المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الثوب الاحمر000صقه قصيره 0احسان الرملي



romaissa
10-19-2013, بتوقيت غرينيتش 12:41 AM
موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة (http://www.dzbatna.com/vb)
سيل من الحزن يفتح بابا في صدري يذكرني بضعفي عندما ارها امامي احمل همي الثقيل واغسل وجهي بخجل مدمر حين ترمقني بنظراتها العفويه 00 ارتد للوراء ثم اعود كقط محاولا اجتيازها 0
شبح يطاردني , وأضطراب شامل يطوقني ويهزني كغشة في ريح ؟
احقد على الكون الذي صار ضدها برمشة عين 00 اهوى موتها ؟ ازخر نفسي بركانا 00 يعصر قلبي كبرتقال يوم اشاهدها منهمكة بالعمل كنحلة من اجل لاشيء00 هي امامي كل يوم اراها في الازقه والارصفه , في المياه وفي الهواء الرطب ؟ وحين اخرج للمدرس مفصله اشاهدها في حوش دارها المقشركة ابل لغرفتي الطينيه التي اجرها صاحبها للطلبة القادمين من القرى البعيده ليواصلوا دراستهم المليئة بالتنقل والرحيل ؟ كانت تقف امام باب دارها كل يوم 000 تودعني بكلام كثير وتستقبلني بأكثر وانا ابكي داخلي 0 واحيانا اضحك ثم اصم اذاني متجاهلا اياها لعلها تسكت وتدخل غرفتها
خيريه امرأه مجنونه كما يقول الناس , في الاربعين من عمرها او اقل قليلا , لااعلم؟ تسائلت مع نفسي كثيرا ؟ هذا الجنون وراثة من والديها 00 ام انه اصابها عند زواجها من الرجل الهرم الذي مات قبل سنه00كان ثرثارا وفظا , كثيرا ماشاهدته يضربها بعصى غليضه واحيانا يغلق الباب ويتركها نائمة في العراء في الليالي الشتويه البارده او يغلق عليها الغرفه في حر الصيف اياما . في احدى المرات حبسها اسبوعا كاملا في الغرفه بلا طعام كان يعطيها الماء فقط , كان من الصعوبه على العامل العيش مع هذا الرجل الرهيب المفزع00وتصرفات زوجها هذه جعلتني اعتقد ان جنونها وراثة والا من يتزوج هذا المعتوه000
ام ماذا هل هو الرجل الوحيد على الارض ؟ 00
خيريه امرأه مجنونه لكن فيها مسحة جماليه جعلتني اتاملها كثيرا , رشيقة وعيناها لهن بريق جميل
لو كانت غير مجنونه لحظيت بزوج يحبها 00 ويسعدها , كانت كثيرا ماتتكلم لكني لاافهم شيئا من كلامها الا القليل 00تتحدث عن اشياء حدثت منذ زمن بعيد كانت في حالة اللاوعي تماما 00
انها مجنونه على كل حال لاتلام على كلامها لم اراها يوما تؤذي جارا من جيرانها 00 وانا غريب المدينه الصغيره التي ابتلعتني بوحشة , وضمتني الى حي من احيائها الطيبه 00 اخذت احب المدينه واتصور 2014 المدن كلها طيبه , كلها كالحي الذي اسكن فيه , كنت انطلق من غرفتي الطينيه نحو المدرس مفصله مارا ببرك الماء الاسن الكحلي الذي يتوسط الازقه القديمه التي تحكي قصة الزمن المهمل وخيريه تودعني بكلامها المبحوح بل تطاردني يوميا بجملة حفظتها ( انشالله تصير ضابط ) شيء من الخوف الممزوج باليأس ينتابني عندما اسمع جملتها00 واحيانا تغمرني شحنات تجعلني التهم الحياة التهاما , صارت كلماتها شعارا يومي يدخل رأسي 0 قبل كل شيء ودعائها الوحيد اخذ يطاردني 00 ضابط ؟ لم افكر يوما بهذا ؟ تكرار الاسطوانه يوقظ افكاري دائما 00 صار كابوسا يلاحقني في الصف 000 في السوق 00 في غرفتي الطينيه القديمه الجدران المليئة بذكريات
الطلبـــه ؟ 00
يتعلق المجنون بفعل او لعبه يمارسها كل يوم انه فعل غريزي لاشعوري لايستطيع تغييره00
وخيريه عملها وفعلها اليومي هو الغسيل مهنة اجادتها الا حد الاتقان , تغسل كل انواع الاواني
وارضية دارها الكونكريتيه ولاتقف عند هذا الحد , بل تغسل اواني جاراتها اراها كل يوم وهي غارقة بين كد س من الاواني المتنوعه 00 لم ترد طلب جاره من جاراتها اللواتي يستغلن قصور 2014ها العقلي00 لم اكن ارغب لها ان تغسل اواني جاراتها الكسولات الضخمات الحجم اللواتي يفترشن ابواب بيوتهن يرمقن العاب 2014 رين 00 حين رجعت من المدرس مفصله في ظهر اربعاء كنت ساعتها متعب التهم الزقاق لأصل غرفتي , رايت احدى جاراتها توبخها وتقذفها بكلمات سليطه , عرفت بعدها ان سبب ذلك هو كسراحد الاواني الزجاجيه عندما وقع من يدها اثناء الغسيل اردت ان اكون فضوليا,
ان اكون مصلحا لمجنونه تعمل خيرا للاشرار وتزرع وردا في الهواء , لأمراه تعمل بلا ثمن ؟ جمعت شجاعتي وجرعتي وهممت على ان اساعدها رغم تعبي 00 افتح قلبها 0 عقلها 0ارسم حولها الواقع00 اعبد لها الطريق, انتشلها من الذئاب 00 المني حال خيريه كثيرا 00 قررت ان اتكلم معها رغم اني اتحاشاها كثيرا ككل المجانين 00 دخلت باب الحوش 00 كنت مضطربا فأنا اخاف لسانها المر ، وصوتها الخشن فهي تكره ان يتدخل احد في شؤونها ؟ اقتربت كثيرا منها 00 منهمكه بالغسيل رذاذ الماء يتطاير من حولها ويتساقط كالندى 000 وقفت فوق رأسها صمت بها 0
مرحبا خيريــــــــه
رفعت رأسها وقالت دون اكتراث
اهـــــلا
هذه اوانيك كلها ؟ مااكثرها ؟
لا انها لجارتي
لجارتــــــــــــــــك ؟
نعــــــــم 000000
لماذا تغسلين اواني جاراتك انهن عاطلات بلا عمل
اني اغسل الاواني لكي يغفر الله لزوجي , انا اطلب الاجر من الله ( ثم تابعت حديثها ) اتريد ان اغسل اوانيك 0
لا لا شكرا000
اصبحت غير قادر على الحديث معها , بعد هذا قفزت في راسي صور 2014ة وجهها الفظ الذي اذاقها الويل00 ذلك الهرم الذي اشبعها ضربا واهانة , تذكرت الليالي الشتائيه التي نامتها في العراء ولسانه المفزع الذي لاينفك شيئا لاجداد اجدادها ومع هذا تطلب له الرحمه والاجر من الله00
وتريد من الرب ان يغفر ذنوبه ؟ وقفت صامتا اتاملها وهي جالسة تتابع الغسيل بأيدي مرتجفه في تلك اللحظه تمنيت كل نساء العالم مجنونات مثل خيريه 000 ثم انصرفت دون ان اودعها 00لقد فشل مسعايا لكني قبل ان اصل باب الحوش نادتني قائلتا : ساغسل اوانيك عند انتهـــــــــــــــاء ماعندي00
اغلق الباب ورائي دون كلمة والندم يحز في قلبي 00 خيريه المجنونه ستدخل بيتي , ستفزعني انها غلطتي الكبرى , ستكون في عقر داري , انا الذي كنت اتحاشاها في الطريق , انا الذي يتحفظ حتى في سلامه عليها ( ايكون الجنون براءة الكبار, ام براءة الصغار _ جنونا ) لا أدري مالصحيـــــــح
بل لااعرف ما أتمنى منهـــــــــــا **
صار العالم طالب وأمرأه مجنونه في رأسي , وألم يدور كالاعصار , سيل من الخوف يذبذب كياني
ولحظة اطول من قرن تأسرني بمداها , نهر من الكلمات يمر فوق اللسان بصمت , وعمر يعصرني بنقطة في الفراغ , يغزو الرأس سؤال قطع اضطرابي بعنف , لح علي بوقاحه ( اتدخل حجرة طالب امراه عاقله ؟ !! تغسل الاواني بلا اجرة في هذا الزمان ) ساعة من الزمن الثقيل 00 هاهي خيريه مطلة كغيمة صافية لاتعرف اين تستقر لانها لاعقل 0؟ او لامعنى 00تقترب مني وهي مبللة حتى صدرها بالماء قالت بسرعتها المعهـــــــوده 00
اين الاواني 00 الصحون 00 القــــدور
لم استطع ردها 00 تناولت ماأمامـــي من اواني وقلت لها
خذي ياخيريه الطيبه العجيبه ؟
اخذتها دون ان تنظر اليه او تنبس بكلمة واحده , وانطلقت الى بيتهــا , مجنونه ؟ تدخل بيتي تطرق باب قلبي الذي اغلق منذ زمن ؟00 جميلة رغم جنونها لكن ؟ ماهو الجنون ؟؟ !! ان تساعد الناس تصبح مجنونا , ام ماذا 00 ام تكون وحيدا تمتلك سرا عميقا وخيريه مسيح جديده يتنفس الرحمه ويأتي بالمعجــــــزات00 يبيع راحته من اجل الناس ؟تناولت كتابي وغرقت فيه ويدي تلاعب نقودا في جيبي اخرجت قطعة من النقود لأعطيه لخيرية جزاء لتعبها معي00 برهة من الزمن وعادت مسرعة تحمل الاواني التي رجع اليها بياضها , فلم تغسل بهذه الجوده من قبل 00ان اكثر الاعمال نقدا وكرها لطالب مثلي ؟ هو غسيل الاواني 00 رمتها امامي وهي مبللة بالماء نظرت نحوها اطلقت عيني شاردة نحو عينيها 00 بحر عميق يسكن فيها , عسليه يلفها النعاس , ذشركة ابلة من نزف دموع منذ زمن بعيد , ارى سرا تحت الجفون المتعبه وجرح عميق يسكن فيها 00تمنيت ان تكون مثل الناس او يكون الناس مثلها 00؟ تسقط دموعي رحمة , خوف , حب , جنون او اللاوعي , تشعر خيريه بالغربه بالخوف يتغيير لون وجهها , فاجئتها 0ادارت رأسها لتعود , ناديتها خيريه خيريه
وقفت كصنم محدقتا بي تسالني بعيونها ان اتركها وشأنهـــــــــا 00 ان لا اتدخل في عالمها , مشيت
اليها 00 مددت يدي مناولا اياها قطعة النقود 00 قالت بعفوية0
لا انا اغسل الاواني بلا اجر بلا نقود اطلب الاجر من الله
لايهم خذي قد تحتاجي شيئا
كررت عليها الطلب وانا ماد يدي نحوها كأني في مشهد تمثيلي
خذي وألا لن اعطيك الاواني بعد اليوم
لا اريد منك شيئا الان ( وتابعت ) اريد منك ثوبا مثل ثوب جارتي ام سلمى انه 0 انه احمر جميل جاءها من الحج ؟
لكن متى
عندما تصير ضابطا
ارجعت يدي متمتمـــــــا
انشاء الله 00 ابشــــــــــــــــري 00
الله يسكن قلب امراه مجنونه يقيد تصرفاتها يجعلها ضحية لطيبة ساذجه ويترك المتنفذ ين في
هذا العالم يغظ الطرف عنهم , يتجاهل من قيد الشعوب بالسلاسل , من خدع الناس بالاقوال ,
من سرقوا حرية الشعوب وثروتها بل يبتسم على انهار الدم التي يريقونها كل يـــــــــــــــــــوم
بأسمــــــــه 0**
اصبح النهر صاحبي تعودت ان اكون اول من يراه من البشر صباح كل يوم , تشرق الشمس بوجهي وانا على شاطئه كل يوم اشم النسيم الذي يشاكس سطحه الناعم والاملس , ارى طائر النورس معلقا في كبد السماء 00 اتأملـــــــه ؟00 هل جاء رسولا ليعلن للناس عن ولادة يوم جديد 00؟ ام ليذكر الاعداء بالسلام ويمكن ان تعاش الارض بلا دم او نحر حد العظم 00؟
كان النهر الذي يبعد عن الحي الذي اسكن فيه بضع عشرات من الامتار يستغرق الوصول اليه بضع دقائق 000 سرت مسرعا نحو صديقي الصامت المتكلم , الذي علاه موج يلامس الصخور بهدوء
وخرير ماء يندفع نحو الجنوب ليضيع في بحر مالح 00؟
النسيم لبارد متوغلا رئتي طاردا الدفئ الذي ولده الفراش وأشعة الشمس الذهبيه الباكره تستطدم بجسدي , تلون وجهـــــــي بالاصفر الشاهب وتعطي الاشياء التي حولي جملا يضاف الى هدوء الصباح00 كان النهر منخفضا كثيرا عن مستوى الارض مكونا جرف يصل ارتفاعه عدة امتار يفصل بين الجرف والنهر صخور كبيره يعجز عن حملها الانسان 0 لقد قام بوضعها اهل المدينه لتقي مدينتهم من فيضان النهر الموسمي وخاصة الربيع حيث ذوبان الثلوج من اعالي الجبال 00
النهر ياكل التربه بشراهه زاحفا نحو مدن احبته وانست جواره , ان غضبه الذي لابد ان يكون وثورته التي تبرر بقاءه فمن لايثور عليه ان يتوقع الموت عليه يجب ان يتحمل كل الالام كل المذله والمعاناة 0000
وأنا نازلا بخطواتي المتأ نيه نحو الشاطئ مهتز تأمن تحت اقدامي الصخور 00 كان النهر ينساب بقوة جارفا معه الاعشاب الصغيره , طافيا على سطحه قطع خشبيه وأشياء اخرى , وزبد رمادي اللون , ولون الماء بني داكن ثقيل من كثرة الطين 00 ولاصوت سوى خرير الماء الملامــــــس للصخور , وصوت مملكة العصافير التي تزقزق بعنف وقلق في الغابه التي عبر النهر معلنتا بداية الصباح ومنهكة من ليل طويل 00 وقبل ان اصل الشاطىء تراءت امام عيني خيرية وهي تحمل برميل صغير صاعدتا نحو الاعلى وارجلها واطراف ملابسها مبلله بالماء 000 ناديتها 000 صباح الخير ياخيرية--- من متى انتي هنا
من زمان --- انها المره الثالثه التي املىء بها هذا البرميل 0
ماذا تفعلين به ؟
لأغسل الاواني 0
وماء الحنفيـــــــه ؟
مقطوع منذ امس 0
تطلعت نحو الغابه , كانت العصافير تطير بكثافه نحو الغابه , تحجب ضوء الشمس 00 نظرت
نحو السماء , ارى طائرة تشق السماء بطيران منخفض متجهه صوب الشرق تتوارى بسرعه عن الانظار وراء الافق 00 تبدأ اسراب العصافير بالحط على الاشجار من جديد 0
ناديت خيريه التي تجاوزتني بلا مبالاه –
_ هل الماء بارد ؟
_ لا ادري ( قالتها بعفوية وتابعت دون ان تقف ) احذر الصخور التي على الشاطىء انها
متحركه , قد تنزلق احداها من تحت اقدامك وتغرق 0
_ لاتخافي ( وتابعت لكن مع نفســــــي ) فأنا مجنون مثلك 0
جميلة لغة المجانين تنساب بلا تردد , بلا تنسيق او مبالغه 00 تنبع من تحت اللسان 00
عفويه لاتتعدى الفم والحلق , تسخر من الالم , تطفح بالحقيقه وتغوص بالحكمه , تشطح





بالالهام , ليس لها مستقر , هي مرهم لجرح حفر القلب والروح ,
خيريه 00؟ خيريه اخر المجانين على هذه الارض او اخر العقلاء – شمعة تضاء ولا تحترق
امراه تحتضر ولاتموت عقل مجنون وجسد متحرك , صوت مبحوح يستصرخ الاً تين للاموات ,
تطلب الخير من وراء المحسوس , تلمس الهواء الرطب 00 تستحم بأبتسامة النساء 00 خيريه ضباب الفجر الخفيف 00عصفور بلا ريش – نملة يكتب سمفونية العمل 00فوضى الشوارع والمدن
صمت الغروب القصير , ضلال صيف , ودفىء شتاء 00 انفجار كبت وأنطلاق سجين 00 خيرية امرأه في الفراغ وساعة الوقت الوحيده 00ونهاية الزمن السعيد – وشوكة في عين اعدائي الجدد والاقدمين 00
* * *
اربع سنوات مرت علي وأنا بعيد عن تلك المدينه 00 اتطلع للوجوه 0 للشوارع 0
للازقه 0 للنساء , احمل يدي اليمنى على صدري فجرحي لازال يؤلمني 0 شظية كسرت عظم
يدي اليمنى 0 ثمة شظايا استقرت في جسدي لتحكي قصة حرب دامت سنين 0 انظر لوجوه نساء مدينتي 0 ارى سلمى بقامتها الطويله الجميله 00 قفـز في راسي ذكر حميد الذي استشهد في اخر معركة , لقد حدثني كثيرا عن جمالها 0 ورغبته في خطبتها عند عودته 0 وقفت اتطلع اليها وصور 2014ة حميد امامي اني اشاهده معها 0000اااااااااه يال ماساة هذه الحياة ؟ عشيقة دون عشيق رحل دون موعد مسبق وتركها تتخبط بفيض من الحزن 00لاينتهي 00
تابعت سيري الوئيد ابحث عن ذكرى لي افتش عن حلم راودني 00 ابحث عن صبايا مراهقتي
عن ايام دراستي 0 ارى فتيات كن صغارا 00 ونساء يحملن اطفالا كن مراهقات صغار (في وطني سرعان ماتكبر الفتيات ) اسحب نفسي بعمق انظر نحو جسدي 00 لاشيء تغير سوى يدي المكسوره
وملابس التي صارت عسكرية 00 ربما اصبحت اكثر رجوله ووسامه 00 كل شيء تغير هنا الناس تغيروا صاروا اكثر صبرا وايمانا 00 حتى الشوارع والبيوت اصابها تغيير 0شعرت بغربه وبرود اجتر زمني الطفولي بلهفه العاشق 00 الحرب تجعل الانسان شيء اخر لم تعد الاشياء الصغيره مفصوله عن بعضها 00 ؟ كل شيء هو جزء من الكل 00 حتى الحب هو فرع لحب اكبر0 حب الارض والوطن 0 اريد ان اركض ان اعبث ان اشاكس الفتيات 00 اغني , اسكر اضحك باعلى صوتي0 لكن ملابسي وجرحي قيدان كبيران 00 ادخل سوق الموصل او سوق السراي0 تتوغل في رئتي رائحة البخور والمسك والخضيره وكل العطور 2014 الشعبيه تلامس جسدي 00
ارى لوحة جميلة00 جرتني بعيدا تلك اللوحه ؟ كنا صغارا نتجمع حول فانوس ازرق كالفراش نقلب كتبنا المدرس مفصليه ونطبع بالزيت صور 2014 القراءه الجميله 00 اخي عبد وهو اكبرنا كان يجيد رسم الجبال ربما لرؤية جبل مكحول كل يوم 00مات بالسحايا ولازلت حريصا على زيارة قبره الذي غطاه العشب في مقبره القريه 00 اما اسماعيل فهو اصغرنا كان يجيد رسم الزورق يرسمه يتهادى في النهر 00كنا نعلس الخيز الحار بعد ان يدفئه ابي على المدفاه 00 مره لازلت اذكرها ؟
كان ابي يسقي حقل القطن الذي نعول اليه كثيرا0 اخبرتني امي ان اتهيأ لاحمل غداء ابي 00 رحت انط كالارنب بين الحقول والسواقي متجها نحو ابي 00ليلتها سمعت عن اخبار العرب بانهم اسقطوا اربع طائرات يهوديه ومازال العرب يتقدمون لاعاده الارض المغتصبه من قبل اليهود 00وصلت ابي وانا الهث لكنني لم احس بالتعب لاني ربما سانا ل مكرمة من ابي لنقل هذا الخبر المفرح 00
ابي ابي
اهلا ابني مراد
العرب اسقطوا اربع طائرات يهوديه وهم مندفعون لتحقيق النصرالعرب كلهم هذه المره ياأبي
لم يبالي لما قلته واخذ مني الغداء واخذ يده واضعا اياهه على راسي قائلا
العرب يابني يقاتلون في المذياع فقط ؟؟
ارجع الى البيت واهتم بدروسك00
احسست وقتها انني بارد كالثلج تمنيت ان تبتلعني الارض ؟ لما لم يهتم ابي لاخبار العرب وحربهم مع اليهود
* * *
ادخل سوق القماش 00 سوق مظلم ورطب يذكرني برحم امي الجميل 00؟
عبي النساء السود , الاقمشه الجميله اللماعه تملا المحلات بألوانها المختلفه وقع نظري على اللون الاحمر تلمسته بأصابعي نظرت بوجه البائع ,
بادرني قائلا : هذا اجنبي 0 جلبته من مكه اثناء الحج 00
تذكرت خيريه المجنونه فجأه 00 هززت رأسي وقلت :
_ حسنا اريد ثوبا منه 0
اعطيته المال وحملت قطعة القماش الحمراء واطلقت صوب بيت خيريه التي وعدتها بثوب عندما اصبح ضابطا وها انا الان ضابط جريح 00 اجتزت الازقه التي كان بها ايام لم اكن احلم اني سوف ابتعد عنها 00 ستصبح ذكرى لا تميز 00 وصلت باب دارها طرقت الباب دون رد 00 اتجهت صوب باب غرفتها بقوه وبسرعه ، طرقته لم ترد لطرقي 00 كررت الطرق لكن لم يرد احد ايضا ناديت بصوت عال000
_ خيريه 00 خيريه افتحي الباب لقد اتيت بما تريدين 00 لم يرد عليه احد – اجلت نظري في الحوش
الذي بدى مهملا ليس كعادته 00 تراءت لي احدى جاراتها مادة رأسها من فوق الحائط الطيني وهي تعلك : لقد غرقت خيريه في النهر عندما انزلقت من تحتها صخره ؟
خارت قواي 0 شعرت بهزة في كياني 0 انبت ضميري وحاسبت نفسي على تاخري عن الوفاء بعهدي بخيريه التي غرقت في النهر دون ان تلبس الثوب (http://www.dzbatna.com/vb/t71802/) الاحمر 00
الانهار تبتلع كل شيء حتى المجانين 00 لكن ربما احسن فطالما تعذبوا في الارض 00دفعت الباب برجلي لم يلبث ان فتح 0 قذفت الثوب (http://www.dzbatna.com/vb/t71802/) الاحمر في قعر الغرفه ورجعت كقط جريح متوجها صوب المستشفى 00 سيشفى الجرح ويصبح ذكرى يوميه مقترنه بشبح خيريه 0
* * *
مضطجع على سريري احسب ساعاتي ودقات قلبي 00 حولي رجال تتوغل في اذاني اناتهم المؤلمه الخافته 0 عيونهم تستجديني بيأس فأنا اقلهم خطوره , شعرت ساعتها بعظمة الوطن 0 شباب بعمر الورد يموتون من اجله 000 اذن مااغلى الوطن الذي يفدى من اجله الشباب 00 تاتي الممرضه كعادتها 00 انظر اليها بفضول وأشتهاء محروم 00 امرأه متوسطه العمر لكنها جميله 00 تبتسم بوجهي , تنحني نحو جرحي , يندلف النهــد المكتنز شاردا , ابيض كالحليب , متكورا , ازفر نفسي وأمزمز شفتي , اتأملها 00 اغرق في الذكرى 00 اعرفها او اكاد 00؟ ناديتها مباغتا :
_ خيريــــــــه _
مسحتني بنظراتها 0 شعرت انها تريد الغوص في الارض وقالت
_ ماذا تريد 00 كيف عرفتني 0
_ لايهم 00 الا زلت تغسلين الاواني ؟
أبتسمت _ ودنت مني 0 وقبلت جبيني _
شعرت اني اسبح في بحيرة حنان وحــــــب وقالـــــــت :
_ انت مــــــراد اذن
_ هززت راسي , وقلت
_ الا تحسين بألـــــــــــــــــــــــم
_ تقصد الجنـــــــــــــون
_ نعــم
_ هذه حكاية ناس لا عمـــــــــل لهم ؟
_ والغرق في النهــر
_ حكاية ايضا , اصطنعتها انا لكي ابدأ من جديد , لكي اغلق ذكرى الماضي المألـــم 0؟
_ منذ متى انت هنا
_ منذ بدأت الحرب 00 انني متطوعه
_ على فكره اتيت بالثوب الذي تطلبيــــــــن
_ وقع نظري على عينيها التي اغرورقت بالدمع000 ثم استدارت ماشيتا نحو المرضى الراقدين
بقربـــــــــــــــــــــــــي0


موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة (http://www.dzbatna.com/vb)



https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com/vb)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com/vb)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى