المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عدم ثبوت قصّة الصّحابي عبد الله السّهمي مع ملك الرّوم ...



admin
11-02-2013, بتوقيت غرينيتش 01:57 AM
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*
*
القصّة :
عندما أرسل عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – جيشًا لحرب الروم فيه عبدالله بن حذافة . فأمر قيصر ملك الروم اذا ظفروا بأسير من أسرى المسلمين أن يبقوا عليه وأن يأتوه به حيًا وشاء الله أن يقع عبدالله بن حذافة أسيرًا في أيدي الروم فحملوه الى مليكهم وقالوا: إن هذا من أصحاب محمد السابقين إلى دينه قد وقع أسيرًا في أيدينا فأتيناك به : نظر ملك الروم إلى إلى عبدالله بن حذافة طويلًا ثم بادره قائلا: إني أعرض عليك أمرًا
قال عبدالله : وما هو؟
قال: أعرض عليك أن تتنصر.
فإن فعلت خليت سبيلك وأكرمت مثواك .
فقال الأسير في أنفة وحزم : هيهات إن الموت لأحب إلي ألف مرة مما تدعونني إليه.
فقال قيصر : إني لأراك رجلًا شهمًا ...فإن أجبتني إلى ما أعرضه عليك أشركتك في أمري وقاسمتك سلطاني.
فتبسم الأسير المكبل بقيوده وقال: والله لو أعطيتني جميع ما تملك وجميع ما ملكته العرب على أن أرجع عن دين محمد طرفة عين ما فعلت .
قال : أنت وما تريد.
ثم أمر به فصلب وقال لقناصته: ارموه قريبا من وهو يعرض عليه التنصر فأبى .
فقال: ارموه قريبا من رجليه وهو يعرض عليه مفارقة دينه فأبى .
عند ذلك أمرهم أن يكفوا عنه وأن ينزلوه عن خشبة الصلب ثم دعا بقدر عظيم فصب فيه من الزيت ورفعت على النار حتى غلت ثم دعا بأسير من أسرى المسلمين فأمر أن يلقى أحدهما فيها فألقي..... فإذا لحمه يتفتت وإذا عظامه تبدو عارية ثم إلتفت إلى عبدالله ودعاه إالى التنصر فكان أشد إباء لها من قبل.
فلما يئس منه قيصر أمر أن يلقى في القدر التي ألقي فيها صاحباه, فلما ذهب به دمعت عيناه فقال أحد رجال قيصر إنه قد بكى , فظن قيصر أنه قد جزع وقال ردوه إلي .
فلما مثل أمامه عرض عليه التنصر فأبى .
فقال قيصر: ويحك , فما يبكيك إذًا.
قال: أبكاني أني قلت في نفسي تلقى الآن في القدر فتذهب نفسك وقد كنت أشتهي أن يكون لي بعدد ما في جسدي من شعر أنفس فتلقى كلها في هذا القدر في سبيل الله.
فقال قيصر: هل لك أن تقبل رأسي أخلي عنك؟؟؟؟؟
قال له عبدالله : وعن جميع أسارى المسلمين أيضا ؟؟؟؟
قال قيصر: وعن جميع أسارى المسلمين أيضا.
ثم دنا منه وقبل رأسه فأمر ملك الروم أن يجمعوا له أسارى المسلمين وأن يدفعوهم إليه فدفعوا له.
*
*
*

أقوال العلماء في القصّة :
يقول مشهور حسن سلمان في كتاب كامل " قصص لا تثبت " [ الجزء الثالث ] ( ص 74-75) :



هكذا يردد بعض الخطباء والوعاظ هذه القصة وقد أطلتُ النفس في تتبعها من مصادرها فلم أظفر بما يورده بعضهم في هذه القصة من تفصيلات وقمت بدراسة أسانيدها فلم أجد شيئا يفرح به مع أن هذه القصة فيها كثير من المعاني السامية والصبر على الابتلاء والتسامي على الأعداء ..... ولكن هذا شيء والبحث العلمي والحقائق الثابتة بالأدلة الصحيحة شيء آخر .ا.هـ.



ثم بين طرق القصة فقال ( ص77) :

لهذه القصة طرق كثيرة شديدة الضعف وهذا البيان ..... ا.هـ.





ثم ذكر طرقها ، وسأذكرها باختصار مع ذكر العلة .




1 - أخرجها أبو إسحاق الفزاري في السير وقال الشيخ مشهور عن إسنادها ( ص77) : وهذا منقطع فإن الأوزاعي لم يدرك عبد الله بن حذافة ولم يشهد هذه الحادثة فأرسلها دون إسناد .ا.هـ.




2 - وأخرجها أبو العرب التميمي في كتاب كامل المحن وقال عنها الشيخ مشهور ( ص 80) : وهذا إسناد ضعيف جدا عبد الله بن محمد مجهول وعبيد الله بن عائشة مثله وهما غير معروفين بالرواية .... وعبد العزيز بن مسلم شيخ فيه جهالة وقواه بعضهم كذا في الميزان .ا.هـ.




3 - وأخرجها ابن عساكر في مادة التاريخ دمشق ومن طريقه ابن الأثير في أسد الغابة وابن الجوزي في الثبات عد الممات وقال الشيخ مشهور (ص 82) عنها : وهذا إسناد ضعيف جدا مسلسل بالمجاهيل والضعفاء فيه عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي قال الذهبي في الميزان : أحد الضعفاء أتى عن مالك بمصائب .ا.هـ.




وعمر بن المغيرة قال البخاري عنه : منكر الحديث مجهول .




وعطاء بن عجلان متروك بل أطلق عليه ابن معين والفلاس وغيرهما الكذب ... فهذا الإسناد واهٍ بمرة لا يفرح به البتة .ا.هـ.




4 - وأخرجها ابن عساكر في مادة التاريخ دمشق أيضا وقال عن هذه الطريق الشيخ مشهور (ص 84 ) : وهذا إسناد ضعيف جدا وفيه علل :

الأولى : الانقطاع بين الزهري وعبد الله بن حذافة .
الثانية : يزيد بن سمرة قال ابن حبان : ربما أخطأ .
الثالثة : هشام بن عمار فيه ضعف .





أفاده شيخنا الألباني في الأرواء (8/157 ح 2515) .ا.هـ.




5 - وذكر ابن حجر في الإصابة أن القصة في فوائد هشام بن عمار من مرسل الزهري .




6 - وذكرها الذهبي في السير (2/15) قال عنها الشيخ مشهور ( ص85) : وللقصة طريق أخرى مقطوعة .ا.هـ.




7 - ورواها ابن عائذ وقال عنها الشيخ مشهور ( ص 86) : وإسناده مقطوع .ا.هـ.




8 - أخرجها ابن عساكر أيضا وقال عنها الشيخ مشهور ( ص88) : وهذا إسناد ضعيف جدا فيه ضرار بن عمرو وهو ضعيف جدا قال عنه ابن معين : لا شيء . وقال الدولابي : فيه نظر .ا.هـ.




ثم قال بعد ذكره لهذه الطرق وبيان عللها ( ص 86) : فهذه الأسانيد جميعها ضعيفة لا تنهض بالقصة ولا تقوى على عدّها حقيقة مادة التاريخية لا شك فيها فهي شديدة الضعف ولذا لما سمع بعض العلماء راويا يحدث بها استغربها .ا.هـ




وذكر الشيخ مشهور في الرواية الثامنة بعد سرد القصة من استغربها فقال :

ثم قال : قال أحمد بن سلمة : سألني عن هذا الحديث محمد بن مسلم ومحمد بن إدريس وقال لي : ما سمعنا بهذا الحديث قط .ا.هـ.





قال الشيخ مشهور عقب ذكره لأسانيد القصة ( ص 90) : ملاحـــظـــات مـــهـــمـــة :




وأخيرا نلفت نظر القارىء إلى الملاحظات التالية :




أولا : نص شيخنا الألباني - رحمه الله - على ضعف القصة في كتاب كامله القيم " إرواء الغليل " ولم يعزها إلا لابن عساكر .

ثانيا : لا يستلزم من ضعف القصة عد أسر عبد الله بن حذافة من قبل الروم فقد ذكر ذلك خليفة في مادة التاريخه وعنه الذهبي في مادة التاريخ الإسلام قال في أحداث سنة تسع عشرة : وفيها اسرت الروم عبد الله بن حذافة السهمي .
وأسند ذلك الحاكم في المستدرك عقب حديث أبي سعيد الخدري قال : وكان الروم قد أسروه في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأرادوه على الكفر فعصمه الله عز وجل حتى أنجاه الله تبارك وتعالى منهم .
وقال ابن سعد في الطبقات الكبرى (4/190) قال محمد بن عمر - الواقدي - : وكانت الروم قد اسرت عبد الله بن حذافة فكتب فيه عمر بن الخطاب إلى قسطنطين فخلى عنه ومات عبد الله بن حذافة في خلافة عثمان بن عفان .
ثالثا : في مقولة الواقدي الأخيرة إضعاف ضمني لهذه القصة إذ فيها أن فكاك عبد الله بن حذافة من الأسر كان هو سبب كتاب كاملة عمر إلى ملك الروم وعبارة البلاذري في أنساب الأشراف أوضح من ذلك قال : عن عمر بن الخطاب كتب إلى قسطنطين ملك الروم لما أسرته بشأنه فأطلق سراحه .





اللهم إلا أن يُتكلف فيقال : ولعل امتحان شامله من قبل الروم وتخويفه واختبار رائع إيمانه جاء عقب كتاب كامل عمر ليرى ذلك ملك الروم !




ويغنينا عن كل ما قدمنا أن هذه القصة لو كانت ثابتة لوردت بأسانيد نظيفة فإن همم العدول والثقات تتداعى على حمل مثلها وحينئذ لا تفوت الحفاظ الكبار والأئمة العظام كأبي حاتم وغيره ولا يبعد أن مراد البخاري في المادة التاريخ الكبير ( ترجمة عبد الله بن حذافة ) في قوله : لا يصح حديثه مرسل . هذه القصة .ا.هـ. كلام الشخ مشهور .





وبهذا يتبين من خلال هذه النقول أن القصة غير ثابتة عن الصحابي الجليل عبد الله بن حذافة .
والله أعلم





http://www.saaid.net/Doat/Zugail/19.htm




https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى