عندما يغار الأب من ابنه

[ام بهاء]

عندما يغار الأب من ابنه

كثيراً ما ألاحظ وأسمع في بعض الأسرار الرجال يتصرفون كالأطفال..

يريدون الرعاية والاهتمام الخاص من الزوجة دون مراعاة الضيف القادم

ويضعون اللوم علي الزوجة.. فهو يبدأ في الشكوي من الإهمال وأنه أصبح

في المرتبة الثانية ويتحرك بالطبع شعور ما بالغيرة من طفلة الرضيع. إن

مشاعر الغيرة التي تتولد لدي الأب من ذلك الضيف الصغير حقيقة تتسر

بالإخفاء والانكار والحيرة.. فهنا الزوجة لا تستوعب فكرة أن يغادر زوجها

الكبير من طفله الصغير الذي يحتاج إليها في كل شؤون حياته. لابد أن

يعرف الرجل أن هذا الكائن الصغير كائن آخر مستقل له احتياجاته ومطالبه

ليس مجرد طفل يأكل ويشرب وينام.. فعندما يعترف الزوج بهذا فلا أعتقد

أنه يمكن أن يشعر بالغيرة وليس من المنطقي أن يهرب الزوج للبحث عن

شخص آخر يهتم به كما يحدث كثيراً. لابد أن يعترف الأب بحق الآخر في

النمو والاهتمام والرعاية في فترة هو في أمس الحاجة لهذه الرعاية.

كذلك علي الزوجة أن تبحث في نفسها عن أسباب الشعور داخل زوجها أي

أن تراعي مشاعر زوجها وألا تشعره بأن هناك تغيراً كبيراً قد حدث علي

حياته بعد الانجاب. وأن لا تكرر علي مسمع زوجها تلك الجملة المعهودة

التي يشتكي منها معظم الأزواج والتي تسبب شعورهم بالغيرة من أطفالهم

وهي..أنا مشغولة بابنك.. أيضاً عليها أن تتسم بالصبر والحكمة وان تعرف

طباع زوجها وعلي ضوء هذه الطباع تعامله. أنا لا أقول إن الأم لا يجوز

أن تهتم بطفلها وتعطيه كل الحب والحنان ولكن يجب أن توازن بين الزوج

والطفل فلا يشغلها طفلها عن زوجها تماماً وإذا حدث هذا ففي رأيي يجب ألا

تلوم الزوجة زوجها علي شعور بالغيرة. وأيضاً أن يشعر كل زوج

بمسؤوليته في المشاركة في رعاية الصغير مثل الأم تماماً لكي يكون هناك

توازن في العلاقة أو في توزيع الواجبات تجاه الطفل.



https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png
موضوع حصري لمنتديات شباب باتنة