المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بحث حول زاوية سيدى بولرباح سيدى أحمد المغربى



Chakira
11-02-2013, بتوقيت غرينيتش 01:54 AM
بسم الله الرحممان الرحيم
فضل الزوايــــا
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والـسلام على إمام المرسـلين وعلى اله وصحبـه أجمـعين أما بعد :
فاني أستمد من فضل الله وأستعين بحوله وقوته وأنا أعلم أنى لست أهلا لهذا فما كان من صواب فمنه وحده لا شريك له وما كان من خطأ فمنا ومن الشيطان والله تعالى ورسوله بريئان منه وعلى هذ المنوال أردت أن أتكلم عن فضل الزوايا ودورها في المجتمع ناقلا لكم بعض كلام الأستاذ عبد الرحمان طالب جامعة وهران في محاضرته التي تكلم فيها عن دور الزوايا وقال إنها السد المنيع الذي وقف حاجزا ضد تغلغل الغزو الثقافي الأجنبي وعرف لنا الزاوية بقوله.- الزوايا جمع زاوية، وهي مراكز مشائخ الطرق الصوفية في الجزائر وإفريقيا وفي العالم الإسلامي، وهي كذلك مراكز للعلم والثقافة مادة اللغة العربية الإسلامية .
- والأصل في الزوايا هو الرباطات، وهي الثغور يرابط فيها المجاهدون المسلمون لحراسة حدود الدولة الإسلامية ضد الأعداء هذا من ناحية ومن ناحية أخرى من أجل الجهاد في سبيل نشر الإسلام في مختلف بقاع العالم.

وأهم أعمال الزوايا في أوقات السلم هو التربية والتعليم وتحفيظ القرآن الكريم إلى جانب القيام ببعض أعمال البر والإحسان كإيواء الطلبة والمسافرين والمجاهدين وإطعامهم ومد يد المساعدة للأرامل والأيتام .
يقول الدكتور تركي رابح :" وثمة وثائق تدل على ازدهارها منذ القرن الحادي عشر ميلادي والفضل الأكبر في الحفاظ على القرآن الكريم والتوحيد والسير النبوية والفقه الإسلامي والقواعد واللغة مادة اللغة العربية في المغرب الإسلامي يرجع إلى هاته الزوايا بالدرجة الأولى وهذا بشهادة مجموعة من المؤرخين النزهاء :
- وهذا الأستاذ أحمد توفيق المدني رحمه الله يشيد بأعمال الزوايا فيقول:"لبعض الطرق الصوفية بقطرنا هذا مزية مادة التاريخية لا يستطيع أن ينكرها حتى المكابر" تلك هي أنها استطاعت أن تحفظ الإسلام بهذه البلاد في عصور الجهل والظلمات وعمل رجالها الكاملون على تأسيس زوايا- الرابطات- يرجعون فيها الضالين إلى سواء السبيل ويقومون بتعليم الناشئة وبث العلم في صدور الرجال ولولا تلك الجهود العظيمة التي بذلوها والتي نقف أمامها موقف المعترف المعجب لما كنا نجد الساعة في بلادنا أثرا للعربية ولا لعلوم الدين"
- وهذا مؤرخ الجزائر وفقيهها العلامة السيد عبد الرحمن الجيلالي يقول مشيدا بمحاسن الطوائف الصوفية:" إن من أهم أحداث هذا القرن السادس عشر ميلادي أن اتسع فيه نشاط الفرق والطوائف الصوفية التي كان من فضلها ومن بين محاسنها أو محاسن بعضها في الميدان الاجتماعية على الأقل أن بعثت بالتقاليد الإسلامية في كثير من الجماعات التربوية التي ظلت حتى ذلك الوقت بعيدة عن التأثر بالثقافة الإسلامية كما عملت كذلك على التقريب بين عناصر السكان إن لم تكن قد جعلت منهم وحدة متكاملة .

وأما الدكتور أبو القاسم سعد الله فقد أشاد هو الآخر بدور الزوايا في تعليم الشباب وتنوير العوام فقال :وقد لعبت الزاوية في الريف دورا أكثر إيجابية من الزاوية في المدينة ففي بداية العهد المدروس مفصلة كانت الزوايا عبارة عن رباطات أو نقط أمامية ضد الأعداء .
" ويظهر الدور الإيجابي للزوايا الريفية في التعليم على الخصوص فقد كانت بالإضافة إلى وظيفتها الدينية معاهد للتعليم الشباب وتنوير العامة .
فكان المرابطون يقدمون أتباعهم في الحرب الجهادية وينصرون المجاهدين ويطعمونهم في زواياهم
ويتحالفون مع الأمراء المكافحين من أجل الدين وحماية البلاد .
إلا أن قال فالصوفية هم في الحقيقة القوة الدالة على الحيوية والنماء في العالم الإسلامي فتراهم في إفريقيا وفي الصين والهند وأواسط آسيا بل في جزائر المحيط يدعون إلى الإسلام ويدخلون الأفواج فيه كل يوم . .ولقد قال كوونتانسون نرى حركات كثير ة وأعمالا كبيرة يقوم بها المهديون والأمراء في العالم الاسلامى ثم تزول كأنها لم تكن أما العمل الثابت الدائم فيه فهو عمل الصوفية فالفضل لهم في انتشار الإسلام شرقا وغربا شمالا وجنوبا ولهاذ قال الأستاذ السيد الحاج عبد الرحمان الجيلانى
الجزائري بعد ماعرض شهادة المؤرخين النزهاء فهذا اعتراف صريح جاء من طرف أقطاب ساسة الإفرنج وكتاب كاملهم وعلى هذا النمط سنتحدث عن واحدة من زوايا الجزائر والتي تقع في جنوبنا الشاسع لنبين لطلبتنا ولشبابنا مادة التاريخ الزاوية علما أن الكثير منهم لايعرف مادة التاريخ نشأتها والى أي شيخ تنتسب وقد سمية هذا الكتيب المتواضع بعون الله (مسيرة رجال)'فنسال الله تعالى التوفيق والسداد.

بسم الله الرحمان الرحيم

حمدا لمن جعل العلماء هداة الأمة ونسخ بشموس معارفهم وإرشاداتهم دياجى الجاهل المدلهمة وقص علينا أخبار من تقدم ليعتبر من تدبر ويسلك السبيل الأقوم وحث على التدبير والتفكير والنظر في المخلوقات وأرشد إلى فضل العلم والعلماء في محكم الآيات فسبحان من حكم بالفناء على الأنام ليعبدوه ويتبعوا أوامره العظام والصلاة والسلام على من أرسله سراجا للناس وحلاه بمكارم الأخلاق وطهره من الأدناس الذي جاهد في الله حق الجهاد وتحمل الشدائد في نشر كلمت الله بين العباد ورفع أعلام الإسلام وأظهر أنواره وبث لنا محاسن الدين بأوضح عبارة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اله وأصحابه الذين قاموا بعده بنشر دينه وخاضوا واقتحموا لجج المعارف أي اقتحام : أما بعد فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَنَّهُ مَرَّ بِسُوقِ الْمَدِينَةِ فَوَقَفَ عَلَيْهَا، فَقَالَ: يَا أَهْلَ السُّوقِ مَا أَعْجَزَكُمْ! قَالُوا: وَمَا ذٰاكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟ قَالَ: ذٰاكَ مِيرَاثُ رَسُولِ اللَّهِ ، يُقْسَمُ وَأَنْتُمْ هَا هُنَا، أَلاَ تَذْهَبُونَ فَتَأْخُذُونَ نَصِيبَكُمْ مِنْهُ قَالُوا: وَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي الْمَسْجِدِ فَخَرَجُوا سِرَاعاً، وَوَقَفَ أَبُو هُرَيْرَةَ لَهُمْ حَتَّى رَجِعُوا فَقَالَ لَهُمْ: مَا لَكُمْ؟ فَقَالُوا: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ قَدْ أَتَيْنَا الْمَسْجِدَ فَدَخَلْنَا فِيهِ فَلَمْ نَرَ فِيهِ شَيْئاً يُقْسَمُ فَقَالَ لَهُمْ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَمَا رَأَيْتُمْ فِي الْمَسْجِدِ أَحَداً؟ قَالُوا: بَلَىٰ، رَأَيْنَا قَوْماً يُصَلُّونَ، وَقَوْماً يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ، وَقَوْماً يَتَذَاكَرُونَ الْحَلاَلَ وَالْحَرَامَ، فَقَالَ لَهُمْ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَيْحَكُمْ فَذٰاكَ مِيرَاثُ مُحَمَّدٍ . رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن.فعلى هذا النمط المبارك نبدأ حديثنا ونحن في مكان يقسم فيه ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف لا ونحن نتكلم عن زاوية سيدي بولرباح هـذه
المدرسة التي صدق فيها قول النبي صلى الله عليه وسلم فعن عثمان ابن عفان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه: رواه البخاري: وعلى هذا نجد الطلاب يتوافدون إلى هذا المكان يلتمسون حفظ كتاب كامل الله والتفقه في الدين وكما تعلمون أن مدرسة الشيخ سيدي بولرباح لها أمد قديم في تقسيم ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف لا وهي مائدة القران الكريم الموضوعة دائما ليست تبسط في وقت ثم ترفع في وقت آخر تغذى العقل والقلب وتكيف صاحبها تكيفا متميزا ثم تحيه في الناس قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون فالزاوية حفضها الله سارة على نهج أول كلمة خاطب بها الله تبارك وتعالى نبيه بقوله اقرأ وهي أول أنوار الوحي واشعاته المتنزل على قلبه عليه السلام لأن القراءة سبيل العلم والعلم مصدر المعرفة والمعرفة نور العقول والقلوب وإلا فإنه أي العقول والقلوب تضل تتخبط في بيداء الجهالة وتيه الضلالة نسال الله تبارك وتعالى أن ينور قلوبنا بالعلم والمعرفة انه على ذالك قدير وبالإجابة جدير
إلى أي شيخ تنتسب الزاوية

تنتسب الزاوية الرحمانية لشيخها سيد بولرباح بن المحفوظ الرحمانى الشهير القدوة الكامل العارف الراسخ جبل السنة والدين الجامع بين الالشريعة الاسلامية والحقيقة المرشد الناصح غوث زمنه وتقي أوانه حاز شرف الأحوال الربانية الشريفة والمقامات العلية المنيفة قوي الظاهر كامل الأنوار والمحاسن بهي النضر جميل المظهر منور الشيبة عظيم الهيبة جليل القدر شهير الذكر ذا صيت بعيد وحال مفيد وكلمة نافذة في الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ولد رحمه الله سنة أولى790م وقدعد ه صاحب كتاب كامل تعطير الأكوان من كبار تلاميذى ومريدى الشيخ المختـار نشأ في أسرة متواضعة ميسورة الحال وكان عمله اليومي بين رعي الغنم وسقى الماء ورعاية الإبل ولما بلغ سن الأربعين وهي سن التشريف وسن الكمال وهي السن التي بعث فيها النبي صلى الله عليه وسلم وهكذا أرادت قدرة الله أن تهيئ شيخنا إلى المسؤولية العظمى ألا وهي نشر الدعوة الإسلامية مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم ( بلغوا عنى ولو آية ) وأدبرت الأيام وجاء اليوم الموعود حيث تنقلت القبائل لزيارة الشيخ المختار بأولاد جلال وهكذا تجرى الرياح بما لتشتهيه السفن والقصة تقول أن العروش ذهبوا للشيخ المختار لزيارته وطمعا في الإجازة لكي تكون لهم زاوية وكما هو معروف في الطريق الرحمانى أوغيرها من الطرق في الجزائر ألا تفتح زاوية إلا بالإجازة وانطلقت القبائل مقبلة على الشيخ المختار وتقول الرواية أن الشيخ سيدي بولرباح انطلق معهم وكان ميسور الحال ولم يجد مايصحبه معه للشيخ سوى قليل من وبر الإبل مع أن القبائل الذين ذهبوا معه أخذوا المال والغنم وغير ذلك وما إن وصلوا إلى الشيخ حيث استقبلهم استقبالا يليق بمقامهم ولما أتموا زيارتهم وأردوا الرحيل دخلوا علي الشيخ وقبلوا رأسه كما هي العادة عندنا وجلسوا في المقدمة وكان آخر الداخلين الشيخ سيدى بولرباح فجلس في المؤخر عند نعالهم وهذا معروف عندنا قديما عند قول عبد المحسن الصحاف :وذوا جهل ينام على سرير: وذو أدب ينام على التراب:وقال الشافعي وَعَبدٌ قَد يَنامُ عَلى حَريرٍ : وَذو نَسَبٍ مَفارِشُهُ التُرابُ وقال الأخر :يغد الفقير وكل شيء ضده :والناس تغلق دونه أبوابها :لكن لم تشاء الأقدار أن يكون لشيخنا هذا فلما جلس الجميع تكلم الشيخ المختار بكل صلاقة وطلاقة بقوله هل حضر الجميع فتكلم أحد الأشخاص الذين هم بجوار الشيخ المختار نعم وتقول بعض الروايات المسموع عن الذين عاصروا من عاصر الشيخ سيدي بولرباح أنه لم يدخل لأنه كان يسوق إبلهم وبقي معها في الخارج وتقول الرواية أن الشيخ المختار أعاد نفس السؤال مرتين أوثلاثة فأعيد عنه نفس الجواب لكن بصيرة الأولياء لها نضرة أخر مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشى بها فبيى يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشى ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذ بي لأعيذنه) إلى آخر الحديث : فقال الشيخ بلا هناك من هو غائب منكم فقال بعضهم لم يبقى إلا خدمنا الذى يسوق لنا الإبل فقال لهم أحضروه وهو صاحبها أي صاحب العمامة أو الإجازة والإجازة بمنزلة الشهادة في عصرنا والرواية الأخرى تقول إن الشيخ المختار قال (لهم نال الهبرة صاحب الوبرة) لأنه كان لايملك شيء يزوربه الشيخ سوى قليل من وبرالابل فلما حضر المجلس كما تقول الرواية الأخرى ولم تكن له نية في فتح زاوية لأن هذا شيء ليتصوره العقل في رأي الشيخ سيدي بولرباح لأنه لم يأتي لذلك بل للزيارة ولسماع كلام الشيخ الذى لايخلو من المواعظ والنصيحة والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وكذا مرافقا لهم لأنه يعرف طريقة سوق الإبل متمثلا في قول الشمقمقى
( مهلا على رسلك حادي الأينق ) ولا تكلفها بمالم لتطق) فطالما كلفتها وسقتها :سوق فتى من حالها لم يشفق = فلما سمع ماقاله الشيخ المختار له لم يصدق مايسمع فرد عليه بقوله ياسيدي أنت تعلم أنني لست أهلا لذالك فأن فقير الحال لاأملك مؤنة كافية لكي أكون شيخ زاوية كما أننى قتلت نفسا فقال له الشيخ أما الفقر فليس عيبا وأما القتل فكيف قتلت هذه النفس فقال سيدي بولرباح دفاعا عن النفس والشرف فقال له الشيخ الدفاع عن الشرف جهاد كيف لا ويقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم من مات دون ماله أوعرضه فهو شهيد)ولما أكمل كلامهما كلا من الشيخ سيدي بولرباح والشيخ المختار أمام دهشت الجميع ولما أراد الشيخ الإنصراف والإقبال عن هذه المهام التي كلف بها أعطاه الشيخ المختار قدرة أوشئا من هذ القبيل وفحل من فحول المعز ودعا له بالتوفيق والإلتزام والذرية الصالح وهكذا بدأت الخطوة الأولى كان ذالك سنة أولى830م حسبما وجدناه في بعض الرسائل ومعلوم أنا القبائل التي كانت عند الشيخ المختار أصابها شيء من الذهول والغبطة فأرادوا أن يمتحنوا الشيخ سيدي بولرباح بل هو امتحان شامل في صورة بلاء ولأنه من المعلوم ومن المتعارف عنه أن الزاوية عامرة بالخيرات يقصدها القاصي والداني والفقير والغنى لأنهم يعلمون أن الشيخ سيدي بولرباح لايملك شيئا فأرادوا إزعاجه كأنهم يقولون له بلسان الحال أنت لست أهلا لذالك بل نحن من يصلح لها ونحن نعلم أن الشيخ الآن أصبحت له الإجازة وأصبح صاحب زاوية فيقصده الناس فلا يجدون ما يأكلون ولا يشربون فيرجعون للشيخ المختار فيقولون له صاحبك هذ الذي اختر ليس أهلا لقيادة الزاوية لكن رفعت الأقلام وجفت الصحف) وهكذا خرج الشيخ سيدي بولرباح مرتقيا الجبل واقف أمام البيت الحمراء المنسوجة من الشعر فإذا به يرى فرسان ووفودا لاتعدو ولا تحصى وهذا كله امتحان شامل للشيخ سيدي بولرباح فلما رأى الشيخ مارأى دخل على زوجته مسرعا وقد أصابه الخوف والحشمة وهو كما تعلمون لايملك شيئا سوى القدرة التي أعطية له أو فحل المعز فقط .
فقالت له زوجته لاتخف واثبت كالجبل أمامهم فلن يخيبك الله أبدا فلما وصل القوم خرج إليهم ورحب بهم وأجلسهم في الساحة أمام بيته وبعد مدة دخل إلى زوجته وذبح فحل المعز وقطعه
وقال لزوجته إجعليه في القدرة التي أعطية لنا واجعلي كل الكسكس الذي معك وكان قليلا جدا وبعد حين نضج اللحم مع الكسكس لكنه كان قليلا كميته لاتسع عشرين رجلا فقط فكيف به أن يسع 800 أو يزيد على ذلك لأن العدد غير معروف لكن حسب التميز يكون هكذا وبقى الشيخ سيدي بولرباح بالداخل مغموما مهموما لايعرف كيف يتصرف لو كان له غنم لما أصابه الغم لوكان له المال لما أصابه الهم ولكن قدرة الله فوق كل هذا وذاك وهو على كل شيء قدير وكأن إلهاما أوهاتفا يرن في أذن الشيخ ويقول له إرفع جناح برنوسك ومرره على القدرة فإنك تر العجب وهذه أول كرامة يتشرف بها الشيخ سيدي بولرباح كيف لاوالمولى تبارك وتعلى يقولوا في سورة يونس ألا إن أولياء الله لاخوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وهذه البشرى ألا وهي إظهار الكرامة على أيديهم وهو أمر لا ينكره إلا جاهل معاند لأن عقيدتنا تؤمن بكرامة الأولياء وقد ثبتت الكرامة لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم منها: تكثير الطعام لأبي بكر رضي الله عنه.
فعن عبد الرحمن بن أبي بكر قال: إن أصحاب الصُّفة كانوا أناساً فقراء وإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث، ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس أو بسادس، وإن أبا بكر جاء بثلاثة، وانطلق النبي صلى الله عليه وسلم بعشر، وإن أبا بكر تعشى عند النبي صلى الله عليه وسلم، ثم لبث حتى صليت العشاء، ثم رجع فلبث حتى تعشى النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء بعد ما مضى من الليل ما شاء، قالت: له امرأته: ما حبسك عن أضيافك؟ قال: أو ما عشيتهم؟ قالت: أبوا حتى تجيء فغضب، وقال: والله لا أَطْعمه أبدا، فحلفت المرأة أن لا تطعمه، وحلف الأضياف أن لا يطعموه، قال أبو بكر: كان هذا من عمل الشيطان - يعني يمينه - فدعا بالطعام فأكل وأكلوا، فجعلوا لا يرفعون لقمة إلا ربت من أسفلها أكثر منها، فقال لامرأته: يا أخت بني فراس ما هذا؟! قالت: وقرَّة عيني إنها الآن لأكثر منها قبل ذلك بثلاث مرار، فأكلوا وبعث بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر أنه أكل منها. متفق عليه.
وهناك أدلة أخرى لايتسع المقام لذكرها هنا ونعود إلى شيخنا سيدي بولرباح حيث يحدثنا على هذه الكرامة الخارق وبمجرد مافعل حتى بدأت الخيرات تزيد وبدأ الكسكس ينموا ويزيد وكأنه ذبح عشرين شاة وهذا كله بقدرة الله ومشيئته ولما رأى الزوار هذه الخيرات أصابهم الذهول كيف برجل لايملك شيئا يطعم 800 رجل أوأكثر ولكن الشيخ بولرباح يملك قوة الإيمان والزهد والتقى لهذا لم يخيبه الله( قال تعالى) ومن يتقى الله يجعل له مخرجا الله مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب) وسلم الجميع لأمر الشيخ سيدي بولرباح طالبين منه الصفح والدعاء لهم بالخير وحددوا موسما يزورونه فيه كل عام وهكذا بدأت رحلت زاوية سيدي بولرباح وبدأ يعلوا صيتها وبارك الله لشيخها ورزقها الله من حيث لايحتسب وصارت تسمى- بزاوية الرحالة-وكثر زوارها ومريدوها وازداد طلبت القران الكريم ونجح الشيح سيدي بولرباح نجاحا باهرا حيث صار صاحب الكلمة في الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وإصلاح ذات البين وقد كرس حياته رحمه من أجل خدمة كتاب كامل الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم إلا أن وافته المنية عن عمر ناهز 95سنة سنة أولى885م وكان مدة مشيخته 55سنة وقد دفن بالقبة المعروفة باسم ونسه والتي تبعد 10 كلم من بلدية الدويس كما أنها تقع غرب الزاوية بى6كلم وقبره موجود إلى الآن فنسال الله تعالى أن يرحمه برحمته الواسعة على ماقدمه للبلاد والعباد وأن تكون في ميزان حسناته كيف لا والنبي صلى يقول إذا مات ابن آدم إنقطع عمله إلا من ثلاث صدق جارية أوولد صالح يدع له أوعلم ينتفع به آمين يارب العالمين.


هو الشيخ سيدي المصطفى بن الشيخ سيدي بولرباح الحبر الباهر والبحر الزاخر صاحب العلم الراسخ والفضل الباذخ والقدر الشامخ كان من الصالحين العاملين بسنة سيد المرسلين ويقال أنه كان سريع الدمع شديد الغيظ على المبتدعين التاركين للسنة كثير التواضع لأهل العلم والطلبة يجود لهم بنفسه وماله كثير الخير والصلاح والورع مجتهدا في العبادة بحيث يستغرق فيها أوقاته وكان مولده سنة أولى853م تولى مشيخة الزاوية بعد وفات والده القائد الهمام سنة1885م وكان عمره 32سنة وسار على نهج أبيه متمثلا في قول النبي صلى الله عليه وسلم فعن مالك بن ربيعة قال بينما نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل من بني سلمة فقال يارسول الله أبقى من أبوي شيء أبرهما به من بعد موتهما قال نعم الصلاة عليهما أي الدعاء لهما والاستغفار لهما وإيفاء بوعودهما من بعد موتهما وإكرام صديقهما وصلة الرحم التي لاتوصل الابهما )رواه أبوا داود وابن ماجه وأحمد وهكذا شمر الشيخ سيدي المصطفى صاعد الجد والعمل من أجل الدعوة الإسلامية والتعريف بقيمها الأساسية والعمل على نشرها وإيضاح أصالة الفكر الإسلامي وتركيزه على قيمه السامية والعمل على تنقيته والمحافظة على تعاليم القرآن الكريم والسنة المشرف لأنها هي المرجع الأول والأخير في شؤون الحياة عامة والتربية والتعليم خاصة وكذا التفتح لكل العلوم ولهذ لما نقرأ كتب المادة التاريخ نجد أن المسلمين اتصلوا بالفتوحات الإسلامية بالحضارات السائدة آنذاك كانوا متفتحين إزأها فاقتبسوا ما وقع عليهم إختيارهم من فلسفات وعلوم وفنون وصنعات وتملكوا ناصيتها وشجع بعض الخلفاء العظام نقل الثمين من هذه الثقافات إلى اللغة مادة اللغة العربية وذلك إلى جانب ماوضعه المسلمون من علوم جديدة في التفسير والحديث والفقه والكلام واللغة إلى غير ذالك :وسار الشيخ على هذا النهج من التفتح رافضا الجمود والتعصب وكان رحمه الله يخرج إلى الطلبة وكان يسمونهم القناديز فيصلى معهم الفجر ثم بعد ذالك يقرؤن الورد المأخوذ عن الطريق الرحمانية وبعد انتهاءه يشتغلون بقراءة الألواح مع معلمهم أما عن الشيخ سيدي المصطفى فيشتغل بتلاوة كتاب كامل الله حتى تطلع الشمس حيث يتناول الإفطار مع ضيوفه من الزوار وكان له مجلس في بيته يحكم فيه بين الناس كإصلاح ذات البين وحل النزاع على الأراضي وغير ذالك وكان يخرج إلى الطلبة في المساء لتدريس الفقه والنحو وغيره وله كذالك وقت معين
للفتوى وكما تعلمون أن زاويته كانت متنقلة صيفا وشتاء من مكان إلى آخر يتتبعون الكلا لمواشيهم وذات يوم ارتحل الشيخ بطلبته ومريديه متجها نحوى الصحراء حتى وصل إلى مكان يعج بالبدوى الرحل وكأنهم منتضرين قدوم الشيخ سيدي المصطفى وما فتئ أن وصل إلى هذا المكان حيث استقبل استقبال الملوك لما له من مكانة في قلوبهم ولما شاع عنه من الكرامات الظاهرة والأنوار الساطعة الباهرة وكان قد أصاب القوم قحط وجفاف فاغتنموا الفرصة بوجود الشيخ سيدي المصطفى وأخبره بما وقع لهم وطلبوا منه الدعاء فقال لهم بلسان الحال أبشروا فلن يخيب الله آمالكم ورفع يديه إلى السماء مقتديا بالنبي صلى الله عليه وسلم في صفة الدعاء ودعا الله تبارك وتعالى بقوله اللهم أغثنا اللهم أغثنا فما أكملها حتى نشأت سحابة سوداء فمطر القوم حتى روت الأرض والسهول والوديان واخضرت الأرض و عادت الطبيعة كما كانت وفرح الناس فرحا شديدا وهنا قصة أخرى تقول بأن الشيخ سيدي المصطفى قال لهم اذهبوا وسيكون المطر مستمدا من قول النبي: صلى الله عليه وسلم إن لله عباد لوأقسموا على الله لأبرهم :كيف لا وهم أهل الله وخاصته ولقد صدق من قال للأولياء كرامة لاتنكر: وهاك أدلت أخرى تثلج صدرك عن كرامة الأولياء أولا كرامة أسيد بن حضير وعبَّاد بن بشر رضي الله عنهم عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن أسيد بن حضير وعبَّاد بن بشر تحدثا عند النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة لهما، حتى ذهب من الليل ساعة في ليلة شديدة الظلمة، ثم خرجا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقلبان، وبيد كل واحد منهما عُصَيَّة، فأضاءت عصا أحدهما لهما حتى مشيا في ضوئها، حتى إذا افترقت بهما الطريق أضاءت للآخر عصاه، فمشى كل واحد منهما في ضوء عصاه، حتى بلغ أهله. رواه البخاري.
ثانيا: كرامة سَفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم:عن ابن المنكدر: أن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطأ الجيش بأرض الروم، أو أسر فانطلق هارباً يلتمس الجيش فإذا هو بالأسد، فقال: يا أبا الحارث، أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان من أمري كيت وكيت، فأقبل الأسد له بصبصة حتى قام إلى جنبه، كلما سمع صوتاً أهوى إليه، ثم أقبل يمشي

إلى جنبه حتى بلغ الجيش، ثم رجع الأسد. رواه الحاكم. وقال: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي
. وهكذا انتفع الناس بدعاء الشيخ سيدي المصطفى وبركته حيث سقاهم الله تبارك وتعالى غيثا نافعا وواصل الشيخ سيدي المصطفى رحلته متجها إلى الصحراء وما من مكان ينزل فيه إلا ويعض الناس ويذكر بأمور دينهم كما كانوا العلماء والمحدثون قبله كالبخاري وأحمد ابن حنبل بأرض الشام حينما يسافرون لطلب العلم فما من مكان ينزلونه إلا ويعلمون الناس وهكذا كان الشيخ سيدي المصطفى يسير على نهج السلف الصالح في أقواله وأفعاله وكان شديد الخوف من الله تبارك وتعالى حتى ولوكان هذ الشيء مباح وقد جاءه ذات يوم رجل من سكان مسعد الكرماء ببرنوس من وبر ضاهره كباطنه أي له وجهان فقبله منه الشيخ ودعا له بالخير وفى الحال تصدق به فلما رأى الرجل ما فعله الشيح سيدي المصطفى سأله عن ذالك وقال له ياسيدى هذا برنوس من وبر فقال له الشيخ نعم أعرف ذلك ولكنى أكره الشيء الذي له وجهان إشارة منه للبرنوس الذي ظاهره كباطنه لقول النبي صلى الله عليه وسلم شر الناس ذي الوجهين رواه مالك والبخاري ومسلم الله أكبر ما أروع هذه الكلمات النابع من القلب المتمثل في قول ابن عطاء الله الاسكندرى تحقق بذلك يمدك بعزة (وقد عاش شيخنا رحمه الله طوال حياته خدمة لكتاب كامل الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والنصح لائمة المسلمين وعامته حتى أتاه اليقين عن عمر ناهز 89سنة كان ذالك عام 1942م وقد شهدة جنازته جمعا غفيرا وحمل إلى مثواه حيث دفن بقبة ونسه جوار أبيه وقبره موجود يزار ويترحم عليه وكانت مدت خلافة لزاوية سيدي بولرباح 57 سنة كلها خدمة لدين الله نسال الله تبارك وتعالى أن يجعلها في صحيفة أعماله وأن يجعل روحه في أعلى علين مع الصديقين والشهداء والصالحين وأن يجعل كل من يقرأ هذا البحث أن يسير على نهجه :آمين يارب العالمين.


الشيخ سيدي بولنوار
هو الشيخ سي بولنوار بن سي أحمد بن الشيخ بولرباح بن المحفوظ عرش أولاد بن عثمان الشيخ العالم العارف الواصل إمام السالكين والمردين شيخ الطريقة ومعدن العرفان والحقيقة ولد رحمه الله سنة1887 م حيث أكمل ختم كتاب كامل الله ثم انتقل إلى زاوية الشيخ المختار لقراءة التفسير والنحوي وعلوم القرآن والفقه وغير ذالك وتولى مشيخة الزاوية بعد وفاة عمه سيدي المصطفى وكان عمره 55سنة ومن أخلاقه رحمه الله كما قد قيل لنا أنه كان شديد الخشوع والخشية وكان شريف الأخلاق لطيف الصفات كامل الأدب جليل القدر وافر العقل مخفوض الجناح كثير التواضع شديد الحياء متيقضا في دينه لايغفل ولايفتر مراعيا لأوقاته شديد الورع في تصرفاته وأحواله شديد الإتباع لأحكام الشرع وأدب السنة محافظا على الأذكار والدعوات المختلفة باختلاف الأحوال معمرا أوقاته بالذكر والصلاة والتلاوة والمطالعة وكان شديد التحرز من الغيبة والنميمة وهكذا مضى ملبيا نداء أبيه وعمه للقيام بشؤون الزاوية وتشجيع تعليم القرآن الكريم بالإرشاد والإصلاح والمواعظ وبقى داعي للخير ساعيا في الجد إلا أن خلافته لم تطل حيث توفى سنة1947م وعمره 60 سنةوكانت مدة مشيخته 5 سنوات ودفن بجوار أبيه وأخيه بقبة ونسه وقبره موجود يزار ويترحم عليه فنسأل الله تبارك وتعالى أن يرحمه برحمته الواسعة وأن يسكنه جوار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأن يجعل ماعمله في ميزان حسناته آمين يا يرب العالمين .



الشيخ سيدي أحمد المغربي
هو الشيخ سيدي أحمد المغربي بن الشيح سى أحمد بن الشيخ سيدي بولرباح بن المحفوظ المالكي مذهبا الأشعري عقيدة الرحمانى طريقة العثماني عرشا الشيخ الصالح والقطب الواضح حامل لواء العرفان كان من أعيان الطريقة وأكابر أهل الحقيقة على قدم السلف الصالح والمنهج القويم الواضح آية في السخاء والجود وكرم الأخلاق والزهد والتعطف على الضعفاء والمساكين وكان نصوحا لعباد الله وكان علماء الوقت يقصدون زيارته ويسلمون له ظاهرا وباطنا وانتفع على يديه خلق كثير وأوتي علم القلوب مايشهد له بالذوق الواضح والحال الراجح وله من قوة اليقين مالاحت ثمراته وكان شديد الإتباع للسنة في نفسه وأهله ولد رحمه الله سنة1918م تولى تسير الزاوية بعد وفات أخيه الشيخ سي بولنوارسنة أولى947م وكان عمره 29سنة حاملا على عاتق شرف الأمانة العظمى والتي أوصى بها الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بقوله (بلغوا عنى ولو أية)وعلى الرغم من الضغوطات التي تعرض لها من طرف المستعمر الفرنسي لم يمنعه ذالك من مواصلة الدرب بل تعدا ذالك إلى خدمة المجاهدين والوقوف في وجه المستعمر الفرنسي أن ذاك بالقلم وباللسان وغير ذالك وكما قال الشاعر على أهل العزم تأتى العزائم وتأتى على قدر الكرام المكارم وسار شيخنا رحمه الله على نهج آبائه في الدعوة إلى الله ورفع راية إقرأ وهي أول صيحة تسمو بقدر القلم وتنوه بقيمة العلم وتعلن الحرب على الأمية الغافلة وتجعل اللبنة الأولى في بناء كل مسلم أن يقرأ ويتعلم كيف لا والأمة الإسلامية تتميز عبر المادة التاريخ عن غيرها من الأمم والشعوب بأنها أمة العلم والمعرفة وأمة القلم والقرطاس قال علي رضي الله عنه العلم خير لك من المال العلم يحرسك وأنت تحرس المال والعلم حاكم والمال محكوم عليه والمال تنقصه النفقة والعلم يزكوا بالإنفاق إلا أن قال والعلماء باقون ما بقي الدهر أعيانهم مفقودة وآثارهم في القلوب موجودة وقد كان شيخنا رحمه الله يحض عن هذا كما أنه يوصى دائما بالأدب والتخلق أمام العلماء والصالحين وحسن المعاملة متمثلا في قول الإمام الشافعي رحمه الله قال كنت أتصفح الورقة بين يدي شيخي مالك صفحا رقيقا هيبة لئلا يسمع وقعها ويقول الربيع والله ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر إلي هيبة له أما ابن عباس ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منعه نسبه وعلو منزلته حين يبلغه الحديث عن رجل أن يأتي بابه ثم ندع ابن عباس رضي الله عنه .

يكمل ويصور حاله فيقول فأتوسد ردائي على بابه تسفي الريح علي من التراب فيخرج فيراني فيقول يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء بك هلا أرسلت إلي فآتيك فأقول لا أنا أحق أن آتيك قال فأسأله عن الحديث هذا هو الأدب الذي كان يوصي به شيخنا رحمه الله وسمو رسالته التي يؤديها والتي تحت إشرافها تخرج حفظة القرآن الكريم والأئمة الفضلاء والمفكرون والأدباء كل هذا تحت كفالة شيخنا رحمه الله الذي أدى رسالته عن رغبة وحب وطواعية كيف لا وهو الذي تهذب بالأخلاق القويمة وتحلى بالمزايا الكريمة والسجايا الحميدة وتزين بالحكمة والعطف واللين والصبر والتحمل ابتغاء الأجر الجزيل وهو الذي يحترم الكبير ويشفق على الجاهل والصغير امتلأ عطفا ورحمة على طالب يتيم مسكين يملأ القلب باليقين وهنيئا له قول المصطفى صلى الله عليه وسلم فو الله لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من أن يكون لك حمر النعم أخرجه البخاري ومسلم كيف لا وهو الذي قام بالجد والاجتهاد في الدعوة وقد تكلل جهده واجتهاده في بنا الزاوية ففي عام 1970م إستقرت الزاوية بالمكان المسمى (ذراع الزبير ) وتم بنا حجرة للتلاميذ ومصلى وجناحا لعائلة الشيخ ومنذ ذالك اليوم سمية ببيت الشيخ وكذا بسيدي أحمد المغربي وموقعها الجغرفى حاليا فإنها تبعد 16كيلومتر على بلدية الدويس و16 كلم على بلدية عين الشهداء وهي في فضاء رحب بعيدة عن الأهواء والفتن صامدة بقائدها الغيور الذي صدق فيه قول الشاعر كـن مـع الله تـرى الله معـك، واتـرك الكل وحاذر طمعك ،لاتعلق بسواه أملا ،إنما يسقيك من قد زرعك، فإذا أعطاك من يمنعه،ثم من يعطى إذا مامنعك، ولشيخنا رحمه الله فضائل كثير فقد كان رحمه الله كثير النوادر والحكايات يجلس أحس مجلس متواضعا يسأله كلا أحد ويجيبه على قدر عقله صابرا حليما ناصحا محبوبا عند العامة والخاصة ويسعى في قضاء حاجات الناس لاسيما في الشفاعات وكان له مكان يحب أن يحلس فيه تارة في الخارج جوار الباب وتارة جوار المسجد العتيق أو المصلى العـيق يراقب الطلـب ويراقب أحوالهم ولشيـخنا رحمـه الله من الكرامات الكثـير نـذكر منها على سبيـل المثـال ماقصـه علينـا أحـد الإخوان الذين عاصر الشيخ سيدي أحمد المغربي يقال له ازعيتري يقول هذا الرجل كنت محبا

للصيد فذات يوم خطرت لي فكر وهي أن أزور صديقا لي فاعددة العدة وذهبت إليه وكان من البدوى الرحل فوجدته مقيما في بيته ولكن في حالت يرثا لها الهم والجوع واليأس فقلت له ماهذا مابك فقال لى لم يترك لنا الجني شيئا كل يوم يرمين بالحجارة لم يترك لنا لاقصعة ولا إناء ولا قدرا كل شيء حطمه ولهذا لم نجد شيئا نطهي به طعامنا وقد كتبت عند المتخصصين يقصد التمائم ولم ينفعني شيء بل زادني سوء ومنذ أن رأنى الجني أتيت بالكتاب كامل حيث أحرق عنى البيت ومامن مكان أتمكن منه إلا ويشتعل من مكان أخرا يقول صاحب القصة فقلت له أولا أدلك عن شيء سهل ويبعد عنك هذا الجني فقال بلا فقلت له قم بنا نسير لولي الله الشيخ سيدي أحمد المغربي حيث تجد عنده الدواء الشافي فما أن وصلنا إليه وحدثناه حتى قال لنا لاتجدوا عندي سوى التسبب فقط يقصد به الرقى وبعد حين دخل وأتانا بقليل من البخور وقرأ عليه الفاتحة والمعوذتين وشيء من الآية الأخرى وقال لصاحبي إذهب به واجعله في الجمر وسترى يقول لنا صاحب القصة ومنذ ذلك اليوم رمين بحجر واحد وبعدها لم نرى هذ الشيء أبدا ومن أراد استفسارا أكثر فليسأل صاحب القصة فهو على قيد الحياة ويتمتع بصحة جيد
هكذا كانت الأنوار الربانية تحف شيخنا من مكاشفات ومناقب كثيرة وفضائل شهيرة ولم ينجب شيخنا رحمه الله سوى ولد سماه المصطفى ولقد ترعرع هذا الولد الأشم في حجر أبيه ونشأ منذ الصبا على الدين والتقى وحسن المعاملة وكان ينبئ بالخير الكثير مما جعله محبوبا عند الناس إلا أن الأقدار شاءت دون ذالك حيث انتقلت روحه الطاهرة إلى بارئها تسبح في أعلى علين تاركة وراءها فراغا رهيبا كان ذالك سنة أولى976م وقد ترك ورأوه ثلاثة أبناء وهم الشيخ بالقاسم وهو أكبرهم وبعده سي إبراهيم وبعده سي العربي ولكن هذه الصدمة مامرة بسلام على شيخنا رحمه الله متمثلا في قول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن العين تدمع وان القلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون )وقام شيخنا سى أحمد المغربي برعاية أحفاده رعاية جما تسير على خط النبي صلى الله عليه وسلم وعلى الأخلاق النبيلة التى تسير على قول من ربا ولده صغيرا صر به كبيرا ومرة الأعوام وكبر الأولاد وشبوا على الأخلاق والهمة وبعد أن أ تم الشيخ سيدي أحمد المغربي تطوير الزاوية والمضي به قدما شاء الأقدار أن يصـاب
بمرضى ألزمه الفراش ولم يدم مرضه طويلا حيث فاضة روحه إلى بارئها بعد أن أدت واجبها فجزاه الله عنا خير الجزاء على ماكان منه من الجود والوفاء وحب للعلم ورجاله العظماء وكأني أسمع صوته يوصى بطلب العلم والالتزام به متربعا على قول الشمقمق حيث قال:
وحصل العلم وزنه بالتـقى وسائر الأوقات فيه استغـرق
وليكن قلبك أفـرغ مـن حجام ساباط ومن لم يعشـق

وكانت وفاته رحمه الله فى12مارس سنة أولى989م وقد حضر جنازته جم غفير لايمكن حصرهم ولاعدهم فهنيك لك الفردوس مستقرا وجزاء فهذا موطنك الأصلي ياسيدى يسوق لنا البشائر حبا فعجلى وقد وريي الثرى بقبة ونسه جوار آبائه وقبره موجود يزار ويترحم عنه فاللهم ارحمه برحمتك الواسعة يارب العالمين كما أساله جلا وعلى أن يرحم شيوخنا الذين ساهموا في بناء الزاوية والمحافظة عنها كالشيخ سيدي بولرباح والشيخ سيدي المصطفى والشيخ سى بولنوار فاللهم احشرنا في زمرة الذين أحبوا الله بحبه واعتصموا بحبله وآمنوا بقضائه وقدره وعملوا الصالحات حيث ما كانوا وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر في السراء والضراء وجعلنا من الذين أحبوا أولياء الله فكان لهم ذالك عزا وجاها وفى هذا المعنى انشد أبوا الفضل القاضي عياض المغربي بقوله :
لي سادة من عـز هـم معرو فهم فوق ا لجبــــاه
إن لـم أكن منهم فـلي في حبهم عز وجـــــاه

خير خلف لخير سلف
هو الشيخ سى بلقاسم بن الشيخ سى المصطفى بن الشيخ سي أحمد المغربي بن الشيخ سى أحمد بن الشيخ سيدي بولرباح صاحب الأخلاق الفاضلة والنوادر الباسلة سابغ الفضل والكرم واسع الخلق والصبر والتواضع والتلطف والسخاء والسكينة والحياء والجود والورع والرحمة والتوكل والشفقة والقناعة والإكتفاء بل إنه جبل راسخ في السخاء والجود إرثا عن الأسلاف والأجـداد


ولد حفضه الله سنة أولى972م تولى مشيخة الزاوية بعد وفات جده الغيور سنة أولى989م وكان يبلغ من العمر 18 سنة بمباركة الشيوخ والمحبين من العروش ومن الشيوخ الذين قاموا على تعين الشيخ بلقاسم على رأس الزاوية العلامة الشيخ سى خليل شيخ الزاوية القاسمية بالهامل رحمه الله والشيخ سي عبد الجبار زاوية الشيخ المختار والشيخ سي عبد القادر شيخ الزاوية العثمانية زاوية سي على بن عمر وعلى الرغم من صغر سنه إلا أنه كان صاحب رجاحة في العقل وعلو في الهمة والنضر البعيد والرأي السديد سائرا على نهج سلفه في التدبير والتسير وأحيانا بمساعدة جدته الكريمة صاحبة العقل الراجح والمجد الشامخ والصمت البهي والذهن الذكي وهكذا بدأ عصر الشيخ سي بلقاسم الذي بدأ بتطوير الزاوية خطوة خطوة مع مساعدة أخويه إبرهيم والعربي وجعل منها مدرسة معاصرة يقصدها القاصى والدانى يرتوى منها السالكون ويشبع منها المريدون ولقد ظهر في الأفق فيها مجد أجداد الذي جدده الشيخ بلقاسم فقد كانوا بالكرم متصفون وعلى الأخلاق سائرون بالجد والنشاط وصلوا وبالتواضع والهمة قد نشئوا فالسائرون لابد واصلون والواقفون محرومون فبالعمل يدرك الإنسان بوصوله إلى النهاية ومن كانت بدايته محرقة كانت نهايته مشرقة فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بفرس يجعل كل خطوة منه أقصى بصره فسار وسار معه جبريل عليه السلام فأتى على قوم يزرعون في يوم ويحصدون في يوم كلما حصدوا عاد كما كان فقال يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء المجاهدون في سبيل الله تضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف وما أنفقوا من شيء فهو يخلفه . وقد ضعفه بعض أهل العلم فهكذا كانت زاوية سيدي بولرباح بالجهاد الأكبر بدأت وبالتطور في عصر الشيخ بلقاسم زادت وقد انطبق عليها هذا الحديث فالزاوية والحمد الله تعلم كتاب كامل الله والمبادئ الدينية ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلى نية في سبيل تحفيظ كتاب كامل الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والأخلاق السامية أليس هذا جهاد في سبيل الله بل هو الجهاد الأكبر قال عليه الصلاة والسلام رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر يقصد مجاهدة النفس وهكذا سار الشيخ بلقاسم بالجد واجتهد والحرص على تربية أبناء المسلمين ليسيروا على خطى النبي صلى الله عليه وسلم ولقد تطورت الزاوية في عهده حفضه الله حيث تم سنة أولى994م إكمال بناء مسجد

الرحمان وفى سنة أولى998م تم بناء غرف للطلب واسعة المساحة زيادة على ذالك بناء غرف أخرى للإخوان والمريدين ومتحف صغير يضم بعض المخطوطات النادرة للشيوخ الأوائل كالشيخ سيدي بولرباح والشيخ سيدي المصطفى وغيره كما أنه يحتوى على لباس لبعض الشيوخ وبعض الكتب التى نجت من المستعمر الفرنسي علما أن الزاوية كانت تحتوى على مخطوطات كثير لكن المستعمر أحرقها كان ذالك سنة أولى958م ولم ينجو منها سوى ماهو موجود الآن في المتحف وقد تم في وقته حفضه الله كذالك وصول الكهرباء والماء والطريق المعبد الموصل إلى الزاوية وهكذا أخي القارئ كانت الزاوية ولازالت قائمة بكل واجباتها تصنع الحدث في كل وقت وحين صامدة بقائدها الغيور فنسال الله تبارك وتعالى أن يوفقه وأن يشد من أزره وأن يجعله خير خلف لخير سلف كما أساله جل وعلى أن يحفظ جدته وأمه وأخويه وجميع المحبين والمخلصين لزاوية وأن يحفظ جميع الطلبة المقيمين عندنا والمقيمين عبر زوايا الوطن كما نسأله تعالى أن يجعل زاوية سيدي بولرباح سيد أحمد المغربي عامرة دوما بالطلبة والمحبين وأن يجعل منها منارة مضيئة إلى يوم الدين وفى الأخير أساله تعالى أن يحفظ شيوخنا الذين تربينا على أيديهم وأن يجعلهم مثالا يحتذى به آمين آمين يارب العالمين وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين.



إذا أردنا أن تكلم عن أسماء المعلمين الذين تعاقب عن التعليم في الزاوية فإننا نجد الكثير منهم لانعرف مادة التاريخه إلا بعض الأسماء القليل نذكر منهم على سبيل المثال الشيخ سي أحمد بن يحي الشيخ سي عبد الغفار الشيخ سى عبد الطيف الشيخ سى أحمد المغربى الذي جاء من المغرب وتزوج عند الشيخ وتولى التعليم حتى توفى وبعده جاء الشيخ سي الحليب ثم ابن نجل الشيخ أحمد المغربي سي بولرباح الملقب بالطالب الأحرش هذ الأستاذ الفاضل الذي فاق أقرانه في تعليم كتاب كامل الله سائرا على قول ابن الوردي الذى قال قيمة الإنسان مايحسنه، أكثر الإنسان منه أوأ قل وقد تتلمذ على يديه الكثير من الطلبة قد يصل عددهم إلى المئات الكثير منهم حفضوا

كتاب كامل الله وهم الآن أئمة ومعلمون وموظفون في إطارات أخرى كما أن حياته كانت كلها تعليما لكتاب كامل الله لايعرف الكسل ولا الفتور تصورأنه يبدأ تعليم الطلبة على الساعة الثالثة ليلا وبعض الأحيان مع صلاة الفجر حتى إلى الساعة الواحد ليلا وقد يمنح بعض الراحة للتلاميذ لكنها قليلة جدا ولا يعرف العطلة ولا التغيب عن تعليم كتاب كامل الله إلا نادرا هكذا كان الرجال فهو شيخ المعلمين وقدوة المخلصين ومثالا للمربين فجزاه الله خيرا عن زاوية سيدي بولرباح والطلب الذين تعلموا على يديه وجميع المسلمين آمين يارب العالمين وقد وافته المنية رحمه الله سنة أولى986م ودفن بمقبرة ونسة وبعد وفاته تعاقب على الزاوية عدة معلمين منهم سي بولنوار نجله الأصغر سي بن عطية أخوا سي أحمد المغربي شيخ الزاوية سي بولرباح بن سي محمد أخوا الشيخ سي على سي العربى أخوا الشيخ بلقاسم شيخ الزاوية حاليا سي بن ساعد ابن سي بولرباح سي سي امقنى المعلم الحالى للزاوية فجزاهم الله عن الزاوية كل خير وفى الأخير أوجه شكري وإهدائى إلى سي بلقاسم شيخ الزاوية الذيي سشجعني كثيرا وأرجوا أن ينال إعجابهم وإعجاب من قرأه كما أسال الله عز وجل بأسمائه الحسنى وبصفاته العلى أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وأن ينفعني به
فضل القران
وبهذا الصدد ونحن في زاوية سى بولرباح سيدى أحمد المغربى لايسعنى إلا أن تكلم عن فضل القران الكريم في بعض الآيات والأحاديث ومواعظ العلماء واسمع معى أخى القارئ قوله تعالى {إن الذين يتلون كتاب كامل الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور وروى البخاري في صحيحه عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن وهو يتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران
رواه البخاري ومسلم وروى مسلم عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعالأصحابه وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب كامل الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده رواه مسلم أخى القارئ هذه نصوص سمعتها من كتاب كامل ربك وسنة نبيك تحثك على تعلم كتاب كامل الله والعمل به لأنه مناط سعادتك وهو المخرج من الفتن فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى من غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا تشبع منه العلماء ولا يخلق عن كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم فأقبلوا على تعلمه وتعليمه وتلاوته والتفكر فيه وعلموه أولادكم ونشئوهم على تلاوته وحبه حتى يألفوه ويتصلوا به فيطهر أخلاقهم ويزكي نفوسهم ويكونوا من حملة القرآن وأهله لأن الصبي إذا تعلم القرآن بلغ وهو يعرف ما يقرأ في صلاته وحفظ القرآن في الصغر أولى من حفظه في الكبر وأشد علوقا بالذاكرة وأرسخ وأثبت لأن التعلم في الصغر كالنقش في الحجر فهاهي زاوية سى بولرباح تفتح ذراعيها لكم لمن أرد حفظ كتاب كامل الله والغريب في هذا الوقت أن كثير من الشباب اليوم انشغلوا عن تعلم القرآن فمنهم من انشغل بالدنيا ومنهم من اشتغل بأشياء أخرى حتى بقى وقت الأولاد مضيع في اللعب في الشوارع مما أدى إلى جهلهم بالقرآن وابتعادهم عنه والسبب في كل ذلك بالدرجة الأولى إهمال الآباء لأبنائهم وعدم اهتمامهم بهذه الناحية فلا يدري أحدهم ما حالة ابنه مع القرآن وحتى صار القرآن مهجورا بين غالب المسلمين وهذا ما شكا أو يشكو منه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله } يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا قال ابن كثير رحمه الله وترك تدبره وتفهمه من هجرانه وترك العمل به وامتثال أوامره واجتناب زواجره من هجرانه والعدل عنه إلى غيره من شعر أو قول أو غناء أو لهو {وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا وإن كان بعض الهجر أهون من بعض وقد

ورد في الحديث يأتي على الناس زمان لا يبقى من الإسلام إلا اسمه ولا من القرآن إلا رسمه أخى القارئ احرص على تعلم كتاب كامل الله وحفظه واختر شيخا يجيد القراءة لتتعلم على يديه ولا يكفي أن يقرأ الإنسان من المصحف فإن تلقي القرآن من فم الملقن أحسن وأضبط لأن الكتاب كاملة لا تدل على الأداء كما أن المشاهد من كثير ممن تلقاه من الكتاب كاملة فقط أنه يكثر تصحيفه وغلطه فلا بد من معلم يوقفه على ألفاظ القرآن فيجب على من أراد أن يتعلم القرآن أو يعلمه أولاده أن يختار المعلم ليأخذوا القرآن عن إتقان ويتعلموه عن جودة وهاهي زاوية سيدي بولرباح توفر كل الجهود للاهتمام بكتاب كامل الله فمن أراد لأبنه أن يحفظ كتاب كامل الله فما عليه الاأن يسير نحوها قال ابن القيم رحمه الله في فضل القران تأمل خطاب القرآن تجد ملكا له الملك كله وله الحمد كله أزمة الأمور كلها بيده ينصح عباده ويدلهم على ما فيه سعادتهم وفلاحهم ويرغبهم فيه ويحذرهم مما فيه هلاكهم ويتعرف إليهم بأسمائه وصفات جزائريةه ويتحبب إليهم بنعمه وآلائه فيذكرهم بنعمه عليهم ويأمرهم بما يستوجبون به تمامها ويذكرهم بما أعد لهم من الكرامة إن أطاعوه وما أعد لهم من العقوبة إن عصوه ويخبرهم بصنعه في أوليائه وأعدائه وكيف كانت عاقبة هؤلاء وهؤلاء ويضرب الأمثال وينوع الأدلة والبراهين يدعو إلى دار السلام ويذكر أوصافها وحسنها ويحذر من دار البوار ويذكر عذابها وقبحها ويذكر عباده فقرهم إليه وأنهم لا غنى لهم عنه طرفة عين فإذا شهدت القلوب من القرآن ملكا عظيما رحيما جوادا جميلا هذا شأنه فيكف لا تحبه وتتنافس من القرب منه فالقرآن مذكر بالله مقرب إليه فينبغي للعاقل أن يعتنى بتعلمه ويكثر من تلاوته لأنه النور والشفاء والرحمة والروح والهدى والفرقان والذكر الحكيم والبرهان ( إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين) سورة الدخان الآية: أنزل الله القرآن نورا لا تطفأ مصابيحه وسراجا لا يخبو توقده ومنهاجا لا يضل نهجه وعزا لا يهزم أنصاره فهو معدن الإيمان وينبوع العلم وبحر لا ينزفه المستنزفون وعيون لا ينضبها الماتحون جعله الله ريا لعطش العلماء وربيعا لقلوب الفقهاء ودواء ليس بعده داء هو حبل الله المتين والذكر الحكيم والصراط المستقيم فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وفصل ما بينكم هو الحق ليس بالهزل بالحق أنزله الله وبالحق نزل من عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم من طلب الهدى منه أعزه الله ومن ابتغى


الهدى من غيره أذله الله يرفع الله به أقواما ويضع آخرين ويأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه قال عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم من قرأ حرفا من كتاب كامل الله تعالى فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول {ألم حرف بل ألف حرف ولام حرف وميم حرف رواه الترمذي وقال +حسن صحيح، إن كتاب كامل الله عز وجل بمثابة الروح للحياة والنور للهداية فمن لم يقرأه ويعمل به فما هو بحي وإن تكلم أو عمل أو غدا أو راح بل هو ميت ومن لم يؤمن به ضل وما اهتدى وإن طار في السماء أو غاص في الماء } أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها سورة الأنعام الآية: إن الإنسان بلا قرآن كالحياة بلا ماء ولا هواء بل إن الإفلاس متحقق في حسه ونفسه ذلك أن القرآن هو الدواء والشفاء {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمه للمؤمنين سورة الإسراء الآية: } ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يومنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى سورة فصلت الآية: شفاء للقلوب والأبدان شفاء للمرء وأنيس كلما ضاقت أمامه مسالك الحياة وشعابها وافتقد الرائد عند الحيرة والنور عند الظلمة يجد القرآن خير جليس لا يمل حديثه وترداده يزداد فيه تجملا وبهاء وبه تنضبط النفس المترددة أمام الزوابع والأعاصير فلا تغرق في لجة المهالك ولربما ضاقت بالمرء الضوائق ومارت في وجدانه المخاوف ويشده ألمه فلا يجد إلا أن ينشد راحته في بضع آيات من
ذلك لا تبالي ما يحدث لها وهي تقرأ قول ربها (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) سورة التوبة الآية: وبذلك تتبخر وساوس السوء ووساوس الضعف ويظهر للنفس أن الإنسان مبتلى بالأوهام أكثر مما يبتلى بالحقائق وينهزم من داخل نفسه قبل أن تهزمه وقائع الحياة ) الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم. إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مومنين وفى فضله جاء الكثير لكننى أتوقف عند هذا الحد مما جاء فى فضله من آيات وأحاديث وبعض من مواعظ العلماء فهاهي زاوية سيدى


بولرباح مازالت قائمة بفضل الله تعالى تعلم القران الكريم وكانت انطلقتها سنة أولى830م إلى غاية 2014م ومازالت والحمد الله تعلم القران الكريم فمن أراد أن يعلم أبناءه كتاب كامل الله فعلى الرحب والسعة وهى كما ذكرنا سابقا تقع فى فضاء رحب أو بعبارة اخراى فى الريف بعيدة عن الأهواء والشهوات والفتن وفى الأخير أطلب من الذين يقرؤن هذا الكلام المتواضع أن يدعوا لصاحبه بالحفظ والصلاح فى الحياة والرحمة والغفران بعد الممات .
أخوكم تومي محمد كمال :
16 ذي الحجة 1426
16 جانفي 2014



https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى