loulou ange
11-02-2013, بتوقيت غرينيتش 01:58 AM
وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
جامعة زيان عاشور ب ديزاد باتنة
كلية الآداب واللغات والعلوم الإنسانية والاجتماعية
قسم المادة التاريخ
سنة أولى ماستر: تخصص المادة التاريخ الحديث والمعاصر مقياس :مادة التاريخ أوربا الحديث
من إعداد الطلبة :
1 – بن مسعود جمال أستاذ المقياس : لباز الطيب
2- شبيرة نور الدين
3- عليوات صلاح الدين
السنة الجامعية :2014 /2014
خطة البحث:
مقدمة ........................................ ........................................ ........................................ ........................................
المبحث الأول : أوضاع فرنسا و بروسيا قبل الحرب ........................................ ......
المطلب الأول : أوضاع فرنسا........................................ ........................................ ........................
المطلب الثاني : أوضاع بروسيا........................................ .................................................. ............
المبحث الثاني: الأسباب المباشرة و غير المباشرة .. للحرب.............................
المطلب الأول : الأسباب المباشرة للحرب .................. ........................................ ...............
المطلب الثاني: الأسباب غير المباشرة للحرب..................... ........................................ ......
المبحث الثالث : نتائج الحرب ........................................ ........................................ ...........................
المطالب الأول : النتائج القريبة ........................................ ........................................ .........................
المطلب الثاني: النتائج البعيدة ........................................ ........................................ .........................
خاتمة ........................................ ........................................ ............................................... .......................................
مقدمة :
انه من المعلوم أن محور المادة التاريخ الحديث هو المادة التاريخ الأوربي ولاشك أن الحضارة الأوربية الحديثة هي التي امتدت في ما وراء العالمين الجديد والقديم ابتدءا من عصر النهضة الذي مهد لأوربا بكاملها لولادة ما يعرف بالثورة الصناعية والثورة المادة الفرنسية فكانت هذه سمات أوروبا في الفترة الحديثة ومع نمو الحركات القومية تصاعدت الصراعات بين الدول الأوربية على الأرض الأوربية ومن أخطر هذه الصراعات الحرب البروسية المادة الفرنسية التي وضعت أساسا خطيرا في العلاقات الأوربية ,ويرجع سبب اختيارنا لهذا الموضوع هو معرفة الحالة السياسية لأوروبا التي عرفت اهتزازا حقيقيا في الخارطة الأوربية بعد ظهور ونمو الحركات القومية ,وتكمن أهمية هذا الموضوع في كونه يسلط الضوء على الحرب التي ستغير الخارطة الجيوسياسية لأوربا وتغير موازين القوى فيها ,والإشكالية المطروحة تتمثل في لماذا استمال بسمارك فرنسا لهذه الحرب؟وماهي النتائج التي تمخضت عن هذه الحرب سواء على فرنسا أو ألمانيا أو على أوروبا عامة؟
ولهذا فقد قسمنا بحثنا إلى ثلاث مباحث: المبحث الأول يسرد لنا أوضاع فرنسا وألمانيا فبل الحرب ففرنسا كانت نعيش نشوة نجاح الثورة المادة الفرنسية ودخولها في عهد جديد تميز باعتلاء نابليون سدة الحكم ومحاولاته التوسعية التي أقلقت أوروبا أما ألمانيا فقد كانت مفككة إلى دويلات وأمارات وكانت حروب بسمارك الوحدوية ضد النمسا والدانمارك سائدة آنذاك
أما المبحث الثاني فيتناول الأسباب الخفية والظاهرة لهذه الحرب
أما المبحث الثالث نبين فيه ماذا نتج عن هذه الحرب ؟ومن هو المستفيد الأكبر منها ؟وانعكاساتها على العلاقات الدولية ؟
ومن الصعوبات والعقبات التي واجهتنا في بحثنا نقص المراجع المتخصصة وعدم ضبط المصطلحات المادة التاريخية.
المبحث الأول : أوضاع فرنسا و بروسيا قبل الحرب
المطلب الأول : أوضاع فرنسا
المطلب الثاني : أوضاع بروسيا
المبحث الأول : أوضاع فرنسا و بروسيا قبل الحرب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المطلب الأول : أوضاع فرنسا :
إن نجاح الثورة المادة الفرنسية و بغض النظر عن أسبابها سواء كانت اقتصادية بسبب أزمة الخزينة ,أو اجتماعية بسبب التململ الذي عاشه المجتمع في ضل غياب العدالة الاجتماعية ,أو السياسية بالطريق المسدود الذي وصلت أليه المجلس في قضية الانتخابات , أو أن كل هذه العوامل مجتمعة . إلا أن هذه الثورة التي يفتخر بها الفرنسيون و يقدسون مكاسبها كانت نقمة على باقي أوروبا لما تمثله من تهديد بزعزعة عروش ملوك أوروبا و أباطرتها.
ففرنسا حاولت أن تصدر مبادئ الثورة عبر مجموعة من الوسائل من بينها الدعاية عن طريق الصحافة و توسعات عسكرية حيث توسع نابليون الأول عام 1796 في ايطاليا (1),1805 في ألمانيا بعد ما كانت مقسمة إلى 400 إمارة أكبرها بروسيا حيث سيصبح هذا الغزو منعرجا هاما في تكوين الحركة القومية في ألمانيا (2), و بانهزام نابليون الأول و من خلاله فرنسا في معركة واترلو 1815 ,و بعد انعقاد مؤتمر فيينا في نفس السنة تحت شعار" إعادة الحق لأصحابه" , حيث قسمت تركة فرنسا بين النمسا و بروسيا , كما فشل المؤتمر في تحقيق وحدة ألمانيا بفضل النفوذ النمساوي من جهة و التمسك الأمراء بإمراتهم في ألمانيا من جهة أخرىرغم رغبت الرأي العام الألماني في الوحدة (3).
دخلت فرنسا بعدها في صراعات داخلية حتى تم تنصيب نابليون الثالث 1848 معلنا عن قيام الجمهورية الثانية ثم استطاع اعلان الإمبراطورية الثانية عام 1852 و انهمك في اصلاحات داخلية ونشير هنا وفي هذا الوقت كانت فرنسا لاتزال تحتفظ ببعض المناطق في ألمانيا وأهمها الألزاس و اللورين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
(1) محمد قاسم , المادة التاريخ الحديث و المعاصر،<< د ط ؛ مصر، دار المعارف >>، ص42
(2) غرانيت .أ.ن، اوروبا في القرنين التاسع عشر و العشرين (1781-1950)، تر:بهاء فهمي،ط6،ج1؛القاهرة، مؤسسة سجل العرب ، ص 118
(3) محمد قاسم , المرجع السابق،ص66
المبحث الأول : أوضاع فرنسا و بروسيا قبل الحرب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
المطلب الثاني : أوضاع بروسيا:
تعتبر بروسيا واحدة من أهم الإمارات التي ظهرت في العهد الحديث إذ أصبحت قوة لها مكانتها في أوروبا حيث ارتبطت بكثير من السياسات الأوروبية في قلب القارة , بالموقف الذي يتخذه ملك بروسيا (1) . و بعد فشل مؤتمر فيينا (1815) في تحقيق الوحدة بسبب ما تقدم ذكره رغم محاولات الرأي العام الألماني ( طلاب ’ أساتذة جامعيون)من خلال تكتلات و جمعيات أبرزها شبترشافت , وإحياء ذكرى تمرد مارتن لوثر على البابا بجمع الكلمة بغية التوحد ، إلا أنها بقيت مجرد مطلب شعبي دون تجسيد سياسي ممارس لكن المؤتمر استطاع تمرير وحدة وهمية متمثلة في مجلس الدايت(2)’ وببروز اتحاد الزولفراين(*) الذي تزعمته بروسيا حيث كان اتحادا اقتصاديا ( جمارك ، نهضة صناعية ، أساليب جديدة في التجارة....) معتمدا على الروح القومية التي دفعت اليها التحرشات المادة الفرنسية من قبل ، ورغم رفض الإمبراطور فريدريك وليام الرابع للوحدة تحت عرشه بسبب معارضة النمسا و أمراء الإمارات الألمانية الباقية (3). و بعد اعتلاء وليام الثاني على عرش بروسيا و تعيينه لبسمارك مستشارا له ’ بدأت تنصب هذه الجهود لجعل هذه الوحدة واقعا وفق مجموعة من الإجراءات ساعدت فيها الوحدة الجغرافية و اللغوية و العرقية ، فعمل هذا الأخير إلى تطوير الإقتصاد و الجيش ولم تبق أمامه إلا تحديات الخارجية و المتمثلة في سياسات كل من الدنمارك و النمسا و فرنسا المعرقلة لتجسيد وحدة كاملة (4).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
(*)يعتبر أول ظهور لتكتل اقتصادي أوروبي ظهر في اتحاد الولايات الألمانية سنة1818بمثابة اتحاد جمركي بداية ثم تطور إلى اتحاد اقتصادي بلغ قمته سنة1834.
(1) عبد العزيز نوار، المادة التاريخ الأوروبي الحديث من عصر النهضة إلى الحرب العالمية الأولى،<<دط ،ج1؛ مصر ،دار الفكر العربي ، 1999>>،ص243.
(2) محمد قاسم , المادة التاريخ الحديث و المعاصر،ص69.
(3) ابوعلية عبد الفتاح حسن،مادة التاريخ أوروبا الحديث والمعاصر،<<دط؛المملكة مادة اللغة العربية السعودية،دار المريخ للنشر و التوزيع،1989>>،ص360.
(4) محمد قاسم , المرجع السابق،ص162.
المبحث الثاني: الأسباب المباشرة و غير المباشرة للحرب
المطلب الأول : الأسباب غير المباشرة للحرب
المطلب الثاني: الأسباب المباشرة للحرب
المبحث الثاني: الأسباب المباشرة و غير المباشرة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
المطلب الأول : الأسباب غير المباشرة للحرب
لقد طرحت الوحدة الألمانية التي أرادت بروسيا تزعمها تحديات في الداخل و الخارج ، إلا أن بسمارك استطاع أن يضم كل الإمارات المستقلة بذاتها بانتهاجه سياسة الدم والحديد ، هذا داخليا .
إلا أن واقع الإمارات التي تخضع للنفوذ و السيطرة الخارجية من قبل الدول المجاورة(الدنمارك ، النمسا ، فرنسا) و التي ترى من مصالحها عدم نجاح هذه الوحدة و بالتالي تمسكت كل دولة بالإمارات الخاضعة لسيطرتها ، مما جعله تحديا خارجيا لإتمام الوحدة .وكانت خطة العمل التي تنتهجها بروسيا واضحة وهي خطة تنطوي على إجبار النمسا و فرنسا بالتخلي عن موقفهما العدائي حيال الإتحاد الألماني إذ كانت سياستهما تعرض قيام اتحاد ألماني(1)،هذا ما جعل بروسيا تتخذ سياسات تمكنها من مواجهة هاته الدول كل واحدة على حدا بإعلانها الحرب على:
الحرب على الدنمارك (1864):كان السبب في هذه الحرب إثارة مشكلة دوقيتي شلزويج و هولشتاين اللتان كان ملوك الدنمارك يحكمانهما منذ عام 1815 إذ أرغمت الدنمارك في ختام هذه الحرب للتخلي عن هاتين الدوقيتن و أمام استمرار الحرب دخلت النمسا وحشدت جيوشها كتهديد لبروسيا من جهة و لتخويف الدنمارك من جهة أخرى بأن لها أفضلية في ضم إحدى الدوقيتين و انتهت الحرب بأن سيطرت بروسيا على شلزويج و سيطرت النمسا على هولشتاين وفق معاهدة جشتين1865 تنص على ذلك(2).
الحرب على النمسا(1866): كان هدف بروسيا من وراء حربها على النمسا هو أن تقوم بعزلها دوليا ومن ثم القضاء على نفوذها المتغلغل داخل ألمانيا و لكي ترغمها في النهاية على قبول وحدتها ، إذ أقدمت على إجراء اتفاقيات مع الدول التي تربطها علاقات مع النمسا ، فوقع اتفاق مع فرنسا يمكنها من التوسع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
(1) محمد قاسم , المادة التاريخ الحديث و المعاصر،ص161.
(2) ابوعلية عبد الفتاح حسن،مادة التاريخ أوروبا الحديث والمعاصر،ص383.
بلجيكا بمد سكة حديدية أو ضم لكسنبورغ أو بعض المناطق في الراين ، وعرض على إمارة بدمونت في حالة وقوع حرب مع النمسا بضم البندقية التي كانت تحت سيطرت النمسا وفق معاهدة سابقة الذكر أما روسيا فقد كانت سندا لها في إخماد الثورة في بولندا ، وهكذا وبتوفر الأجواء السياسية المناسبة وباختراق النمسا لمعاهدة جشتين تم إعلان الحرب على النمسا وأسفرت على هزيمة النمسا في معركة سادو02 جوان 1866 و تم ضم دوقية هولشتاين وانتهت بمعاهدة براغ في 03أوت 1866 .ونتيجة لذلك ضمت بدمونت البندقية(1).
ولم يبق أمام بروسيا لإتمام الوحدة إلا المناطق التي تحت السيطرة المادة الفرنسية إذ كانت هناك تيارات متعددة في فرنسا إزاء تزعم بروسيا للوحدة الألمانية وكانت الغالبية العظمى من بين هذه الاتجاهات و التيارات كانت مناهضة للوحدة الألمانية بزعامة بروسيا ترى أن لا تتم هذه الوحدة بشكل يجعل ألمانيا متحدة و قوية و قادرة على تحدى فرنسا ، لكن استندت بروسيا على حلفها القوي مع روسيا و كانت تربط أيضا النمسا بمعاهدة براغ ، أما بدمونت فقد كانت تنتظر استعادة روما من فرنسا إزاء هزيمة فرنسا و هذا ما أشارت إليه بروسيا لبدمونت لو وقعت في حرب بين بروسيا وفرنسا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
(1) ابوعلية عبد الفتاح حسن،مادة التاريخ أوروبا الحديث والمعاصر،ص384.
المبحث الثاني: الأسباب المباشرة و غير المباشرة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
المطلب الثاني : الأسباب المباشرة
أصبحت بروسيا وفرنسا تدركان أن الحرب واقعة لا محالة إن عاجلا أو آجلا و بدأ بسمارك يكسب نقاطا لحسابه بتحالفه مع روسيا لقمع الثورة في بولندا و ايطاليا التي كانت تنتظر وقوع أزمة لفرنسا لتحصل منها على روما و انجلترا التي تنظر بعين القلق لتطلعات فرنسا نحو انطلاقة استعمارية كبيرة نحو كل من أمريكا الوسطى و إفريقيا و جنوب شرق أسيا و بث سيطرتها على اسبانيا و بلجيكا (1).
و قد كانت المسألة الإسبانية هي المهيأة لوقوع حرب بين بروسيا و فرنسا ، حيث و قع تنافس بينهما بما يعرف مادة التاريخيا بأزمة خلو العرش ، التي حدثت بعد الثورة التي قامت في اسبانيا ضد الملكة إليزابيث التي فرت إلى فرنسا وبقي العرش خاليا وراءها ، مما جعل الدول الأوروبية في عملية الترشيح و التصويت .
و كانت بروسيا قد رشحت أميرا ألمانيا يدعى ليوبولد إلا أن فرنسا اعترضت حفاظا على مصالحها و مكاسبها السياسية و حتى لا يتم توحيد الدولتين الإسبانية و البروسية و قلب توازن القوى في أوروبا ، هذا ا ما جعل بروسيا تسحب مرشحها و التراجع عن القرار و رغم ذلك فقد تعنت الفرنسيون بعد رذوخ بروسيا لهم وأرادوا ضمانا ألا يتم تولية أمير من بيت هوهنستلرن ، و توترت العلاقات بين الطرفين ، إذ بعثت فرنسا وزير خارجيتها غرامونت لتسوية الخلاف(2) ، هذا ما جعل بسمارك يتربص بجر فرنسا لحرب مع بروسيا . تلقى بسمارك من الملك ويليام الثاني برقية عرفت باسم برقية ايمز التي تتناول موقفا احتدت فيه المناقشة بين الملك والسفير الفرنسي بيدنتي ، إذ أعاد صياغتها بما يستفز الفرنسيين فكانت شديدة الإهانة وسلمها لرجال الصحافة ليتم نشرها .احدث محتوى البرقية في الرأي العام الفرنسي وقياداته السياسية و العسكرية أثرا كبيرا فأصبح الجميع يضغط على الإمبراطور لإعلان الحرب على بروسيا(3) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
(1) غرانيت .أ.ن ، اوروبا في القرنين التاسع عشر و العشرين (1781-1950)،ص167.
(2) محمد قاسم , المادة التاريخ الحديث و المعاصر،ص171
(3) محمد قاسم , المرجع السابق،ص172.
نابليون الثالث بإعلان الحرب في 19جويلية 1870 (1)،و بذلك سقطت فرنسا في الشرك الذي نصبه بسمارك في جرها لتكون أول من يعلن الحرب حتى يكسب شرعية دولية وغطاءا سياسيا أوروبيا .ومن هنا نشبت الحرب البروسية المادة الفرنسية حيث كان الجيش البروسي تحت قيادة مولتكه وكان يفوق خصمه عدة و عددا(500ألف جندي بروسي مقابل 250ألف جندي فرنسي ، فضلا على التطور في الأسلحة الذي فاق به البروسيين نظرائهم الفرنسيين). فهزم الجيش الفرنسي في معركة سيدان في02 سبتمبر 1870 التي استسلم فيها نابليون الثالث رفقة 100ألف من جنوده(2) .وبدأ الجيش الفرنسي في التراجع و التقهقر نحو الداخل الفرنسي شيئا فشيئا. ففي 04 سبتمبر 1870 قامت مقاومة مادة الفرنسية أعلنت عن قيام حكومة للدفاع الوطني وركزت قوة دفاعية في باريس وأعلنت إنتهاء حقبة الإمبراطورية و تشكيل الجمهورية الثالثة ، هذه الحكومة قامت بإجراء مفاوضات مع بروسيا لكنها انهارت بعد اشتراط هذه الأخيرة التنازل عن مدن الألزاس و اللورين (3)، ومنه قامت القوات البروسية من محاصرة العاصمة باريس و قام بعض أعضاء الحكومة المؤقتة بالفرار من الحصار و شكلّوا قوات في الأرياف المجاورة لباريس للدفاع عنها(4) ، لكن في 28 جانفي 1871 سقطت العاصمة باريس ووجد الفرنسيون أنفسهم مجبرون على توقيع الصلح مع البروسيين وبشروط البروسيين في مؤتمر فرانكفورت بألمانيا 10 ماي 1871 و نص على ما يلي :
- تحتل ألمانيا الألزاس و اللورين .
- تدفع فرنسا غرامة مالية لألمانيا كبيرة خلال 5 سنوات كتعويض للحرب .
- تحتل بروسيا بعض الأراضي من فرنسا حتى تدفع الغرامة.
- تتويج الملك ويليام الثاني امبراطورا على ألمانيا الموحدة(5).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) غرانيت .أ.ن ، اوروبا في القرنين التاسع عشر و العشرين (1781-1950)،ص183.
(2) ابوعلية عبد الفتاح حسن،مادة التاريخ أوروبا الحديث والمعاصر،ص384.
(3) عبد العزيز نوار، المادة التاريخ الأوروبي الحديث من عصر النهضة إلى الحرب العالمية الأولى ،ص 278.
(4) (4)L'histoire de monde (1789-1918),Afrique-Almetique; groupe externe ,graphique édition, Bologne, Avril ,2014
(5) محمد قاسم , المرجع السابق،ص189.
المبحث الثالث : نتائج الحرب
المطلب الأول : النتائج القريبة
المطلب الثاني: النتائج البعيدة
المبحث الثالث : نتائج الحرب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المطلب الأول : النتائج القريبة
أدت هذه الحرب إلى ظهور دولتين جديدتين هما المملكة الايطالية والإمبراطورية الألمانية والى اهتزاز كبير في الخارطة السياسية الأوربية بالنسبة لألمانيا فقد استفاد بسمارك من هذا الانتصارلأكمال تحقيق الوحدة الألمانية وأعلن عن قيام الإمبراطورية الألمانية في 18جانفي 1871وضم إليه منطقتي الالزاس واللورين الذي سيؤدي فيما بعد إلى نشوء مظهر جديد للمشكلة القومية فيما بعد ,بعد هذا النصر الكبير برزت بروسيا كقوة كبرى في أوربا وكانت جميع الأنظار تتوجه نحو بسمارك الذي استطاع أن يقطع أوصال فرنسا وخضعت لراقبته لقد بدا بسمارك سيد اللعبة بحق ,فسرعان ما أصبح الرايخ الجديد الذي أقامه القوة الكبرى أنما يشهد انطلاقة اقتصادية سريعة وأصبح قادرا على أعلاء صوت ألمانيا وأصبح يملك أفضل جيش في العالم وتميز بسمارك بسياسة واقعية تستبعد المشاعر العاطفية والذي كان همه تحقيق التوازن الأوربي بأشراف اكبر قوة في القارة بروسيا أوبالأحرى ألمانيا وكان يريد أن يفرض رائع على فرنسا احتراما دقيقا وفقا لمبادئ اتفاق فرنكفورت 19ماي1871 وفي الوقت نقسه عمل على عزل فرنسا أوربيا للحفاظ على الوضع الذي كان قائما في أوروبا(1). أما فرنسا فقد بدت حريصة جدا على أمنها قبل كل شيء خشية اعتداء ألماني محتمل كما أنها لم تصغي للمتعصبين لفكرة الثأر التي قد تقود إلى المغامرة ولكنها لم ترضخ لفقدان الالزاس واللورين وأخذت تتطلع خارج أوروبا لإعادة بناء نفوذها وهيبتها .أما بالنسبة لايطاليا فقد استفادت من هذه الحرب بتحقيق وحدتها وتم استغلال هذا بضم روما من فرنسا وتم أيضا ضم نابولي وصقلية ولومبارديا وفينيسيا وبيامون أما بالنسبة للدول الأوربية عامة فقد كان نتاج هذه الحرب بقاء مشكل القوميات داخل كل من الإمبراطورية النمساوية –المجرية وكان كل من البولونيين الايرلنديين وسكان الالزاس واللورين مرغمون على تحمل الوصاية الخارجية على حساب مشاعرهم القومية ومنه نستطيع أن نقول بأن أوربا بعد 1871ليست هي أوربا القوميات كما كان يتصور البعض بل قد بدأ عصر بسمارك عصر السلام المسلح.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
(1 (فرانسوا جورج,رولان ماركس،ريموت بوادوفان, موسوعة مادة التاريخ أوربا العام من عام1789 حتى أيامنا ،تر:حسين حيدر،ط1،ج3؛بيروت، منشورت عويدات،1995 ص 317
المطلب الثاني :النتائج البعيدة
لقد كان عام1871 سنة مهمة في مادة التاريخ أوروبا وفي توجيه سياسة الدول الكبرى إلى وجهة جديدة ,لقد انهارت فرنسا كأولى دول القارة من الناحية الحربية وحلت محلها الدولة الألمانية الجديدة و التي قامت بصفة خاصة على يد بسمارك وعلى تفوق الجيش الألماني وعلى زعامة بروسيا ونتيجة لذلك أخذت الدول الأوربية المختلفة تعمل على التقرب من هذه الدولة الجديدة المتفوقة وكان بسمارك يدرك تماما أن ألمانيا مهما بلغت قوتها الحربية ومواردها الاقتصادية ,فهي مازالت دولة حديثة التكوين والنشوء وأنها لم تصبح جزءا من النظام الدولي الأوربي إلا بعد عام 1871 (1). وهكذا أيقن بسمارك أن الألمان بانتصارهم الحاسم على الفرنسيين قد أثاروا بقية الدول الأوربية .ولا ننسى بأن من نتاج هذه الحرب ستحدث ازمة دولية بين الطرفين تعرف بازمة أغادير المغربية فقد ارادت المانيا الجديدة ان تبحث عن موقع نفوذ خارج القارة الأوربية , لقد أفاقت انجلترا من حيادها الطويل ومن سياسة العزلة التي اتبعتها لتجد أن قوة حليفتها القديمة فرنسا قد تحطمت وان دولة عظمى قامت وهي ألمانيا وأخذت تفكر في مصير أسواقها الأوربية وبذلك ستعمل بريطانيا على إتباع سياسة خارجية نشيطة تخرج بريطانيا من عزلتها وتعمل على كبح جماح بسمارك السياسية والاقتصادية داخل وخارج أوربا أما في روسيا فقد وجدت في هزيمة فرنسا فرصة مواتية للتخلص من التزاماتها في معاهدة باريس 1856 التي كانت تنص على حياد البحر الأسود ومنع روسيا من حق إقامة أي منشأة بحرية أو حربية فيه فأعلنت إنهاء المعاهدة .لقد أصيب بسمارك بجنون العظمة فقد أصبح يستغل قوة ألمانيا الاقتصادية والعسكرية ليتدخل في شؤون الدول الأوربية وأصبح الاحتقان يسود العلاقات الأوربية .أنه بعد اهانة فرنسا في حرب 1871 كانت تبحث عن استرجاع عن هيبتها المفقودة تحت أيدي بسمارك فقد مضت خمسون عاما على الحرب البروسية المادة الفرنسية دون أن ترفع احدي دول الغرب يدها على الأخرى ,ولكنها جميعا كانت تشعر بوجوب التسلح وتبعت كل أوروبا خطة بروسيا في تهيئة جيش كبير وهذا طبعا فرض رائعه منطق بسمارك الجديد بعد الحرب البروسية المادة الفرنسية كل هذه الظروف التي أملتها حرب 1871 كانت ممهدة لحرب عالمية ستشهدها أوربا بأسبابها والعالم بنتائجها .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
(1 ( فرانسوا جورج,رولان ماركس،ريموت بوادوفان, , المرجع السابق،ص320
خاتمة :
لقد استطاعت هذه الحرب القصيرة الأمد أن تلد لنا دولة عظيمة الشأن فألمانيا بسمارك غيرت مفهوم النظام الدولي الأوربي السائد آنذاك إلى نظام منطقه السلم المسلح كما قال بسمارك فقد أراد المستشار الحديدي كما يلقب من جعل مادة التاريخ أنتصاره على فرنسا من شأنه أن يغير وجه اوروبا التي ستصبح فيه العلاقات الأوروبية علاقات عداوة الى غاية تجسيد هذا العداء بحرب عالمية أولى
الببليوغرافيا:
أ_المراجع باللغة مادة اللغة العربية :
1_ نوار عبد العزيز، المادة التاريخ الأوروبي الحديث من عصر النهضة إلى الحرب العالمية الأولى،<<دط ،ج1؛ مصر ،دار الفكر العربي ، 1999>>،
2_ عبد العزيز ابوعلية حسن ،مادة التاريخ أوروبا الحديث والمعاصر،<<دط؛المملكة مادة اللغة العربية السعودية،دار المريخ للنشر و التوزيع،1989>>
3_قاسم محمد , المادة التاريخ الحديث و المعاصر،<< د ط ؛ مصر، دار المعارف >>،
4_ غرانيت .أ.ن، اوروبا في القرنين التاسع عشر و العشرين (1781-1950)، تر:بهاء فهمي،ط6،ج1؛القاهرة، مؤسسة سجل العرب
5_ فرانسوا جورج,رولان ماركس،ريموت بوادوفان, موسوعة مادة التاريخ أوربا العام من عام1789 حتى أيامنا ،تر:حسين حيدر،ط1،ج3؛بيروت، منشورات عويدات
ب_المراجع باللغة الاجنبية :
_1_ L'histoire de monde (1789-1918),Afrique-Almetique; groupe externe ,graphique édition, Bologne, Avril ,2014
http://www.dzbatna.com/images/smilies/mh31.gifhttp://www.dzbatna.com/images/smilies/mh31.gif
https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com)©
جامعة زيان عاشور ب ديزاد باتنة
كلية الآداب واللغات والعلوم الإنسانية والاجتماعية
قسم المادة التاريخ
سنة أولى ماستر: تخصص المادة التاريخ الحديث والمعاصر مقياس :مادة التاريخ أوربا الحديث
من إعداد الطلبة :
1 – بن مسعود جمال أستاذ المقياس : لباز الطيب
2- شبيرة نور الدين
3- عليوات صلاح الدين
السنة الجامعية :2014 /2014
خطة البحث:
مقدمة ........................................ ........................................ ........................................ ........................................
المبحث الأول : أوضاع فرنسا و بروسيا قبل الحرب ........................................ ......
المطلب الأول : أوضاع فرنسا........................................ ........................................ ........................
المطلب الثاني : أوضاع بروسيا........................................ .................................................. ............
المبحث الثاني: الأسباب المباشرة و غير المباشرة .. للحرب.............................
المطلب الأول : الأسباب المباشرة للحرب .................. ........................................ ...............
المطلب الثاني: الأسباب غير المباشرة للحرب..................... ........................................ ......
المبحث الثالث : نتائج الحرب ........................................ ........................................ ...........................
المطالب الأول : النتائج القريبة ........................................ ........................................ .........................
المطلب الثاني: النتائج البعيدة ........................................ ........................................ .........................
خاتمة ........................................ ........................................ ............................................... .......................................
مقدمة :
انه من المعلوم أن محور المادة التاريخ الحديث هو المادة التاريخ الأوربي ولاشك أن الحضارة الأوربية الحديثة هي التي امتدت في ما وراء العالمين الجديد والقديم ابتدءا من عصر النهضة الذي مهد لأوربا بكاملها لولادة ما يعرف بالثورة الصناعية والثورة المادة الفرنسية فكانت هذه سمات أوروبا في الفترة الحديثة ومع نمو الحركات القومية تصاعدت الصراعات بين الدول الأوربية على الأرض الأوربية ومن أخطر هذه الصراعات الحرب البروسية المادة الفرنسية التي وضعت أساسا خطيرا في العلاقات الأوربية ,ويرجع سبب اختيارنا لهذا الموضوع هو معرفة الحالة السياسية لأوروبا التي عرفت اهتزازا حقيقيا في الخارطة الأوربية بعد ظهور ونمو الحركات القومية ,وتكمن أهمية هذا الموضوع في كونه يسلط الضوء على الحرب التي ستغير الخارطة الجيوسياسية لأوربا وتغير موازين القوى فيها ,والإشكالية المطروحة تتمثل في لماذا استمال بسمارك فرنسا لهذه الحرب؟وماهي النتائج التي تمخضت عن هذه الحرب سواء على فرنسا أو ألمانيا أو على أوروبا عامة؟
ولهذا فقد قسمنا بحثنا إلى ثلاث مباحث: المبحث الأول يسرد لنا أوضاع فرنسا وألمانيا فبل الحرب ففرنسا كانت نعيش نشوة نجاح الثورة المادة الفرنسية ودخولها في عهد جديد تميز باعتلاء نابليون سدة الحكم ومحاولاته التوسعية التي أقلقت أوروبا أما ألمانيا فقد كانت مفككة إلى دويلات وأمارات وكانت حروب بسمارك الوحدوية ضد النمسا والدانمارك سائدة آنذاك
أما المبحث الثاني فيتناول الأسباب الخفية والظاهرة لهذه الحرب
أما المبحث الثالث نبين فيه ماذا نتج عن هذه الحرب ؟ومن هو المستفيد الأكبر منها ؟وانعكاساتها على العلاقات الدولية ؟
ومن الصعوبات والعقبات التي واجهتنا في بحثنا نقص المراجع المتخصصة وعدم ضبط المصطلحات المادة التاريخية.
المبحث الأول : أوضاع فرنسا و بروسيا قبل الحرب
المطلب الأول : أوضاع فرنسا
المطلب الثاني : أوضاع بروسيا
المبحث الأول : أوضاع فرنسا و بروسيا قبل الحرب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المطلب الأول : أوضاع فرنسا :
إن نجاح الثورة المادة الفرنسية و بغض النظر عن أسبابها سواء كانت اقتصادية بسبب أزمة الخزينة ,أو اجتماعية بسبب التململ الذي عاشه المجتمع في ضل غياب العدالة الاجتماعية ,أو السياسية بالطريق المسدود الذي وصلت أليه المجلس في قضية الانتخابات , أو أن كل هذه العوامل مجتمعة . إلا أن هذه الثورة التي يفتخر بها الفرنسيون و يقدسون مكاسبها كانت نقمة على باقي أوروبا لما تمثله من تهديد بزعزعة عروش ملوك أوروبا و أباطرتها.
ففرنسا حاولت أن تصدر مبادئ الثورة عبر مجموعة من الوسائل من بينها الدعاية عن طريق الصحافة و توسعات عسكرية حيث توسع نابليون الأول عام 1796 في ايطاليا (1),1805 في ألمانيا بعد ما كانت مقسمة إلى 400 إمارة أكبرها بروسيا حيث سيصبح هذا الغزو منعرجا هاما في تكوين الحركة القومية في ألمانيا (2), و بانهزام نابليون الأول و من خلاله فرنسا في معركة واترلو 1815 ,و بعد انعقاد مؤتمر فيينا في نفس السنة تحت شعار" إعادة الحق لأصحابه" , حيث قسمت تركة فرنسا بين النمسا و بروسيا , كما فشل المؤتمر في تحقيق وحدة ألمانيا بفضل النفوذ النمساوي من جهة و التمسك الأمراء بإمراتهم في ألمانيا من جهة أخرىرغم رغبت الرأي العام الألماني في الوحدة (3).
دخلت فرنسا بعدها في صراعات داخلية حتى تم تنصيب نابليون الثالث 1848 معلنا عن قيام الجمهورية الثانية ثم استطاع اعلان الإمبراطورية الثانية عام 1852 و انهمك في اصلاحات داخلية ونشير هنا وفي هذا الوقت كانت فرنسا لاتزال تحتفظ ببعض المناطق في ألمانيا وأهمها الألزاس و اللورين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
(1) محمد قاسم , المادة التاريخ الحديث و المعاصر،<< د ط ؛ مصر، دار المعارف >>، ص42
(2) غرانيت .أ.ن، اوروبا في القرنين التاسع عشر و العشرين (1781-1950)، تر:بهاء فهمي،ط6،ج1؛القاهرة، مؤسسة سجل العرب ، ص 118
(3) محمد قاسم , المرجع السابق،ص66
المبحث الأول : أوضاع فرنسا و بروسيا قبل الحرب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ
المطلب الثاني : أوضاع بروسيا:
تعتبر بروسيا واحدة من أهم الإمارات التي ظهرت في العهد الحديث إذ أصبحت قوة لها مكانتها في أوروبا حيث ارتبطت بكثير من السياسات الأوروبية في قلب القارة , بالموقف الذي يتخذه ملك بروسيا (1) . و بعد فشل مؤتمر فيينا (1815) في تحقيق الوحدة بسبب ما تقدم ذكره رغم محاولات الرأي العام الألماني ( طلاب ’ أساتذة جامعيون)من خلال تكتلات و جمعيات أبرزها شبترشافت , وإحياء ذكرى تمرد مارتن لوثر على البابا بجمع الكلمة بغية التوحد ، إلا أنها بقيت مجرد مطلب شعبي دون تجسيد سياسي ممارس لكن المؤتمر استطاع تمرير وحدة وهمية متمثلة في مجلس الدايت(2)’ وببروز اتحاد الزولفراين(*) الذي تزعمته بروسيا حيث كان اتحادا اقتصاديا ( جمارك ، نهضة صناعية ، أساليب جديدة في التجارة....) معتمدا على الروح القومية التي دفعت اليها التحرشات المادة الفرنسية من قبل ، ورغم رفض الإمبراطور فريدريك وليام الرابع للوحدة تحت عرشه بسبب معارضة النمسا و أمراء الإمارات الألمانية الباقية (3). و بعد اعتلاء وليام الثاني على عرش بروسيا و تعيينه لبسمارك مستشارا له ’ بدأت تنصب هذه الجهود لجعل هذه الوحدة واقعا وفق مجموعة من الإجراءات ساعدت فيها الوحدة الجغرافية و اللغوية و العرقية ، فعمل هذا الأخير إلى تطوير الإقتصاد و الجيش ولم تبق أمامه إلا تحديات الخارجية و المتمثلة في سياسات كل من الدنمارك و النمسا و فرنسا المعرقلة لتجسيد وحدة كاملة (4).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
(*)يعتبر أول ظهور لتكتل اقتصادي أوروبي ظهر في اتحاد الولايات الألمانية سنة1818بمثابة اتحاد جمركي بداية ثم تطور إلى اتحاد اقتصادي بلغ قمته سنة1834.
(1) عبد العزيز نوار، المادة التاريخ الأوروبي الحديث من عصر النهضة إلى الحرب العالمية الأولى،<<دط ،ج1؛ مصر ،دار الفكر العربي ، 1999>>،ص243.
(2) محمد قاسم , المادة التاريخ الحديث و المعاصر،ص69.
(3) ابوعلية عبد الفتاح حسن،مادة التاريخ أوروبا الحديث والمعاصر،<<دط؛المملكة مادة اللغة العربية السعودية،دار المريخ للنشر و التوزيع،1989>>،ص360.
(4) محمد قاسم , المرجع السابق،ص162.
المبحث الثاني: الأسباب المباشرة و غير المباشرة للحرب
المطلب الأول : الأسباب غير المباشرة للحرب
المطلب الثاني: الأسباب المباشرة للحرب
المبحث الثاني: الأسباب المباشرة و غير المباشرة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
المطلب الأول : الأسباب غير المباشرة للحرب
لقد طرحت الوحدة الألمانية التي أرادت بروسيا تزعمها تحديات في الداخل و الخارج ، إلا أن بسمارك استطاع أن يضم كل الإمارات المستقلة بذاتها بانتهاجه سياسة الدم والحديد ، هذا داخليا .
إلا أن واقع الإمارات التي تخضع للنفوذ و السيطرة الخارجية من قبل الدول المجاورة(الدنمارك ، النمسا ، فرنسا) و التي ترى من مصالحها عدم نجاح هذه الوحدة و بالتالي تمسكت كل دولة بالإمارات الخاضعة لسيطرتها ، مما جعله تحديا خارجيا لإتمام الوحدة .وكانت خطة العمل التي تنتهجها بروسيا واضحة وهي خطة تنطوي على إجبار النمسا و فرنسا بالتخلي عن موقفهما العدائي حيال الإتحاد الألماني إذ كانت سياستهما تعرض قيام اتحاد ألماني(1)،هذا ما جعل بروسيا تتخذ سياسات تمكنها من مواجهة هاته الدول كل واحدة على حدا بإعلانها الحرب على:
الحرب على الدنمارك (1864):كان السبب في هذه الحرب إثارة مشكلة دوقيتي شلزويج و هولشتاين اللتان كان ملوك الدنمارك يحكمانهما منذ عام 1815 إذ أرغمت الدنمارك في ختام هذه الحرب للتخلي عن هاتين الدوقيتن و أمام استمرار الحرب دخلت النمسا وحشدت جيوشها كتهديد لبروسيا من جهة و لتخويف الدنمارك من جهة أخرى بأن لها أفضلية في ضم إحدى الدوقيتين و انتهت الحرب بأن سيطرت بروسيا على شلزويج و سيطرت النمسا على هولشتاين وفق معاهدة جشتين1865 تنص على ذلك(2).
الحرب على النمسا(1866): كان هدف بروسيا من وراء حربها على النمسا هو أن تقوم بعزلها دوليا ومن ثم القضاء على نفوذها المتغلغل داخل ألمانيا و لكي ترغمها في النهاية على قبول وحدتها ، إذ أقدمت على إجراء اتفاقيات مع الدول التي تربطها علاقات مع النمسا ، فوقع اتفاق مع فرنسا يمكنها من التوسع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
(1) محمد قاسم , المادة التاريخ الحديث و المعاصر،ص161.
(2) ابوعلية عبد الفتاح حسن،مادة التاريخ أوروبا الحديث والمعاصر،ص383.
بلجيكا بمد سكة حديدية أو ضم لكسنبورغ أو بعض المناطق في الراين ، وعرض على إمارة بدمونت في حالة وقوع حرب مع النمسا بضم البندقية التي كانت تحت سيطرت النمسا وفق معاهدة سابقة الذكر أما روسيا فقد كانت سندا لها في إخماد الثورة في بولندا ، وهكذا وبتوفر الأجواء السياسية المناسبة وباختراق النمسا لمعاهدة جشتين تم إعلان الحرب على النمسا وأسفرت على هزيمة النمسا في معركة سادو02 جوان 1866 و تم ضم دوقية هولشتاين وانتهت بمعاهدة براغ في 03أوت 1866 .ونتيجة لذلك ضمت بدمونت البندقية(1).
ولم يبق أمام بروسيا لإتمام الوحدة إلا المناطق التي تحت السيطرة المادة الفرنسية إذ كانت هناك تيارات متعددة في فرنسا إزاء تزعم بروسيا للوحدة الألمانية وكانت الغالبية العظمى من بين هذه الاتجاهات و التيارات كانت مناهضة للوحدة الألمانية بزعامة بروسيا ترى أن لا تتم هذه الوحدة بشكل يجعل ألمانيا متحدة و قوية و قادرة على تحدى فرنسا ، لكن استندت بروسيا على حلفها القوي مع روسيا و كانت تربط أيضا النمسا بمعاهدة براغ ، أما بدمونت فقد كانت تنتظر استعادة روما من فرنسا إزاء هزيمة فرنسا و هذا ما أشارت إليه بروسيا لبدمونت لو وقعت في حرب بين بروسيا وفرنسا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
(1) ابوعلية عبد الفتاح حسن،مادة التاريخ أوروبا الحديث والمعاصر،ص384.
المبحث الثاني: الأسباب المباشرة و غير المباشرة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
المطلب الثاني : الأسباب المباشرة
أصبحت بروسيا وفرنسا تدركان أن الحرب واقعة لا محالة إن عاجلا أو آجلا و بدأ بسمارك يكسب نقاطا لحسابه بتحالفه مع روسيا لقمع الثورة في بولندا و ايطاليا التي كانت تنتظر وقوع أزمة لفرنسا لتحصل منها على روما و انجلترا التي تنظر بعين القلق لتطلعات فرنسا نحو انطلاقة استعمارية كبيرة نحو كل من أمريكا الوسطى و إفريقيا و جنوب شرق أسيا و بث سيطرتها على اسبانيا و بلجيكا (1).
و قد كانت المسألة الإسبانية هي المهيأة لوقوع حرب بين بروسيا و فرنسا ، حيث و قع تنافس بينهما بما يعرف مادة التاريخيا بأزمة خلو العرش ، التي حدثت بعد الثورة التي قامت في اسبانيا ضد الملكة إليزابيث التي فرت إلى فرنسا وبقي العرش خاليا وراءها ، مما جعل الدول الأوروبية في عملية الترشيح و التصويت .
و كانت بروسيا قد رشحت أميرا ألمانيا يدعى ليوبولد إلا أن فرنسا اعترضت حفاظا على مصالحها و مكاسبها السياسية و حتى لا يتم توحيد الدولتين الإسبانية و البروسية و قلب توازن القوى في أوروبا ، هذا ا ما جعل بروسيا تسحب مرشحها و التراجع عن القرار و رغم ذلك فقد تعنت الفرنسيون بعد رذوخ بروسيا لهم وأرادوا ضمانا ألا يتم تولية أمير من بيت هوهنستلرن ، و توترت العلاقات بين الطرفين ، إذ بعثت فرنسا وزير خارجيتها غرامونت لتسوية الخلاف(2) ، هذا ما جعل بسمارك يتربص بجر فرنسا لحرب مع بروسيا . تلقى بسمارك من الملك ويليام الثاني برقية عرفت باسم برقية ايمز التي تتناول موقفا احتدت فيه المناقشة بين الملك والسفير الفرنسي بيدنتي ، إذ أعاد صياغتها بما يستفز الفرنسيين فكانت شديدة الإهانة وسلمها لرجال الصحافة ليتم نشرها .احدث محتوى البرقية في الرأي العام الفرنسي وقياداته السياسية و العسكرية أثرا كبيرا فأصبح الجميع يضغط على الإمبراطور لإعلان الحرب على بروسيا(3) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
(1) غرانيت .أ.ن ، اوروبا في القرنين التاسع عشر و العشرين (1781-1950)،ص167.
(2) محمد قاسم , المادة التاريخ الحديث و المعاصر،ص171
(3) محمد قاسم , المرجع السابق،ص172.
نابليون الثالث بإعلان الحرب في 19جويلية 1870 (1)،و بذلك سقطت فرنسا في الشرك الذي نصبه بسمارك في جرها لتكون أول من يعلن الحرب حتى يكسب شرعية دولية وغطاءا سياسيا أوروبيا .ومن هنا نشبت الحرب البروسية المادة الفرنسية حيث كان الجيش البروسي تحت قيادة مولتكه وكان يفوق خصمه عدة و عددا(500ألف جندي بروسي مقابل 250ألف جندي فرنسي ، فضلا على التطور في الأسلحة الذي فاق به البروسيين نظرائهم الفرنسيين). فهزم الجيش الفرنسي في معركة سيدان في02 سبتمبر 1870 التي استسلم فيها نابليون الثالث رفقة 100ألف من جنوده(2) .وبدأ الجيش الفرنسي في التراجع و التقهقر نحو الداخل الفرنسي شيئا فشيئا. ففي 04 سبتمبر 1870 قامت مقاومة مادة الفرنسية أعلنت عن قيام حكومة للدفاع الوطني وركزت قوة دفاعية في باريس وأعلنت إنتهاء حقبة الإمبراطورية و تشكيل الجمهورية الثالثة ، هذه الحكومة قامت بإجراء مفاوضات مع بروسيا لكنها انهارت بعد اشتراط هذه الأخيرة التنازل عن مدن الألزاس و اللورين (3)، ومنه قامت القوات البروسية من محاصرة العاصمة باريس و قام بعض أعضاء الحكومة المؤقتة بالفرار من الحصار و شكلّوا قوات في الأرياف المجاورة لباريس للدفاع عنها(4) ، لكن في 28 جانفي 1871 سقطت العاصمة باريس ووجد الفرنسيون أنفسهم مجبرون على توقيع الصلح مع البروسيين وبشروط البروسيين في مؤتمر فرانكفورت بألمانيا 10 ماي 1871 و نص على ما يلي :
- تحتل ألمانيا الألزاس و اللورين .
- تدفع فرنسا غرامة مالية لألمانيا كبيرة خلال 5 سنوات كتعويض للحرب .
- تحتل بروسيا بعض الأراضي من فرنسا حتى تدفع الغرامة.
- تتويج الملك ويليام الثاني امبراطورا على ألمانيا الموحدة(5).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) غرانيت .أ.ن ، اوروبا في القرنين التاسع عشر و العشرين (1781-1950)،ص183.
(2) ابوعلية عبد الفتاح حسن،مادة التاريخ أوروبا الحديث والمعاصر،ص384.
(3) عبد العزيز نوار، المادة التاريخ الأوروبي الحديث من عصر النهضة إلى الحرب العالمية الأولى ،ص 278.
(4) (4)L'histoire de monde (1789-1918),Afrique-Almetique; groupe externe ,graphique édition, Bologne, Avril ,2014
(5) محمد قاسم , المرجع السابق،ص189.
المبحث الثالث : نتائج الحرب
المطلب الأول : النتائج القريبة
المطلب الثاني: النتائج البعيدة
المبحث الثالث : نتائج الحرب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المطلب الأول : النتائج القريبة
أدت هذه الحرب إلى ظهور دولتين جديدتين هما المملكة الايطالية والإمبراطورية الألمانية والى اهتزاز كبير في الخارطة السياسية الأوربية بالنسبة لألمانيا فقد استفاد بسمارك من هذا الانتصارلأكمال تحقيق الوحدة الألمانية وأعلن عن قيام الإمبراطورية الألمانية في 18جانفي 1871وضم إليه منطقتي الالزاس واللورين الذي سيؤدي فيما بعد إلى نشوء مظهر جديد للمشكلة القومية فيما بعد ,بعد هذا النصر الكبير برزت بروسيا كقوة كبرى في أوربا وكانت جميع الأنظار تتوجه نحو بسمارك الذي استطاع أن يقطع أوصال فرنسا وخضعت لراقبته لقد بدا بسمارك سيد اللعبة بحق ,فسرعان ما أصبح الرايخ الجديد الذي أقامه القوة الكبرى أنما يشهد انطلاقة اقتصادية سريعة وأصبح قادرا على أعلاء صوت ألمانيا وأصبح يملك أفضل جيش في العالم وتميز بسمارك بسياسة واقعية تستبعد المشاعر العاطفية والذي كان همه تحقيق التوازن الأوربي بأشراف اكبر قوة في القارة بروسيا أوبالأحرى ألمانيا وكان يريد أن يفرض رائع على فرنسا احتراما دقيقا وفقا لمبادئ اتفاق فرنكفورت 19ماي1871 وفي الوقت نقسه عمل على عزل فرنسا أوربيا للحفاظ على الوضع الذي كان قائما في أوروبا(1). أما فرنسا فقد بدت حريصة جدا على أمنها قبل كل شيء خشية اعتداء ألماني محتمل كما أنها لم تصغي للمتعصبين لفكرة الثأر التي قد تقود إلى المغامرة ولكنها لم ترضخ لفقدان الالزاس واللورين وأخذت تتطلع خارج أوروبا لإعادة بناء نفوذها وهيبتها .أما بالنسبة لايطاليا فقد استفادت من هذه الحرب بتحقيق وحدتها وتم استغلال هذا بضم روما من فرنسا وتم أيضا ضم نابولي وصقلية ولومبارديا وفينيسيا وبيامون أما بالنسبة للدول الأوربية عامة فقد كان نتاج هذه الحرب بقاء مشكل القوميات داخل كل من الإمبراطورية النمساوية –المجرية وكان كل من البولونيين الايرلنديين وسكان الالزاس واللورين مرغمون على تحمل الوصاية الخارجية على حساب مشاعرهم القومية ومنه نستطيع أن نقول بأن أوربا بعد 1871ليست هي أوربا القوميات كما كان يتصور البعض بل قد بدأ عصر بسمارك عصر السلام المسلح.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
(1 (فرانسوا جورج,رولان ماركس،ريموت بوادوفان, موسوعة مادة التاريخ أوربا العام من عام1789 حتى أيامنا ،تر:حسين حيدر،ط1،ج3؛بيروت، منشورت عويدات،1995 ص 317
المطلب الثاني :النتائج البعيدة
لقد كان عام1871 سنة مهمة في مادة التاريخ أوروبا وفي توجيه سياسة الدول الكبرى إلى وجهة جديدة ,لقد انهارت فرنسا كأولى دول القارة من الناحية الحربية وحلت محلها الدولة الألمانية الجديدة و التي قامت بصفة خاصة على يد بسمارك وعلى تفوق الجيش الألماني وعلى زعامة بروسيا ونتيجة لذلك أخذت الدول الأوربية المختلفة تعمل على التقرب من هذه الدولة الجديدة المتفوقة وكان بسمارك يدرك تماما أن ألمانيا مهما بلغت قوتها الحربية ومواردها الاقتصادية ,فهي مازالت دولة حديثة التكوين والنشوء وأنها لم تصبح جزءا من النظام الدولي الأوربي إلا بعد عام 1871 (1). وهكذا أيقن بسمارك أن الألمان بانتصارهم الحاسم على الفرنسيين قد أثاروا بقية الدول الأوربية .ولا ننسى بأن من نتاج هذه الحرب ستحدث ازمة دولية بين الطرفين تعرف بازمة أغادير المغربية فقد ارادت المانيا الجديدة ان تبحث عن موقع نفوذ خارج القارة الأوربية , لقد أفاقت انجلترا من حيادها الطويل ومن سياسة العزلة التي اتبعتها لتجد أن قوة حليفتها القديمة فرنسا قد تحطمت وان دولة عظمى قامت وهي ألمانيا وأخذت تفكر في مصير أسواقها الأوربية وبذلك ستعمل بريطانيا على إتباع سياسة خارجية نشيطة تخرج بريطانيا من عزلتها وتعمل على كبح جماح بسمارك السياسية والاقتصادية داخل وخارج أوربا أما في روسيا فقد وجدت في هزيمة فرنسا فرصة مواتية للتخلص من التزاماتها في معاهدة باريس 1856 التي كانت تنص على حياد البحر الأسود ومنع روسيا من حق إقامة أي منشأة بحرية أو حربية فيه فأعلنت إنهاء المعاهدة .لقد أصيب بسمارك بجنون العظمة فقد أصبح يستغل قوة ألمانيا الاقتصادية والعسكرية ليتدخل في شؤون الدول الأوربية وأصبح الاحتقان يسود العلاقات الأوربية .أنه بعد اهانة فرنسا في حرب 1871 كانت تبحث عن استرجاع عن هيبتها المفقودة تحت أيدي بسمارك فقد مضت خمسون عاما على الحرب البروسية المادة الفرنسية دون أن ترفع احدي دول الغرب يدها على الأخرى ,ولكنها جميعا كانت تشعر بوجوب التسلح وتبعت كل أوروبا خطة بروسيا في تهيئة جيش كبير وهذا طبعا فرض رائعه منطق بسمارك الجديد بعد الحرب البروسية المادة الفرنسية كل هذه الظروف التي أملتها حرب 1871 كانت ممهدة لحرب عالمية ستشهدها أوربا بأسبابها والعالم بنتائجها .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
(1 ( فرانسوا جورج,رولان ماركس،ريموت بوادوفان, , المرجع السابق،ص320
خاتمة :
لقد استطاعت هذه الحرب القصيرة الأمد أن تلد لنا دولة عظيمة الشأن فألمانيا بسمارك غيرت مفهوم النظام الدولي الأوربي السائد آنذاك إلى نظام منطقه السلم المسلح كما قال بسمارك فقد أراد المستشار الحديدي كما يلقب من جعل مادة التاريخ أنتصاره على فرنسا من شأنه أن يغير وجه اوروبا التي ستصبح فيه العلاقات الأوروبية علاقات عداوة الى غاية تجسيد هذا العداء بحرب عالمية أولى
الببليوغرافيا:
أ_المراجع باللغة مادة اللغة العربية :
1_ نوار عبد العزيز، المادة التاريخ الأوروبي الحديث من عصر النهضة إلى الحرب العالمية الأولى،<<دط ،ج1؛ مصر ،دار الفكر العربي ، 1999>>،
2_ عبد العزيز ابوعلية حسن ،مادة التاريخ أوروبا الحديث والمعاصر،<<دط؛المملكة مادة اللغة العربية السعودية،دار المريخ للنشر و التوزيع،1989>>
3_قاسم محمد , المادة التاريخ الحديث و المعاصر،<< د ط ؛ مصر، دار المعارف >>،
4_ غرانيت .أ.ن، اوروبا في القرنين التاسع عشر و العشرين (1781-1950)، تر:بهاء فهمي،ط6،ج1؛القاهرة، مؤسسة سجل العرب
5_ فرانسوا جورج,رولان ماركس،ريموت بوادوفان, موسوعة مادة التاريخ أوربا العام من عام1789 حتى أيامنا ،تر:حسين حيدر،ط1،ج3؛بيروت، منشورات عويدات
ب_المراجع باللغة الاجنبية :
_1_ L'histoire de monde (1789-1918),Afrique-Almetique; groupe externe ,graphique édition, Bologne, Avril ,2014
http://www.dzbatna.com/images/smilies/mh31.gifhttp://www.dzbatna.com/images/smilies/mh31.gif
https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com)©
