المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الثقافة الجنسية



ام بهاء
09-30-2013, بتوقيت غرينيتش 12:28 AM
الثقافة الجنسية


بسم الله
الثقافة الجنسية
إنشاء : عبد الحميد رميته
أولا : رد أخوي
لماذا الحديث عن الجنس؟.ولماذا هذا التركيز عليه من خلال هذه الاستشارات؟.ولماذا هذا الربط القوي في هذه الرسالة بين الزواج والجنس أو المرأة والجنس أو الرجل والجنس؟ الجواب بسيط: إنني أتحدث عنه وأركز عليه وأربطه ربطا قويا بالإسلام وبالزواج لعدة أسباب منها :
1-إن الجنس جزء أساسي من الحياة عموما ومن الحياة الزوجية خصوصا.لقد صادفت في حياتي كثيرا من الأزواج ومن الزوجات (منهم أطباء وطبيبات)كاد الأمر السيئ بينهما-أي بين الزوجين-أن يصل إلى الطلاق, وعندما أتيحت لي الفرصة للتدخل بينهما-بطلب منهما أو من أحدهما-من أجل الصلح بينهما بأن أسمع منهما ثم أقدم النصيحة لأحدهما أو لكليهما,وجدتهما مستعدين للحديث عن كل شيء إلا عن سبب الخلاف الأساسي وهو الجنس.وجدتهما يرفضان بشدة تلميحا أو تصريحا الحديث في هذا الموضوع لأن مجتمعنا معقد ويعتبر أن الحديث عن الجنس عيب,وأن حدوث الخلاف بين الزوجين بسببه عيب ثاني,وأن الحديث عن سبب الخلاف هذا عيب ثالث,وأن مجرد الثقافة الجنيسة لأي من الزوجين ولو بينه وبين نفسه عيب رابع.وعندما بدأت الحديث المفصل معهما بعد أن بينت بأنه لا الدين يمنعنا ولا العلم والطب يمنعنا من هذا الحديث وجدت الحرج بدأ يرتفع من أمامهما وبدآ الحديث بتحفظ ثم استرسلا في الحديث المفصل وغير المتحفظ.وعندما سمعت من الطرفين قدمت لهما ملخصا عما يجب أن يعرفاه من الثقافة الجنسية على الأقل التي لها علاقة بموضوع خلافهما.وأخبرت المحسن بأنه أحسن والمسيء بأنه أساء وقدمت لهما النصائح المناسبة (لأحدهما أو لكليهما).والحمد لله رب العالمين على توفيقه,لأن الصلح يتم –غالبا-بين الزوجين,بعد هذه الجلسة مباشرة بيومين أو ثلاثة وترجع الأمور بين الزوجين إلى مجراها الطبيعي,بل ترجع غالبا إلى أحسن مما كانت بكثير ويقول أحدهما أو كلاهما:"ما تزوجت إلا اليوم". وفي بعض الأحيان يخرج الزوجان من جلسة الصلح مباشرة وهما متراضيان ومتفقان ومتحابان وكأن يومهما هو يوم الوليمة والعرس والزفاف والدخول.وفي بعض الأحيان يكون الزوجان قد اتصلا قبل ذلك بطبيب جلس معهما مرات ومرات ولم يُفدهما,وبقيت دار لقمان على حالها:إما لأنهما لم يُصارحاه بما هو كائن بينهما,وإما أنهما صارحاه لكنه لم يعرف ما يقوله لهما أو كيف يكلمهما.والأمثلة المماثلة كثيرة فقط من وحي تجربتي البسيطة لا تجارب آخرين.ومع ذلك أنا أتحدى أيا كان (تحدي أخوي) أن يقدم لي دليلا واحدا من أقوال طبيب أو نصف طبيب مسلم أو حتى غير مسلم في الدنيا كلها يقول بأن ما الحديث عن الجنس بضوابط شرعية يتنافى مع القواعد العلمية أو الطبية.
2-ينبغي أن نكون على ذكر من أن الله سبحانه وتعالى،قد أنزل في كتابه الكريم من أمور الجنس شيئا كثيرًا،وفيه شواهد تطبيقية على أن ذكر الأمور الجنسية في مناسبتها لا يتعارض مع الحياء بوجه من الوجوه.كما ينبغي أن نكون على ذكر أيضا من أنه ورد في السنة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "كان النبي–ص-أشد حياء من العذراء في خدرها".رواه الشيخان.ولم يمنع هذا الحياء الجم-بل البالغ أقصى درجات الكمال-رسول الله-ص-من أن يعلم الناس أمور الجنس ويستمع إلى أسئلتهم وشكاواهم المتعلقة بالجنس في سماحة ويسر، حتى وإن كانت بعض تلك الأسئلة والشكاوي صارخة التعبير.ونؤكد على أنه ينبغي أن تكون لنا القدوة الحسنة في القرآن والسنة,فنتعلم منهما النهج السوي في الحديث عن أمور الجنس نهجًا يتسم بسمو في التعبير,مما يتوافق مع الحياء السوي كاستعمال الكناية والمجاز حيث يغنيان عن الحقيقة،والإشارة حيث تغني عن العبارة، والتلميح حيث يغني عن التصريح،والإجمال حيث يغني عن التفصيل.هذا مع وجوب التنبيه إلى أن الحياء السوي لا يتعارض أبدا مع نوع من التصريح حينا أو مع شيء من التفصيل حينا آخر حتى يكون البيانُ أكملَ بيان.
وهناك شواهد كثيرة تبين كيف عالج القرآن الكريم في أدب كثيرًا من القضايا التي لها علاقة بالأعضاء التناسلية أو بالمتعة الجنسية،فقدم بذلك للمؤمنين والمؤمنات ثقافة جنسية رصينة،وشواهد أخرى تبين كيف تأسَّى رسولنا-ص-بالقرآن العظيم وكذلك صحابته الكرام بعده،فعالجوا جميع تلك القضايا بوضوح وبحياء تام في نفس الوقت. فبدافع من الحياء كانوا يقفون من الحديث عند قدر الحاجة لا يتجاوزونها،وكانوا يتحرون الجد ويجتنبون الهزل وكانوا يقصدون المصلحة لا المفسدة،رائدهم دائما العفاف والطهر لا المجون ولا الفجور.إن أعضاء البدن كله تشمله الطهارة والكرامة سواء كانت ضمن الجهاز التنفسي أو الجهاز الهضمي أو الجهاز التناسلي،وكذلك أعمال الإنسان كلها تشمل الطهارة والكرامة إذا تمت وفق شرع الله،سواء أكانت أعمال التجارة أو القتال أو المباشرة الجنسية،لذا كان من الطبيعي أن تذكر أعضاء التناسل،وأعمال المباشرة الجنسية،وما يؤدي إليها وما ينتج عنها عندما تأتي المناسبة،كما تذكر أعضاء الأكل والشرب أو أعمال القتال عندما يأتي مناسبتها.وكما أنه لا حرج في ذكر اليدين والفم أو في ذكر الدم والدمع،فلا حرج كذلك في ذكر السوأتين والفرج أو في ذكر النطفة والمني. وكما أنه لا حرج في ذكر الجوع والظمأ،أو في ذكر أكل الطعام وشرب الماء،فكذلك لا حرج في ذكر المحيض والطهر وفي ذكر الرغبة في النساء والتلهف على الاستمتاع بهن,ما دامت المناسبة مشروعة،والأسلوب راقيًا، والهدف هو مصلحة المؤمنين والمؤمنات في دينهم ودنياهم.هذا هو الدين,ولا دين عندنا غير هذا الدين يا من يرون أن الحديث عن الجنس من وجهة نظر إسلامية عيب وعار!!!.ومنه فإننا عندما نستحي أن نتحدث عن الجنس كأننا نعتبر أنفسنا كما يقال:"ملكيين أكثر من الملِك".لماذا نستحي من شيء فعله الله ورسوله-ص-؟‍!
3-فرق بين أن نتحدث عن الجنس بكلام بذيء فاحش-وهو ذِكرُ ما يستقبحُ ذكرُه بألفاظ صريحة-فهذا حرام بطبيعة الحال ونسأل الله أن يعافينا من ذلك.فرق بين هذا وبين أن نتحدث عن الجنس بألفاظ مؤدبة يحكمها العلم والدين والطب,فهذا ما لا يجوز أن يناقش أحد في حِله وجوازه.وفرق كذلك بين أن نتحدث عن الجنس بدون ضرورة,وبين أن نتحدث عنه من أجل ضرورة التعلم أو من أجل ضرورة طلب النصح والتوجيه أومن أجل ضرورة العلاج أو من أجل ضرورة حل مشكلة من المشكلات.وأتحدى أيا كان أن يقدم لي دليلا واحدا من الكتاب أو السنة أو الإجماع أو القياس أو..على أن الحديث عن الجنس بضوابط شرعية هو حرام أو مكروه أو حتى خلاف الأولى.سبحان الله!ما أعظم ما يمكن أن يفعله الجهل بصاحبه.إن فرض الكفاية يصبح بالجهل عيبا ويتناقض مع الحياء !!.
4-إننا للأسف الشديد نحوم حول الحمى,ولا نناقش الأمور المتعلقة بالصلة الزوجية وكأنها سر دولة أو جيش,ولا يُسمح حتى بالاقتراب لمعرفة ما إذا كانت هناك مشكلة أم لا,لأن ذلك يدخل في نطاق "العيب"و"قلة الأدب". إن المراهقين والمراهقات يعانون أشد ما يعانون من وطأة الكثير من الأسئلة والكثير من المشاعر.إننا نسأل أنفسنا باستمرار:"كيف يتم إعداد الأبناء لاستقبال هذه المرحلة الخطيرة من حياتهم بما تحويه من متغيرات نفسية وجنسية وفسيولوجية وحتى مظهرية ؟. ولن يتم ذلك بالتأكيد إلا بالتربية الجنسية شئنا أم أبينا.إن الأم تقول:إني أصاب بالحرج من التحدث مع ابنتي في هذه الأمور,وطبعًا يزداد الحرج إذا كان الابن ذكرًا..وهكذا يستمر الموضوع سرًا غامضًا تتناقله ألسنة المراهقين فيما بينهم،وهم يستشعرون أنهم بصدد فعل خاطئ يرتكبونه بعيدًا عن أعين الرقابة الأسرية،وفي عالم الأسرار والغموض تنشأ الأفكار والممارسات الخاطئة وتنمو وتتشعب دون رقيب أو حسيب,ثم تأتي الطامة ويجد الشاب والفتاة نفسيهما فجأة عند الزواج وقد أصبحا في مواجهة حقيقية مع هذا الأمر ويحتاجان إلى ممارسة واقعية وصحيحة وهما في الحقيقة لم يتأهلوا له (هذا إذا لم يقترب كل منهما من سن الزواج وقد تعود على الزنا أو السحاق أو العادة السرية و اللواط أو…).ويواجه كل من الزوجين الآخر بكل مخزونه من الأفكار والخجل والخوف والممارسات المغلوطة،ولكن مع الأسف يظل الشيء المشترك بينهما هو الجهل وعدم المصارحة الحلال بالرغبات والاحتياجات التي تحقق الإحصان،ويضاف لكل ذلك الخوف من الاستفسار عن المشكلة أو طلب المساعدة،وعدم طرق أبواب المكاشفة بما يجب أن يحدث وكيف يحدث,لأن الجاهلين منا سيقولون له"عيب.لا يجوز أن تسأل,ولا يجوز أن نجيبك"!.
يقول الدكتور عمرو أبو خليل أخصائي الطب النفسي بالإسكندرية:"إنني كطبيب أواجه يومياً في مركز الاستشارات النفسية و الأسرية العديد من الحالات لمراهقين أوقعهم جهلهم في الخطأ وأحياناً في الخطيئة،وأزواج يشكون من توتر العلاقة أو العجز عن القيام بعلاقة كاملة أو غير قادرين على إسعاد زوجاتهم,و زوجات لا يملكن شجاعة البوح بمعاناتهن من عدم الإشباع لأن الزوج لا يعرف كيف يحققها لهن،وغالباً لا يبالي..ومع الأسف يشارك المجتمع في تفاقم الأزمة بالصمت الرهيب،حيث لا تقدم المناهج التعليمية-فضلاً عن أجهزة الإعلام-أي مساهمة حقيقية في هذا الاتجاه رغم كل الغثاء والفساد على شاشاتها والذي لا يقدم بالضرورة ثقافة بقدر ما يقدم صور خليعة.ويزداد الأمر سوءاً حينما يظل أمر هذه المعاناة سرًا بين الزوجين، فتتلاقى أعينهما حائرة متسائلة،والزوجة لا تجرؤ على السؤال،لأنه لا يصح من امرأة محترمة أن تسأل عن الجنس وإلا اتهمت بأنها لا تستحي أو اتهمت بأن عندها رغبة في هذا الأمر (وكأن المفروض أن تكون خُلقت دون هذه الرغبة!). والزوج-أيضًا-لا يجرؤ على طلب المساعدة من زوجته لأنه رجل ويجب أن يعرف كل شيء!,ولا من الغير لأن السؤال عن الجنس عار!.وهكذا ندخل الدوامة:الزوج يسأل أصدقاءه سرًا وتظهر الوصفات العجيبة والاقتراحات الغريبة والنصائح المشينة،حتى يصل الأمر للاستعانة بالعفاريت والجانّ،لكي يفكّوا "المربوط" ويتخلصوا من المشكلة. وقد يصل الأمر إلى أن الزوج قد يفعل الحرام أو الشذوذ أو ..من أجل إمتاع نفسه أو إمتاع زوجته. وعادة ما تسكت الزوجة طاوية جناحيها على آلامها،حتى تتخلص من لَوم وتجريح الزوج.وقد تستمر المشكلة شهوراً طويلة،ولا أحد يجرؤ أن يتحدث مع المختص أو يستشير طبيبًا نفسيًا،بل قد يصل الأمر للطلاق من أجل مشكلة ربما لا يستغرق حلها نصف ساعة مع أهل الخبرة والمعرفة إما بنصيحة أو بدواء بسيط أو بعملية جراحية سهلة للغاية.
ثم إن الأمور قد تبدو (مع جهل الزوجين وعدم السؤال) وكأنها تسير على ما يرام بينما تظل النار مشتعلة تحت السطح،فلا الرجل ولا المرأة يحصلون على ما يريدون أو يتمنون من الإشباع الجنسي والاستمتاع الحلال الهنيء الطيب المبارك،وتسير الحياة السوداء وكأنها بيضاء.وربما يأتي الأطفال معلنين لكل الناس أن الأمور مستتبة وطبيعية,وإلا فكيف جاء الأطفال؟!.وفجأة تشتعل النيران ويتهدم البيت الذي كان يبدو راسخا مستقرًا،ونفاجأ بدعاوى الطلاق والانفصال إثر مشادة غاضبة أو موقف عاصف،يسوقه الطرفان لإقناع الناس بأسباب قوية للطلاق،ولكنها غير السبب الذي يعلم الزوجان أنه السبب الحقيقي ولكنّ كلاً منهما يخفيه داخل نفسه ولا يُحدِّث به أحدًا حتى نفسه.فإذا بادرته بالسؤال عن تفاصيل العلاقة الجنسية-كنهها وأثرها في حدوث الطلاق-نظر إليك مندهشًا،مفتشًا في نفسه وتصرفاته عن أي لفتة أو زلة وشت به وبدخيلة نفسه،ثم يسرع بالإجابة بأن هذا الأمر لا يمثل أي مساحة في تفكيره!.
وقد تستمر الحياة حزينة كئيبة،لا طعم لها،مليئة بالتوترات والمشاحنات والملل والشكوى التي نبحث لها عن ألف سبب وسبب…إلا السبب الحقيقي وهو السؤال عن الجنس أو الاستشارة الجنسية".إ.هـ.
هل بالغنا أم أعطينا الأمر أكثر مما يستحق؟.هل تصورنا أن الناس لا هم لهم إلا الجنس وإشباع هذه الرغبة أم إن هناك فعلاً مشكلة عميقة تتوارى خلف أستار من الخجل والجهل،ولكنها تطل علينا كل حين بوجه قبيح من الكوارث الأسرية.وإذا أردنا العلاج والإصلاح فمن أين نبدأ ؟.إننا بحاجة إلى رؤية علاجية خاصة بنا تتناسب مع ثقافتنا حتى لا يقاومها المجتمع وأن نبدأ في بناء تجربتنا الخاصة وسط حقول الأشواك والألغام ونواجه هذه الثقافة الغريبة التي ترفض أن تتبع سنة رسول الله-ص-في تعليم وإرشاد الناس لما فيه سعادتهم في دائرة الحلال.أننا باختصار بحاجة إلى الثقافة الإسلامية الجنسية.
5-أنقل هنا أقوالا من مئات الأقوال لعلماء قدامى ومعاصرين,تؤكد على أهمية نشر الثقافة الجنسية بين المسلمين, وأنا أؤكد على أن المقام لو كان يسمح لنقلت عنهم جميعا مئات الصفحات التي تتحدث في هذه النقطة بالذات.
ا-أنقل ما قاله الشيخ عبد الحليم أبو شقة مفكر إسلامي ومؤلف الموسوعة الرائعة"تحرير المرأة في عصر الرسالة"يقول:"لقد توارثنا تصورًا خاطئًا مؤداه أن خلق الحياء يمنع المسلم من أن يخوض في أي حديث يتصل بأمور الجنس،وتربينا على اجتناب التعرض لأي أمر من هذا القبيل،سواء بالسؤال إذا اشتدت حاجتنا إلى سؤال أم بالجواب إن طلب منا الجواب،أو بالمشاركة في مناقشة هامة وجادة.إن الجنس وكل ما يتعلق به من قريب أو بعيد يظل-في إطار هذا التصور الخاطئ-وراء حُجُب كثيفة لا يستطيع اختراقها إلا من كان جسورًا إلى درجة الوقاحة أو كان ماجنًا،أو كان من الدهماء الذين حرموا كل صور التهذيب".
ب-كما أنقل قولا للشيخ يوسف القرضاوي الذي يُضرب به المثال في القرن العشرين وفي الدنيا كلها (إلا عند إخواننا السلفية المتعصبين: الأتباع لا العلماء) في الإيمان الراسخ والعلم الواسع والاعتدال,وهو مقتطف من لقاء له بقناة الجزيرة في"الشريعة والحياة"خصصه كله للحديث عن الإسلام والجنس.قال حفظه الله:"إن العلاقة الجنسية بين الزوجين أمر له خطره وأثره في الحياة الزوجية.وقد يؤدي عدم الاهتمام بها أو وضعها في غير موضعها إلى تكدير هذه الحياة وإصابتها بالاضطراب والتعاسة.وقد يفضي تراكم الأخطاء فيها إلى تدمير الحياة الزوجية والإتيان عليها من القواعد.وربما يظن بعض الناس أن الدين أهمل هذه الناحية برغم أهميتها.وربما توهم آخرون أن الدين أسمى وأطهر من أن يتدخل في هذه الناحية بالتربية والتوجيه أو بالتشريع والتنظيم بناء على نظرة بعض الأديان إلى الجنس على أنه"قذارة وهبوط حيواني".والواقع أن الإسلام لم يغفل هذا الجانب الحساس من حياة الإنسان وحياة الأسرة وكان له في ذلك أوامره ونواهيه سواء منها ما كان له طبيعة الوصايا الأخلاقية،أم كان له طبيعة القوانين الإلزامية..".
ج-ثم أنقل كلمة من مقدمة لمجموعة من الفتاوى الإسلامية الجنسية تُنشر بشكل دائم ومستمر,ومن موقع إسلامي مشهور على الأنترنت:"الشبكة الإسلامية".يقول المحرر لصفحة عنوانها:"فتاوى في العلاقات الزوجية":"ما زال باب "عندما يأتي المساء" (الذي يرد على الاستشارات الجنسية) يستدعي ردود فعل متباينة من القرَّاء، والطريف أن المعترضين هم في غالبيتهم من الرجال الذين يرون أن هذا الكلام"غير مناسب"في موقع إسلامي، ويشكو بعضهم أنه لا يصح أن يقرأ الشباب الزائر للموقع موضوعات حول العلاقات الزوجية-الجنسية،في حين أننا وجدنا الترحيب بالأساس من الجمهور من النساء اللواتي أكدن في رسائلهن أن أسئلة كثيرة تدور في عقولهن وقلوبهن،لكنهن لا يجرؤن على السؤال والإفصاح حياءً وخشية الاتهام بالانفتاح،فيؤثرن الصمت.ولن نكرر ما قلناه في أعداد سابقة عن كون الثقافة الجنسية جزءًا من الثقافة الإسلامية العامة،ولن نضرب-تكرارًا-الأمثال للناس من حياة الرسول-ص-والصحابة رضوان الله عليهم لعلهم يتدبرون،بل نقول فقط أن أبناءنا وإخواننا وأزواجنا الذين يطالعون الإنترنت خير لهم أن يقرأوا عندنا ما يتأسس على أرض الإسلام،ويدور مع مقاصد الشرع وآدابه عن أن يبحثوا عن المعلومة لدى أصحاب المذاهب والسبل الأخرى،وإننا نفتح الملفات المغلقة طاعة لله-سبحانه-ورسوله –ص-،والتزامًا بمنهج الإسلام في هذه العلاقات.واليوم اخترنا أن نورد بعضًا من الفتاوى بشأن ممارسات زوجية يتساءل الناس عن حكم الشرع فيها،ويرد الفقيه ليعين الناس على الحلال،وينهاهم عن الحرام.والله يجنبنا الزَّلل".ثم يمكن أن نقرأ بعد ذلك على نفس الموقع فتاوى إسلامية جنسية مفصلة جدا ودقيقة جدا على غرار ما أكتب أنا في موسوعة الثقافة الجنسية ( التي فيها أجيب عن 1000 سؤال ) .
د-ثم أنقل مقدمة أحمد منصور في برنامج"بلا حدود" بقناة الجزيرة لموضوع خاص بأهمية نشر الثقافة الجنسية جاء فيها:"موضوع حلقة اليوم هام وشائك وحساس وشائق في آن واحد،فكثير من الناس يعتبرون الحديث في مثل هذه الموضوعات من العيب أو المحرمات التي لا يجوز الاقتراب منها،في الوقت الذي تناولت فيه النصوص القرآنية والنبوية مثل هذه الأمور بشكل واضح للناس،حتى ينشأ الناس نشأة سوية بعيدة عن الانفلات الذي تعيشه المجتمعات الخالية من الضوابط،أو الكبت الناتج عن الموروثات الاجتماعية والتقاليد البالية في معظم مجتمعاتنا،مما يؤدي إلى صراعات نفسية،وكبت يؤدي في كثير من الأحيان إلى الانحراف،أو الحصول على معلومات من طرق ملتوية أو من رفاق السوء.وفي هذه الحلقة نحاول أن نطرح موضوع التربية الجنسية والصحية للأطفال والمراهقين من محاوره المختلفة،ليعرف الأبوان تحديدًا،بصفتهما المحضن الأساسي للطفل والمراهق دورهما في هذه القضية الشائكة،وكيف يتعاملان بأسلوب صحيح مع تساؤلات أو حتى خجل أبنائهم.ولحساسية القضية المطروحة لدى معظم الناس فقد اخترنا لها من يستطيع أن يسبر غورها من نواحيها المختلفة الصحية والنفسية واللغوية والفقهية في آن واحد.ولذا فإن ضيفنا الدكتور"محمد هيثم الخياط"من دمشق بسوريا عالم مبرز في الطب، ولغوي مميز،وفقيه أريب،جمع هذه العلوم من أطرافها،وربما يكون من القلائل،أو من العرب النوادر الذين يجمعون بين علوم الطب واللغة والفقه في آن واحد..".
6-إن هناك وهمًا كبيرًا قد أحاط بمعنى الحياء أدى إلى بناء سد منيع هائل بين المسلم وبين معرفة ما يقوله دينه في جانب خطير من حياة كل إنسان رجلاً كان أو امرأة،وهذا الجانب يشمل كل ما له صلة بالأعضاء التناسلية أو بالمتعة الجنسية.لقد وردت عن رسول الله-ص-أحاديث عديدة ترفع من شأن الحياء ومن قيمته,منها ما ورد عن النبي-ص-أنه مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله-ص-:"دعه فإن الحياء من الإيمان"رواه الشيخان.والحياء السوي الذي يجله الإسلام،ويأمر به كل مسلم ومسلمة،هو ذلك الخلق الذي يبعث على اجتناب القبيح من الفعال،وهو غير الحياء الأعوج.والأفضل أن نسمي هذا الحياء الكاذب:الخجل المرضي،حتى يظل لفظ الحياء له جلاله الذي يسبغه عليه الإسلام ولا يختلط بأوهام خارجة تمامًا عن معناه الشرعي .هذا الخجل المرضي هو الذي يحول بين الفرد رجلاً كان أو امرأة وبين قول الحق في موقف، أو يصرفه عن فعل الخير في موقف آخر،وذلك لأدنى ملابسة عارضة يحيط بها هذا الموقف أو ذاك،كأن يكون هناك حشد كبير أو يكون الفرد حديث عهد بالأشخاص الحضور أو يكون أصغرهم سنًا أو مكانة،أو يكون الحضور بعضهم أو كلهم من الجنس الآخر،أو يكون موضوع قول الحق أو عمل المعروف له علاقة بالجنس الآخر،أو أن يكون الموضوع نفسه له صلة بالثقافة الجنسية أو ما إلى ذلك من ملابسات ضئيلة الشأن في ميزان الحق والواجب.فإذا حدث أي من هذه الملابسات فينبغي أن نسميه ضعفًا عن فعل الواجب،أو جبنًا عن قول الحق.وهكذا نسمي الأشياء بأسمائها ونميز الحياء الشرعي عن الخجل المرضي،ولننظر الآن كيف صحح أنس رضي الله عنه فهم ابنته للحياء الشرعي: عن ثابت البناني قال:"كنت عند أنس وعنده ابنة له.قال أنس:جاءت امرأة إلى رسول الله-ص-تعرض عليه نفسها ،قالت:يا رسول الله،ألك بي حاجة؟ فقالت بنت أنس:ما أقل حياءها!! واسوأتاه, واسوأتاه. قال:"هي خير منك، رغبت في النبي-ص-فعرضت عليه نفسها".رواه البخاري.
ولدينا في القرآن والسنة نماذج ترسم لنا كيف لا يمنع الحياء من قول الحق أو فعل الخير،وإن كان الحق والمعروف لهما صلة بالأمور الجنسية أو بالجنس الآخر.صحيح أنه يمكن أن يحدث داخل النفس نوع من التوتر يصاحب القول أو الفعل،وهذا أمر محمود،وكثيرًا ما يلازم الحياء السوي.
ا-قال تعالى:"فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا"سورة القصص الآية: 25.هنا فتاة تخرج للقاء رجل غريب،ومن الطبيعي بل ومن المحمود أن يصيبها قدر من الحياء،لكن أن يبلغ بها الحياء درجة تمنعها من الخروج لهذا اللقاء وتحقيق مصلحة واجبة أو مندوبة فهذا هو المرفوض المذموم.
ب-عن عائشة أن أسماء بنت أبي بكر سألت النبي-ص-عن غسل المحيض فقال:"تأخذ إحداكن ماءها وسدرتها فتطهِّر فتحسن الطهور،ثم يصب على رأسها فتدلكه دلكًا شديدًا حتى تبلغ شئون رأسها(أصول شعر الرأس),ثم تصب عليه الماء ثم تأخذ فرصة (قطعة من قطن أو صوف أو خرقة) مُمَسَّكة (مطيبة بالمسك) فتطهِّر بها"،فقالت أسماء:وكيف تُطهِّر بها؟ قال:"سبحان الله تطهرين بها"،فقالت عائشة-كأنها تخفي ذلك-تتبعين أثر الدم.وسألته عن غسل الجنابة فقال:"تأخذ ماء فتطهـِّر فتحسن الطهور أو تبلغ الطهور،ثم تصب على رأسها فتدلكه حتى تبلغ شئون رأسها ثم تفيض عليها الماء".فقالت عائشة: نعم النساء نساء الأنصار،لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين.رواه البخاري ومسلم وهذه رواية مسلم.وصدقت عائشة أم المؤمنين إذ تصف نساء الأنصار بالحياء،ذاك الحياء السوي الذي لم يمنعهن من قول الحق وعمل المعروف،وهو هنا في صورة طلب العلم والفقه في الدين وبالذات الفقه في مسائل الجنس والتربية الجنسية.
جـ-لكن لا حرج في أن يستجيب المؤمن لما يصيبه من حياء سوي،فلا يواجه الموقف بنفسه،ويلجأ إلى وسيلة أخرى تحقق المصلحة دون مواجهة،وهذا ما يفعله صحابي جليل:فعن علي بن أبي طالب قال:كنت رجلاً مذَّاء فاستحييت أن أسأل رسول الله-ص-(وفي رواية:لمكان ابنته)فأمرت المقداد بن الأسود فسأله فقال:"فيه الوضوء".رواه البخاري ومسلم.وكثرة المذي هنا ناشئة عن غلبة الشهوة مع صحة الجسد.وقال الحافظ ابن حجر:في الحديث استعمال الأدب في ترك المواجهة لما يستحيي منه المرء عرفًا،وحسن المعاشرة مع الأصهار،وترك ذكر ما يتعلق بجماع المرأة ونحوه بحضرة أقاربها،ولقد استدل البخاري بالحديث في كتاب العلم لمن استحيا فأمر غيره بالسؤال،لأن فيه جمعًا بين المصلحتين: استعمال الحياء وعدم التفريط في معرفة الحكم.
د-ثم إنه أحيانا يلجأ الإنسان صاحب الحياء السوي إلى التخفيف مما يحسه من توتر (أي حياء) وذلك بأن يقدم بين يدي حديثه عن أمر من أمور الجنس-أو يعقب عليه-فيصرح بما يخالجه من حياء.عن أم سلمة قالت: جاءت أم سليم إلى رسول الله-ص-فقالت:يا رسول الله،إن الله لا يستحي من الحق فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت؟ فقال النبي-ص-:"إذا رأت الماء".فغطت أم سلمة تعني وجهها وقالت: يا رسول الله,أو تحتلم المرأة؟ قال:"نعم!تربت يمينك,فبم يشبهها ولدها؟".رواه البخاري ومسلم.وقد أورد البخاري هذا الحديث تحت باب "الحياء في العلم" وقال مجاهد:لا يتعلم العلم مستحٍ ولا مستكبر".
هـ-عن أبي موسى قال: اختلف في ذلك رهط من المهاجرين والأنصار فقال الأنصار:لا يجب الغسل إلا من الدفق أو من الماء،وقال المهاجرون:بل إذا خالط فقد وجب الغسل،قال أبو موسى:فأنا أشفيكم من ذلك، فقمت فاستأذنت على عائشة فأُذن لي،فقلت لها:يا أماه-أو يا أم المؤمنين-إني أريد أن أسألك عن شيء وإني أستحييك،فقالت:لا تستحيي أن تسألني عما كنت سائلاً عنه أمك التي ولدتك،فإنما أنا أمك،قلت:فما يوجب الغسل؟قالت: على الخبير سقطت،قال رسول الله-ص-:"إذا جلس بين شعبها الأربع ومس الختان الختان،فقد وجب الغسل".رواه مسلم.ولننظر هنا كيف يظن رجل أن طلب العلم من امرأة في أمر من الأمور الجنسية،يعتبر من الرفث(التصريح بكلام قبيح),الذي ينبغي أن ينأى عنه الرجل الحيي،فترد عليه عائشة في صراحة ووضوح،دونما حرج،بأن يدفع ذاك الظن الخاطئ.
7-أُرشد إخواني إلى موقعين إسلاميين رائعين على الأنترنت:"الشبكة الإسلامية"(net.islamweb ),و"إسلام
أون لاين"( .net Islamonline) ( وكذلك عشرات المنتديات المتخصصة في الحديث عن الجنس من وجهة نظر إسلامية طبية علمية نفسية نظيفة وطيبة ومباركة و...) يمكن الدخول إليهما والاطلاع عن كثب والقراءة لعلماء مسلمين كثيرين وأطباء اختصاصيين في المسائل الجنسية الخاصة جدا,يجيبون يوميا على أسئلة الزائرين الدقيقة جدا والمختلفة جدا في مواضيع مثل الزواج والعلاقات الجنسية والحمل والولادة والبكارة والزنا واللواط والشذوذ الجنسي والاستمناء وعمليات التجميل والزينة والأمراض التناسلية والجنسية وليلة الدخول والحيض والنفاس و..يجيبون وأساسهم الصدق والإخلاص وهدفهم تعليم الدين ونشره على أوسع نطاق ممكن.
وأتمنى أن لا أسمع من أحد يقول لي بأن المشرفين على هذين الموقعين وغيرهما من المواقع (التي تشبهها والتي تعد بالعشرات إذا لم أقل بالمئات) ( وكذا المشرفين على عشرات المنتديات الإسلامية التي تتحدث عن الثقافة الجنسية) ضالون منحرفون أو جاهلون لا يعرفون العيب والحياء !.
8-حتى في الخلافات الزوجية التي يصل أمرها إلى المحاكم,يقول العارفون من القضاة والمحامين وغيرهم بأن نسبة لا بأس منها راجعة إلى خلافات متعلقة بالجنس والعلاقات الجنسية بين الزوجين,وإن كان الزوجان لا يصرحان بذلك في الغالب بسبب النظرة السائدة والمتخلفة عن الجنس في مجتمعاتنا.وإذا كانت للزوجين الجرأة على السؤال ووجدا من يجيبهما على تساؤلاتهما الجنسية فإن أكثر من نصف المشاكل تحل بإذن الله ويرجع الزوجان إلى بعضهما على أحسن حال وإلا وقع الطلاق الذي هو أبغض الحلال عند الله.
9-إنني أؤكد للإخوة القراء أنه مر بين يدي خلال حوالي 18 سنة (منذ بدأت ممارسة الرقية الشرعية عام 1985 م ) عشرات الأشخاص إذا لم أقل مئات كانوا مصابين بأمراض نفسية وعصبية منشؤها جنسي,ولأنهم لم يصارحوا الأطباء فإنهم لم يشفوا بعد علاج استمر سنوات وسنوات.وعندما صارحوني وصارحتهم وأجبتهم على أسئلتهم الحائرة التي طرحوها علي لأول مرة في حياتهم وقدمت لهم النصائح والتوجيهات المناسبة وعرفتهم بما تلزمهم معرفته من مسائل الجنس,شفاهم الله بمنه وفضله خلال أيام أو أسابيع فقط.
10-إذا كان المعترضون على الحديث عن الثقافة الجنسية من وجهة نظر إسلامية جاهلين ويخادعون أنفسهم فأسأل الله أن يعلمهم ويهديهم إلى سواء السبيل.أما إذا كانوا بالفعل يرون أن تعليم الناس الجنس من منطلق ديني نظيف هو عيب ومناقض للحياء,فأنا مستعد لأن أسجل لهم عناوين أكثر من مائة كتاب إسلامي (كتبها علماء لا جاهلون )كلها تتحدث عن الجنس كما أتحدث عنه أنا ولكن بتفاصيل أكثر وبأسلوب أرقى لأنهم علماء .أما أنا فمقلد ضعيف وبسيط:أحب العلماء وأتقرب إلى الله بحبي إياهم,لكنني لست عالما ولا أشبه العالم.بل إنني أقرأ في موقع "الشبكة الإسلامية"كثيرا من الفتاوى لعلماء السلفية المعروفين بالتشدد الزائد في الدين (تحريم الموسيقى وتحريم الصور غير المجسمة لإنسان أو حيوان ووجوب إعفاء اللحية ووجوب تقصير الثياب و..) مثل بن باز وبن عتيمين رحمهما الله تعالى,يجيبون من خلالها بشكل دائم ومستمر على أدق الأسئلة الجنسية,وأنا أنقل عنهم البعض مما يُنشرُ لي.ماذا نقول عنهم؟.هل نقول:"تشددوا في كل شيء ونسوا أن يتشددوا في مسألة الجنس بالذات",أم نقول"بن باز لا يستحي!"حاشاه رحمه الله,أم نقول"بن عتيمين يقول ما لا يليق !"حاشاه رحمة الله عليه كذلك.والحق أنهم علماء يتحدثون في الجنس لا لشيء إلا لأنه من صميم الدين.
11-يجب أن نعرف بأن انغماس الناس-وخاصة الشباب-في الجنس الحرام خاصة في ال 10 سنوات الأخيرة له أسباب متعددة منها أن الإعلام الخبيث نشطٌ جدا والمسلمون نيامٌ (وشعارهم:ما فاز إلا النُّومُ) بل مازالوا لم يعرفوا بعد أهمية تعليم الجنس كما يحب الله.اليهود عرفوا أهمية الجنس في الإفساد ونحن ما عرفنا حتى الآن أهميته في الإصلاح.
12-إننا إذا تركنا الناس جاهلين بالجنس كأننا نقول لهم:"لا تؤدوا واجبا وافعلوا الحرام!"أو كأننا نقول لهم "اتركوا مشاكلكم بلا حلول!".لأن أول طريق في الدين هو علم ثم عمل,وكيف نحب للناس أن يعملوا إذا لم يعلموا ؟!.وأنا أحمل في ذهني الآن صور الكثيرات من النساء (بعضهن يقلن لي بأننا نصارحك أكثر مما نصارح الأم أو الزوج وأنا أحمد الله على هذه الثقة التي أرى أنني لا أستحقها) وصور الكثيرين من الرجال الذين ارتكبوا ولسنوات محرمات أو تخلوا ولسنوات عن واجبات أو بقوا يعانون ولسنوات من مشاكل بلا حلول لسبب وحيد هو الجهل بمسائل الجنس.وأذكر أمثلة معينة هي غيض من فيض:
ا-المرأة التي تترك زوجها يفعل معها الشذوذ (في الدبر) لسنوات وهي تظن أنه يجوز له ذلك !.
ب-المرأة التي تركت الصلاة لسنوات في حال الاستحاضة التي طالت عندها لأنها مريضة,ظنا منها بأنه لا فرق بين حيض واستحاضة !.
ج-الرجل الذي عانى مع زوجته الويلات والذي كاد أمره معها أن ينتهي بالطلاق,كل ذلك بسبب بسيط يتمثل في أن الزوج يطلب من زوجته بين الحين والآخر وفي فترات متباعدة جدا أن تُقبل عضوه التناسلي وهي ترفض بشدة لا لأنها تعاف ذلك بل لأنها تظن أنه حرام وكبيرة من الكبائر!.
د-المرأة التي يختلي بها راق (أو مشعوذ) ثم يزني بها والسبب هو أنها لا تعرف أن الخلوة بأجنبي حرام , وأن الزنا يمكن أن يصدر من أي كان مادام ليس نبيا معصوما !.
هـ-الشاب الذي بقي سنين طويلة وهو في صراع كبير مع كل أفراد أسرته (هو وحيدها) بسبب أنهم يريدونه أن يتزوج وهو يرفض ولا يذكر السبب.ثم في يوم من الأيام عندما أعرف منه السبب وهو ظنه أن ذكره قصير جدا وأسمع منه وأطمئنه إلى أنه ليس قصيرا كما يتصور وأنه يسمح له أن يتزوج ويستمتع وينجب بإذن الله وبكل سهولة.والنتيجة أن يتزوج فجأة ويسعد,ويسعد أهلُه بزواجه وكأنه مات وأحياه الله.
والأمثلة المماثلة كثيرة جدا جدا.وأنا أتساءل هنا وأسأل المعترضين علي نشر الاستشارات الجنسية :"ماذا أفعل مع عشرات أو مئات الأسئلة التي ترد إلي من أشخاص كثيرين يرون بأن الأجوبة على أسئلتهم سوف تخرجهم من ورطات حقيقية وتحل لهم ما تحل من مشاكل وقد تخرجهم من دائرة الشقاء إلى دائرة السعادة؟!."هل يكذبون علي؟! أم هل أرمي أسئلتهم في سلة المحذوفات؟! أم أن الدين يقول لهم بأنه جاء فقط ليدعوهم للصلاة والصيام ولا علاقة له بمشاكلهم اليومية,شعاره:"ما لله لله وما لقيصر لقيصر؟!".
أجيبوني يا إخواني بالله عليكم,وأشيروا علي بما أقول وبما أفعل…
13-أنتم عندما تنكرون علي الحديث عن الجنس كأنكم تقولون بأن الجنس ليس من الإسلام, وهذه لائكية وعلمانية مغلفة أرى أنها لا تختلف كثيرا عن لائكية من يقول بأن السياسة ليست من الإسلام.ومع ذلك فالإنصاف يقتضي مني القول بأن المعترضين على ما أنشر من استشارات ليسوا كلهم سيئين.إن منهم اللائكيين والشيوعيين والفرنكوفونيين الذين يريدون منا أن نتعلم من المصادر المتسخة أو المشبوهة لا من المصادر الطيبة والنظيفة:إنهم منحرفون ويريدون لنا أن نكون على ملتهم,أي منحرفين كذلك.ولكن منهم كذلك كثيرون نيتهم حسنة وطيبة وصادقة وهم مسلمون وكفى وأتباع لمحمد-ص-وكفى:لا علمانيون ولا شيوعيون ولا..وأنا أخاطب الفريق الثاني بطبيعة الحال وأقول لهم كلمة صريحة جدا وجريئة جدا:"إنكم صادقون ! نعم,ولكنكم مُعقدون ومُتخلفون كذلك بأتم معاني الكلمتين!.والذي عندكم هو بالتأكيد خجل ولكنه ليس حياء,ولو صدَّقتكم في اعتبار أن الذي عندكم حياء فكأنني صدقت بأنكم تستحون أكثر من رسول الله-ص-وأصحابه وأزواجه رضي الله عنهم !".وأنا أنصحكم لأنني أحبكم وأنصحكم بقوة لأننا في عصر طغت فيه المجاملات خاصة بين الإسلاميين.كما نصحت الكثير من الناس ونصحت زملائي الأساتذة (يمكن الاطلاع على رسالة"إلى من كاد أن يكون رسولا") , ونصحت أقاربي وجيراني وأصهاري و..فأنا أنصحكم"ولا خير في إذا لم أقلها ولا خير فيكم إذا لم تقبلوها".
14-يجب أن ننتبه إلى أنه إن سألني شخص سؤالا عن طريق الهاتف أو من خلال رسالة مكتوبة , فإنه يوجد بالتأكيد الكثيرون ممن يبحثون عن الجواب بدون أن يطرحوا السؤال,وهذا كلام نقوله حتى لتلاميذنا الذين يسألون في الفيزياء والرياضيات والعلوم الطبيعية و..,وهو كلام واضح جدا ومفهوم جدا.إذن إذا أجبت عن سؤال شخص فأنا أجيب في الحقيقة عن سؤال مئات وآلاف الأشخاص.وقيسوا على ذلك مئات الأسئلة التي سأجيب عنها بإذن الله إن لم يوقفني بقوة تيارُ الجهل والتعصب عن مواصلة نشر حوالي ألف سؤال وجواب.
15-ويجب أن نعلم كذلك بأن الذين يطرحون الأسئلة من خلال الرسائل أو الهاتف كثيرون جدا لأنهم يستطيعون أن يتخطوا عنصر الخوف والخجل (لا الحياء) ويسألون لأنني لا أعرفهم,ولو كانت الفرصة المتاحة لطرح الأسئلة هي فقط عن طريق الاتصال الشخصي بالمجيب لقلَّ السائلون ولقلت الأجوبة,وهذا من منافع نشر الاستشارات عن طريق جريدة أو مجلة أو كتاب أو شريط أو قرص أو موقع أو منتدى أو...
16-وأنا أقول في النهاية وبكل قوة بأنني أشارك بإذن الله من خلال كتابة موسوعة في الثقافة الجنسية في أداء فرض كفاية,إذا قام به البعض سقط الإثم عن الباقين,وإذا لم يقم به أحد أثم الجميع.أما أنتم يا أيها المعترضون -هدانا الله وإياكم للخير-فإما أن تردوا بدليل وإما أن تقبلوا ,أما أن تختاروا عدم الرد ثم تتمسكوا بما أنتم عليه من تعصب فلا الله يحب لكم ذلك ولا الرسول صلى الله عليه وسلم, ولا المؤمنون.ومع ذلك إذا لم تستطيعوا الرد وبقيتم مصرين على تعصبكم وعنادكم وخجلكم فأتمنى لكم أن لا تقولوا"الدخان حلال"لأنكم تدخنون,فترتكبون الإثم مرتين:إثم التدخين وإثم إباحة ما حرم الدينُ.ولكن قولوا:"هو حرام ونسأل الله أن يغلبنا على أنفسنا حتى نتخلص منه".ومعنى هذا أنه من الواجب عليكم أن لا تقولوا"الحديث عن الجنس ليس من الإسلام"فترتكبون الإثم ثلاث مرات:إثم السكوت وإثم الاعتراض على من يتكلم عن الجنس وإثم إخراج الثقافة الجنسية من الدين وهي في حقيقة الأمر من صميمه.ولكن قولوا:"هي من الدين لكننا لم نستسغ نشرها لخجل عندنا ونسأل الله أن يقوينا على أنفسنا حتى لا نتحفظ مما لم يتحفظ منه الله ورسوله والعلماء المسلمون".أفهمتم ! أتمنى لكم ذلك.
أنا أكتب وسأقبل منكم ما تردون به , المهم أن يكون الرد بأدب وأن يكون موثقا وبالأدلة من أقوال علماء الإسلام أو الأطباء.ولا أتمنى أن يكون شعاركم "عنـزة ولو طارت.أنا لا أتمنى أن تضعوا العصا فوق رأسي وتقولون لي:"لا تكتب عن الجنس وكفى"و"بلا نقاش"كما يقول إخواننا الشرقيون أو كما يقول بعض الإسلاميين لأتباعهم الذين يحبون أن لا يذوبوا في الحزب:"نافق أو فارق".والله أعلم بالصواب,وهو ولي التوفيق.
ثانيا: عن أهمية الثقافة الجنسية
إن الإسلام منهج شامل متكامل يضم جميع نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والتعليمية و..وكل ما يتصل بالإنسان منذ نشأته إلى لقاء ربه إلى الآخرة وما فيها.ومن بين متطلبات وجود الإنسان في الحياة التثقيف الذي لا بد أن يُلم به:الثقافة الجنسية التي يحث عليها الإسلام كما يحث على أية ثقافة بشرط أن تتم بقدر فهم الولد والبنت لهذه الأمور.والثقافة الجنسية في الإسلام جزء من الثقافة الإسلامية الأسرية,وهي ضرورية جدًا لشبابنا وفتياتنا،لأن شبابنا على جهل فاضح بأسس تكوين الأسرة والعلاقات الأسرية وأسس العلاقة بين الذكر والأنثى والحقوق والواجبات،وهذا ليس فقط لدى العامة من الناس بل لدى الصفوة المثقفة وخريجي وخريجات الجامعة.وينتج عن هذا الجهل نسبة كبيرة من الأطفال الجانحين.فيما مضى كان مجرد جلوس الأولاد مع الكبار أو تدخلهم في الحديث عيباً وتجاوزًا لحدود الأدب،أما اليوم فقد اختلف الأمر كثيراً وأصبح الأبناء يناقشون آباءهم في قضايا تحرج الآباء وتوقعهم في مأزق الإجابة على تساؤلاتهم التي لا تنتهي.ويكون الآباء بين نارين:إما أن يجيبوا على أسئلة أبنائهم وهذا أمر شاق يحتاج إلى تخير الألفاظ والأسلوب اللائق الذي لا يخدش الحياء ويفي بالإجابة، وإما أن يتجاهلوا هذه الأسئلة ويسكتوا عنها,وهذا أيضاً خطأ وخطر معاً لأن الإبن قد يبحث عن إجابة من مصادر غير أمينة.وهذا سبب من الأسباب التي تجعلنا نؤكد على أهمية الثقافة الجنسية للآباء أولا قبل الأبناء,وهذا من شأنه أن يساعد الآباء على معرفة السؤال الذي يجب أن يجيبوا عنه والذي يجوز أو يجب أن يتجاهلوه,وكذا معرفة كيف ومتى وأين يجيبون أبناءهم بالطريقة المرضية والتي فيها الخير كله وليس فيها أي شر بإذن الله.ولقد تعود التلاميذ –في مدارسنا-على تعلم بعض الأمور الخاصة بالطهارة والحيض والنفاس والجماع والزنا والزواج و.. في إطار الشرع والدين.وكان يمكن أن يكون هذا كافيا للتلميذ في الماضي حيث كانت البساطة غالبة على وسائل الإعلام وكان الدين والحياء يحكمان الكثير من الناس,أما الآن وقد فرضَت مغريات العصر نفسها على كل بيت وأصبحنا نشهد ما يسمي بعصر انفجار المعلومات,حيث كل شيء متاح ويمكن أن نراه أو نسمعه في الراديو والتلفزيون وعن طريق الفيديو والكمبيوتر ومن خلال الأنترنت,وقد بعد الناس كذلك عن الدين وانتشرت الموبقات المختلفة في كل مكان من خمر ومخدرات وزنا ولواط وسحاق وتفرج فاضح على عورات النساء الأجنبيات وعلى علاقات جنسية فاضحة من خلال الفيديو والتلفزيون والأنترنت والكتب والمجلات والجرائد. قلت:أما الآن فقد أصبحت هناك ضرورة ملحة لدراسة مثل هذه المادة:"الثقافة الجنسية".والإسلام حين يدعو إلى تثقيف الإنسان في جميع النواحي بما فيها الثقافة الجنسية,يؤكد على وجوب التحلي بالحياء,فالحياء من الإيمان ومن لا حياء عنده لا خير فيه ولا إيمان له.
1-الأسرية عوض الجنسية: ويمكن أن نطلق مصطلح"التربية الأسرية"عوض التربية الجنسية.ومصطلح الثقافة الأسرية أو التربية الأسرية يوحي بجو الأسرة وتهيئة الجنسين لهذه الحياة الأسرية,بما فيها العلاقة الجنسية بين الزوجين وأحكام الزواج وأحكام الخلوة وحدود العلاقة مع أهل الزوج وحقوق الأولاد وحقوق الجار وصلات الأرحام والعلاقات الاجتماعية والإنسانية في إطار الحدود والضوابط والآداب الإسلامية.
2-عدم تدريس المادة منفصلة:والأفضل أن لا يتم تدريس هذه المادة منفصلة لأن ذلك سيلفت الانتباه إلى أمور الجنس ويتضمن لوناً من الإثارة الجنسية للأولاد والبنات (وخاصة الذكور) في العنوان من جهة وفي تفاصيل الدروس من جهة أخرى.ومنه يمكن تدريس الثقافة الجنسية في إطار مادة الثقافة الإسلامية العامة,كما يمكن أن تقسم إلى جزء يُدرس ضمن الدين والعلوم الإسلامية أو الشرعية وهو ما يتصل بفقه الطهارة والغسل والوضوء والتيمم و..وجزء آخر يدخل في مادة العلوم الطبيعية وهو ما يتصل بوظائف الأعضاء التناسلية والمني والبويضة والزواج والإنجاب والعلاقات الجنسية وكيفية نشأة الجنين داخل رحم المرأة و...أما إذا تجاوزنا ذلك بأن درسنا الثقافة الجنسية منفصلة من خلال مادة خاصة ومستقلة أو درسناها من خلال كل المواد وكل الأساتذة ودرسنا الجنس بتفاصيله التي تهم التلميذ والتي لا تهمه,إننا إذا فعلنا ذلك كان الأمر دعوة ولو غير مباشرة لتفتيح الأذهان على الجنس الحلال والحرام ولإشباع الغرائز الجنسية بأية وسيلة,ونشرًا لما لا يحمد عقباه.
3-تأهيل المعلم أو الأستاذ :ولا بد من تأهيل المعلم والمعلمة والأستاذ والأستاذة لهذه المهمة الجليلة لأن دورهما مهم جدًا,بل قد يكون أهم من المنهج نفسه,ومنه فلابد أن يكون المعلم أو الأستاذ على خلق ودين وأمانة وحياء. وعلى الوزارة أن تساعده على تلقي دورات تدريبية قبل وأثناء تدريسه لمادة الثقافة الجنسية لتؤهله لتدريسها بشكل جيد ومرضي سواء من خلال التربية الإسلامية أو من خلال العلوم الطبيعية,كما أن على الوزارة-إن كانت تعتقد بالإسلام دينا ومنهج حياة-توفير الرقابة الشرعية على مضمون منهج"الثقافة الجنسية"حتى لا يخرج عن سياج الحياء والعفة فيضر أكثر مما ينفع.وهذا التأهيل ضروري جدا حتى يظل هذا التدريس في إطاره العلمي المقبول،ولا يخرج إلى حيز التهريج والإثارة.
4-لا بد من وضع منهج سليم : والأمر يتطلب لجنة من العلماء المسلمين ومن الفروع العلمية ذات الصلة بالموضوع.ولابد أن يكونوا علماء ثقات وأمناء في مجال علم النفس والاجتماع والتاريخ والأحياء والطب والهندسة الوراثية والفقه والتفسير،كما يجب طرح هذا الأمر ليس على مستوى الجزائر فقط ولكن على مستوى العالم العربي والإسلامي للمشاركة في هذه اللجنة.وهذا العمل قد يستغرق سنوات،ومهمة اللجنة:التشاور في النقاط التي يجب أن يتضمنها المنهج.ويمكن أن يتم ذلك في مجمع البحوث الإسلامية الذي يجتمع أعضاؤه كل عامين أو ثلاثة لأن القضية (قضية تدريس الثقافة الجنسية في المدارس)سلاح ذو حدين إذا أهمل سيُحدث الجهلُ به آثاراً ضارة وإذا أبيح على الإطلاق سيُحوِّل المجتمع إلى مجتمع غربي أو أمريكي مائع ومنحل(متخلف لا متقدم).وهذا لا يناسب ديننا وآدابنا وأخلاقنا وتقاليدنا على الإطلاق لأن فيه من الشر ما فيه.
5-دور الأسرة أهم من دور المدرسة : يمكن أن يكون مدخل الأسرة إلى تدريس هذه المادة للأولاد والبنات في البيت هو الفقه الإسلامي,والتوعية بقواعد النظافة والطهارة,والمحافظة على الجهاز التناسلي الذي يقوم بمهمة عظيمة في بقاء النوع وتعاقب الأجيال وعمارة الأرض في إطار الزواج الشرعي.ويبدأ دور الأسرة-وخاصة الأم-مع أطفالها منذ الصغر،ففي التطور النفسي للطفل نجد أن الطفل في سن الرابعة لديه حب استطلاع لمعرفة نوعه هل هو ذكر أم أنثى؟وحتى ينشأ الطفل بصورة نفسية سليمة لا بد أن تساعده الأم في معرفته لهويته الجنسية,وخاصة إذا كان ذكرًا وسط بنات أو بنتاً وسط ذكور،فلا بد إذن من تنمية الشعور بالنوع المختلف.وإذا لم نرب في الطفل إحساسه بنوعه ونساعده على تكوين صداقات مع جنسه وخاصة في سن المدرسة يمكن أن تـحدث عنده اضطرابات نفسية أو تتربى عنده عادات سيئة مثل: عادة اللواط بين الذكور وعادة السحاق بين النساء.وفى مرحلة المراهقة وما يعتري الشاب والفتاة من تغيرات نفسية وعضوية واهتمام كل جنس بالجنس الآخر والانجذاب نحوه يكون للأسرة دور مهم في تهيئة الفتى والفتاة لما سيعتريه من تغيرات ومحاولة توصيل المعلومات السليمة وإقامة جسور الحب والود بين الأسرة والمراهق ,حتى يلجأ المراهق للأسرة عند حدوث مشكلة أو للإجابة عن أية تساؤلات.ومنه فإن التثقيف الجنسي يتم في إطار الأسرة أحسن بكثير من أن يتم في إطار المدرسة (وهذا رأيي ويمكن-بدون أي حرج-أن يخالفني فيه غيري),لأنه إذا تم في المدرسة وحتى إذا روعيت الشروط اللازمة والمستحبة التي ذكرناها والتي لم نذكرها,فإننا نخشى أن يتحول التدريس إلى تهريج وأن يثير التدريس أكثر مما يُعلِّم,خاصة في ظل المنظومة التربوية الحالية المعمول بها حاليا في الجزائر أو في ظل ما يُخطط لها من إفساد يسمونه-كذبا وزورا وبهتانا-إصلاحا ويبنونه على أن العربية والإسلام هما سبب الإرهاب السائد في الجزائر" كبرت كلمة تخرج من أفواههم ,إن يقولون إلا كذبا"!!!
6-الفصل بين الجنسين : والفصل بين الجنسين في تدريس مادة الثقافة الجنسية أو الأسرية ضرورة ملحة خاصة بعد سن البلوغ,أي بشكل عام في المتوسطة والثانوية والجامعة,لذا من المهم أن تقوم المدرسات بتدريس المادة للبنات، ويختص المدرسون بتدريسها للأولاد حفظًا للحياء ومراعاة للحدود والضوابط الأخلاقية.والفصل بين الجنسين في هذه المادة مقترح كذلك لإتاحة الفرصة لطرح التساؤلات المتعلقة بالموضوع والإجابة عنها في إطار العلم والحياء . هذا مع ملاحظة أن المدرسة الجزائرية تكاد تكون مختلطة من السنة الأولى ابتدائي وحتى آخر سنة من الدراسات العليا في الجامعة أو في أي معهد من المعاهد الجامعية,وهذا بطبيعة الحال تقليدا للأجنبي الكافر وبقية من بقايا الاستعمار الفرنسي ومقتضى من مقتضيات العلمانية أو اللائكية التي يمارسها النظام في الجزائر(حتى وإن لم يعلنها في دستوره)منذ الاستقلال وحتى اليوم للأسف الشديد!.
7-التدرج في البرنامج أو المنهاج : وإذا تم تدريس التربية الأسرية من خلال المؤسسات التعليمية(والتدريس من خلال المدرسة أحسن وأفضل بإذن الله كما قلت قبل قليل) فيمكن أن يبدأ ذلك بشكل عام في المرحلة الإعدادية حيث يكون التركيز في هذه المرحلة على الطهارة ونواقض الوضوء والصلاة والصيام وحقوق الوالدين والعلاقات بين أفراد الأسرة وواجبات الأم والأب نحو أبنائهما وهكذا...وفى المرحلة المتوسطة والثانوية يمكن أن يتطور المنهج ليشمل الفروق الأساسية بين الجنسين بدنيا ونفسيا وعقليا ودينيا وكذا نظرة الإسلام للاختلاط بين الذكر والأنثى والحب الجائز والممنوع والفرق بين الحب والميل وكذا أحكام الخلوة..,وبالنسبة للبنات يا حبذا لو تضمن المنهج الأحكام الشرعية المتعلقة بالحيض والطهارة وحرمة العورة وكذلك الحجاب والعفة.ويجب أن يكون الهدف واضحًا ألا وهو أسرة واعية بحقوقها وواجباتها,صالحة ومُصلحة.وفي المرحلة الجامعية حيث يكون الطالب الجامعي أكثر وعيا وأكثر قدرة على تعلم الثقافة الجنسية ليعرف الحلال والحرام وليعرف ما له وما عليه وليقدر على حل مشكلاته ومشكلات غيره من الشباب غير المتزوج,وأكثر استعدادا للاستفادة من إيجابيات التربية الجنسية بدون التأثر بالسلبيات.قلت في هذه المرحلة يكون الشاب والفتاة على أعتاب الزواج ومن ثم ينبغي أن يتوافق المنهج والبرنامج مع متطلبات هذه المرحلة بحيث يتضمن واجبات البنت كزوجة وأم وحقوقها كذلك,وأحكام الخطبة وحدودها وضوابطها،وأحكام الزواج والرضاعة والعلاقة الزوجية ونظرة الإسلام والعلم للعلاقات الجنسية بين الرجل والمرأة الجائزة والممنوعة.كما يمكن توعية الشاب والفتاة بأصول الاتصال الجنسي الحلال وبأن المتعة الجنسية حلال،ولكن فقط في إطارها الشرعي المحدد بالزواج الشرعي.
8-وحتى المثقفون والأطباء فيهم الجاهلون : ومن الملاحظ أنه حتى المثقفون لديهم جهل أسري وجنسي واضح,بل حتى الأطباء المتخصصون في مجال الجنس وإن كانوا مطلعين إلى حد ما على مجال اختصاصهم عضويا فإن عندهم من الجهل ما عندهم بالجانب النفسي من الموضوع.ومما يزيد من سيئات العلاج أو الاستشارة عند بعض الأطباء أمران:الأول :جهلهم الكبير بالأحكام الشرعية المتعلقة بالاستشارة التي تقدم بها المريض,إلى حد أن الطبيب قد ينصح بمقدمات الزنا أو ينصح بالاستمناء أو يرفع عن المريض أو المستشير حرجَ الوقوع في الزنا أو حرج إتيان المرأة في فترة الحيض...
الثاني:عدم القدرة على تقديم النصيحة والتوجيه للمريض بالطريقة المناسبة التي تفرق بين طبيعة الرجل وطبيعة المرأة في أشياء وتجمع بين المرأة والرجل في أشياء أخرى,وكذا الطريقة التي تجعل الطبيب يتحدث مع المريض بلغة عربية بسيطة وبعيدة عن استعمال الألفاظ البذيئة والفاحشة.هذه الطريقة التي تكوِّن الثقة بين المريض والطبيب أو تزيد منها وتجعل المريض يستفيد استفادة كبرى من نصائح الطبيب وتوجيهاته .
9-ومن الآباء والأمهات جاهلون كذلك : ويجب التنبيه إلى أن التربية الجنسية يحتاجها الآباء والأمهات في بعض الأحيان أكثر من التلاميذ والأولاد.إن الكثير من الآباء والأمهات لا يعرفون –للأسف الشديد-ما يحتاجه الأبناء من الثقافة الجنسية وكيف يوصلون لهم المعلومات الصحيحة ؟ من هذه الأمور:أن بعض الأمهات يفرطن في التحذيرات والتنبيهات خاصة للبنات:" لا تتحدثي مع غرباء،إحذري أي رجل،لا تخالطي الذكور,ابتعدي عنهم ما استطعتِ,لا تتكلمي معهم,لا تستمعي إليهم,لا تجيبيهم عن شيء,إنه لا أمان فيهم إنهم وحوش!!!".إن المبالغة في تحذير الفتاة وتخويفها وترهيبها بهذا الشكل الجاهل من الجنس الآخر يمكن جدا أن تؤدي إلى جملة سلبيات منها:
ا-تُعقِّدُ هذه المبالغة الفتاةَ وتُحدثُ عندها اضطرابات نفسية.
ب-وتجعلها في المجتمع منطوية ومنعزلة.
ج-وتؤثر كذلك هذه المبالغة على دراستها مع الذكور فتصبح غالبا تلميذة فاشلة وضعيفة جدا.
د-وتُكون عندها خوفا من الزواج أو من الفشل في الزواج.
هـ-كما ينتج عن هذه المبالغة نفورُها من الرجال عموما ومن العلاقة الجنسية مع زوجها في المستقبل خصوصا مهما كانت هذه العلاقة حلالا,وكذا خشية الزوجة وخوفها من مجرد اقتراب الزوج منها بعد الزواج,ومن ثم ينتج حتما تهدم حياتها الزوجية بعد ذلك.
إن كثيراً من المشكلات سببها عدم وعي الأسرة بما يجب عليها أن تبذله.يجب أن تحرص الأسرة على غرس التربية الإيمانية في الأولاد منذ الصغر وأن تربط العفة بطاعة الله وأن تربي الأولاد على أخلاق الستر وكراهة العري وعلى أن هذه هي الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها.وذلك إلى جانب توعية الأبناء لحمايتهم من الاعتداء الجنسي لما يتركه من آثار سلبية قد تستمر معهم طوال عمرهم.وحتى يُنبـَّه الأولياء ليقوموا بدورهم كاملا غير منقوص يجب عقد ندوات دورية للتثقيف الجنسي للآباء والأمهات, وكذلك يمكن عقد ندوات أخرى للطلبة والطالبات (في الجامعة).ويفتح في هذه وتلك باب المناقشة للإجابة العلمية على الأسئلة التي يطرحها الطلبة من جهة والأولياء من جهة أخرى.ويُدعى لهذه الندوات مختصون لحل مشكلات الأبناء وكذا الطلبة في هذا المجال والرد على
تساؤلات الأولياء والطلبة المختلفة.
10-لا لتقليد الغرب وأمريكا: ويجب ألا نخطو خطوات الغرب في هذا المجال،حيث يُدرِّس الغرب في مجال الثقافة الجنسية أو الأسرية من ضمن ما يُدرس للأولاد والتلاميذ والطلبة:كيف تعاشر البنت الولد وتزني معه بدون حمل أو بدون إصابة بالإيدز ؟ وكيف تتخلص بعد الزنا من الجنين أو الوليد ؟ وكيف تستمتع البنتُ جنسيا بالبنت والولدُ بالولد مهما كان هذا الاستمتاع حراما ؟ وكيف يثير الشبابُ غرائزَهم الجنسية عن طريق التفرج على الحرام من خلال وسائل الإعلام المختلفة ؟ كما يُدرِّس الإجهاض,وكيفية مساعدة المراهق على تحديد اتجاهه الجنسي أي تحديد أي الجنسين يفضل أن يعاشِر(الذكر أو الأنثى),والعادة السرية أو الاستمناء كوسيلة للإشباع الجنسي بعد البلوغ،والعلاقات الشاذة مثل اللواط والسحاق وممارسة الجنس مع الحيوان (!)كبديل مُرضٍ للعلاقات الجنسية العادية [وهذه المواضيع مدرجة في برامج الثقافة الجنسية المطروحة للتدريس في مدارس الولايات المتحدة الأمريكية],وهكذا ..ولقد أدرجت هيئة الأمم المتحدة برنامج"الثقافة الجنسية" في برامج الصحة الإنجابية, والمطلوب منا تدريسها في مدارسنا لطلابنا المسلمين والمسيحيين على حد سواء.ومهما كان من تغيـير للأسماء عند الأوروبيين والأمريكان:"ثقافة أسرية" أو"ثقافة زوجية" أو" ثقافة جنسية",فإن المضمون واحد ملخصه هو أن الشاب والفتاة من حقهما أن يستمتعا بجسديهما كما يشاءان وبعيدا عن أية قيود تأتيهما من مقتضيات الأدب والخلق والعفة والحياء,باسم الدين وباسم الله.إن الثقافة الجنسية عندنا في الإسلام جزء من الثقافة الإسلامية،ومنه يجب وضعها داخل منهج متكامل للتربية الأسرية وبمقررات دراسية منضبطة(إن تم تدريسها في المدارس) على أيدي أساتذة فضلاء وأمناء ومختصين في علوم الدين والعلوم الإنسانية والعلوم الكونية من طب وبيولوجيا و...
11-وجوب التعاون بين المؤسسات المختلفة : إن التحلل الأخلاقي من قواعد العفة قد يكون السبب الرئيسي لبعض مشكلات الشباب اليوم ولكن تقع المسؤولية في ذلك على تقصير مؤسسات وقوى التربية في المجتمع وفي مقدمتها الإعلام والاتصال الذي أساء إلى دور الأسرة التربوي وبدد جهود المدرسة وانتصر في نشر التحلل الأخلاقي وتمرد الشباب على قواعد العفة وقيم الحياء بدعوى المدنية والمجتمع المدني والتقدم ومواكبة الموضة والعولمة واللائكية والعلمانية ومحاربة الإرهاب.ومن هنا يجب أن تضع الحكومات (إن أرادت الخير لشعوبها) استراتيجية تربوية تتآزر فيها كل وسائل الإعلام والاتصال السمعية والبصرية وكذا مؤسسات التربية المختلفة من جهة ثانية والأسرة من جهة ثالثة,حتى تصل المعلومات الصحيحة لأولادنا ونربي جيلاً صالحاً قادراً على بناء أسر صالحة وتربية أجيال جديدة طيبة ونافعة بإذن الله.لابد أن يتآزر الكل من أجل بث القيم الإيجابية وتثبيت القيم
الأسرية المبنية على المبادئ الإسلامية,بثها في نفوس الشباب والشابات.
12-مد الجسور بين الوالدين والأبناء:والمطلوب مد جسور الثقة بين الأم والطفل,ويتم ذلك بوسائل مختلفة منها أن تحاول الأم طمأنة طفلها بأنها لن تعاقبه إذا صارحها بأي شيء مما يجعلها على علم بكل ما يحدث له,وهذا ما يعينها على أن تنصحه أولاً بأول.وتزيد المشكلة مع الطفل أو الطفلة الخجولين بطبعهما حيث قليلاً ما يصارحان الوالدين بما يحدث لهما,ومنه فعلى الأم أن تفاتحهما هي لتعرف ما يجول بخاطرهما وترد على تساؤلاتهما في جو حب ورحمة وشفقة.وللأسف بعض الأمهات يُفرطن في التحذير من أشياء معينة مما يلفت نظر الطفل إليها وقد يدفعه للتجربة من باب"كل ممنوع مرغوب".وهناك أمهات أخريات على الضد قد يهملن ولا ينصحن أولادهن بسبب اللامبالاة أو بسبب الحياء المزيف,مما يعرضهم للوقوع في الخطأ أو في الخطيئة.وبعض الآباء والأمهات-نتيجة انتشار الحوادث-يخافون جداً على أولادهم ويشددون عليهم،وهذه الشدة والصرامة قد تأتي بنتائج عكسية.
هذا والله ولي التوفيق,وهو وحده الهادي إلى سواء السبيل
عبد الحميد رميته , ثانوية بوالصوف, ميلة, الجزائر




https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png
موضوع حصري لمنتديات شباب باتنة

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى