أمامة .

* ((النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون)) مسلم 2531 عن أبي موسى .

((النجوم)) أي الكواكب سميت بها لأنها تنجم أي تطلع من مطالعها في أفلاكها ((أمنة للسماء)) بمعنى الأمن فوصفها بالأمنة من قبيل قولهم «رجل عدل» يعني أنها سبب أمن السماء، فما دامت النجوم باقية لا تنفطر ولا تتشقق ولا يموت أهلها ((فإذا ذهبت النجوم)) أي تناثرت ((أتى السماء ما توعد)) من الانفطار والطيّ كالسجل ((وأنا أمنة لأصحابي)) من قبيل (إن إبراهيم كان أمة قانتاً للّه) [النحل: 120]
((فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون)) من الفتن والحروب واختلاف القلوب وقد وقع ((وأصحابي أمنة لأمتي)) أمة الإجابة ((فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون)) من ظهور البدع وغلبة الأهواء واختلاف العقائد وطلوع قرن الشيطان وظهور الروم وانتهاك الحرمين وكل هذه معجزات وقعت، قال ابن الأثير : فالإشارة في الجملة إلى مجيء الشر عند ذهاب أهل الخير، فإنه لما كان بين أظهرهم كان يبين لهم ما يختلفون فيه، وبموته جالت الآراء واختلفت الأهواء وقلت الأنوار وقويت الظلم، وكذا حال السماء عند ذهاب النجوم.

* ((إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي منها، وإني أعطيت الكنزين الأحمر والأبيض، وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكوا بسنة عامة ولا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، وإن ربي - عز وجل - قال: يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد، وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة، وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها حتى يكون بعضهم يفني بعضا، وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين، وإذا وضع في أمتي السيف لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة، ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان، وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي، ولا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله)) مسلم2889 عن ثوبان .

* ((سألت ربي ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها، وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها)) مسلم 2890 عن سعد بن أبي وقاص .

* عن سلمة بن نفيل الكندي قال: كنت جالساً عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رجل: يا رسول الله! أذال الناس الخيل، ووضعوا السلاح، وقالوا: لا جهاد! قد وضعت الحرب أوزارها! فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بوجهه، وقال: ((كذبوا الآن، الآن جاء القتال، ولا يزال من أمتي أمة يقاتلون على الحق، ويزيغ الله لهم قلوب أقوام، ويرزقهم منهم، حتى تقوم الساعة، وحتى يأتي وعد الله، والخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وهو يوحي إلي أني مقبوض غير ملبث، وأنتم تتبعوني أفنادا، يضرب بعضكم رقاب بعض، وعقر دار المؤمنين الشام)) صحيح: النسائي 3563 .

* ((في أمتي كذابون ودجالون سبعة وعشرون، منهم أربع نسوة، وإني خاتم النبيين لا نبي بعدي)) صحيح : أحمد عن حذيفة، الجامع الصغير 4258 .

((في أمتي)) أي سيظهر في أمتي ((كذابون)) صيغة مبالغة من الكذب، وهو الخبر الغير المطابق للواقع، ولا يعارضه الإخبار بإفشاء الكذب من القرن الرابع، لأن المراد الزيادة على الكذب كما دلت عليه صيغة المبالغة.
((ودجالون)) أي مكارون منسوبون من الدجل، وهو التلبيس، مبالغون في الكذب، وأفردهم عن الأولين باعتبار ما قام بهم من المبالغة في الزيادة، وفيه تنبيهاً على أنهم النهاية التي لا شيء بعدها في هذا المبلغ، وظاهر هذا أن الدجال إذا جمع أريد به علم الجنس وإذا أفرد فهو علم شخص.

* ((أخاف على أمتي من بعدي ثلاثا: حيف الأئمة، وإيمانا بالنجوم، وتكذيبا بالقدر)) صحيح: ابن عساكر في مادة التاريخ الشام عن أبي محجن، الجامع الصغير 214 .

((حيف الأئمة)) أي جور الإمام الأعظم ونوابه ((وإيماناً بالنجوم)) أي تصديقاً باعتقاد أن لها تأثيراً في العالم، ونكره ليفيد الشيوع فيدل على التحذير من التصديق بأي شيء كان من ذلك جزئياً أو كلياً، قال منجم لعلي كرم الله وجهه لما قصد النهروان : لا تسر في موضع كذا وسر في موضع كذا، فقال: ما كان محمد يعلم ما ادعيت، اللهم لا طير إلا طيرك، وما كان لعمر منجم، وقد فتح بلاد كسرى وقيصر ((وتكذيباً بالقدر)) أي إسناد أفعال العباد إلى قدرهم.

* ((أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان)) صحيح: الطبراني في المعجم الكبير، الجامع الصغير 239 .

أي من أخوف ((ما أخاف على أمتي)) وفي رواية: أحاف على هذه الأمة ((كل منافق عليم اللسان)) أي عالم للعلم منطلق اللسان به، لكنه جاهل القلب فاسد العقيدة، يغر الناس بشقشقة لسانه، فيقع بسبب إتباعه خلق كثير في الزلل، وقد كان بعض السلف لا يظهر لتلميذه إلا على أشرف أحواله خوفاً أن يقتدي به فيها أو بسوء ظنه به فيها فلا ينتفع. قال صاحب الهداية:

فساد كبير عالم متهتك *** وأكبر منه جاهل يتنسك
هما فتنة للعالمين عظيمة *** لمن بهما في دينه يتمسك

وسبب تحديث عمر بذلك أن الأحنف سيد أهل البصرة كان فاضلاً فصيحاً مفوهاً، فقدم على عمر فحبسه عنده سنة، يأتيه كل يوم وليلة فلا يأتيه عنه إلا ما يحب، ثم دعاه، فقال: تدري لم حبستك عني؟ قال: لا، قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثنا فذكره.. ثم قال: خشيت أن تكون منافقاً عليم اللسان، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حذرنا منه، وأرجو أن تكون مؤمناً، فانحدر إلى مصرك.

* ((في أمتي اثنا عشر منافقا لا يدخلون الجنة، ولا يجدون ريحها، حتى يلج الجمل في سم الخياط. ثمانية منهم تكفيكهم الدُبيلة. سراج من النار يظهر في أكتافهم. حتى ينجم من صدورهم)) مسلم 2779 وأحمد واللفظ له عن عمار بن ياسر .

((تكفيكهم)) هو الجمع والستر أي : تجمعهم في قبورهم وتسترهم ((الدُبيلة)) قيل أنها سراج من نار، وهي دمل كبير يظهر في الجوف ((حتى ينجم من صدورهم)) أي يظهر ويعلو.

* ((إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم، ولا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة)) حسن صحيح: الترمذي 2192عن قرة بن إياس.

* ((لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، فينزل عيسى بن مريم، فيقول أميرهم: تعال صل لنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمير، تكرمة الله لهذه الأمة)) مسلم 156 عن جابر بن عبد الله .

* ((لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال)) صحيح: أبو داود 2484عن عمران بن حصين .

* ((هم أشد أمتي على الدجال)) البخاري 4366 .

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: لا أزال أحب بني تميم بعد ثلاث سمعتهن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولها فيهم: ((هم أشد أمتي على الدجال)). وكانت منهم سبية عند عائشة، فقال: ((أعتقيها، فإنها من ولد إسماعيل)). وجاءت صدقاتهم، فقال: ((هذه صدقات قوم، أو: قومي)).

* ((إذا مشت أمتي المطيطاء، وخدمها أبناء الملوك أبناء فارس والروم، سلط شرارها على خيارها))
صحيح لغيره: الترغيب والترهيب 2919 عن خولة بنت قيس الأنصارية.

((إذا مشت أمتي المُطَيطا)) أي تبختروا في مشيتهم عجباً واستكباراً ((وخدمها أبناء الملوك أبناء فارس والروم)) بدل مما قبله ((سُلِط شرارها)) أي الأمة ((على خيارها)) أي مكنهم الله منهم وأغراهم بهم، وإنما كان ذلك سبباً للتسلط المذكور لما فيه من التكبر والعجب، وهذا من دلائل نبوته - صلى الله عليه وسلم - فإنه إخبار عن غيب وقع، فإنهم لما فتحوا بلاد فارس والروم وأخذوا مالهم واستخدموا أولادهم سلط عليهم قتلة عثمان فقتلوه ثم سلط بني أمية على بني هاشم ففعلوا ما فعلوا.

* ((يكون في آخر أمتي رجال يركبون على سروج كأشباه الرحال، ينزلون على أبواب المساجد، نساؤهم كاسيات عاريات، على رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف، العنوهن فإنهن ملعونات، لو كان وراءكم أمة من الأمم خدمتهن نساؤكم كما خدمكم نساء الأمم قبلكم)) حسن: الترغيب والترهيب للمنذري 2043 عن ابن عمرو .

* ((سيكون في آخر الزمان ناس من أمتي يحدثونكم بما لم تسمعوا به أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم))
صحيح مسلم 6 عن أبي هريرة .

((سيكون في آخر الزمان أناس من أمتي)) يزعمون أنهم علماء ((يحدثونكم بما لم تسمعوا به أنتم ولا آباؤكم)) من الأحاديث الكاذبة والأحكام المبتدعة والعقائد الزائفة ((فإياكم وإياهم)) أي احذروهم وبعدوا أنفسكم عنهم وبعدوهم عن أنفسكم. قال الطيبي : ويجوز حمله على المشهورين المحدثين، فيكون المراد بها الموضوعات وأن يراد به ما هو بين الناس أي يحدثوهم بما لم يسمعوا عن السلف من علم الكلام ونحوه فإنهم لم يتكلموا فيه.
وعلى الأول : ففيه إشارة إلى أن الحديث ينبغي أن لا يتلقى إلا عن ثقة عرف بالحفظ والضبط وشهر بالصدق والأمانة عن مثله حتى ينتهي الخبر إلى الصحابي، وهذا علم من أعلام نبوّته ومعجزة من معجزاته، فقد يقع في كل عصر من الكذابين كثير ووقع ذلك لكثير من جهلة المتدينة المتصوفة.

* ((شرار أمتي الثرثارون المتشدقون المتفيهقون، وخيار أمتي أحاسنهم أخلاقا)) حسن: الجامع الصغير 3704 .

((شرار أمتي الثرثارون)) أي المكثارون في الكلام، والثرثرة صوت الكلام وترديده تكلفاً وخروجاً عن الحق ((المتشدقون)) أي المتكلمون بكل أشداقهم ويلوون ألسنتهم جمع متشدق وهو الذي يتكلف في الكلام فيلوي به شدقيه أو هو المستهزئ بالناس يلوي شدقه عليهم والشدق جانب الفم.
((المتفيقهون)) أي المتوسعون في الكلام الفاتحون أفواههم للتفصح، جمع متفيهق وهو من يتوسع في الكلام، وأصله الفهق وهو الامتلاء، كأنه ملأ به فاه، فكل ذلك راجع إلى معنى الترديد والتكلف في الكلام ليميل بقلوب الناس وأسماعهم إليه.
قال العسكري : أراد المصطفى - صلى الله عليه وسلم - النهي عن كثرة الخوض في الباطل وأن تكلف البلاغة والتعمق في التفصح مذموم وأن ضد ذلك مطلوب محبوب ((وخيار أمتي أحاسنهم أخلاقاً)) زاد في رواية «إذا فقهوا» أي فهموا.

* عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما بعثه إلى اليمن خرج معه يوصيه ثم التفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، فقال: ((إن أهل بيتي هؤلاء يرون أنهم أولى الناس بي، وليس كذلك، إن أوليائي منكم المتقون، من كانوا وحيث كانوا، اللهم إني لا أحل لهم فساد ما أصلحت، وأيم الله لتكفأن أمتي عن دينها كما تكفأن الإناء في البطحاء)) الصحيح من دلائل النبوة : الوادعي 491 .

* ((إذا وضع السيف في أمتي، لم يرتفع عنها إلى يوم القيامة)) صحيح: الترمذي 2202عن ثوبان .

‏ ((إذا وضع السيف)) أي المقاتلة ((في أمتي، لم يرفع عنها إلى يوم القيامة)) أي تسلسل فيهم وإن قل أحياناً أو كان في بعض الجهات دون بعض، وذلك إجابة لدعوته - صلى الله عليه وسلم - أن يجعل بأسهم بينهم وأن لا يسلط عليهم عدواً من غيرهم.
قال ابن العربي : وكانت هذه الأمة معصومة منه مدة من صدر زمانها مسدوداً عنها باب الفتنة حتى فتحت بقتل إمامها عثمان، فكان أول وضع السيف.

* ((لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني خبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا)) مسلم 199عن أبي هريرة .

* ((أتاني آت من عند ربي فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة، فاخترت الشفاعة وهي لمن مات لا يشرك بالله شيئا)) صحيح: الترمذي 2441 عن عوف بن مالك الأشجعي.

((أتاني آت)) أي ملك أو هو النفث وهو ما يلقيه الله إلى نبيه إلهاماً كشفياً بمشاهدة عين اليقين ((من عند ربي)) أي برسالة بأمره، وأطنب بزيادة العندية إيذاناً بتأكد القضية ((فخيرني)) في الآتي عن الله، وعبر بالرب المشعر بالتربية والإحسان والامتنان وتبليغ الشيء إلى كماله لأنه أنسب بالمقام ((بين أن يُدخل)) بضم أوله يعني الله ((نصف أمتي)) أمة الإجابة ((الجنة، وبين الشفاعة)) أي شفاعتي فيهم يوم القيامة.
((فاخترت الشفاعة)) لعمومها إذ بها يدخلها ولو بعد دخول النار كل من مات مؤمناً، كما قال: ((وهي)) أي والحال أنها كائنة أو حاصلة ويحتمل جعل الواو للقسم أي والله هي حاصلة ((لمن مات)) من هذه الأمة ولو مع إصراره على جميع الكبائر لكنه ((لا يشرك بالله شيئاً)) أي ويشهد أني رسوله، ولم يذكره اكتفاء بأحد الجزأين عن الآخر لعلمهم بأنه لابد من الإتيان بهما لصحة الإسلام.

* ((شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي)) صحيح: أبو داود 4739عن أنس بن مالك .

* ما زلنا نمسك عن الاستغفار لأهل الكبائر حتى سمعنا من في نبينا يقول : ((إن الله- تبارك وتعالى -لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، قال : فإني أخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي يوم القيامة)). فأمسكنا عن كثير مما كان في أنفسنا. حسن : السنة لابن أبي عاصم 830 عن عبد الله بن عمر.

* ((ليخرجن قوم من أمتي من النار بشفاعتي يسمون: الجهنميون)) صحيح: الترمذي 2600عن عمران بن حصين .

((ليخرجن قوم من أمتي من النار بشفاعتي يسمون)) عند أهل الجنة ((الجهنميون)) فيه إشارة إلى طول تعذيبهم في جهنم حتى أطلق عليهم هذا الاسم، وأيس من خروجهم فيخرجون بشفاعته - صلى الله عليه وسلم -.

* ((أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة)) متفق عليه من حديث جابر .

((أعطيت خمساً)) أي من الخصال، قاله في تبوك آخر غزواته ((لم يعطهن)) الله ((أحد من الأنبياء)) أي لم تجتمع لأحد منهم أو كل واحدة لم تكن لأحد منهم ((قبلي)) فهي من الخصائص، وليست خصائصه منحصرة في الخمس بل هي تزيد على ثلاثمائة كما بينه الأئمة، والتخصيص بالعدد لا ينفي الزيادة ((نصرت)) أي أعنت ((بالرعب مسيرة شهر)) أي نصرني الله بإلقاء الخوف في قلوب أعدائي من مسيرة شهر بيني وبينهم.
((وجعلت لي الأرض)) ولأمتي، أي ما لم يمنع مانع ((مسجداً)) أي محل سجود ولو بغير مسجد وقف للصلاة فلا يختص بمحل، بخلاف الأمم السابقة فإن الصلاة لا تصح منهم إلا في مواضع مخصوصة من نحو بيعة أو كنيسة، فأبيحت الصلاة لنا بأي محل كان، ثم خص منه نحو حمام ومقبرة ومحل نجس ((وطهوراً)) أي مطهراً، وفسر المسجد بقوله ((فأينما رجل من أمتي أدركته الصلاة)) في محل من الأرض ((فليصل)) بوضوء أو تيمم، ذكر ذلك لدفع توهم أنه خاص به، وقدم النصر الذي هو الظفر بالأعداء لأهميته إذ به قيام الدين، وثنى بجعل الأرض ذلك لأن الصلاة وشرطها أعظم المهمات الدينية.
((وأحلت لي الغنائم)) ما أخذ من الكفار بقهر وغيره، والمراد بإحلالها له اختصاصه بها هو وأمته دون الأنبياء، فإن منهم من لم يؤذن له بالجهاد فلم يكن له غنائم، ومنهم المأذون الممنوع منها فتجئ نار فتحرقه إلا الذرية ((وأعطيت الشفاعة)) العامة والخاصة الخاصتان به.
قال النووي : له شفاعات خمس : الشفاعة العظمى للفصل، وفي جماعة يدخلون الجنة بغير حساب، وفي ناس استحقوا النار فلا يدخلونها، وفي ناس دخلوا النار فيخرجون منها. وفي رفع درجات ناس في الجنة.
((وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة)) وفيه أن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أفضل الأنبياء والرسل لما ذكر من أن كل نبي أرسل إلى قوم مخصوصين وهو إلى الكافة، وذلك لأن الرسل إنما بعثوا لإرشاد الخلق إلى الحق وإخراجهم من الظلمات إلى النور ومن عبادة الأصنام إلى عبادة الملك العلام.
وكل من كان في هذا الأمر أكثر تأثيراً كان أفضل فكان المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فيه القدح المعلي، إذ لم يختص بقوم دون قوم وزمان دون زمان، بل دينه انتشر في المشارق والمغارب وتغلغل في كل مكان واستمر استمداده على وجه كل زمان، زاده الله شرفاً على شرف وعزاً على عز، ما در شارق ولمع بارق، فله الفضل بحذافيره سابقاً ولاحقاً.

* ((إن الله بعثني إلى كل أحمر وأسود، ونصرت بالرعب، وأحل لي المغنم، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وأعطيت الشفاعة للمذنبين من أمتي يوم القيامة)) صحيح: الجامع الصغير عن على برقم 1728 .

* ((ليدخلن الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من بني تميم)) صحيح: أحمد عن عبد الله بن أبي الجدعاء .

((ليدخلن الجنة بشفاعة رجل من أمتي)) أمة الإجابة ((أكثر من تميم)) أي القبيلة المشهورة قيل: هو أويس القرني، وقيل: عثمان، وتمام الحديث، قالوا: سواك يا رسول اللّه، قال: سواي.

* ((أرأف أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في دين الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأقضاهم علي، وأفرض رائعهم زيد بن ثابت، وأقرؤهم أبي، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، ألا وإن لكل أمة أمينا، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح)) صحيح: الجامع الصغير 868 .

‏((أرأف)) في رواية أرحم ((أمتي بأمتي)) أي أكثرهم رأفة: أي شدة رحمة ((أبو بكر)) لأن شأنه العطف والرحمة واللين والقيام برعاية تدبير الحق - تعالى -ومراقبة صنعه، فكان يدور مع الله في التدبير ويستعمل اللين مع الكبير والصغير.
والرأفة أرق الرحمة ((وأشدهم)) ذكره نظيراً للمعنى: أقواهم صرامة وأصلبهم شكيمة ((في دين الله عمر)) لغلبة سلطان الجلال على قلبه، فأبو بكر مع المبتدأ وهو الإيمان، وعمر مع ما يتلوه وهو الالشريعة الاسلامية، لأن حق الله على عباده أن يوحدوه، فإذا وحدوه فحقه أن يعبدوه بما أمر ونهى.
ولذا قبل لأبي بكر: الصديق، لأنه صدق بالإيمان بكمال الصدق، وعمر فاروق، لأنه فرق بين الحق والباطل. وأسماؤهما تدل على مراتبهما بالقلوب وشأن درجتهما في الأخبار متواترة ((وأصدقهم حياء)) من الله ومن الخلق ((عثمان)) بن عفان، فكان يستحي حتى من حلائله وفي خلوته. ولشدة حيائه كانت تستحي منه ملائكة الرحمن.
وفي الحديث: «إن الحياء من الإيمان». فكأنه قال: أصدق الناس إيماناً عثمان، وفي خبر: «الحياء لا يأتي إلا بخير» فكأنه قال: عثمان لا يأتي منه إلا الخير أو لا يأتي إلا بالخير.
((وأقضاهم علي)) أي أعرفهم بالقضاء بأحكام الشرع. قال السمهودي: ومعلوم أن العلم هو مادة القضاء.
قال الزمخشري: سافر رجل مع صحب له فلم يرجع حين رجعوا فاتهمهم أهله، فرفعوهم إلى شريح، فسألهم البينة على قتله، فارتفعوا إلى علي فأخبروه بقول شريح فقال:

أوردها سعد وسعد مشتمل *** ما هكذا يا سعد تورد الإبل

ثم قال: إن أصل السقي التشريع، ثم فرق بينهم وسألهم. فاختلفوا ثم أقروا بقتله فقتلهم به: وأخباره في هذا الباب مع عمر وغيره لا تكاد تحصى.
((وأفرض رائعهم)) أي أكثرهم علماً بمسائل قسمة المواريث، وهو علم الفرائض ((زيد بن ثابت)) أي أنه يصير كذلك، ومن ثم كان الحبر ابن عباس يتوسد عتبة بابه ليأخذ عنه.
((وأقرؤهم)) أي أعلمهم بقراءة القرآن ((أبيّ)) بن كعب، بالنسبة لجماعة مخصوصين أو وقت من الأوقات، فإن غيره كان أقرأ منه أو أكثرهم قراءة، أو أنه أتقنهم للقرآن وأحفظهم له.
((وأعلمهم بالحلال والحرام)) أي بمعرفة ما يحل ويحرم من الأحكام ((معاذ بن جبل)) الأنصاري ((ألا وإن لكل أمة أميناً)) أي يأتمنونه ويثقون به ولا يخافون غائلته ((وأمين هذه الأمة)) المحمدية ((أبو عبيدة عامر بن الجراح)) أي أشدهم محافظة على الأمانة وتباعداً عن مواقع الخيانة. والأمين المأمون، وهو مأمون الغائلة: أي ليس له غدر ولا مكر.
وقال ابن حجر : الأمين الثقة الرضي، وهذه الصفة وإن كانت مشتركة بينه وبين غيره، لكن السياق يشعر بأن له مزية فيها، لكن خص النبي - صلى الله عليه وسلم - كل واحد من الكبار بفضيلة وصفه بها فأشعر بقدر زائد فيها على غيره.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الموضوع منقول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ


قــولــــوا :

" اللهم صل على سيدنا محمد و على آل سيدنا محمد كما صليت على إبراهيم و آل إبراهيم إنك حميد مجيد و بارك على سيدنا محمد و آل سيدنا محمد كما باركت على إبراهيم و آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد" .








https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى