المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وتنعقد الرغبة



romaissa
10-18-2013, بتوقيت غرينيتش 11:44 PM
موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة (http://www.dzbatna.com/vb)
ما الفرق بين الحب والرغبة؟ من أين يأتي الحب وإلي أين تذهب الرغبة؟ وكيف يلتقيان في آخر الطريق ليلتحما معًا ككتلة نار تشعل فتيل النشوة ·
في لحظة واحدة، يصل الحب إلي ذرو ته ، وتتقد الرغبة (http://www.dzbatna.com/vb/t4823/) ·

هل هذا ما ظننته حين رأيت " سونيا"؟ كيف توهمت الحصول علي متعة الحب والنشوة وأنا أبحث عن مسرة ليلة عابرة·


* * *
كيف السبيل إلي النسيان؟

>عطش الجسد أقسي من عطش الروح<

قالها هاشم وهو يناولني أوراقًا كتب عليها قصيدته الحديثة ·· ثم استطرد :






- لقد انسحبت من الحياة يا صديقي، وأعيش داخل فقاعة اسمها >إيمان<·

- أريد نسيانها بأي شكل·

- دع جسدك يعيش عبثه، الحق ما بقي من شبابك، لقد تجاوزت الثلاثين بسنوات أليس كذلك؟ لمع بريق خفي في عيني هاشم وهو يصب كأسين من الويسكي، هتف بمرح :

- ما رأيك في سهرة حلوة، سأعرفك بـ &quot;سوزان، امرأة مذهلة في خبراتها مع الرجال،طويلة، ممتلئة، شقراء تحس معها كما لو أنك أمام قبيلة من النساء·

قام هاشم، أمسك كأسه ، تجرعه بسرعة ، ثم ارتدي قميصه وهو يقول لي:

- اياك أن تغادر المنزل، سأعود بعد أقل من ساعة·


* * *
أيقنت أنني لم أعرف الرجال قبل لقائي به ، حين جاء صديقه، كنت اقف في بهو الفندق الكبير مع سوزان وفتيات آخريات·عرفته سوزان بي قائلة: >هذه سونيا ستعجبك كثيرًا، خذها ولن تندم<

فقال:

>لا ليست لي، بل لرجل كئيب حزين، مازال يبكي حبيبته التي غابت من سبعة أعوام<، نظر إلي لثوان تأملني وهو يقول:

-أريدك أن تنسيه همومه

مالت عليه سوزان بدلال، التصقت كتفها بكتفه، وراحت تهمس بأذنه كلامًا، لابد أنها كانت تتفق معه علي السعر وتصف مزاياي الكثيرة ·

قال لها:

-لن نختلف، المهم أن تعجبه·

أمسكني من كتفي فسرت معه، وكأن الكلام لم يكن عني، وقبل أن نبتعد قالت له بصوت مسموع: صوتها عذب، وبارعة جدًا في الرقص، لا تنس أن تخبر صديقك، كما أنها تتقن الغناء بالفرنسية ·


* * *
حين دخل هاشم برفقتها، كانت الأضواء الخافتة في الصالون لا تكشف ملامحها كثيرًا،،وهي تضع علي رأسها قبعة شتائية تخفي معالم وجهها الرائع ··أحسست أنها ليست المرأة المقصودة التي تحدث عنها هاشم ، بعد أن خلعت المعطف والقبعة أيقنت أن ضباب النسيان المتصاعد مع شحوب الضوء الخافت لا يمكن أن يجعلني أغفل ذاك الشبه الواضح بينهما·

سحبني الذهول إلي الذاكرة، تكاد تكون هي قبل سبع سنوات حين غادرتها في المرة الأخيرة·· هل الزمن توقف عند لقائنا الأخير؟

لكن هذه الفتاة صغيرة، بالكاد تجاوزت العشرين بعام أو عامين ، لها الملامح نفسها، الشعر الكستنائي المائل إلي الأصفر، العينان العسليتان اللتان يمتزج لونها مع الأخضر، حتي تسريحة شعرها، هي تسريحة شعر الأميرة ديانا نفسها·

ها هي ليلة المسرات تنقلب لليلة احتفاء بالماضي·


* * *
أصعب الأحاسيس وجعًا غياب امرأة بدون أن تشبع منها ·· امرأة تغيب عن العالم بلا أية اشارة حياة أو موت تدل علي وجودها·

في يوم ما ·· كاد عطش غيابها يقتلني، سبع سنوات مرت وأنا أبحث كالمخبول عن امرأة غابت في المجهول، امرأة ما عادت موجودة، أو ربما ما عادت لي·

بعد عودتي من الحرب ·· سألت عنها، ما بيننا كان قويًا راسخاً كرأس النخلة، قالت لي وأنا أودعها: >عد ستجدني هنا، لا يمكنني أن اتخلص منك إلا بأن أحبك طوال حياتي< هذه كانت آخر كلماتها، آخر صور 2014ة تحملها العين، لها ويخزنها الفراق ·

قالوا لي حين عدت للسؤال عنها: إن بيت أسرتها تهدم، وأنها نجت برفقة أخيها وهاجرا إلي بلد أوروبي، وقالوا إنها تزوجت من ثري عربي وتعيش في بلده، وقالوا إنها جنت بعد موت والديها وحريق منزلهم وصارت تجوب الطرقات كالمخبولة ، قالوا لي الكثير عنها، وكلما طفت وسافرت وسألت وجدت حكاية حديثة·

ذات مرة أقسم لي أحد الأشخاص أنها تزوجت من رجل مهم في الدولة ، وأنها تسكن معه في العاصمة، صدقته بحثت عن عنوانها، وصرت أطوف حول أسوار القصر أنتظر خروج سيدته، حين رأيتها كدت أصرخ باسمها كانت تحمل الملامح نفسها لكن حين التفتت بدا أنفها أكثر طولاً، فسقطت مغشيًا علي من الحزن، وتم سجني بتهمة محاولة التسلل الي القصر·

رويدًا رويدًا ·· لم يبق منها في داخلي الا إحساس بلوعة الفقد، في العام الأخير من بحثي عنها أيقنت من يأسي في إيجادها ، لكن حرقة السؤال عن مكانها ظلت تكويني، ليتها ماتت؟ ليتني وجدت شاهدًا يدل علي رفاتها خير من أن أحمل جثة ذاكرتها طيلة أيام العمر·


* * *
كان يتأملني بصمت، حين صرت معه في الغرفة وحدنا ، جلس علي حافة السرير دون أن يخلع ملابسه رحت أنزع ثيابي ببطء ، وأنا أتعمد أن اتمايل أمامه بغية إثارته، لكنه ظل يتأملني فقط· اقتربت منه رحت أفك أزرار قميصه وأمد بيدي علي شعيرات صدره، حينها مد يده الي شعري ووجهي، اقترب من شفتي وقبلني طويلاً، أحسست برعشة قمت من جانبه نزعت ثيابي الداخلية، وانسللت في الفراش·



* * *
إن غابت الصور 2014ة، لا تغيب الذاكرة، إذ ليس بمقدور الجسد أن ينفلت من رائحة الوجع، من الذي غاب، ومن الذي حضر؟

كيف بمقدوري أن أصحب هذه المرأة إلي السرير كي أنسي وكل مسامة منها توقد ذاكرتي لهبًا·

ارتفع صوت هاشم يناديها كي تدير جهاز التسجيل ليشاهد براعتها في الرقص · حينها ضحكت بمسرة وكأنها ستقوم بعمل تحبه، حملت حقيبتها وقامت إلي الداخل، ثم عادت بعد قليل وهي ترتدي غلالة نوم شفافة من اللون الأبيض ، بدأت تتمايل بخفة ودلال، لم يكن في حركاتها شيء من المجون، كان فيها كثير من الإثارة·

إقترب هاشم مني وهو يقول:

سونيا ستعجبك كثيرًا، سوزان نصحتني بها من بين سائر الفتيات· سأتركك الآن ولن أعود قبل أربع ساعات، استمتع يا صديقي·

- لن أوصيك به··

قال لها ذلك وهو يغلق الباب من خلفه·


* * *
في عينيه كثير من الحزن· كان ينظر إلي بصمت، يبدو عليه كمن فقد عزيزًا · عرفت وأنا أنظر إلي وجهه وجسده وهو يتأملني وأنا أرقص، أن ما وصفه به صديقه ليس إلا جزءاً من الحقيقة·

- هيا بنا ·

قلتها له وأنا أمسكه من يده وأقوده إلي الداخل·


* * *
كيف تتحرك الرغبة (http://www.dzbatna.com/vb/t4823/) وهي تحز بعمق جرحًا في الذاكرة؟

هل كان علي أن أمسك &quot;سونيا&quot; في سريري وكأنني أمسك حبيبتي الغائبة ·· أم كان علي أن أصرخ في وجهها لتبتعد عن أوجاعي·

وكيف أنكر رغبتي العارمة للاحتراق في جسدها ولو للحظات·

أندسست إلي جانبها، رحت أقبلها قبلات محمومة في كل أنحاء جسدها، حتي وصلت إلي أنامل قدميها ·· كانت مستسلمة لكنها باردة كالصقيع، تصدر عنها أنات متشابهة، وتأوهات مزيفة، كأنها تصدر عن آلة، عن دمية علي شكل امرأة·

هنا علي جسد هذه المرأة سيكون ضريح ذاكرتي، سأتخلص من جثة حبيبتي ، التي حملتها داخلي طيلة هذه الإعوام·

إقتربت منها، أدخلت رأسها في صدري، قبضت علي خصرها بقوة وأنا أشدها إلي، ويدي الأخري تتحسس ظهرها وكتفيها، فيما شفتاي تنزلقان بشبق محموم علي شفتيها وعنقها لتلثمان بتبتل ما بين صدرها من زغب أشقر خفيف·

أحسست بقوتي، وبهشاشة ذاك الجسد الذي صار يتحول فجأة إلي جنة، واحساساً بدفء شارد ينبعث منه مع أنات بايقاع منفرد·


* * *
حين راحت أصابعه تتلمس جسدي، أحسست كما لو أنني شئ ثمين، تحسسني بكثير من الدفء والرقة· ماذا يريد هذا الرجل؟ لقداستطاع أن يجردني من آليتي، واستطعت أن أكون له ولجسدي ولو لدقائق معدودة، أدركت بحدس الأنثي أن هذا الجسد الرجولي يبحث عن شيء آخر ، يختلف عن متعة عابرة·

توجستُ خشية من ذاك الإحساس الذي انتايني بين أحضانه·

هل علي أن ألقاه لمرة ثانية·· ثالثة·· رابعة·· أم أكتفي بلحظاتي الحلوة معه، بين هذا الكم من العلقم·

قمت من جانبه، ارتديت ملابسي ·· طلب مني البقاء، عرض علي مبلغًا كبيرًا من المال، أصررت علي الذهاب ، من غير أن أدري دافعًا لإصراري·


* * *
* * *
- هل استمتعت؟ أأعجبتك؟

سألتني وهي تحاول القيام من جانبي·فشددتها إلي في محاولة لابقاء رأسها علي صدري ·· تكومت في أحضاني لثوان، رفعت رأسها لتواجهني بنظراتها وهي تغرس عينيها بعيني وتقول:

- هذا لا ينفع، علي أن أذهب الآن، سوزان لن تسمح لي بالتأخر أكثر من ذلك·

أحسست بصقيع داخلي مفاجئ تمتمت:

- كم تريدين للبقاء؟

أجابتني بحسم:

- لا علي الذهاب·


* * *
صفعت الباب وراءها وخرجت بعد أن إرتدت معطفها وقبعتها التي تخفي ملامحها·

عدت إلي الداخل، جلست علي السرير في العتمة والفراغ، وأنا أتساءل: >من التي كانت هنا ؟

لم لم استبقها؟ لم عاملتها كمأجورة وأنا أطلب منها البقاء؟ لم لم أخبرها أنني بحثت عن معشوقتي طويلاً، وأنني وجدتها هي، وأريدها معي، أريد جسدها لي ،لي وحدي·

حين عاد هاشم سألني عنها وهو يغمز بعينه· لم أعلٍق علي عباراته، ابتسمت بشحوب، وأنا أوشك أن أسأله كي يدلني علي مكانهاأو رقم هاتفها ·

في اليوم التالي ·· سألته عنها، فعاد ومعه سوزان وهو يعدني بليلة لا تنسي· وحين صرخت وقلت أنني أريدسونيا لا غيرها·

علقت سوزان وهي تضحك بمجون قائلة:

- انتظرهاستعود بعد عشرة أيام من رحلة عمل·


موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة (http://www.dzbatna.com/vb)



https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com/vb)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com/vb)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى