المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دلل طفلك واعتبره رجلا لا طفلا(للامهات)



romaissa
10-19-2013, بتوقيت غرينيتش 05:48 PM
موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة (http://www.dzbatna.com/vb)
http://www.tgareed.com/vb/imgcache/11158.imgcache (http://al7ot.com/up)


دلل طفلك بالإحتـــرام والتقــــــــدير



بقلم/ عادل بن حبيب القرين





إن الإنسان موجود عزيز وذو مكانة سامية وفق الرؤية الإسلامية وذو كرامة ذاتية بالآيات القرآنية الكريمة، ومن هذا المنطق

نجد أن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم يأمرنا باحترام الكل سواء كانوا صغاراً أم كباراً .



ولكن دعونا نركز في البحث الصغير بعدد وريقاته جانب احترام الأبناء ومن ثم نتطرق إلى جوانب شتى تفي بهذا الغرض ...



فمن المعلوم لدنيا أن بعض الكبار يعتقدون بأن صغار السن لا يستحقون منا الاحترام بسبب صغر سنهم

وعدم إدراكهم لهذا الجانب في حين يرى الدين الإسلامي بأن الطفل يستحق الإحترام والتقدير منذ صغر سنه

بل منذ تكوينه في أحشاء أمه .



إن الطفل بحاجه كبيرة جداً إلى أن يحترم ويقدر وُيعد هذا الأمر من الأسباب الرئيسية للنمو وعاملاً مهماً لبناء الشخصية.



إن الطفل بحاجة إلى التأكد بأنه محبوب ومحل احترام وتقدير الآخرين واهتمامهم وإنهم يقبلونه كما هو وإذا أردت أن تعرف بأن الطفل يعي الإحترام فمثلاً خذ طفلاً صغيراً ولو كان في أشهره الأولى واعبس في وجهه أو انظر إلى عينيه الصغيرتين بغضب وحدة في الصوت ستجده لا يميل إليك بل يكثر صراخه ونحيبه، ولكن افعل العكس، لاطفه بحب وابتسامة ودلع فستجده يميل إليك بل يناغيك ويستبشر بك من بعيد فإذا كان الطفل الصغير يعي ما حوله فكيف إذاً بالكبير البالغ ؟








قد أعجبني أحد الأخوة حينما رأيته يتغزل بمزماره (المايكروفون) في أحد الأفراح الأحسائية

وهو يجري بعض المقابلات مع الحاضرين للحفل فتارة يجري مقابلة مع طفل صغير وتارة مع شيخ كبير

وتارة مع الأصدقاء وتارة مع مسئولي الصالة من طاقم تنظيم ونظافة.

بصراحة شد انتباهي هذا الفتى بما يفعل فآليت على نفسي ألا أخرج من الحفل حتى أتشرف بلقائه

والحديث معه، وبعد برهةٍ من الزمن سنحت لي الفرصة وجلسنا في زاوية من الصالة فسلمت عليه

ورد عليَّ التحية بأحسن منها وسألته: ما سر إعجاب الصغر والكبار والآخرين؟ فابتسامك قد ألبستك هالة حب الآخرين

فأجابني مبتسماً: بالحب ، والإحترام، والاهتمام .

وقال لي أنظر إلى ذلك الشيخ الطاعن في السن باحترامي وحبي له جعلت شفتيه متبسمة وجعلت قلبي يعانق قلبه

علماً بأنه لم يهوى مقابلتي ولكن بالدعابة والبسمة جعلته لا يتركني إلا بالدعاء لي بالبركة والصلاح،

أنا لا أعي ما في داخله ولكني تيقنت أن الآباء والأمهات ( الكبار) لا يريدون منا شيء سوى إعطائهم الإحترام والإهتمام

لا بالقبلة التي نمن نحن عليهم كل أسبوع على رؤوسهم وجعلناهم كتحفة قديمة وضعت في زاوية البيت

قد مرعليها الزمان وألبسها حلة من غبار الجفاء والنكران وهمس هذا الفتى في أذني قائلاً :

جرب مع أبيك وأمك وكل من حولك بأن تذكره بأيام أمجاده وأن تستمع إليه بإنصات واحترام فسوف تجد قلبه

متعلقاً بك ومداوم السؤال عنك ناهيك عن الطفل إذا أعطيته احترام واهتمام فماذا ستجني منه إذاً في المستقبل ؟

ثم قال لي : نحن سنكبر ونشيب ونصبح شيوخاً مثل هؤلاء فستجد هؤلاء الأطفال بإذن الله تعالى يعاملوننا مثل

ما نعاملهم اليوم تماماً مثل الأستاذ الذي يُدرس في الصفوف الأولى فبعد مرور السنين يصبح تلاميذه

أطباء ومدرسين ومهندسين وموظفين وحينما يرون معلمهم وقد هرم بادروه بالتحية والإحترام وكالعادة يسألهم من أنتم ؟

فيقولون : نحن تلاميذك في المرحلة الإبتدائية ... إذا المرحلة تكاملية بمعناها كما تزرع تحصد.



والسؤال هُنا ما هي أهمية الإحترام للطفل ؟



يقول أحد الباحثين في هذا الإختصاص بأن إحترام الطفل وتقديره يحمل أهمية كبرى ويعتبر عاملاً مهماً وبناءً .

كما يرى علماء النفس أنه بمنزلة الغذاء الروحي للطفل ، وإن النقص في هذا الأمر يصبح سبباً في

النقص الحاصل في النمو والإدارك .



ومن أجل الحصول على إهتمام واحترام الآخرين يقوم بتصرفات وسلوكيات خاصة ، ومن الممكن أحياناً أن يزلّ ويحزن .

وذلك لغرض صرف الأنظار إليه ومن الممكن أن يلجأ إلى العصبية والضوضاء , أو يتملق , أو يركض عندما يكلم الآخرون .

فيقول علماء النفس عن هذه الظاهرة : بأنها حالة لا شعورية ويقولون أيضاً :

أن حب الذات أو مشاعر التعلق لدى الأفراد تدفعهم إلى التفكير والعمل على صرف الأنظار إليهم ومطالبتهم بالإحترام ..

والبعض الآخر من العلماء يقولون :

بأنه ناشئ من الشعور بالعزة بالنفس لدى الطفل وهذا الأمر ذو طابع فطري .

وللعلم أعزائي القراء أن في حالة عدم نجاح الطفل في صرف الأنظار إليه والحصول على احترام الآخرين فإنه سيتخذ مواقف مختلفة , إحدى مظاهرها هي حالة الكبت وكظم الغيظ , وأحياناً البكاء لأتفه الأسباب ، وأحياناً يعبر لنفسه احتراماً فائقاً ويمنح نفسه بعداً ملكوتياً وعلوياً , ومن الممكن أحياناً أن يحتقر نفسه ويكرهها .



والآن دعونا نعرف ما هي أساليب الاحترام للطفل ؟

وكيف لنا كمربين أن نحترم الأطفال ؟

وما هو الأسلوب الإيجابي في ذلك ؟



والواقع يكمن في أن مواقف الأفراد تتفاوت من شخص لآخر إزاء الأطفال وتختلف بالنسبة لأعمارهم ..



وما سوف تلاحظونه أدناه عبارة عن أساليب مختلفة لهذا الاحترام .



1- التغذية:

تناول الطعام السليم والصحي هذا من الجانب الغذائي وكذلك لا ننس الجانب الروحي وذلك بالإكثار من الدعاء وقراءة القرآن الكريم بأن يجعل هذا الطفل صالحاً في الدنيا وفي خاتمة عمره المديد إن شاء الله وكذلك صفاء الروح بكل معطياتها والفرح بقدوم مولود الأسرة الجديد .



2- التغذية من الثدي:

لو أرادت الأم بأن تولي العناية والإهتمام والاحترام ليس أمامها طريق أفضل من إرضاعه منذ نعومة أظفاره من حليبها وتتقرب إليه بهذا الأسلوب . ولا تقتصر حاجة الطفل إلى حليب الأم فحسب , بل أنه بحاجة إلى أن تنظر إليه الأم أثناء الرضاعة أو تضمه وتضغطه في حضنها الدافئ وتبتسم في وجهه , وحبذا لوكانت على طهارة ووضوء وسوف تلاحظون ذلك لاحقاً في سلوكه .



3- القبول والمحبة:

وذلك بالإعتزاز به بكل صدق من ناحية الأسرة المحيطة به ... وكذلك تبيين حبنا له وصفاء نوايانا تجاهه . والطفل الذي يشعر بأنه محبوب من أسرته يتولد له شعور بالاقتناع وهذا الشعور مؤثر للغاية في نموه ونضوجه في المستقبل ..



4- تبجيله وتعظيمه:



وذلك بأن ننظر إليه كنظرتنا إلى الفرد الكبير , وأن نعطيه لقباً كالمحبوب أو الجميل أو الوفي أو الحبيب ...الخ ولا مانع أن نكنيه كا أبومحمد أو أم محمد وهذا من أسمى مظاهر الاحترام له . وهذا مقترن بأسرار المعاملة معه كاللطف واللين والحنان والإصغاء إليه في سرد قصصه وحكاياته وتلبية طلباته أيضاً وكذلك النزول إلى مستواه سواء كان في الفهم أو بأن تجلس كي تضع عينك في عينه بنظرة إعجاب فهذا من الاحترام وكذلك بأن تضع صورة كبيرة أنت معه وتعلقها في صالة البيت أو غرفة نومه فهذا يعطي بالنسبة للطفل الإعتزاز بنفسه والثقة .



5- مراعاة حريته واستقلاله:



وذلك بأن تجعل في زوايا غرفته عالماً خاصاً به كمرسم أو لعب .... لذا من الخطأ أن تتدخل في أعماله بالتأنيب والضرب ولو أردنا أن نصلح ما عمله من خطأ وعبث بأن نقول له: ما رأيك يا طفلنا العزيز بتنظيم غرفتك وتجنب التوبيخ والضرب وإن عدم مراعاة حريته من الاستصغار ونحوه وهذا أمر غير مستساغ له من الناحية التربوية .



6- أداء السلام على الطفل:



فلقد كان من أخلاق الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يسلم على الأطفال عندما يصادفهم في الطريق . وهذا عكس ما يراه بعض الآباء والأمهات من أن الطفل سيشعر بالرضا عن نفسه ويصبح مدللاً لو سلمنا عليه. وهذا على العكس تماما ً.



7- مصافحة الطفل:



ومن مظاهر الإحترام أن نمد يدنا نحو الطفل ونصافحه بين الجمع لكي يراوده الظن بأنه ذو أهمية ومكانة فيما بينهم. فيما يقوم بعض الأفراد وللأسف بمصافحة الجميع وعندما يصل إلى طفل صغير يتجاوزه ولا يصافحه ويصبح ذلك باعثاً على اعتقاد الطفل بأنه حقير ووضيع وسيصبح لا سمح الله عدوانيا ً.



8 – الللعب مع الطفل:



فقد أمرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم إذا قال في حديث له ما معناه: من كان له طفل أن يسايره باللعب معه



9- الصفح عن خطأه:



وذلك لغرض المحافظة على استمرارية احترام الأطفال. ومن الضروري الصفح عنهم عندما يرتكبون خطأً معيناً، إذ لابد من الصفح عنهم والبعد عن التجريح والتنكيل والاستهزاء بالطفل وبالخصوص أمام إخوانه والملأ فهذا عمل غير صحيح ومخالف لأسلوب الإحترام وكذلك عدم كشف أسراره.



وأما عن فوائد الإحترام للطفل فهي كثيرة بالرغم من كونه صغير السن وأهمها هي:



1- أنه يشعر بالأمن، ويدرك أنه ذو قيمة واعتبار لدى والديه وهذا يكفي بأن يصبح سبباً لاستقامته واندفاعه للأمام ..

2- في ظل الشعور بالاحترام والتقدير يتعلم الطفل وجوب احترامه للآخرين وتقديره لهم، ويعد درساً مناسباً لتحقيق النمو الاجتماعي للطفل والانسجام الواعي مع المحيط.

3- احترام الطفل هو أساس الشعور بالقيمة والاعتبار، ومثل هذا الإحساس سيكون السبب في عدم الميل إلى الدناءة في حياته سواء الآن أم في المستقبل، ومن المعروف أن الكثير من الأفراد يميلون إلى الدناءة بسبب اعتقادهم بضعف شخصيتهم واضمحلالها.

4- احترام الطفل ينقذ المبتلين بمشاعر الحقارة والضعة من الانكسار النفسي ويصبح سبباً في أن يشعروا بأن لهم قيمة وكرامة، ويواصلون حياتهم بشكل اعتيادي.

5- احترام الطفل يفتح باب الثقة بينه وبين والديه وذلك بأن يكون صريحاً معهم ويشاورهم في اختياره لأصدقاءه وأعماله الأخرى.

6- احترام الطفل سبب لبساطة وسهولة العيش وتوفر الثقة والنشاط والثبات فيها , ويساعد كذلك في إنسجامه الفردي والإجتماعي ، ويقضي على الخلافات , ويجعل الطفل شاكراً ومحترماً لوالديه في حياتهم وبعد وفاتهم .



ومن أضرار عدم الإحترام



فقد أظهرت الدراسات أيضاً أن عدم مراعاة احترام الطفل وعدم الإهتمام بهم يتسبب في إيجاد أضرار كثيرة لا تتيسر الفرصة المناسبة لذكرها من جميع الجوانب في هذا البحث المختصر، والغرض أن نشير مجرد إشارة إلى هذا الموضوع نستعرض لكم الموارد التالية:



1- السعي الغير مناسب لإلفات الأنظار إليهم.

2- عدم احترام الوالدين.

3- إفشاء أسرار المنزل.

4- إحراج الوالدين أمام الآخرين.

5- العبث والفوضى.

6- الشذوذ والإنحراف.

7- هبوط المستوى العلمي.

8- المشاكل النفسية والإجتماعية.

9- عدم احترام الآخرين.

10- التخلي عن الإنسانية، والكثير من الأضرار.



أما عن كيفية الإحترام :



وذلك بأن يكون بالشكل الذي نراه في حدود فهمه وإدراكه، وعلينا أن نتجنب إظهار احتراماً متصنعاً تجاهه

لأن الطفل لو اكتشف ذلك فإن الألفة والمحبة والاحترام فيما بيننا ستتعرض إلى صعوبات جمة.

كما يجب أن يتناسب مع استيعابه الروحي مع الإشارة إلى أن الإفراط في الإحترام أحياناً

يخلط الأمر بالنسبة للطفل ويجبر إلى الغرور والأنانية.



فإن الإحترام الزائد لا يرفع من شخصية الطفل شيئاً بل إنه يخرجه عن جو الإعتدال والوسط، ويفقده الإتزان في حركاته وفعالياته، كما يتسبب هذا النمط من الإحترام إلى سقوط شخصيته كفردٍ مربٍ، والقضاء على استقلالك التربوي.

والطفل الذي يحضى بالمزيد من الإحترام قد ينقلب فيما بعد إلى موجود متفرعن ومتكبر مغرور، ويبتلى ببعض الحالات كاليأس والإنكار والأنانية مما يوصل الطفل إلى درجة أنه يريد أن يضحي بالآخرين في سبيل مصلحته.

وقد أظهرت الدراسات بأن الطفل الذي يحضى بدرجة عالية ومفرطة من الإحترام والتقدير

يمل هذه الحالة تدريجياً، ويعاني منها ويسعى للتخلص من هذه المحبة المفرطة والإهتمام الزائد

بأي شكل من الأشكال وأن يحيى حياةً أكثر انفتاحاً وحرية.



والله ولي التوفيق ،،،



المصــــــادر:



-أ- الطفل بين الوراثة والتربية – أ. محمد تقي فلسفي .

-ب- الأسرة ومتطلبات الأطفال – د. علي القائمي .

-ج- مقتطفات من حياة مربي واعد .


موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة (http://www.dzbatna.com/vb)



https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com/vb)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com/vb)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى