المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لمادا لانتخده وسيلة للتعبير عن ارائنا



linnou
11-02-2013, بتوقيت غرينيتش 02:02 AM
مبدأ اللاعنف (( اللاحرب ))



تأسس مبدأ اللاعنف والذي عُرف في عالم السياسية بـ"المقاومة السلمية "، على يد الزعيم الهندي ( المهاتما غاندي من مواليد 2 تشرين الثاني 1869, سافر غاندي إلى بريطانيا عام 1888 لدراسة القانون، وفي عام 1891عاد منها إلى الهند بعد أن حصل على إجازة جامعية تخوله ممارسة مهنة المحاماة), ومبدأ اللاعنف عبارةعن مجموعة من المبادئ تقوم على أسس دينية وسياسية واقتصادية في آن واحد , ملخص شاملها الشجاعة والحقيقة واللاعنف، وتهدف إلى إلحاق الهزيمة بالمحتل عن طريق الوعي الكامل بالخطر المحدق, وتكوين قوة قادرة على مواجهة هذا الخطر باللاعنف أولا , ثم بالعنف إذا لم يوجد خيار آخر.ويرى غاندي بأن مبدأ اللاعنف لا يعتبر عجزاً وضعفاً بأي شكل من الأشكال,لأن "الامتناع عن المعاقبة لا يعتبر غفرانا, إلا عندما تكون القدرة على المعاقبة ممكنة فعليا"، وهي لا تعني كذلك عدم اللجوء إلى العنف مطلقا " إنني قد ألجأ إلى العنف ألف مرة إذا كان البديل إقصاء عرق بشري بأكمله". فالهدف من سياسة اللاعنف في رأي غاندي , هي إبراز ظلم الظالم من جهة, وتأليب الرأي العام على هذا الظلم من جهة ثانية, تمهيداً للقضاء عليه بشكل كلي أو على الأقل حصره والحيلولة دون تفشيه, كما يؤكد ضرورة عدم تواجد الجبن في شخصية من يعتنق مبدأ اللاعنف ويمارسه , فإن ممارسة هذا المبدأ يتطلب الكثير من الشجاعة, ولكن اشترط المهاتما غاندي لنجاح هذه السياسية وجود مناخ مهيأ وأرضية مناسبة لتطبيقه, وتأتي في مقدمةهذهالشروط تمتع الخصمببقيةمن ضميروحرية, تمكنهفيالنهايةمنفتححوارموضوعي مع الطرف الآخر, وفي العام 1947, نجح مبدأ اللاعنف في الهند على يد غاندي, واستقلت الهند من الاستعمار البريطاني ... وقد دعت الأمم المتحدة إلى إعلان يوم ميلاد المهاتما غاندي (2 تشرين الثاني ) يوماً عالمياً لمبدأ اللاعنف...
ومما يجدر ذكره أن علماء الإسلام يعتبرون مبدأ اللاعنف جزء لا يتجزأ من عقيدتهم حيث أن الإسلام يرفض العصبية ولا يرضى أن تكون مسلكاً من مسالك الناس , ويرفض العنف , ولا يقره, ففي الآية الكريمةhttp://www.dzbatna.com/images/smilies/frown.gif ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم), فالإسلام يدعو إلى السلام ويعتبر السلم هو الأصل, والحرب هيالاضطرار, وان الجهادوالحرب حكم من التعليم الثانوي واضطراري..وإن من أهم الاستراتيجيات المتبعةفيتحقيق نتائجملموسة لتطبيق مبدأ اللاعنف هي:1- فرض رائع الأمر الواقع: إن المجموعات اللاعنفية تستخدم نوعاًمنالتكتيكاتالتيترغمالآخرين على التفاعل والتعاون معهم , فحينما وضع الحصار الاقتصادي والثقافي على حكومة جنوب إفريقيا عام 1980م أدى هذا إلى تغيير في الحكومة بدون استخدام القوة العسكرية, كذلك أدت مقاطعة السود لبضائع البيض إلى جعل البيض يقرّون بأنهم لا يستطيعون العيش بدون السود, إن استراتجيات اللاعنف تجعلالخصوم في صراع مع المجتمع الدولي, فعندما شاهدنا السلطات السورية تقتل الشباب الأكراد ليلةعيد نوروز2014م بطريقة وحشية وقف العالم كله ضد هذه الممارسات،أي إن ممارسات العنف تنقلب ضد ممارسيها مهما طال الزمن أو تغيرا لمكان. 2- مراقبة السلوك والتعبئة ضده :بعض من المجموعات التي تدين العنف بطريقة مراقبة القضايا وتتبع أسلوب التعبئة والتأثير بهدف التغيير. مثلا مجموعات حقوق الإنسان والبيئة يحاولون أن يراقبوا مؤسسات الدولة والحكومة وحتى القطاع الخاص بهدف تقييم سلوكها في حماية الحقوق والبيئة وبعدها تقدم البحوث والتقارير عن هذه الانتهاكات والهدف من هذه البحوث والتقارير رفع وعي الرأي العام وتعزيز نظام توثيق الانتهاكات لمساعدة المجموعات الأخرى في حواراتهم لبناء السلام . إن هذا التكتيك يتطلب إتباع آليات محددة, فمنظمة العفو الدولية تستخدم عبارة "تحريك الخجل" لتحريك المجموعات الأخرى في تعبئة الجماهير في رفض أو إدانة سلوك الدولة أو القطاع الخاص وفي قضايا محدودة يعتبر تحريك الشعور بالخجل أسلوبا من أساليب المجموعات لحشد السلطة بهدف التغيير من حالة أو التأثير على قضية. إن استهداف السلوك بدل الناس، الهدف منه تغير السلوك وليس عزل مجموعة من الناس لأن عملية العزل, قد تولد رد فعل عنيف, وقد تتحول إلى تغيير في الفكر, بعيداً عن الأفكار التي تريد أن تتبناها المجموعات.3- الرفض والاحتجاج :هذا الأسلوب يهدف إلى رفع الحس بالخجل من آثار وجرائم العنف داخل الرأي العام , وهذا يتم عن طريق المنشورات, الخطابات أثناء مراسيم التعازي لضحايا العنف.4- عدم التعاون :هذا الأسلوب اللاعنفي يتمركز حول رد الفعل العاطفي, ويتلخص في توقف الجماهيرعن نشاطاتها اليوميةلمقاومة الإجراءات المطبقة بحقها, ويتمثل ذلك فيعدمالتعاونالاجتماعيوالاقتصادي والسياسيمعهاكالإضرابعنالعملومقاطعةالانتخاباتمقاطعة القوانينالاستبدادية.
فليكن اللاعنف والنضال الديمقراطي الحضاري , وسيلتنا وأداتنا لإنهاء كل أشكال التمييز ضدنا ، فالشعب الهندي بقيادة زعيمه "المهاتما غاندي" قد أدى رسالة اللاعنف على أفضل وجه، وأدخل العالم في تجربة تستحق الوقوف عليها وإتباعها، بعد أن أثبت المادة التاريخ جدواها، وأفصحت الأيام عن جوهرها وأهميتها في آن واحد.





https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى