linnou
10-18-2013, بتوقيت غرينيتش 11:52 PM
موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة (http://www.dzbatna.com/vb)
الحلم بعد الإسلام
عندما دخل الإسلام وكثر عدد المسلمين تطرقوا إلى موضوع الأحلام ولكن كان دليلهم الدين حيث كانت الأمة الإسلامية قديما من اكثر الأمم اهتماما بالأحلام وكان اختلافهم عن رأى أرسطو فى تفسيرهم للأحلام. فهم يرون أن النفس البشرية يكون بينها وبين العقل البشرى قناة اتصال تكون السبب فى حدوث الحلم (http://www.dzbatna.com/vb/t4585/) نتيجة لمواقف متعددة يخزنها العقل البشرى من خلال أحداث اليوم .
وروى عن النبى صلى الله عليه وسلم العديد من الأحلام وكثير من المسلمين قدسوا تلك الأحاديث الصادرة من بعضهم لأنها عن الرسول صلى الله عليه وسلم وكل ما كان يقال عن رسول الله لا يكذب ولكن جاءت شرزمة - بشرية تدعى المعتزلة - وكانت عقيدتهم هى ان العقل هو المتحكم فى كل شئ فى الجسم البشرى فباختلاله اختل الجسم . وبصحته صح الجسم حيث قاموا باستنكار الأحاديث النبوية التى تقف أمام العقل كما فسروا القرآن على أهوائهم وكذلك احتقروا العامة وكانوا يعلنون ما يؤمنون به حتى لو كان ذلك مخالفاً لكل ما قاله العلماء.
وكانت عقيدتهم أن الأحلام ما هى إلا هواجس وان الإدراك الجيد لا يتم إلا والشخص مستيقظ وأنه من الصعب أن يدرك العقل أشياء أثناء النوم ويجب أن يكون الإنسان مستيقظاً حتى يستطيع أن يدرك .
وظهرت جماعة نفت كل ما جاء به المعتزلة فهم كانوا معروفين بالصوفية وكلمة الصوفية جاءت من التصوف والزهد فى عبادة الله فهم يرون أن العقل مصدر للوهم والخداع حتى انهم بالغوا فى ذلك بتفضيلهم للجنون على العقل حيث ظهر فى بعض البلدان أشخاص قاموا بتقديس المختلين عقلياً.
وكان الغزالي زعيم هذه الجماعة المتصوفة يقول إن الإنسان يستطيع الإدراك أثناء النوم اكثر من اليقظة لان الإنسان أثناء اليقظة يكون عقله مشغـولاً بما يحدث له فى حياته اليومية من مشكلات واضطرابات.
اعتبر المسلمون فى ذلك الوقت أن الأحلام تأتى من عند الله لذلك أصبحت الأحلام لها علم وتفسير ومدلول وأصبحت الأحلام مهنة امتهنها بعض البشر لتفسير الأحلام ومن كان يمتهن تلك المهنة كان من افضل الناس فى ذلك الوقت وأكثرهم معرفة بالدين الإسلامى .
ومما سبق نستشف أن المسلمين اهتموا بذلك العلم اهتماما بالغاً وتخصص علماء فى تفسير الأحلام وكان من مقدمة هؤلاء العالم ابن سيرين ولقد اصبح الناس عندما يرون شيئا ما فى منامهم حتى يسرعوا فى الصباح إلى مفسر هذه الرؤيا ليحكى لهم ما هو مختبئ ويقوم بتفسير تلك الأحلام لهم. وهذا إن دل على شئ إنما يدل على أن هذا العلم اصبح له مكانة جليلة فى المجتمع الإسلامى وصار علماً يستحق الدراسة والتحليل .
تفسير العلماء والفلاسفة للحلم:
واختلف تحليل العلماء من حلم إلى آخر فقد يفسر العلماء الحلم (http://www.dzbatna.com/vb/t4585/) الواحد لأكثر من معنى ودلالة ولكن العالم البارع هو ما كان يستنبط معنى أو إشارة داخل الحلم (http://www.dzbatna.com/vb/t4585/) . لينصح الشخص الذى أمامه ويفسر الحلم (http://www.dzbatna.com/vb/t4585/) له كما ينبغى .
وقد يعجز العلماء عن تفسير أحلام أحد الأشخاص مما يجعله يلجأ إلى الكتب والمراجع التى قام بتأليفها السابقون لكى يقوم بتفسير ذلك الحلم (http://www.dzbatna.com/vb/t4585/) حيث كان هناك الكثير من الكتب التى اهتمت بدراسة الأحلام وتفسيرها.
كان ابن خلدون يرى أن الشخص إذا تم إعداده من الناحية النفسية التى هى السبب المباشر فى حدوث الحلم (http://www.dzbatna.com/vb/t4585/) فقد ينام الإنسان على موضوع معين أو فكرة قد تشغله وتحير فكره. فقد يرى ذلك فى حلمه وقد تكون لديه مشكلة صعبة غير قادر على حلها ويرى حلها فى منامه وبهذا يكون الحلم (http://www.dzbatna.com/vb/t4585/) سببا فى حل الكثير من المشاكل مثل حلم جالينوس إذ قال عمدت إلى فصد العروق الضوارب لأنى أمرت بذلك مرتين فى منامى وكثيرون من المخترعين سنجد أمثلة كثيرة تدل على ذلك . كما ستظل الأحلام تخلب لب الإنسان وتثير فيه مختلف الانفعالات سلباً وإيجابا . وخاصة أن كانت أحلاماً بها بشرى كحلم سيدنا يوسف وتأكيدا لأنه كان حلما به بشرى ما قاله له أبوه يعقوب (يا بنى لا تقصص رؤياك على اخوتك فيكيدوا لك كيداً إن الشيطان للإنسان عدو مبين) .
وهذا الحلم (http://www.dzbatna.com/vb/t4585/) تفسيره يؤكد لنا أهمية الرؤيا ويؤكد لنا أن الأحلام بها رؤية المستقبل وما يمكن أن يحدث فيه أن كان خيراً أو شراً فحلم سيدنا يوسف كان مبشرا بالخير ولكن حلم الملك كان به تحذير من القحط القادم بعد الخير وكان الحلم (http://www.dzbatna.com/vb/t4585/) به سبع بقرات سمان وسبع عجاف وسبع سنشركة ابل الخ. وقد ورد فى كتاب الله العظيم الكثير من الآيات التى تشير إلى الأحلام وأهميتها وكينونتها منها قول الله سبحانه وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم (إذ يريكهم الله فى منامك قليلاً ولو أراكهم كثيراً لفشلتم ولتنازعتم فى الأمر ولكن الله سلم إنه عليمٌ بذات الصدور) سورة الأنفال الآية 43 وهذه الآية ترينا أن الله عز وجل طمئن قلوب المؤمنين بالرؤيا إذ أراهم أن العدد قليل لكى ترتفع أرواحهم المعنوية وكانت سبب نصرتهم على الكفار.
وقد ذكرت الأحاديث النبوية ما هو دليل على أهمية الأحلام فى الإسلام إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما معناه (ذهبت النبوة وبقيت المبشرات) ولما سئل عليه الصلاة والسلام عن المبشرات قال الأحلام وعدت الأحلام درجة من درجات النبوة الست وأربعين.. وتراثنا زاخر بأمثلة كثيرة عن الأحلام ومدى اهتمام الأجداد بها لعلمهم الراسخ أنها جزء من شخصية الإنسان وحياته غير الظاهرة للعيان. وهذا ما أزاح عنه العلماء اللثام وأوضحوه لنا فى أبحاثهم المتعددة . وكان ابن خلدون من علماء الاجتماع البارزين الذين برعوا فى التحليل الكامل الوافى فى شرح طريقةه المفصل البسيط الذى ساعد الكثير من البشر على فهمها.
وكان بن سيرين داهية عصره فى تفسير الأحلام حيث قسم الأحلام ونسب منها قسم إلى الله سبحانه وتعالى وقسم نسبه إلى الشيطان حيث أوضح أن الصادقين والصالحين هم الذين يرون الرؤيا الحقة وعلى النقيض فالكافرون والضالون هم الذين يرون الأحلام المزعجة. وكان يعتمد فى تفسيره على فراسته فى معرفة درجة صلاحية إيمان الفرد من وجهة ودرجة فساده من وجهة أيضاً والدليل على ذلك تفسير حلم واحد لشخصين أحدهما قال له حلمك بشرى لك بزيارة بيت الله الحرام. والآخر قال له انه لص.. وكان له رأى فى مسألة الموت فى الأحلام وهو من يرى نفسه توفى ثم يحيا معنى ذلك انه سوف يفعل معصية ثم ينوب عنها.
واعتمد فى تفسير الأحلام على كتاب الله عز وجل وسنة رسوله وقوة فراسته فى معرفة ما بداخل البشر من خلال وجوههم وكانت تلك هى مدرس مفصلة ابن سيرين الذى شاركه فيها على نفس النهج عبد الغنى النشركة ابلسى واشتهر هو أيضاً بالتقوى والورع والاجتهاد فى العلم وقد اضاف من مجهوده الكثير لأسلوب ابن سرين حيث قال أن الأحلام هى حياة أخرى للانسان لا ينبغى إغفالها لهذا كان من شروطهم أن الشخص قبل نومه يجب الالتزام بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى الوضوء قبل النوم وقراءة بعض آيات من القرآن الكريم والابتعاد عن الأكل قبل النوم وخاصة ما يسبب رائحة كريهة للفم كالبصل والثوم لكى يتجنبوا الأحلام المزعجة التى تسمى بالكابوس. ولا يجب علينا إغفال مجهودات ابن القيم الجوزى وبراعته فى إقرار قيمة الأحلام ومكانتها فى سلوكية الفرد اليومية.
من هذا نستخلص اهتمام القدماء بالأحلام وظهور أهميتها ومكوناتها التى يجب علينا عدم الإغفال عنها أو تجاهلها لغرابتها وتعقيدها الذى يبسطونه المحللون النفسيون فى العصر الحديث .
الحلم فى الماضى . لقد أوضحنا مدى اهتمام القدماء وتفاوت المفاهيم بين البدائية والعصر الذى تلاهم حتى عصر ظهور الإسلام ووجدنا أن الأحلام نسبت إلى الدين والسنة. أما في العصر الحديث فقد اختلف الأمر حيث نسبت الأحلام لتفسيرات علمية دقيقة. كاعتبار الجنس هو منبع الحلم (http://www.dzbatna.com/vb/t4585/) ومصدره الرئيسى وتزعم هذه النظرية العالم الشهير فى علم النفس فرويد الذى واجهه العديد من الصعاب التى حاول التغلب عليها ليؤكد فكرته وأخذ يبحث عن أشخاص يحاول من خلال أبحاثه عليهم إثبات نظريته التى تنص على أن الجنس هو المتحكم فى الأحلام والسلوك البشرى .
وقد استفاد فرويد فى معالجة مرضاه المصابين بأمراض وقسم الأحلام إلى قسمين أحدهما قسم ظاهر وهو الأحلام الواقعية البعيدة عن الخيال والقسم الثانى هو الحلم (http://www.dzbatna.com/vb/t4585/) الخفى وهو الحلم (http://www.dzbatna.com/vb/t4585/) المحرم الذى نسبه إلى أحلام الجنس التى يحاول إخفاءها الشخص لعلمه بحرمتها وتجريم النفس لها.
وقد فسر رموز تلك الأحلام بطريقته أي أنه كان يفسر حلم الشخص بالمياه دليلاً على بدء الإنسان فى حياة حديثة وأرجع هذا التفسير إلى ولادة الطفل من بطن أمه وخروجه من الحياة التى تربى فيها مدة التسعة شهور إلى ماء الرحم.
وبالنسبة لتفسير رموز الأحلام منذ سبق فرويد ابن سرين فى هذا ولكنه وضع يده على الأصول الحقيقية للحلم .
أما فرويد فقد ارجع سبب الأحلام إلى الرغبات والذكريات ولكنها رغبات مؤلمة تثير غضب الحالم. وتجعله يشعر بالألم والندم ولقد آمن طلابه بذلك وصاروا على نهجه فى أخذهم للجنس كعامل مباشر فى تفسير الأحلام وان الحلم (http://www.dzbatna.com/vb/t4585/) الباطن يضعف ويتلاشى أثناء النوم أما الحلم (http://www.dzbatna.com/vb/t4585/) الظاهر فهو الحلم (http://www.dzbatna.com/vb/t4585/) الذى يجب دراسته .
وقد آمن فرويد بوجود رقيب للحلم وهو الذى قد يظهر أو يخفى طبيعة الحلم (http://www.dzbatna.com/vb/t4585/) الذى يحلم به الإنسان أثناء نومه ولكن هذا الرقيب لا يستطيع أن يوقف أو يخفى الحلم (http://www.dzbatna.com/vb/t4585/) الظاهر الذى يهرب منه ويوقظ النائم من نومه فيقوم من نومه وهو خائف كأنه قتل قتيلا أو فعل ما يخاف من حدوثه.
وبعدما تشبعت تلاميذه لعلمه ودروسه هاجموه وكونوا مدرس مفصلة حديثة ينفذون من خلالها أفكار فرويد ونظرياته ليظهر أفكارهم معتمدين على ذكائهم وثقافتهم البالغة وكثرة قراءتهم فى مختلف المجالات وكذلك فى علم الأديان والروحانيات وشتى أنواع العلوم. ولكن فرويد تخصص فى الطب النفسى فقط .
وعند ظهور أرسطو وذياع صيته وشهرة بحثه العلمى الذى وجه النظر إلى اوجه القصور 2014 فى علم فرويد حيث درس مفصل أرسطو فى كيفية تحويل الحلم (http://www.dzbatna.com/vb/t4585/) من الخيال إلى الواقع.
ولقد رأى أرسطو أن السبب الرئيسى فى حدوث الحلم (http://www.dzbatna.com/vb/t4585/) هو أن يكون الشخص نائما عندما تكون اغلب الحواس معطلة .
وقد آمن أرسطو بأن الحلم (http://www.dzbatna.com/vb/t4585/) قد ينبه الإنسان أثناء النوم بأشياء سوف تحدث فى المستقبل فمثلا يحلم شخص إنه يموت ويحمله الناس إلى مقبرته فيقوم من النوم ويسرد حلمه مما يجعله يحسن فى التصرفات ظنا منه أن الموت قادم لا محالة .
ولا يجب علينا أن ننسى العالم الشهير افلاطون الذى درس مفصل الأحلام وأرجعها إلى أسباب إلهية عكس أرسطو الذى أرجعها إلى أسباب مادية. يقول أفلاطون انه عندما ينام الشخص ويغيب العقل عن الوعى حيث يقوم الشخص بأشياء لا يستطيع القيام بها وهو مستيقظ وذلك نتيجة غياب العقل عن الوعى والذى يتحكم فى تصرفات الإنسان أثناء اليقظة والشخص فى رأى أفلاطون قد يحلم أحلاماً ذات مغذى مادى وهذا يدل على طبيعة الشخص الشريرة التى تميل إلى العدوان وغير المحبة للآخرين.
وهناك أحلام ذات مغذى سالم وهى تدل على طبيعة الشخص التى تميل إلى الهدوء والسكينة وعدم الضرر بالآخرين على عكس الأحلام العدوانية .
ومن خلال ما ذكر نكون قد قدمنا نبذة تاريخية عن الأحلام فى العصور 2014 البدائية . وما هى عقيدتهم فى الأحلام وقد تعرضنا لدراسة شاملة للأحلام بعد دخول الإسلام ومدى اهتمام علماء الدين بهذا العلم وتحليله ومن هم الذين تخصصوا فيه واهتمام العامة بالذهاب إليهم لتفسير أحلامهم وأيضاً اعتلاء هؤلاء العلماء للمناصب العليا ونيل احترام الكل وتقديرهم لهم. وكذلك ذكرنا العصر الحديث وعلماءه وشرح طريقةنا نظرية فرويد وإشفاق تلاميذه عليه. وكذلك العالم أفلاطون وتلميذه أرسطو واللذان كان لهما مدرس مفصلة خاصة فى تفسير الأحلام وتكلمنا عن بن سرين الذى اشتهرت مدرس مفصلته هو وعبد الغنى النشركة ابلسى لكن لم نجد أحدا لجأ إلى الرجوع إلى مؤلف غير مؤلف ابن سرين الذى كتب عنه كثيرون ربما يرجع ذلك لسهولة أسلوبه وتعرضه بالحديث عن القبر والحساب والجنة وما بها من نعيم وجهنم وما بها من شقاء وحديثه عن الجن والشياطين .
موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة (http://www.dzbatna.com/vb)
https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com/vb)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com/vb)©
منتديات ديزاد باتنة (http://www.dzbatna.com/vb)
الحلم بعد الإسلام
عندما دخل الإسلام وكثر عدد المسلمين تطرقوا إلى موضوع الأحلام ولكن كان دليلهم الدين حيث كانت الأمة الإسلامية قديما من اكثر الأمم اهتماما بالأحلام وكان اختلافهم عن رأى أرسطو فى تفسيرهم للأحلام. فهم يرون أن النفس البشرية يكون بينها وبين العقل البشرى قناة اتصال تكون السبب فى حدوث الحلم (http://www.dzbatna.com/vb/t4585/) نتيجة لمواقف متعددة يخزنها العقل البشرى من خلال أحداث اليوم .
وروى عن النبى صلى الله عليه وسلم العديد من الأحلام وكثير من المسلمين قدسوا تلك الأحاديث الصادرة من بعضهم لأنها عن الرسول صلى الله عليه وسلم وكل ما كان يقال عن رسول الله لا يكذب ولكن جاءت شرزمة - بشرية تدعى المعتزلة - وكانت عقيدتهم هى ان العقل هو المتحكم فى كل شئ فى الجسم البشرى فباختلاله اختل الجسم . وبصحته صح الجسم حيث قاموا باستنكار الأحاديث النبوية التى تقف أمام العقل كما فسروا القرآن على أهوائهم وكذلك احتقروا العامة وكانوا يعلنون ما يؤمنون به حتى لو كان ذلك مخالفاً لكل ما قاله العلماء.
وكانت عقيدتهم أن الأحلام ما هى إلا هواجس وان الإدراك الجيد لا يتم إلا والشخص مستيقظ وأنه من الصعب أن يدرك العقل أشياء أثناء النوم ويجب أن يكون الإنسان مستيقظاً حتى يستطيع أن يدرك .
وظهرت جماعة نفت كل ما جاء به المعتزلة فهم كانوا معروفين بالصوفية وكلمة الصوفية جاءت من التصوف والزهد فى عبادة الله فهم يرون أن العقل مصدر للوهم والخداع حتى انهم بالغوا فى ذلك بتفضيلهم للجنون على العقل حيث ظهر فى بعض البلدان أشخاص قاموا بتقديس المختلين عقلياً.
وكان الغزالي زعيم هذه الجماعة المتصوفة يقول إن الإنسان يستطيع الإدراك أثناء النوم اكثر من اليقظة لان الإنسان أثناء اليقظة يكون عقله مشغـولاً بما يحدث له فى حياته اليومية من مشكلات واضطرابات.
اعتبر المسلمون فى ذلك الوقت أن الأحلام تأتى من عند الله لذلك أصبحت الأحلام لها علم وتفسير ومدلول وأصبحت الأحلام مهنة امتهنها بعض البشر لتفسير الأحلام ومن كان يمتهن تلك المهنة كان من افضل الناس فى ذلك الوقت وأكثرهم معرفة بالدين الإسلامى .
ومما سبق نستشف أن المسلمين اهتموا بذلك العلم اهتماما بالغاً وتخصص علماء فى تفسير الأحلام وكان من مقدمة هؤلاء العالم ابن سيرين ولقد اصبح الناس عندما يرون شيئا ما فى منامهم حتى يسرعوا فى الصباح إلى مفسر هذه الرؤيا ليحكى لهم ما هو مختبئ ويقوم بتفسير تلك الأحلام لهم. وهذا إن دل على شئ إنما يدل على أن هذا العلم اصبح له مكانة جليلة فى المجتمع الإسلامى وصار علماً يستحق الدراسة والتحليل .
تفسير العلماء والفلاسفة للحلم:
واختلف تحليل العلماء من حلم إلى آخر فقد يفسر العلماء الحلم (http://www.dzbatna.com/vb/t4585/) الواحد لأكثر من معنى ودلالة ولكن العالم البارع هو ما كان يستنبط معنى أو إشارة داخل الحلم (http://www.dzbatna.com/vb/t4585/) . لينصح الشخص الذى أمامه ويفسر الحلم (http://www.dzbatna.com/vb/t4585/) له كما ينبغى .
وقد يعجز العلماء عن تفسير أحلام أحد الأشخاص مما يجعله يلجأ إلى الكتب والمراجع التى قام بتأليفها السابقون لكى يقوم بتفسير ذلك الحلم (http://www.dzbatna.com/vb/t4585/) حيث كان هناك الكثير من الكتب التى اهتمت بدراسة الأحلام وتفسيرها.
كان ابن خلدون يرى أن الشخص إذا تم إعداده من الناحية النفسية التى هى السبب المباشر فى حدوث الحلم (http://www.dzbatna.com/vb/t4585/) فقد ينام الإنسان على موضوع معين أو فكرة قد تشغله وتحير فكره. فقد يرى ذلك فى حلمه وقد تكون لديه مشكلة صعبة غير قادر على حلها ويرى حلها فى منامه وبهذا يكون الحلم (http://www.dzbatna.com/vb/t4585/) سببا فى حل الكثير من المشاكل مثل حلم جالينوس إذ قال عمدت إلى فصد العروق الضوارب لأنى أمرت بذلك مرتين فى منامى وكثيرون من المخترعين سنجد أمثلة كثيرة تدل على ذلك . كما ستظل الأحلام تخلب لب الإنسان وتثير فيه مختلف الانفعالات سلباً وإيجابا . وخاصة أن كانت أحلاماً بها بشرى كحلم سيدنا يوسف وتأكيدا لأنه كان حلما به بشرى ما قاله له أبوه يعقوب (يا بنى لا تقصص رؤياك على اخوتك فيكيدوا لك كيداً إن الشيطان للإنسان عدو مبين) .
وهذا الحلم (http://www.dzbatna.com/vb/t4585/) تفسيره يؤكد لنا أهمية الرؤيا ويؤكد لنا أن الأحلام بها رؤية المستقبل وما يمكن أن يحدث فيه أن كان خيراً أو شراً فحلم سيدنا يوسف كان مبشرا بالخير ولكن حلم الملك كان به تحذير من القحط القادم بعد الخير وكان الحلم (http://www.dzbatna.com/vb/t4585/) به سبع بقرات سمان وسبع عجاف وسبع سنشركة ابل الخ. وقد ورد فى كتاب الله العظيم الكثير من الآيات التى تشير إلى الأحلام وأهميتها وكينونتها منها قول الله سبحانه وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم (إذ يريكهم الله فى منامك قليلاً ولو أراكهم كثيراً لفشلتم ولتنازعتم فى الأمر ولكن الله سلم إنه عليمٌ بذات الصدور) سورة الأنفال الآية 43 وهذه الآية ترينا أن الله عز وجل طمئن قلوب المؤمنين بالرؤيا إذ أراهم أن العدد قليل لكى ترتفع أرواحهم المعنوية وكانت سبب نصرتهم على الكفار.
وقد ذكرت الأحاديث النبوية ما هو دليل على أهمية الأحلام فى الإسلام إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما معناه (ذهبت النبوة وبقيت المبشرات) ولما سئل عليه الصلاة والسلام عن المبشرات قال الأحلام وعدت الأحلام درجة من درجات النبوة الست وأربعين.. وتراثنا زاخر بأمثلة كثيرة عن الأحلام ومدى اهتمام الأجداد بها لعلمهم الراسخ أنها جزء من شخصية الإنسان وحياته غير الظاهرة للعيان. وهذا ما أزاح عنه العلماء اللثام وأوضحوه لنا فى أبحاثهم المتعددة . وكان ابن خلدون من علماء الاجتماع البارزين الذين برعوا فى التحليل الكامل الوافى فى شرح طريقةه المفصل البسيط الذى ساعد الكثير من البشر على فهمها.
وكان بن سيرين داهية عصره فى تفسير الأحلام حيث قسم الأحلام ونسب منها قسم إلى الله سبحانه وتعالى وقسم نسبه إلى الشيطان حيث أوضح أن الصادقين والصالحين هم الذين يرون الرؤيا الحقة وعلى النقيض فالكافرون والضالون هم الذين يرون الأحلام المزعجة. وكان يعتمد فى تفسيره على فراسته فى معرفة درجة صلاحية إيمان الفرد من وجهة ودرجة فساده من وجهة أيضاً والدليل على ذلك تفسير حلم واحد لشخصين أحدهما قال له حلمك بشرى لك بزيارة بيت الله الحرام. والآخر قال له انه لص.. وكان له رأى فى مسألة الموت فى الأحلام وهو من يرى نفسه توفى ثم يحيا معنى ذلك انه سوف يفعل معصية ثم ينوب عنها.
واعتمد فى تفسير الأحلام على كتاب الله عز وجل وسنة رسوله وقوة فراسته فى معرفة ما بداخل البشر من خلال وجوههم وكانت تلك هى مدرس مفصلة ابن سيرين الذى شاركه فيها على نفس النهج عبد الغنى النشركة ابلسى واشتهر هو أيضاً بالتقوى والورع والاجتهاد فى العلم وقد اضاف من مجهوده الكثير لأسلوب ابن سرين حيث قال أن الأحلام هى حياة أخرى للانسان لا ينبغى إغفالها لهذا كان من شروطهم أن الشخص قبل نومه يجب الالتزام بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى الوضوء قبل النوم وقراءة بعض آيات من القرآن الكريم والابتعاد عن الأكل قبل النوم وخاصة ما يسبب رائحة كريهة للفم كالبصل والثوم لكى يتجنبوا الأحلام المزعجة التى تسمى بالكابوس. ولا يجب علينا إغفال مجهودات ابن القيم الجوزى وبراعته فى إقرار قيمة الأحلام ومكانتها فى سلوكية الفرد اليومية.
من هذا نستخلص اهتمام القدماء بالأحلام وظهور أهميتها ومكوناتها التى يجب علينا عدم الإغفال عنها أو تجاهلها لغرابتها وتعقيدها الذى يبسطونه المحللون النفسيون فى العصر الحديث .
الحلم فى الماضى . لقد أوضحنا مدى اهتمام القدماء وتفاوت المفاهيم بين البدائية والعصر الذى تلاهم حتى عصر ظهور الإسلام ووجدنا أن الأحلام نسبت إلى الدين والسنة. أما في العصر الحديث فقد اختلف الأمر حيث نسبت الأحلام لتفسيرات علمية دقيقة. كاعتبار الجنس هو منبع الحلم (http://www.dzbatna.com/vb/t4585/) ومصدره الرئيسى وتزعم هذه النظرية العالم الشهير فى علم النفس فرويد الذى واجهه العديد من الصعاب التى حاول التغلب عليها ليؤكد فكرته وأخذ يبحث عن أشخاص يحاول من خلال أبحاثه عليهم إثبات نظريته التى تنص على أن الجنس هو المتحكم فى الأحلام والسلوك البشرى .
وقد استفاد فرويد فى معالجة مرضاه المصابين بأمراض وقسم الأحلام إلى قسمين أحدهما قسم ظاهر وهو الأحلام الواقعية البعيدة عن الخيال والقسم الثانى هو الحلم (http://www.dzbatna.com/vb/t4585/) الخفى وهو الحلم (http://www.dzbatna.com/vb/t4585/) المحرم الذى نسبه إلى أحلام الجنس التى يحاول إخفاءها الشخص لعلمه بحرمتها وتجريم النفس لها.
وقد فسر رموز تلك الأحلام بطريقته أي أنه كان يفسر حلم الشخص بالمياه دليلاً على بدء الإنسان فى حياة حديثة وأرجع هذا التفسير إلى ولادة الطفل من بطن أمه وخروجه من الحياة التى تربى فيها مدة التسعة شهور إلى ماء الرحم.
وبالنسبة لتفسير رموز الأحلام منذ سبق فرويد ابن سرين فى هذا ولكنه وضع يده على الأصول الحقيقية للحلم .
أما فرويد فقد ارجع سبب الأحلام إلى الرغبات والذكريات ولكنها رغبات مؤلمة تثير غضب الحالم. وتجعله يشعر بالألم والندم ولقد آمن طلابه بذلك وصاروا على نهجه فى أخذهم للجنس كعامل مباشر فى تفسير الأحلام وان الحلم (http://www.dzbatna.com/vb/t4585/) الباطن يضعف ويتلاشى أثناء النوم أما الحلم (http://www.dzbatna.com/vb/t4585/) الظاهر فهو الحلم (http://www.dzbatna.com/vb/t4585/) الذى يجب دراسته .
وقد آمن فرويد بوجود رقيب للحلم وهو الذى قد يظهر أو يخفى طبيعة الحلم (http://www.dzbatna.com/vb/t4585/) الذى يحلم به الإنسان أثناء نومه ولكن هذا الرقيب لا يستطيع أن يوقف أو يخفى الحلم (http://www.dzbatna.com/vb/t4585/) الظاهر الذى يهرب منه ويوقظ النائم من نومه فيقوم من نومه وهو خائف كأنه قتل قتيلا أو فعل ما يخاف من حدوثه.
وبعدما تشبعت تلاميذه لعلمه ودروسه هاجموه وكونوا مدرس مفصلة حديثة ينفذون من خلالها أفكار فرويد ونظرياته ليظهر أفكارهم معتمدين على ذكائهم وثقافتهم البالغة وكثرة قراءتهم فى مختلف المجالات وكذلك فى علم الأديان والروحانيات وشتى أنواع العلوم. ولكن فرويد تخصص فى الطب النفسى فقط .
وعند ظهور أرسطو وذياع صيته وشهرة بحثه العلمى الذى وجه النظر إلى اوجه القصور 2014 فى علم فرويد حيث درس مفصل أرسطو فى كيفية تحويل الحلم (http://www.dzbatna.com/vb/t4585/) من الخيال إلى الواقع.
ولقد رأى أرسطو أن السبب الرئيسى فى حدوث الحلم (http://www.dzbatna.com/vb/t4585/) هو أن يكون الشخص نائما عندما تكون اغلب الحواس معطلة .
وقد آمن أرسطو بأن الحلم (http://www.dzbatna.com/vb/t4585/) قد ينبه الإنسان أثناء النوم بأشياء سوف تحدث فى المستقبل فمثلا يحلم شخص إنه يموت ويحمله الناس إلى مقبرته فيقوم من النوم ويسرد حلمه مما يجعله يحسن فى التصرفات ظنا منه أن الموت قادم لا محالة .
ولا يجب علينا أن ننسى العالم الشهير افلاطون الذى درس مفصل الأحلام وأرجعها إلى أسباب إلهية عكس أرسطو الذى أرجعها إلى أسباب مادية. يقول أفلاطون انه عندما ينام الشخص ويغيب العقل عن الوعى حيث يقوم الشخص بأشياء لا يستطيع القيام بها وهو مستيقظ وذلك نتيجة غياب العقل عن الوعى والذى يتحكم فى تصرفات الإنسان أثناء اليقظة والشخص فى رأى أفلاطون قد يحلم أحلاماً ذات مغذى مادى وهذا يدل على طبيعة الشخص الشريرة التى تميل إلى العدوان وغير المحبة للآخرين.
وهناك أحلام ذات مغذى سالم وهى تدل على طبيعة الشخص التى تميل إلى الهدوء والسكينة وعدم الضرر بالآخرين على عكس الأحلام العدوانية .
ومن خلال ما ذكر نكون قد قدمنا نبذة تاريخية عن الأحلام فى العصور 2014 البدائية . وما هى عقيدتهم فى الأحلام وقد تعرضنا لدراسة شاملة للأحلام بعد دخول الإسلام ومدى اهتمام علماء الدين بهذا العلم وتحليله ومن هم الذين تخصصوا فيه واهتمام العامة بالذهاب إليهم لتفسير أحلامهم وأيضاً اعتلاء هؤلاء العلماء للمناصب العليا ونيل احترام الكل وتقديرهم لهم. وكذلك ذكرنا العصر الحديث وعلماءه وشرح طريقةنا نظرية فرويد وإشفاق تلاميذه عليه. وكذلك العالم أفلاطون وتلميذه أرسطو واللذان كان لهما مدرس مفصلة خاصة فى تفسير الأحلام وتكلمنا عن بن سرين الذى اشتهرت مدرس مفصلته هو وعبد الغنى النشركة ابلسى لكن لم نجد أحدا لجأ إلى الرجوع إلى مؤلف غير مؤلف ابن سرين الذى كتب عنه كثيرون ربما يرجع ذلك لسهولة أسلوبه وتعرضه بالحديث عن القبر والحساب والجنة وما بها من نعيم وجهنم وما بها من شقاء وحديثه عن الجن والشياطين .
موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة (http://www.dzbatna.com/vb)
https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com/vb)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com/vb)©
