المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الانفصال الصامت



ام بهاء
09-30-2013, بتوقيت غرينيتش 12:28 AM
الانفصال الصامت

تحت سقف واحد منذ سنوات طويلة لكن المسافات بينهما بعيدة، تلاشت ملامح الشراكة في علاقتهما الزوجية، وحل عنها جمود في العواطف والمشاعر، ليصبحا كموظفين في الحياة الزوجية تجمعهما لقاءات عابرة والتزامات مادية للحفاظ على شكلهما الاجتماعي والاسري امام الاخرين.
الانفصال الصامت او الانفصال العاطفي بين الأزواج واقع موجود على مسرح الحياة صور ومشاهد كثيرة لحياة زوجية يغيب عنها التفاهم ولغة الحب وتتسع دائرة التنافر الروحي والنفسي بين الزوجين متوجين الصمت سيدا للمكان.
وكالة الانباء اليمنية سبأ تتجول في هذا الاستطلاع بين أسوار المنازل لترصد حكايات محبطة ونهايات تعيسة لم تعلن انهيارها رسميا خوفا وحرجا من ثقافة العيب الاجتماعي.
تقول أحلام مدرسة 35 عاما " تزوجت منذ 10 سنوات بعد ارتباط عاطفي دام أربعة أعوام لم يكن والدي راضيا عمن اخترته شريكا لحياتي ووافق مرغما على زواجنا بعد أن تغاضيت عن عيوبه لثقتي بقدرتي على تغيير طباعه لأثبت لوالدي حسن اختياري وتقديري للأمور.
وتردف" بعد زواجي بفترة قصيرة تمادى زوجي في أنانيته وسلبيته تجاه أمور حياتنا الزوجية والمعيشية إلى جانب بخله الشديد واعتماده على راتبي في تأمين احتياجاتنا اليومية فأصبت بخيبة أمل وشعرت أنني أعيش بمفردي وفكرت ان الأمر قد يتغير بعد إحساسه بعاطفة الأبوة وتوليه مسؤولياته كرب أسرة بعد ولادة طفلينا الا انه ازداد سوءا لدرجة تحريض اطفالي على عدم احترامي.
وتضيف " حاولت مرات عديدة مد جسر الحب في ما بيننا وإعادة الشراكة التي كانت تجمعنا للحفاظ على حياتنا الزوجية من الانهيار لكن محاولاتي باءت بالفشل.

وتأسف "تنتابني حالة يأس شديدة عند تفكيري أن علاقتنا انتهت كغريبين يتقاسمان منزلا واحدا كل منا يعيش حياته بعيدا من الأخر " في حين يقول حسين 50 عاما " تزوجت منذ 25عاما من زوجة أخي المتوفى نزولا عند رغبة أبي لتربية أطفال شقيقي ورعايتهم، وافقت على الزواج منها مرغما لم أشعر تجاهها بأي مشاعر وعاطفة غير أنها زوجة أخي التي يجب ان أتحمل مسؤوليتها وأطفالها.
ويسرد حسين " لم تكن الزوجة التي أتمنى ان تقاسمني حياتي وتشاركني أمالي وأحلامي مع ذلك لم اقصر في مسؤولياتي الزوجية والمعيشية تجاة عائلتي لدرجة أني كنت أتصنع مشاعر الحب والمودة لزوجتي لمعرفتي أنها تسعد بذلك ولأوفي بمسؤوليتي أمام الله.
ويضيف "شعرت ان من حقي الزواج من إمرأة أبادلها مشاعر الحب والمودة بصدق وتشاركني همومي وطموحاتي المستقبلية فتزوجت بعد ثماني سنوات بامرأة كانت السبب في انقطاع علاقتي العاطفية بزوجتي الأولى التي اكتفت بمشاعر الاحترام وطيب العيش في ما بيننا وتقديرها لي كوالد لبناتها.
ويواصل "احترمت رغبة زوجتي ولم أطلقها، أعيش مع زوجتي الثانية في منزل مستقل مع أولادي الأربعة أمارس حياتي الطبيعية والزوجية مع امرأة أريدها وأبادلها مشاعر زوجية ولا اشعر بذنب تجاه زوجتي الأولى لأنها اختارت الانفصال وفضلت العيش كوالدة لبناتي فقط "
تعرف الأخصائية النفسية بمركز الإرشاد التربوي والنفسي في جامعة صنعاء أمل الجبري الزواج من الناحية النفسية أنه وحدة اجتماعية تجمع بين الرجل والمرآة يضعان فيها أساسا للأسرة.
فيما تسمي علاقة الزوجين في المنزل دون وجود روابط عاطفية اختلالا في العلاقة الزوجية وعلميا تدعى (الإختلالات الزوجية ) التي تنشأ منها صراعات، عدم التوافق، ظهور مشاكل، عدم التواؤم كل مع الأخر، توترات وسلوك سلبي للأزواج في معظم المواقف الحياتية لضغوط الحياة وهذا يؤدي إلى وجود الزوجين في المكان نفسه والمنزل وكل منهما يعيش بعيدا من الأخر مع عدم وجود المعاشرة الزوجية.

والأسباب التي تؤدي إلى ظاهرة الانفصال الصامت او اختلال العلاقة الزوجية ترجعها الاخصائية النفسية الى عدم كفاءة الزوجين في حل مشاكلهما الحياتية وتجميد المناقشة والمصارحة ما يؤدي إلى إقامة حاجز بينهما،او اختلاف الطباع والرغبات والاهتمامات المشتركة، الى جانب العنف الممارس من قبل الزوج أحيانا تجاه زوجته ما يثير مجموعة معقدة ومركبة من مشاعر التباعد والتعالي والنفور ينتج منها تدمير العلاقة بين الطرفين وحدوث الانفصال بينهما إلى جانب المستوى الثقافي والتفكير والميول والخلافات الى جانب الضغوط الاقتصادية.
وتواصل حديثها الأخصائية النفسية في مركز الإرشاد التربوي والنفسي في جامعة صنعاء " وتتعدد أسباب الاختلالات الزوجية وتتنوع ويرجع البعض منها إلى الزوج أو الزوجة او البيئة الاجتماعية التي يعيشان فيها كما ينتج من العلاقة السلبية بين الزوجين التفكك في الروابط الأسرية، الطلاق والهجر ما يسبب مخاطر كثيرة على الأطفال مثل السرقة،اليتم، التشرد.
كما تبين دراسات كثيرة العواقب التي تسببها العلاقة السيئة بين الزوجين على الأطفال في هذه الأسر المضطربة زواجيا حيث يعانون ظروفا اجتماعية و نفسية وتربوية صعبة يتنج منها إحباط وحرمان وصراع ما يعرقل نضجهم الاجتماعي والانفعالي يجعلهم عرضة للإضطرابات النفسية والانحرافات السلوكية.
ويؤكد علماء النفس والاختصاصين في المشورة الأسرية ان هذه المشكلة تظهر بعد فترة ليست بقليلة من الزواج وليس اقل من خمس سنوات ويبدأ الانفصال العاطفي بين الزوجين بعد تراكم مشاكل تفاقمت ولم يتم حلها و أهملها الزوجان وينتج منها مع الأيام حالة من الكبت بسبب عدم المصارحة والمكاشفة وهذا اهم عامل يؤدي لهذه المشكلة الى جانب عدم تقدير حد الزوجين للطرف الأخر او عدم قيام الزواج على قناعة كافية و أحيانا قد تتسبب الرتابة والروتين في الحياة حدوث مثل هذه الحالات.
وعلى الرغم من صعوبة العيش ضمن علاقة زوجية جامدة وصامتة خالية من مشاعر المحبة والمودة الا أن الزوجين او احدهما خاصة الزوجة تقبل الاستمرار في الزواج الصامت حفاظا على الأطفال وخوفا عليهم من التفكك الاسري والاصابة باضطرابات نفسية او اجتماعية قد تؤدي إلى ضياع حياتهم المستقبلية او بسبب العادات والتقاليد والموروث الثقافي في المجتمع تجاه المرآة المطلقة خاصة.



https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png
موضوع حصري لمنتديات شباب باتنة

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى