المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل نرحل حبيبتي00قصه قصيره0احسـ الرملي ــــــان



Chakira
10-19-2013, بتوقيت غرينيتش 12:41 AM
موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة (http://www.dzbatna.com/vb)
هل نرحل (http://www.dzbatna.com/vb/t71806/) ياحبيبتي 00 قصه قصيره
ابتسم لها.. وابتسمت له.. واتفقا على موعد هذا المساء.. كان الجو ممطراً والرياح عاتية وهي تحاول قلع الأشجار من الأرض.. البرق ينير كل شيء وهو ينذر بهطول أمطار غزيرة.. اختبأ تحت سقف إحدى الغرف الطينية.. الكلاب تنبح وكأنها شعرت بوجود شيء غريب لكنها لا تستطيع ان تقترب من المكان.. الرعد يهز نوافذ البيوت من كل جانب..
والسكينة ألقت وشاحها على الجميع.. العيون استسلمت للكرى.. خرجت تلك الفتاة من منزل أهلها وهي تمشي على رؤوس أصابع قدميها وكأنها سائرة نحو العلا.. كانت تحمل بيديها قطعاً من الخبز وهي ترمي للكلاب بين فترة وأخرى.. لم تمر إلا لحظات حتى دخلت تلك الفتاة الى الغرفة الطينية جلست بالقرب من الحبيب ثم أخرجت من جيبها قطعاً من الحلوى.. ابتسامات عريضة من والى.. قالت.. أنا الآن أسعد انسانة على وجه الأرض.. وهذه الدقائق تجعلني أحس بل التمس بأن الإنسان دون الحب.. عدم في عدم.. ثم تعانقا وأصبحا قطعة واحدة.. الليل طويل.. وهذا هو ليل الشتاء نباح الكلاب أيقظ هذين الحبيبين.. جلست تلك الفتاة على إحدى ركبتي حبيبها وهي تمطر شفتيه بوشركة ابل من القبل.. لكن الحبيب تجلد كالصنم.. قالت ما بك يا حبيبي؟ هل أنت خائف..؟!.. لا تخف يا حبيبي فأنا معك.. وها هو الحب يحرسنا انه قوي متين لا يخشى أحداً.. هز رأسه وقال لها.. إذا كنت تحبينني حقاً.. هيا لنرحل.. هيا لنرحل.. قالت الى أين يا حبيبي؟.. وقف الحبيب على قدميه قائلا.. الى قصر البنت.. فهناك أمان العالم..





يضحك لنا مكحول.. وتعانقنا أسديره.. وتباركنا دجلة.. وتهدينا الزوية باقات الورود.. خرجت تلك الفتاة مسرعة وبعد هنيهة.. جلبت معها كيساً من القماش فيه ملابسها.. ثم قالت بلا خوف وبلا وجل وبلا تردد..أنا معك.. أنا معك يا حبيبي..
معك الى نهاية العمر..
خرج الحبيبان من الغرفة الطينية ونباح الكلاب يودعهما.. وقطرات المطر تقبل آثار أقدامهما.. وفي الصباح شاع خبر اختفائهما.. تجمع أهل القرية.. وكل يدلي برأيه.. وبعد قليل تقدم رجل عجوز متثاقل الخطا وهو يتوكأ على عصا قائلا.. مهما ثقلت أغلال العبودية.. فإن الحرية هي الأقوى.
لغـة الأمـــوات
امرأة عجوز في شتاء الحياة تسير بأقدام من حديد على رصيف الشارع تزرع خطواتها عليه وهي تحمل هموم وأحزان العالم بأسره.
لقد صفعها الزمن فجأة فأصبحت كأوراق الخريف تتدحرج أمام ريح الشتاء.
تركت ما في يدي وأسرعت متتبعا خطواتها وأنا أنظر الى ظهرها المنحني وكأنها تبحث عن شيء ما وهي تهز رأسها بين الآونة والأخرى.
اجتازت حدود القرية فسلكت طريقاً باتجاه المقبرة لحظات وإذا بتلك العجوز تقترب من القبور.
بدأت تبحث بين تلك الأجداث عن فلذة كبد ونواة قلب رحل دون معنى.. بكت بكاء الثكالى وهي تردد كلمات غير مفهومة كلمات مفادها كفى ما بي يا هذا.
فوقفت منتصبا شاعرا بقوة تمنعني من الحراك وأنا أنظر بعينين حزينتين الى تلك العجوز التي كبت على الأرض كطائر رماه الصياد والسهم في قلبه000000
الكاتب القصصي 0000 احسان الرملي


موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة (http://www.dzbatna.com/vb)



https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com/vb)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com/vb)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى