المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بريد .. إلى مُنى ..



walid
10-18-2013, بتوقيت غرينيتش 10:46 PM
موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة (http://www.dzbatna.com/vb)


أبحثُ عن شجارٍ يعلو فيه صوتي، و تبدو الكائناتُ حولي مستغرقةً في التعجب، شجار ألوثُ به ألفاظي .
و أشدُ فيه شعر صديقتي، أرميها على الأرضِ فأصبح المرأة الخارقة.
أبحثُ عن مُصارعه، أو نقاش يؤدي إلى قتال .. عن فكرة تؤدي إلى التهور ..
كأن أقود سيارة أبي في الليل لأهرب من رجلِ الشرطة الذي يلاحقني .. ليستر علي !
أبحث عن مخرج أُلقي فيه نفسي ولا أموت؛ لأضحك منه على وجوه الناسِ التي تجمهرت حولي ..

أنا يا صديقتي -التي لن أتشاجر معها- .. أبحثُ عن فرصة أتكيءُ فيها على أخطائي؛ ليعود جمهور العامةِ مترحماً عليّ
في مسرحية الضحايا .. أكتبُ لكِ الآن و أنا على الشرفة .. تجُرّني فكرةٌ من فمِ النافذة إلى الحديقة لأقفز معها من
الصرخة الحادية والعشرين بعد الحياة ! لم يعد يغريني في الحياة عودةُ والدي إلينا، أو أن تكفَ أمي عن شجارها الدائمِ
معي. لمْ أعد أفكرُ في الرجل الذي سرقني ورحل، أذكر جيداً أنكِ طلبتِ ألّا أستخدمَ قلبي للعب، و أنَّ في صدركِ مُتسعٌ لقلبينا
معاً. ليتني لمْ أدخُل وطنَه بقلبي، تمنيتُ الآن لو أني نزعته عند بابِ المنزل في صندوقِ الأحذية 2014، أو في حاويةِ الشارعِ على
أن لا أعود به معي ! لكن .. إن كنتُ فهِمتُ شيئاً من الحياةِ كما يجب .. فربما كان ألا أصرّح باسمي لأحد ! هذا هو يا مُنى (http://www.dzbatna.com/vb/t316991/)
نذير شؤمي الذي أهداني إياهُ أبي قبل أن يرحل، يبدو أنهُ لمْ يعرف التصرفَ بمالهِ كبقيةِ الآباء؛ كان يهديهِ للمارةِ في شوارعِ
مدينتنا ليقوموا بدور أبوّته هو .. مع أبناءهم، لم يكن لأحدهمِ ممن كان يمُد لهم أبي يده ابن أو ابنة !





لا يهمني الآن هذا القدَر، أو تلك القصة القديمة؛ ما كُنتُ أرغبُ في أن أجعلها وسيلتي .. وليتني فعلت، فابنةُ جارتنا تستخدمُ
قصّتي في كل مرةٍ تريدُ أن تشتري فُستاناً جديداً، أو أن تخرج مع صديقٍ جديد يُحب أن يجعلَ في حياتها أملاً . المهم
يا مُنى (http://www.dzbatna.com/vb/t316991/) ألّا أتشاجر معها اليوم !
مُعدلي الفصلي في تزاحمٍ مع الأصفار، و مِنحتي تَمزق أحدُ أطرافها من تهديد المدير الأخير، لمْ يعد في منزلنا كهرباء
بعد أن اشترت والدتي هاتفها الجديد. بالمناسبة .. بِعتُ آخرَ أغنياتِنا التي كتبناها للمغنية الشابّة التي ظهَرت على التلفازِ
ليلة الأمس؛ لم تكن في حاجةِ الأغنياتِ كالبقيّة .. يبدو أن طموحاتِ الشباب قد أنتجتْ أكثر مما أنتجتهُ نتائج ثانوياتنا الفارغة
من الدراسة، المتكورة على الأرضِ تحت طاولاتِ الكتابة تبحثُ عن شغفٍ جديد، و قصةٍ نكتبها بصوتِ غناء . إن أردتِ نصفكِ
من المال .. سأعيده في حال وافقَ صاحبُ البقاّلة على توظيفي في المحاسبة؛ رشحتُ لهُ نفسي بعدَ أن اشتكى من عُمره الطويل
و أطفالُ الجيلِ الجديد الذين لا يدفعونَ له إلّا أقدامهم الراكضةِ خلفَ السرقة. و أعلم أنكِ ظننتِ حين أخبرتكِ عن الترشيح أني في
باديء الأمر أتحدثُ عن ترشيحي لطالبةِ العام، أو الأكثر عطاءاً، وخانتكِ كلمةُ البقّالة .. لكنَّ أيامي تلك رحلت معكِ، تأكدي إن لم
تكن في حقيبتكِ يا مُنى (http://www.dzbatna.com/vb/t316991/) فأنا لم أعد أجدُها في أدراجِ غرفتي، آه .. تلك الغرفة التي انتقلنا منها ربما نسيّتها فيها ! ابحثي لي عنها
يا صديقتي فأنا بحاجتها الآن. سأعيدها لكِ إن رغبتِ بعدَ أن تتحسن كُل أموري .. سأُعِيدها لكِ قبلَ أن تتحسن، فقد أريدُ أن أتشجار معها !
قبل أن أنسى .. سجلتُ في مستشفىً يتبعُ سوقاً زرقاء، انتظري لحظة .. ربما كانت سوداء .. لا أعلم. كل ما أذكرهُ أن الرجلَ
قال لي أنه سيدفع مبلغاً خيالياً مقشركة ابل الكِلية اليمنى التي لا أحتاجها بما أني لا آكل ما اشتهي .. سيحل هذا كل المشكلة. أريدكُ
أن تكوني معي في المشفى .. يجب أن أراكِ لهذا العذر الآن !




أطيبُ المُنى ..







موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة (http://www.dzbatna.com/vb)



https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com/vb)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com/vb)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى