المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قلب بين طعنتينِِِِِِِ



ام بهاء
09-30-2013, بتوقيت غرينيتش 12:28 AM
قلب بين طعنتينِِِِِِِ

جلستْ فوق تلة تنظر إلي الأفق البعيد، وعيناها لا تفتأ تسقط دموعها، تشكو حالها، ويمر عليها الهواء ليجفف دمعها الذي لا يكف عن الشكوي إلي خالقه، وتنتظر أن يأتي الفرج من السماء، ما دامت الأرض قد ضنت به.
فهي قد طعنت طعنتين، وكلاهما مزق أحشاءها، وتصدَّع من هولهما قلبها، ولكنها مع ذلك تتمسك بحبل متين يستعصي علي الانفصام، وهو الإيمان.
فأما الطعنة الأولي حينما فرقوا بينها وبين زوجها، فاضطر آسفًا أن يهاجر وحيدًا دونها، والطعنة الآخرة حينما أخذ أهل زوجها فلذة كبدها، ليزيدوا فجيعتها ومرارتها، فهي بين سندان البعد، ومطرقة الوحدة الذي يفتت قلبها، ويضج مضجعها.
وهي هكذا بين صمتها ودموعها يمر عليها رجل يعرفها، ويعرف قصتها فيرق لحالها، ويذهب إلي أهلها ويقول لهم: ألا ترحموا هذه المسكينة، فتدعوها ترحل إلي زوجها وصنو حياتها، واستجاب الله لتلك الدموع.
فتأهبت للرحيل لتلحق بزوجها، ويا لفرحتها التي اكتلمت حينما علم أهل زوجها بذلك، فردوا عليها فلذة كبدها، وقام الرجل مشكورًا بتوصيلها إلي زوجها، محوطًا بالشهامة العربية الأصيلة.
فهل كانت تظن أن يأتي الفرج هكذا? ولكنها رحمة الله حينما تدرك المخلصين من أهلها، فها هي امرأة تؤثر ربها ورسوله، وزوجها وابنها علي أهلها وعشيرتها، ووطنها التي تربت فيه صغيرة، وعرفت طعم الزواج والأمومة كبيرة، فأين ذلك من نساء قد تمردن علي كل غال، فباعوه بأرخص الأثمان?.
إنها أم سلمة (أم المؤمنين) أمنا جميعًا، نموذجٌ من نماذج الصبر والاحتساب، فأي تشريف وتكريم بعد هذا اللقب، وهذه المكافأة علي صبرها واحتسابها وصمتها ودموعها.



https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png
موضوع حصري لمنتديات شباب باتنة

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى