المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصه قصيرة شرفة الذكرى



loulou ange
10-18-2013, بتوقيت غرينيتش 11:59 PM
موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة (http://www.dzbatna.com/vb)
ها هو الليل قد مد شراعه المظلم والنجوم بدأت تتلألأ في السماء الرحبة والبدر يطل على المدينة بنورة المبتهج ،وعلى شرفه منزل من منازل المدينة يرتدي هذا المنزل وشاح الحزن وينتشي وسام الهدوء واليأس وصاحب هذا المنزل المدعو "عبدا لرحمن" من على شرفة هذا المنزل الحزين يجلس على كرسيه الهزاز يترقب النجوم وكأنه يناجي أحدها كنجم لزوجته الراحلة . .زوجته التي فقدها اثر مرض عضال ألم بها منذ عامين كاملين كانت تحبه حبا لا يضاهيه حب وكان هو الآخر يراها كاللؤلؤة البراقة التي لن تنطفئ يوما ولكن لله عزوجل قضاءه وقدره الذي ما على العبد سوى الإيمان به 0

في كل يوم يجلس نفس الجلسة يتذكر زوجته التي كانت تأتيه كل صباح بفنجان القهوة الذي يفضله وصحيفة اليوم وتضعهما على الطاولة المستديرة التي بجانب كرسيه الذي كان ساكنا وأبدله بهزاز ، وها هو فنجان القهوة مقلوب كما هو علي صحنه والصحيفة يتلاعب بها الهواء يمنة ويسرة فقد أكل الزمان منها ما أكل!كل شيء كما هو ويعود ذلك لعامين قد سلفا ولم يتغير شيء .. ومع هذه اللجة الكئيبة من ذكرى "عبدا لرحمن " بالحبيبة.. يشتد الهواء بسطة وتختفي النجوم تارة ويختفي البدر المشع تارة ثانية ما الذي حصل يا تري ؟ وما الذي وما الذي سيحصل أيضا؟ سؤال طرحه "عبدا لرحمن "على نفسه الآن لقد غيمت السماء وتلبدت بسحب ولكن
"عبدا لرحمن "قد بكت عيناه وتساقطت دموعه وبدأ جسمه يهتز ويرتجف وما هي ألا هنيهة حتى صرخ صرخة قوية – مقولتها:"كفى"؟.. تكاد هذه الكلمة قد سمعتها كل المدينة 0 لقد اعتقد أن نجم زوجته لن يعود مرة أخرى وفجأة وبعد عذاب وبكاء مع النفس نهض نهضة الناوي على فعلة الخطيرة ..جر نحو غرفته ليضع يده على دولابه الخاص لينتزع منه "مديه "فينظر لها نظرة تلذذ وشوق يريد "الانتحار" كأنه يهدف بذلك قتل نفسه لكي يلتقي بزوجته أو على الأقل البحث عن نجمها الذي اختفى حسب اعتقاده ..!!؟ولكنه لم يتماسك وأخذت يده تنتفض بشده وكأنما صاعقه كهربائية قد لمست يديه فسقطت (المدية) رابضة على الأرض فحاول أخذها من جديد ولكلنها تحدثت الحادثة السالفة نفسها فارتعد مما تخيله ورآه فقد رأى في صور 2014ة زوجته المتوفاة في
المدية :رداؤها كالنور ويداها كسنان السلهب وعيناها لؤلؤتان ..فشعر في الفور بريبة وخيفة ..وحاول الهرب منها لكن لا مفر فخر جاشما ينظر لها والعرق يتصبب منه فخاطبته صارخة في وجهه قائلة له :ما هذا،ماذا تريد فعله بنفسك ؟هل تريد الموت كافرا ..أما تعرف انك ستعذب من أحببت وهي تبرح التراب في سلام ..وهل تريد لقاء وجه ربك كحطب لجهنم ..؟؟وما هي الالحظات حتى وجد "عبدا لرحمن"نفسه مغميا عليه ثم فاق من غفوته فوجد المدية كما هي على الأرض فبكى مستغفرا الله تعالى وهلع مباشرة ليتوضأ ويصلي ركعتين تقربا وطاعة وما أن سلم ، حتى انعكس على وجهه ضوء خاطف منبعث من المدية التي قد ومض فيها البرق ..وفجأة سمع "عبدا لرحمن "الصواعق تزأر والرعد يزمجر وتهافت المطر فذهب مسرعا للشرفة ليرى أن أدواتها أصبحت حطاما تذروها رياح المطر فالكرسي الهزاز ها هو محطم والفنجان مع طاولة تهشم ،والصحيفة أضحت كطائرة ورقيه ممزقه في الهواء ..فتألم لما حصل ووقف برهة ينظر للمشهد الذي لن يراه ثانية دون اهتمام للعاصفة القوية وفجأة رأى امرأة العجوز تمر في الطريق مبللة عاثرة تكاد مظلتها تطير بها فجرى نازلا لها ليدخلها لمنزله ليضع عليها لحافا يقيها من البرد .. وما أن حل الصباح بعد ليل عاصف سأل "عبدا لرحمن " المرأة العجوز من هي وأخبرته بهويتها وأن لها بنتا شابة وحيدة بعد وفاة زوجها منذ زمن وسلمته هاتف منزلها واتصل مباشرة بابنتها التي تدعى "نور"وأخبرها عن مكان أمها وبقية الأحداث وانطفأت نار قلقها بعد سماعها النبأ ..وما هي ألا لحظات معدودة طرق باب المنزل ذهب "عبدا لرحمن "وفتح الباب ليجد نفسه وجها لوجه مع "نور" التي تبتسم ضاحكه وما أن رآها حتى تخيل صور 2014ة زوجته الراحلة وهي تبتسم نفس ألابتسامه فأمرها بالدخول لتستلم أمها بفرحه عارمة .. ومضت عشرة أيام سريعة ثم تقدم "عبدا لرحمن " للزواج من"نور"بعد طول غوص في بحر التفكير والتطلع لنسيان الأمس الحزين ..وفعلا يتم الزواج وسط مشاعر مفعمة بالسعادة والانسجام ..وأشرق الصباح ليجد "عبدا لرحمن " نفسه في شرفه حديثة مرتبة والفضل لزوجته الحديثة "نور" التي أتته الآن بفنجان القهوة المفضل والصحيفة التي بتاريخ هذا اليوم ..لتجلس معه فيتبادلان الابتسامة وهنا يحاور"عبدا لرحمن " نفسه ليقول :أشكرك يا الهي حين بعثت لي ما سيمحو حزني فكل أيام الأسى غابت وبزغت شمس مشرقه حديثة تتناغم على ضيائها عصافير الأشجار المطلة على شرفتي تغرد علينا بأعذب ألحانها التي تشاطرنا الفرحة والمحبة ..ثم شم الهواء بعنف ورشف رشفة من القهوة ليحس بحب الحياة من جديد وكأن غصات الذكرى البائسة قد انمحت





تماما من على صدره ..ينظر إلى السماء الواسعة الزرقة وتأمل فيها ليناجيها في خاطره ويقول لها :أيتها السماء لقد عشت معك الظلام ،وحانت عودتي لصباح الابتسام ..وهنا يبتسم لزوجته من جديد ليبدأ فصلا يملأه الفرح والسكينة .. لتنتهي حقبه شرفه الذكرى لتحل محلها شرفه المستقبل السعيد..

"المعاني " المدية:السكين 0السلهب :الرمح خويتكم عسوووله


موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة (http://www.dzbatna.com/vb)



https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com/vb)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com/vb)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى