المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخلاق العلماء للامام الاّجرى رحمه الله



Chakira
11-02-2013, بتوقيت غرينيتش 01:58 AM
أخلاق العلماء للامام الاّجرى رحمه الله تكلمنا فى السابق عن : 1- أوصاف العلماء الذين نفعهم الله بالعلم في الدنيا والآخرة 2- ذكر صفته في طلب العلم 3- ذكر صفته في مشيه إلى العلماء 4- صفة مجالسته للعلماء 5- صفته إذا عرف بالعلم واليوم :: ذكر صفة مناظرة هذا العالم إذا احتاج إلى مناظرة قال محمد بن الحسين: " اعلموا رحمكم الله , ووفقنا وإياكم للرشاد , أن من صفة هذا العالم العاقل الذي فقهه الله في الدين , ونفعه بالعلم , أن لا يجادل , ولا يماري , ولا يغالب بالعلم إلا من يستحق أن يغلبه بالعلم الشافي , وذلك يحتاج في وقت من الأوقات إلى مناظرة أحد من أهل الزيغ , ليدفع بحقه باطل من خالف الحق , وخرج عن جماعة المسلمين , فتكون غلبته لأهل الزيغ تعود بركة على المسلمين , على الاضطرار إلى المناظرة , لا على الاختيار لأن من صفة العالم العاقل أن لا يجالس أهل الأهواء , ولا يجادلهم , فأما في العلم والفقه وسائر الأحكام فلا. فإن قال قائل: فإن احتاج إلى علم مسألة قد أشكل عليه معرفتها , لاختلاف العلماء فيها , لابد له أن يجالس العلماء ويناظرهم حتى يعرف القول فيها على صحته , وإن لم يناظر لم تقو معرفته؟ قيل له: بهذه الحجة يدخل العدو على النفس المتبعة للهوى , فيقول: إن لم تناظر وتجادل لم تفقه , فيجعل هذا سببا للجدال والمراء المنهي عنه , الذي يخاف منه سوء عاقبته , الذي حذرناه النبي صلى الله عليه وسلم , وحذرناه العلماء من أئمة المسلمين وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من ترك المراء وهو صادق , بنى الله له بيتا في وسط الجنة» وعن مسلم بن يسار , أنه كان يقول: «إياكم والمراء , فإنها ساعة جهل العالم , وبها يبتغي الشيطان زلته» وعن الحسن قال: «ما رأينا فقيها يماري» وعن الحسن , أيضا قال: «المؤمن يداري , ولا يماري , ينشر حكمة الله , فإن قبلت حمد الله , وإن ردت حمد الله» وروي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه قال: «إذا أحببت أخا فلا تماره , ولا تشاره , ولا تمازحه» قال محمد بن الحسين: " وعند الحكماء: أن المراء أكثره يغير قلوب الإخوان , ويورث التفرقة بعد الألفة , والوحشة بعد الأنس , وعن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل» فالمؤمن العالم العاقل يخاف على دينه من الجدل والمراء. فإن قال قائل: فما يصنع في علم قد أشكل عليه؟ قيل له: إذا كان كذلك , وأراد أن يستنبط علم ما أشكل عليه , قصد إلى عالم ممن يعلم أنه يريد بعلمه الله , ممن يرتضى علمه وفهمه وعقله , فذاكره مذاكرة من يطلب الفائدة وأعلمه أن مناظرتي إياك مناظرة من يطلب الحق , وليست مناظرة مغالب , ثم ألزم نفسه الإنصاف له في مناظرته , وذلك أنه واجب عليه أن يحب صواب مناظره , ويكره خطأه , كما يحب ذلك لنفسه , ويكره له ما يكره لنفسه , ويعلمه أيضا: إن كان مرادك في مناظرتي أن أخطئ الحق , وتكون أنت المصيب ويكون أنا مرادي أن تخطئ الحق وأكون أنا المصيب , فإن هذا حرام علينا فعله , لأن هذا خلق لا يرضاه الله منا , وواجب علينا أن نتوب من هذا. فإن قال: فكيف نتناظر؟ قيل له: مناصحة , فإن قال: كيف المناصحة؟ أقول له: لما كانت مسألة فيما بيننا أقول أنا: إنها حلال , وتقول أنت: إنها حرام , فحكمنا جميعا أن نتكلم فيها كلام من يطلب السلامة , مرادي أن ينكشف لي على لسانك الحق , فأصير إلى قولك , أو ينكشف لك على لساني الحق , فتصير إلى قولي مما يوافق الكتاب كامل والسنة والإجماع , فإن كان هذا مرادنا رجوت أن تحمد عواقب هذه المناظرة , ونوفق للصواب , ولا يكون للشيطان فيما نحن فيه نصيب. ومن صفة هذا العالم العاقل إذا عارضه في مجلس العلم والمناظرة بعض من يعلم أنه يريد مناظرته للجدل , والمراء والمغالبة , لم يسعه مناظرته , لأنه قد علم أنه إنما يريد أن يدفع قوله , وينصر مذهبه , ولو أتاه بكل حجة مثلها يجب أن يقبلها , لم يقبل ذلك , ونصر قوله. ومن كان هذا مراده لم تؤمن فتنته , ولم تحمد عواقبه. ويقال لمن مراده في المناظرة المغالبة والجدل: أخبرني , إذا كنت أنا حجازيا , وأنت عراقيا , وبيننا مسألة على مذهبي , أقول: إنها حلال , وعلى مذهبك إنها حرام , فسألتني المناظرة لك عليها , وليس في مناظرتك الرجوع عن قولك , والحق عندك أن أقول فيها قولك , وكان عندي أنا أن أقول , وليس مرادي في مناظرتي الرجوع عما هو عندي , وإنما مرادي أن أرد قولك , ومرادك أن ترد قولي , فلا وجه لمناظرتنا , فالأحسن بنا السكوت على ما تعرف من قولك , وعلى ما أعرف من قولي , وهو أسلم لنا , وأقرب إلى الحق الذي ينبغي أن نستعمله. فإن قال: وكيف ذلك؟ قيل: لأنك تريد أن أخطئ الحق , وأنت على الباطل , ولا أوفق للصواب , ثم تسر بذلك , وتبتهج به , ويكون مرادي فيك كذلك , فإذا كنا كذلك , فنحن قوم سوء , لم نوفق للرشاد , وكان العلم علينا حجة , وكان الجاهل أعذر منا " قال محمد بن الحسين: " وأعظم من هذا كله أنه ربما احتج أحدهما بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على خصمه , فيردها عليه بغير تمييز , كل ذلك يخشى أن تنكسر حجته , حتى إنه لعله أن يقول بسنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثابتة , فيقول: هذا باطل , وهذا لا أقول به , فيرد سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم برأيه بغير تمييز. ومنهم من يحتج في مسألة بقول صحابي , فيرد عليه خصمه ذلك , ولا يلتفت إلى ما يحتج عليه , كل ذلك نصرة منه لقوله , لا يبالي أن يرد السنن والآثار " قال محمد بن الحسين: " من صفة الجاهل , الجدل , والمراء , والمغالبة , نعوذ بالله ممن هذا مراده ومن صفة العالم العقل والمناصحة في مناظرته , وطلب الفائدة لنفسه ولغيره , كثر الله في العلماء مثل هذا , ونفعه بالعلم , وزينه بالحلم




https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى