المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة ابن تيمية إلى سرجون حاكم قبرص / كيف كنا ؟



loulou ange
11-02-2013, بتوقيت غرينيتش 01:54 AM
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ابن تيمية إلى سرجون حاكم قبرص / كيف كنا ؟
إعداد الدكتور عبد الرحيم الشريف
دكتوراه علوم تفسير - جامعة دمشق


قال ابن تيمية في رسالته إلى سرجون حاكم قبرص :
" من أحمد بن تيمية ، إلى سرجون عظيم أهل ملته ، و من تحوط به عنايته من رؤساء الدين ، و عظماء القسيسين ، و الرهبان ، و الأمراء ، و الكتاب كامل ، و أتباعهم . سلام على من اتبع الهدى .
أما بعد فإنا نحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو ، إله إبراهيم و آل عمران . و نسأله أن يصلي على عباده المصطفين و أنبيائه المرسلين . و نخص بصلاته و سلامه أولي العزم الذين هم سادة الخلق ، و قادة الأمم . الذين خصوا بأخذ الميثاق ، و هم : نوح ، و إبراهيم ، و موسى ، و عيسى ، و محمد . كما سماهم الله تعالى في كتاب كامله " .
و ملخص شامل رسالته ما يلي :
أ- دعوته إلى الإسلام :
بعد أن بين له حقيقة دين الإسلام ، و حقيقة دين النصارى و تفرق النصارى فيه , و أن الإسلام الحق هو ما بعث به رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم .. مدح سرجوان لما عنده من الديانة و الفضل فقال :
ب- مدحه لسرجون النصراني لمحبته للعلم تلطفاً به :
" و إنما نبه الداعي لعظيم ملته و أهله ، لما بلغني ما عنده من الديانة و الفضل ، و محبة العلم و طلب المذاكرة ، و رأيت الشيخ أبا العباس المقدسي شاكراً من الملك : من رفقه ، و لطفه ، و إقباله عليه ، و شاكراً من القسيسين و نحوهم .
و نحن قوم نحب الخير لكل أحد ، و نحب أن يجمع الله لكم خير الدنيا و الآخرة ؛ فإن أعظم ما عبد الله به نصيحة خلقه ، و بذلك بعث الله الأنبياء و المرسلين ، و لا نصيحة أعظم من النصيحة فيما بين العبد و بين ربه ؛ فإنه لا بد للعبد من لقاء الله ، و لا بد أن الله يحاسب عبده ، كما قال تعالى : {فلنسألن الذين أرسل إليهم ، ولنسألن المرسلين}.
و أما الدنيا فأمرها حقير ، و كبيرها صغير . و غاية أمرها يعود إلى الرياسة و المال . و غاية ذي الرياسة أن يكون كفرعون الذي أغرقه الله في اليم انتقاماً منه .
و غاية ذي المال أن يكون كقارون الذي خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة ، لما آذى نبي الله موسى .
و هذه وصايا المسيح و من قبله و من بعده المرسلين ، كلها تأمر بعبادة الله ، و التجرد للدار الآخرة . و الإعراض عن زهرة الحياة الدنيا .
و لما كان أمر الدنيا خسيسا رأيت أن أعظم ما يهدي لعظيم قومه المفاتحة في العلم و الدين : بالمذاكرة فيما يقرب إلى الله " .
ثم ذكره شيخ الإسلام بموقفه من قازان ملك التتار فقال :
" و لما قدم مقدم المغول قازان و أتباعه إلى دمشق ، و كان قد انتسب إلى الإسلام ؛ لكن لم يرض الله و رسوله و المؤمنون بما فعلوه ؛ حيث لم يلتزموا دين الله ، و قد اجتمعت به و بأمرائه ، و جرى لي معهم فصول يطول شرح مفصلها ؛ لا بد أن تكون قد بلغت الملك ؛ فأذله الله و جنوده لنا ، حتى بقينا نضربهم بأيدينا ، و نصرخ فيهم بأصواتنا . و كان معهم صاحب سيس مثل أصغر غلام يكون به ، حتى كان بعض المؤذنين الذين معنا يصرخ عليه ، و يشتمه ، و هو لا يجترئ أن يجاوبه ، حتى إن وزراء غازان ذكروا ما ينم عليه من فساد النية له ، و كنت حاضراً لما جاءت رسلكم إلى ناحية الساحل ، و أخبرني التتار بالأمر الذي أراد صاحب سيس (مدينة في جنوب تركيا بالقرب من أضنة استولى عليها النصارى في الحروب الصليبية التي بدأت عام 491 هـ) أن يدخل بينكم و بينه فيه ، حيث مناكم بالغرور ، و كان التتار من أعظم الناس شتيمة لصاحب سيس ، و إهانة له ؛ ومع هذا فإنا كنا نعامل أهل ملتكم بالإحسان إليهم ، و الذب عنهم " أ.هـ.
و صاحب سيس هذا هو رئيس النصارى في مدينة سيس جنوب تركيا و كانت أجزاء من ساحل الشام و تركيا خاضعة لهم بعد الحملات الصليبية المتكررة .
ج- تذكير شيخ الإسلام لسرجون أنه استنقذ أسرى النصارى و اليهود من التتار ولم يرض بأن يستنقذ أسرى المسلمين وحدهم :
ثم شرع شيخ الإسلام يبين لسرجون حاكم قبرص كيف أن شيخ الإسلام عمل على تخليص أسرى النصارى من يد قازان التتري و لم يرض أن يفك أسرى المسلمين فقط فقال :
" و قد عرف النصارى كلهم أني لما خاطبت التتار في إطلاق الأسرى ، و أطلقهم غازان ، و قطلوشاه ، و خاطبت مولاي فيهم فسمح بإطلاق المسلمين . قال لي : لكن معنا نصارى أخذناهم من القدس ، فهؤلاء لا يطلقون . فقلت له : بل جميع من معك من اليهود و النصارى ، الذي هم أهل ذمتنا ؛ فإنا نفكهم ، و لا ندع أسيراً ، لا من أهل الملة ، و لا من أهل الذمة . و أطلقنا من النصارى من شاء الله فهذا عملنا و إحساننا ، و الجزاء على الله " .
د- إحسان المسلمين لأهل الذمة من النصارى :
ثم بين له الشيخ رحمه الله أن المسلمين ما زالوا يحسنون إلى أهل الذمة من النصارى الذين بأيديهم فقال :
" و كذلك السبي الذي بأيدينا من النصارى يعلم كل أحد إحساننا و رحمتنا بهم ؛ كما أوصانا خاتم المرسلين حيث قال في آخر حياته : [الصلاة ، و ما ملكت أيمانكم] قال الله تعالى في كتاب كامله : {ويطعمون الطعام على حبه : مسكيناً ، و يتيماً ، و أسيراً} ".
هـ- لا نخاف التتار و سننتصر عليهم :
ثم بين له أنهم لا يخافون من التتار و أنه سينتصرون عليهم في النهاية ، و ذلك حتى لا يطمع النصارى في ممالاة التتار على أهل السنة و الجماعة من المسلمين فقال له :
" و مع خضوع التتار لهذه الملة ، و انتسابهم إلى هذه الملة ؛ فلم نخادعهم ، و لم ننافقهم ؛ بل بينا لهم ما هم عليه من الفساد و الخروج عن الإسلام الموجب لجهادهم ، و أن جنود الله المؤيدة ، و عساكره المنصورة المستقرة بالديار الشامية و المصرية : ما زالت منصورة على من ناوأها مظفرة على من عاداها . و في هذه المدة لما شاع عند العامة أن التتار مسلمون . أمسك العسكر عن قتالهم ، فقتل منهم بضعة عشر ألفا ، و لم يقتل من المسلمين مائتان . فلما انصرف العسكر إلى مصر ، و بلغه ما عليه هذه الطائفة الملعونة من الفساد ، و عدم الدين : خرجت جنود الله و للأرض منها وئيد ، قد ملأت السهل و الجبل ؛ في كثرة ، و قوة، و عدة ، و إيمان ، و صدق . قد بهرت العقول و الألباب . محفوفة بملائكة الله التي ما زال يمد بالأمة الحنيفية ، المخلصة لبارئها : فانهزم العدو بين أيديها ، و لم يقف لمقابلتها . ثم أقبل العدو ثانياً ، فأرسل عليه من العذاب ما أهلك النفوس و الخيل ، و انصرف خاسئاً و هو حسير ، و صدق الله وعده ، و نصره عبده ، و هو الآن في البلاء الشديد و التعيس العظيم ، و البلاء الذي أحاط به . و الإسلام في عز متزايد ، و خير مترادف ؛ فإن النبي صلى الله عليه و سلم قد قال : [إن الله يبعث لهذه الأمة في رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها] .
و هذا الدين في إقبال و تجديد . و أنا ناصح للملك و أصحابه – و الله الذي لا إله إلا هو الذي أنزل التوراة و الإنجيل و الفرقان " .
و- ترغيب و ترهيب سرجون :
و بعد ذلك قام شيخ الإسلام رحمه الله باستخدام أسلوب الترغيب و التهديد و الوعيد ، و كذلك الوعظ و التذكير فقال لسرجون :
" فيا أيها الملك كيف تستحل سفك الدماء و سبي الحريم و أخذ الأموال بغير حجة من الله و رسله .
ثم أما يعلم الملك أن بديارنا من النصارى أهل الذمة و الأمان ما لا يحصي عددهم إلا الله ، و معاملتنا فيهم معروفة ، فكيف يعاملون أسرى المسلمين بهذه المعاملات التي لا يرضى بها ذو مروءة ، و لا ذو دين ؟ لست أقول عن الملك و أهل بيته و لا إخوته ؛ فإن أبا العباس شاكر للملك و لأهل بيته كثيراً ، معترفاً بما فعلوه معه من الخير ، و إنما أقول عن عموم الرعية . أليس الأسرى في رعية الملك؟
أليست عهود المسيح و سائر الأنبياء توصي بالبر و الإحسان فأين ذلك؟
ثم إن كثيراً منهم إنما أخذوا غدراً ، و الغدر حرام في جميع الملل و الشرائع و السياسات ، فكيف تستحلون أن تستولوا على من أخذ غدراً؟
أفتأمنون مع هذا أن يقابلكم المسلمون ببعض هذا ، و تكونون مغدورين؟ و الله ناصرهم و معينهم ؛ لا سيما في هذه الأوقات ، و الأمة قد امتدت للجهاد ، و استعدت للجلاد . و رغب الصالحون و أولياء الرحمن في طاعته ، و قد تولى الثغور الساحلية أمراء ذوو بأس شديد ، و قد ظهر بعض أثرهم ، و هم في ازدياد .
ثم عند المسلمين من الرجال الفداوية (الفداوي بمعنى الفدائي) ، الذين يغتالون الملوك في فرشها ، و على أفراسها ، من قد بلغ الملك خبرهم ؛ قديماً ، و حديثاً . و فيهم الصالحون الذين لا يرد الله دعواتهم ، و لا يخيب طلباتهم ، الذين يغضب الرب لغضبهم ، و يرضى لرضاهم .
و هؤلاء التتار مع كثرتهم و انتسابهم للمسلمين لما غضب المسلمون عليهم أحاط بهم من البلاء ما يعظم عن الوصف . فكيف يحسن أيها الملك بقوم يجاورون المسلمين من أكثر الجهات أن يعاملوهم هذه المعاملة التي لا يرضاها عاقل ؛ لا مسلم ، و لا معاهد؟" .
ثم بعد ذلك هدد شيخ الإسلام سرجون بأن الكَرَّة القادمة هي لأمة الإسلام و أنه يوشك أن يأخذ المسلمون ما بأيدي النصارى :
" ثم هذه البلاد ما زالت بأيديهم على الساحل ؛ بل و قبرص أيضاً ما أخذت منهم إلا من أقل من ثلاثمائة سنة ، و قد وعدهم النبي صلى الله عليه و سلم أنهم لا يزالون ظاهرين إلى يوم القيامة .
فما يؤمن الملك أن هؤلاء الأسرى المظلومين ببلدته ينتقم لهم رب العباد و البلاد ، كما ينتقم لغيرهم؟
و ما يؤمنه أن تأخذ المسلمين حمية إسلامهم فينالوا منها ما نالوا من غيرها؟ و نحن إذا رأينا من الملك و أصحابه ما يصلح عاملناهم بالحسنى ، و إلا فمن بغي عليه لينصرنه الله .
و أنت تعلم أن ذلك من أيسر الأمور على المسلمين . و أنا ما غرضي الساعة إلا مخاطبتكم بالتي هي أحسن ، و المعاونة على النظر في العلم ، و إتباع الحق ، و فعل ما يجب . فإن كان عند الملك من يثق بعقله و دينه فليبحث معه عن أصول العلم و حقائق الأديان ، و لا يرضى أن يكون مع هؤلاء النصارى المقلدين ، الذين لا يسمعون و لا يعقلون ؛ إن هم إلا كالأنعام ؛ بل هم أضل سبيلاً " .
ز- الشيخ يذكر هدفه من الرسالة :
ثم يذكر الشيخ رحمه الله بعد ذلك الداعي له إلى كتاب كامله هذا الكتاب كامل إلى ملك قبرص فيقول :
" و الكتاب كامل لا يحتمل البسط أكثر من هذا ؛ لكن أنا ما أريد للملك إلا ما ينفعه في الدنيا و الآخرة، و هما شيئان .
(أحدهما) له خاصة ، و هو معرفته بالعلم و الدين ، و انكشاف الحق ، و زوال الشبهة ، و عبادة الله ، كما أمر ، فهو خير له من ملك الدنيا بحذافيرها .
و هو الذي بعث به المسيح ، و علمه الحواريين .
(الثاني) له و للمسلمين ، و هو مساعدته للأسرى الذين في بلاده ، و إحسانه إليهم ، و أمر رعيته بالإحسان إليهم ، و المعاونة لنا على خلاصهم ؛ فإن في الإساءة إليهم دركا على الملك في دينه و دين الله تعالى ، و دركا من جهة المسلمين ، و في المعاونة على خلاصهم حسنة له في دينه ، و دين الله تعالى و عند المسلمين ؛ و كان المسيح أعظم الناس توصية بذلك .
و من العجب كل العجب أن يأسر النصارى قوماً غدراً أو غير غدر و لم يقاتلوهم ، و المسيح يقول : (من لطمك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر ، و من أخذ رداءك فأعطه قميصك)؟
و كلما كثرت الأسرى عندكم كان أعظم لغضب الله و غضب عباده المسلمين ؛ فكيف يمكن السكوت على أسرى المسلمين في قبرص .
لا سيما و عامة هؤلاء الأسرى قوم فقراء ، و ضعفاء ، ليس لهم من يسعى فيهم . و هذا أبو العباس مع أنه من عباد المسلمين ، و له عبادة ، و فقر ، و فيه مشيخة ، و مع هذا فما كاد يحصل له فداؤه إلا بالشدة . و دين الإسلام يأمرنا أن نعين الفقير ، و الضعيف . فالملك أحق أن يساعد على ذلك من وجوه كثيرة ؛ لا سيما و المسيح يوصي بذلك في الإنجيل ، و يأمر بالرحمة العامة ، و الخير الشامل ، كالشمس و المطر.
و الملك و أصحابه إذا عاونونا على تخليص الأسرى و الإحسان إليهم كان الحظ الأوفر لهم في ذلك في الدنيا و الآخرة .
أما في الآخرة فإن الله يثيب على ذلك و يأجر عليه ، و هذا مما لا ريب فيه عند العلماء المسيحيين الذين لا يتبعون الهوى ؛ بل كل من اتقى الله و أنصف علم أنهم أسروا بغير حق ، لا سيما من أخذ غدراً ، و الله تعالى لم يأمر المسيح و لا أحداً من الحواريين . و لا من اتبع المسيح على دينه ؛ لا بأسر أهل ملة إبراهيم ، و لا بقتلهم ، و كيف و عامة النصارى يقرون بأن محمداً رسول الأميين؟ فكيف يجوز أن يقاتل أهل دين اتبعوا رسولهم " .
ثم يعود الشيخ بعد ذلك إلى أسلوب الوعد و الاستمالة و الوعيد .. فيقول :
" و ما زال في النصارى من الملوك و القسيسين و الرهبان و العامة من له مزية على غيره في المعرفة و الدين ؛ فيعرف بعض الحق ، و ينقاد لكثير منه ، و يعرف من قدر الإسلام و أهله ما يجهله غيره ، فيعاملهم معاملة تكون نافعة له في الدنيا و الآخرة . ثم في فكاك الأسير و ثواب العتق من كلام الأنبياء و الصديقين ما هو معروف لمن طلبه ، فمهما عمل الملك معهم وجد ثمرته " .
ثم ختم بقوله :
" و الذي أختم به الكتاب كامل الوصية بالشيخ أبي العباس ، و بغيره من الأسرى ، و المساعدة لهم ، و الرفق بما عندهم من أهل القرآن ، و الامتناع من تغيير دين واحد منهم ، و سوف يرى الملك عاقبة ذلك كله .
و نحن نجزي الملك على ذلك بأضعاف ما في نفسه . و الله يعلم أني قاصد للملك الخير ؛ لأن الله تعالى أمرنا بذلك ، و شرع لنا أن نريد الخير لكل أحد ، و نعطف على خلق الله ، و ندعوهم إلى الله ، و إلى دينه ، و ندفع عنهم شياطين الإنس و الجن .
و الله المسئول أن يعين الملك على مصلحته التي هي عند الله المصلحة ، و أن يخير له من الأقوال ما هو خير له عند الله ، و يختم له بخاتمة خير . و الحمد لله رب العالمين . و صلواته على أنبيائه المرسلين . و لا سيما محمد خاتم النبيين و المرسلين ، و السلام عليهم أجمعين " .
______________
المرجع : فتاوى ابن تيمية ج28 ص601-630 . نقلاً عن كتاب كامل شيخ الإسلام ابن تيمية و العمل الجماعي للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق .



كتبه / د. عبد الرحيم الشريف






https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى