المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ((( هَواجسُ عَانِس )))



ام بهاء
09-30-2013, بتوقيت غرينيتش 12:28 AM
((( هَواجسُ عَانِس )))

(1))
لم يَدُرْ بخلدها في يوم من الأيام أنّها ستبقى رهينةً في بيت أبيها ردحاً من الزّمان ، وهي التي عُرفت بأناقتها وجمالها ( الجمال الكاذب ) ومساحقها وتبرجها السّافر وتسكّعها في الشّوارع المليئة بالفُسّاق ...
نظراتُ الإعجاب تحاصرها من كل حدب وصوب ، ممّا زادها يقينا أنّها باستطاعتها أن تتزوج في أيّ لحظة شاءت وشاء لها الهوى والغرورُ ، وبرجُل من علية القوم ومن أغنياء البلد ...
وَلَكِنْ هَيْهَاتَ هَيْهَات مَرّتِ الأيّامُ تِلْوَ الأَياّم وَالشّهُورُ تَتْرَى وَالسّنُونُ تَمُرّ مَرّ السّحَاب ..
ربّاه رُحماك قد نيّفتْ على الثّلاثين من عُمُرها وخانها تفكيرُها الصّبياني الساذج وغرورها السّمج ...
تساءلت في صمت كصمت الموتى وعيناها تسحّ دمعا مدرارا وكآبة قاسية ترينُ على قلبها الكسير :
أين نظرات الإعجاب ؟
أين ذلك الوقت الذي ملأتُ فيه الدنيا وشغلتُ النّاس ؟
أين كلمات الغزَل التي كنت أسمعها من أفواه الرجال بل من أفواه الذّئاب ..
ذهبَ كلّ شيء أدراجَ الرّياح ..
لقد صدّق عليّ إبليسُ ظنّه فاتّبعته ..
لقد فوّت عليّ الملعونُ فرصةَ العمر وأبعدني عن طريق الخير والصلاح ..
وَرَمَانِي ((رَمَاهُ اللهُ بثَالثةِ الأثَافِي )) فِي بيداء أحلام تائهة أَتِيهُ وأضِيعُ بِبُطْئٍ ..
وَهَا أنَذَا قَدْ شِرِبْتُ منْ كَأسِ الْيَأْسِ والتَّعَاسَةِ والعُنُوسَةِ حَتّى ثَمِلتُ ..
يَا أالله لُطْفَكَ أنَا لاَ أريدُ شَيْئاً الآن إلاّ أَنْ تَمُنّ عَلَيّ بِرَجُل
برَجَل ؟!!
إي والله بأيّ رجُل ...
وأنا تائبة إليك من قبحي وغروري واستهزائي وسُخريتي بالنّساء الفُضليات اللاّتي سمحن لأزواجهن بالتّعدّد ..
تعدّد الزوجات ..
فَقَدْ أَدْرَكْتُ حِكْمَتَكَ الآنَ وعَلِمْتُ أنّ التّعَدّدَ مِنْ أكْبَرِ نِعَمِكَ عَلَيْنَا يَارَب ..
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي فَقَدْ كُنْتُ جَاهِلَةً
لَقَدْ أَصْبَحَتُ أَمَامَ الأَمْرِ الْوَاقِعِ
نَعَمْ أَصْبَحْتُ عانِساً
(( عَانِس)) هَذِهِ الْكَلِمَة الّتِي أَطَارَتِ النَّوْمَ عنْ عينَي الكثير من بَنَاتِ حَوّاء
الكُلُّ أصْبَحَ يَنْظُرُ إليَّ بازدرَاءٍ وَاحْتِقَارٍ فِي هَذَا الْمُجْتَمَعِ الْفَاسِدِ أَهْلُهُ
لاَ لاَ أَنَا السّبَبُ وَهَذِهِ عُقُوبَةٌ مِنَ اللهِ عَاجِلَةٌ
{وَمنْ أعْرَضَ عنْ ذِكْرِي فَإنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكا}
(( 2 ))
وفي يوم من الأيّام بينا هي غارقة في بعض الهواجس والأفكار الشّاردة والخواطر المضنية ، دخل عليها أخوها وعلى محيّاه ابتسامة تشي بشيء غامض فقال بنبرة لا تخلو من تهكم :
أبشري يا أخيتي قد جاء فارسُ أحلامك ...
قالت :
ماذا قلت ؟ أكيد أنا حالمة أو نائمة فارس أحلامي أنا لا لا يمكن ..
فقال بثقة : ما أنت بالحالمة ولا النائمة وقد آن لك أن تصدّقي عينيك وأذنيك ..
إنه فارس أحلامك / إلاّ أنه متزوج بأخرى ويريد أن تكوني زوجةً ثانية ، فهل أنت موافقة أم لازلت ملحة على رفض التّعدد ؟ ..
فقالت وقد هجم على قلبها السرور والحبور :
ولماذا أرفض كفاني ما قاسيته في ليل العنوسة الطويل ..
أنا راضية أن أكون زوجة ثانية أوثالثة أورابعة !!.




منقول من إحدى إبداعات أديب عربي



https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png
موضوع حصري لمنتديات شباب باتنة

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى