صوت بكاؤها

[walid]

موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة (http://www.dzbatna.com/vb)
بسم الله الرحمن الرحيم


**** **** ****

شارك بردودك لا بمشاهداتك ..
**** **** ****

عقد القران .. دون أخذ موافقتي .. و مرت ايام الخطوبة القاسية بترنح ..
قسوتها .. سببها خطيبي الذي وجدتُ في قلبه بغضاً .. لم أعي له سببا ..
خطيبي .. الذي لم التقيه قبلا .. و لا عرفت له قصة حب ..
فما سبب كرهه .. و معاملته الرديئة ..
سؤال كم تمنيت أن أجد جوابه ..
و بعد الزواج ..
كانت معاملته لي .. كما الخادمة ..
فلا شارككته هماً .. و لا سمعتُ له شكوى ..
و كذلك لم أشاركه على المائدة و لا غرفة ..
حتى الإبتسامة بل شبه الإبتسامة بخل بها علي ..
كل ما أعطاني هو ..
كسوة و مال و سمح لي بالسكن معه في منزل والديه ..
كان غليضاً .. فضاً معي أنا وحدي ..
حتى مع الخادمة كان يتعامل بلين و لطف ..
أي زوجٍ هذا .. و أي إنسان ..
تحملتُ كل شيء منه .. بل كنت أقشركة ابل ذلك بإبتسامة ..
و حينما كان يحاول إستفزازي .. و ذلك على سبيل المثال بالمناداة علي و أنا على سريري بعد نهار شاق لأقتل نملة ..
كنت أقشركة ابل ذلك بإبتسامتي المعهودة .. و كلمة بخلتُ بها على كل بشر .. حتى والدتي ..
" من عيناي .. يا حبيبي "
في تلك اللحظه هو من تثير أعصابه لهدوئي و تحملي إياه .. فينهرني مجدداً ..
بعبارته القاتلة " أغربي عن وجهي "
أرحل حينها و العبرة تخنقني ..
و لأن لا أخت و لا صديقة لي ..
أجلس لأبث شكواي لنفسي ..
و لكن .. دون أن أذرف الدموع ..
و أبشر نفسي ..
غداً يتغير .. و يحل الحب محل البغض ..
لكن لا شيء يذكر ..
و مرت الأيام و الحال كما هو عليه ..
في تلك الليلة أنتهزت فرصة غياب والداه ..
أرتديت ثوب إستعرته بنقودي ..
و أتجهت نحوه حيث كان يجلس على كرسي في الصالون .. يتأمل صور 2014ة على الجدار ..
وقفتُ خلفه و قلبي يخفق بشدة ..
و مددتُ يداي اللتين تحملان هدية حملت كل معاني الحب .. و وضعتها أمام ناظريه ..
و وقفتُ أنتظر أن يمد يده ليأخذها ..و أسأل إلهي في سري ألا ينهرني مجدداً و يكسر قلبي ..
و إذا به قد إستدار سريعاً ..و الغضب يعلو ملامحه ..و حاجباه مقضبان ..
ثم دفع بيده الهدية فسقطت أرضاً و نطق بتلك العبارة .. فلم أتمالك نفسي ..
هرولت إلى الشرفة التي وقعت خلفهُ تماما .. و جلستُ أضم نفسي ..
و أطلقتُ العنان لدموعي ..
بكيت بكاءُ بصوت عالي ..
بكاءً حاراً يصحبه أنين يقطع القلب ..
و بعد لحظات إذ أسمع صوت صفعت الباب .. فإزداد نشيجي ..
يا إلهي .. لم ينظر حتى لملابسي و لم يلحظ حتى شيء من جمالي ..
و لم يتحرك ساكن من مشاعره و لو تجاه هديتي .. يال .. حظي العاثر ..
و لتستعدي يا نفسي لحياة يملئها التعس و البؤس ..
و أنطلق ذاك السؤال ..
أهكذا سأمضي حياتي ؟
فإزداد البكاء ..
و الألم ..
و الشعور بالوحدة ..
و الحزن ..
و الشفقة على النفس ..
و إذا بأنامل ناعمة تمسح على رأسي .. ثم ترفعه ..
و تمسح دموعي ..
و صوت هادىء ناعم يقول لي .." لا تذرفي هذه الدموع الغالية "
هل تعلم طريقةون من صاحبة هذا كله ..

7

7

7

إنه زوجي ..
و كذلك وضع وردة حمراء بين يدي ..
و نظر و لأول مرة إلي نظرة زوجٍ لزوجته ..
تعجبت لهذا .. و أندهشت ..
و بينما هو ينظر إلي و أنا أنظر إليه ..
إذ سمعنا صوت الباب يفتح دلالة على عودة العم و العمة ..
فذهب مسرعاً لغرفته .. و كذلك أنا فعلت ..
أغلقت الباب على نفسي .. ..
و وضعتُ الوردة أمام ناظري ..
متسائلة : هل يا ترى أنا في يقضة أم حلم ؟!
مضى وقتُ ُ من زمن .. فجأه سمعتُ صوت الباب يُطرق فقمتُ مسرعةً لتبديل ملابسي و إذا بي أرى ورقة تدخل من أسفل بابي ..
سحبتها ..
فتحتها ..
و إذا قد خط عليها .. " أنا أنتظركِ !.. يا أميرتي .. !"..
أعدتُ قراءة الكلمات .. و أنا في حيرةٍ من أمري ..
و بكل تأكيد خفقان قلبي كان في إزدياد ..
أستوعبتُ الصدمة بعض الشيء ..
أرتديت ملابس قمة في الإحتشام ..
و ذهبتُ بعد تردد و في يدي وردتي ..
طرقت الباب .. ففُتح لي ..
دخلت ..
دعاني ..
.. وضع الغطاء علي هو أيضاً .. و لكن على بعدٍ مني ..
بقيتُ ساكنه .. تزداد نبضات قلبي لأدنى حركة يتحركها ..
هكذا بقيتُ طوال الوقت .. ترتعد فرائصي ..
و أتمنى أن تنقضي الليلة بأسرع ما يمكن ..و لكن الوقت كان عنودا ..
أما زوجي فظل يتقلب دلالةً على إستيقاضه ..
في ذلك الوقت .. كان في خاطري سؤال يصرخ .. ما سر هذا التحول ؟!
كنتُ أرغب في أن أجد له جواب .. و لكني كنتُ عاجزة عن التفكير .. التصرف .. الحركة ..
فقط أسمع نبضات قلبي و أشعر بتمسكي بوردتي .. و تقلبات زوجي ..و هذا السؤال الذي يصرخ في أعماقي ..

و فجأه ..

و فجأه ..

و فجأه ..

إذ نطق زوجي .. و قد كان في تلك اللحظه مستلقٍ على ظهره .. و عيناه شاخصتان بإتجاه السقف ..
" أنا أعتذر على قسوتي "
صمت قليلاً ثم أكمل ..
" أعتذر على الأيام الجهنمية التي عيشتُكِ إياها ..
أنا أعتذر ..
حقيقةً أعتذر ..
و أرجوكِ إقبلي عذري .."
ثم نظر إلي .. فلاحظ نظراتي المتفاعلة و في ذات الوقت متستفهمة ..
ففهم تلك النظرات الناطقة ..
أعاد النظر للسقف و بدء بالحديث قائلاً ..
" أنا .. يا أميرتي .. رجل .. عاش طفولة بائسة في حياة أسرية بالية ..
كانت أمي كما الشيطان .. و العياذ بالله منه ..





إنسانه قمة في السوء .."

حينما سمعتُ هذا الكلام منه تعجبت كثيراً ..
فلنكمل حديثه ..

"تعامل والدي بوقاحة ..و قلة أدب و إحترام ..
كانت ترفع صوتها عليه .. و تظلمه كثيراً ..
صدقيني ..
لدرجة إني سمعتُ صوت والدي يبكي ذلت مرة و بشدة منها ..
صوت بكاءه لا زال يتردد في إذني ..
و تعلم طريقةين ما معنى أن يبكي رجل ..
و في ذات الفترة شاهدتُ مسلسل عن إمرآة شريرة و محتاله .. و قذرة بمعني الكلمة ..
فأخذتُ فكرة إنكن كلكن شريرات .. و سيئات .. فكرهتكن ..
و هذه المرآة التي ترينها ليست أمي بل هي زوجة والدي ..
و أنتِ ترين كيف لا علاقة لي بها و لا لها بي ..
و صوتُ بكائكِ يا أميرتي بأنينه هو ذاته صوت بكاء والدي الذي قطع قلبي .. و كسر كل حواجز القسوة التي في قلبي ..
فأدركتُ حينها بأنكِ مظلومة ..كما أدركتُ بأنني قد أخطأت .. ظلمت ..
و أنا في تلك اللحظة كأمي ..
فرفضتُ ذلك ..
و بشدة "
صمت قليلاً .. ثم قال :
" تصرفاتكِ و طيبة قلبكِ .. و تحملكِ و صبركِ ..
كلهن دلالة على أصلكِ الطيب ..
أدركتُ حينها بأن التعميم حتماً شيءُ ُ خاطىء ..
فهلا سامحتي رجلاً .. أخطأ فهم درس مفصلٍ من دروس الحياة ..
هل لكِ أن تقبلينه زوجاً لكِ تقاسمينه الحياة ؟
هل لكِ ذلك يا أميرتي ؟"
ثم نظر إلي و هو ينتظر الجواب ..و لمستُ في عينيه خوفُ ُ من أن أرفضه بعدما أحبني ..
فنطقتُ بجوابي .. " لا " ..
فأغمض عينيه متألماً ..
و لم أتحمل ذلك ..
فقلتُ مسرعةً .. " أمزح معك " ..
و خرجن عبارة من أعماق قلبي ..
" أنا كلي إليك "
فإرتسمت إبتسامة على ملامحنا ..


ثم لا شأن لي بما حدث بينهما ..
إلى هنا ينتهي دوري ..
أرجو بألا أكون قد تعديتُ حدودي ..
و أنا بإنتظار أرائكم ..

شارك بردودك لا بمشاهداتك ..


موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة (http://www.dzbatna.com/vb)



https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com/vb)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com/vb)©