المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أَضَعْـتُكِ حَـدَّ الاشْتِيَـاق ..!



admin
10-18-2013, بتوقيت غرينيتش 10:39 PM
موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة (http://www.dzbatna.com/vb)

أَضَعْـتُكِ حَـدَّ (http://www.dzbatna.com/vb/t296440/) الاشْتِيَـاق (http://www.dzbatna.com/vb/t296440/) ..!



زهير حنيضل
20/11/2014



قَبْلَ أَنْ يَـمْحُو الأَثَرُ نَحْوَ مُعْتَقَلِ انْزِوَائِـي خُطَاي ,أَحْتَاجُ أَنْ أُوصِيْكِ بِنَفْسِكِ رِفْقَا ..
لا تَلَومِيْهَا ولا تُؤَنِّبِيْهَا ولا تُحَمِّلِيْهَا وِزْرَ حَمَاقَاتِـي المَلأَى اغْتِرَابَا , ولاتَعْذِلِيْهَا إذْ أَصْغَتْ لانْفِعَالاتِ طُفُولَتِكِ ؛
الـمُجَسَّدَةُ سَكَنَاتُهَا عَلَى جُدُرِ الذَّاكِرَةِ نُصُبَاً سَامِقَاً , شَاهِقَ الأَلَـمِ فِي ثَنَايَا ضُلُوعِي ..
أَغْتَنِمُ فُرْصَةَ ذُهُولِـي و شُرُودِكِ لأَقُولَ لَك :
كُنْتِ لِي عُمْرَاً ,لَـمْ يَطَأ حَرْفِـي أَدِيْـمَهُ ؛ إلا و عَادَ إلَـيَّ مُثْخَنَاً بالحَسْرَةِ , مَا بَيْنَ شَهِيْقٍ مَوءُودٍ
فِي صَدْرِي , و زَفِيْرٍ مَـمْنُوعٍ مِنَ البَوحِ بِآهَةٍ حَرَّى و بِغُصَّةٍ ثَكْلَى ؛ يَسْتَعْمِرَانِـيَ تَـرَقُّبَاً لِنِهَايَةِ البِدَايَة , و تَسْتَعْمِرَانِـيَ اعْتِرَافَاً
بِبِدَايَةِ الـنِّهَايَة .
أَعْلَنْتُكِ وَطَنَاً لِـجِـرَاحِـي, فَإذَا بِـي مَا أَقَمْتُ _ إذْ أَقَمْتُ _ إلا جُرْحَاً لِوَطَنٍ مَهْزُومٍ بَيْنَ الشَّجَا و الأحْزَان , مَفْقُودٍ خَلْفَ سَرابِ





اللِّقَاءِ مَحْضَ أُمْنِيَةٍ , أَمْطَرَتِ القَلْبَ قَبْلَ العَيْنِ احْتِرَاقَاً بِوَاصِبِ الحِرْمَان, مَسْكُوبَةٍ فِـي كَأسِ خَيْبَتِنَا تَفَاصِيْلاً للفَرَاغِ فِي جَوفِ الضَّيَاعِ
المُتَرَامِي عَلَى مَدِّ البَصَرِ و جَوانِـي البَصِيْرَة..
دَعِيْنِـي أُثَرْثِرُ لآخِرِ مَرَّة, و لأَوَّلِ مَرَّةٍ فِي غِيَابِكِ و حُضُورِي ؛
انْتِهَازِيٌّ أَنَا حِيْنَ أُحَاوِلُ رِثَائِي , فَأرْثِيْكِ مُثْقِلاً السُّطُورَ بِاللاوَعِي الـمُنْسَرِبِ مِنْكِ إلَيَّ
غَفْوَةً لِـحُلُمِ البَقَاءِ , و مِنِّـي إلَيْكِ لَحْنَاً ؛ مَطْلَعُهُ الرِّثَاءُ و أَوسَطُهُ الرِّثَاءُ و مُنْتَهَاهُ رِثَاءٌ لِرِثَاءٍ , نَسِيْتُ أَنْ أَرْثِي
فِي عُجَالَةِ أنِيْنِي , و كُنْهُ الإيْثَارِ أَنْتِ , إذْ صَمَمْتِ القَلْبَ عَنْ بَوحِ الصَّبَاح ,و أَوصَدْتِ بَوَّابَاتِ الـمَسَاءِ
دُونَ تَبَارِيْحِ شَوقٍ , هَفَتْ تُعَلِّلُ _ بِصُدْفَةٍ مُفْتَعَلَةٍ غَيْرِ مَقْصُودَةٍ _ بِقُرْبِ الْتِئَامٍ قَسَمَاتِ الـجِرَاح .
لا تَحْزَنِـي يَا صَغِيْرَتِي ؛ فَكَمِ الْتَقَيْنَا و كَمِ افْتَرَقْنَا و كَمِ اخْتَلَفْنَا و كَمِ اتّفَقْنَا و كَمْ ضَحِكْتِ فَتَظَاهَرْتُ بِـمَثِيْلِ مَا بِهِ أَتَيْتِ
و أَنَا أَحْتَرِقُ صَمْتَا , و كَمِ تَبَادَلْنَا العِتَابَ : نَظَرَاتٍ لَـمْ تَصِلْ , و زَفَرَاتٍ لَـمْ تُسْمَع , بَلْ هَامَتْ فِي فَضَاءَاتِ حَيْرَتِنَا ,بِلا ذَنْبٍ
ارْتَكَبَتْ تُقَرَّع , و بِإنْجَازٍ بَشَرِيٍّ غَيْرِ مَسْبُوقٍ , تُسْكَبُ عَلَى ضِفَافِ الحُزْنِ حُزْنَا , و تُوقَدُ عِنْدَ أَطْرَافِ الشِّتَاءِ هَجِيْرَا , و تُرْسَمُ
بِلا لَونٍ , و رِيْشَتُهَا أهْدَابُنَا الـمُبَلَّلَةُ فَقْدَاً , حَقْلاً مِنْ أَلْغَامِ الـحَنِيْنِ بَيْنَ قَلْبَيْنَا , فَلَزِمْتِ _ أَنْتِ _جَانِبَ السُّكُونِ فَانْتَصَرْتِ
صَمْتَاً مَهْزُومَةً بِالغِيَاب , و خُضْتُ _ أَنَا _ الـمَسَافَاتِ تَحَدِّيَاً لَشَظَايَا الوَدَاعِ , فَهُزِمْتُ لِقَاءً مُنْتَصِرَاً عَلَى أَعْتَـى وَخَزَاتِ العَذَاب , فَكَانَ
أَنْ قَاومَتُ حَرْبَكِ عَلَيَّ فِرَاقَاً بِانْتِظَارِي , فَتَدَاعَتْ صُفُوفُ نِسْيَانِكِ لِـي أَمَامَ رَبَاطَةِ جَأشِ وَفَائِـيَ لَكِ ذَاكِرَةً, مُنِحَتْ فِي حَفْلِ تَأبِيْنٍ
مَهِيْبٍ وِسَامَاَ شَرَفِيَّاً , غُزَّ فِـي حَنايَا الـرُّوحِ رَصَاصَةَ رَحْمَةٍ بِطَعْمِ الحَيَاة .
وَارَيْتُ عَنْكِ مَرَارَةَ حِبْرِي لِئَلا أُفْسِدَ احْتِفَالِيَّةَ حَرْفِكِ بِعَبْرَةِ سِكِّيْنٍ , مَا أَدْمَتْنِـي طَعْنَا ؛ قَاسَمَتْنِـي رَغِيْفَ الدَّهْشَةِ تَأَمُّلاً بِحَالٍ , لا تَبُوحُ بِأَسْرَارِهَا
للعَابِرِيْنَ لَومَا , و لا للعَابِرَاتِ فُضُولا , بَلْ تُوَثِّقُ أُفُولَ أَنَوَاءِ الصَّبْرِ, و هِيَ تَهْمِـي عَلَى شَفَقِ القَرَارِ انْسِحَابَاً ؛
طَوعِيَّاً لِمَا أَدْرَكْتِ , و قَسْرِيَّـاً لِمَا لَـمْ تُدْرِكِي , و تَظَاهَرْتُ أَمَامَكِ بِالقَسْوَةِ لِئَلا تَلْمَسِي ضَعْفِي , و أَبْدَيْتُ لَكِ العَزْمَ
لِئَلا تُدْرِكِي اسْتِحَالَةَ فِرَاقِي لَك..
مَا عَادَ يَنْفَعُنَا الكَلام ,قَدْ تَبَيَّنَ خَيْطُ الـنِّسْيَانِ مِنَ الـشَّوقِ فِـي فَـجْرِنَـا ,فالمَوكِبُ قَابَ انْطِلاقَة , و العَيْنُ أَسْدَلَتْ عَلَى مَدَاهَا
رَيْنَ الرَّحِيل , خَلْفَ مَوَاسِمِ الـضَّبَابِ الشُّعُورِي إلَـى حَيْثُ أَفْنَـى و تَحْيَيْنَ , حَيْثُ سَأَذْكُرُ و تَنْسَيْنَ , وآخِرُ مَشْهَدٍ يَجْمَعُنَا ؛
ابْتِسَامَةُ حَرْفٍ مُـخَضَّبٍ بِحِنَّاءِ وَرِيْدِي , يَـهْذِي فَيَقُول:
اشْتَقْتُكِ حَدَّ الضَّيَاعِ فَأَضَعْتُكِ حَدَّ الاشْتِيَاق , والشِّعْرُ يَأبَـى إلا أَنْ يَتْرُكَ لَكِ مِنْدِيْلاً تُكَفْكِفِيْنَ بِهِ دَمْعَاً ؛ لَـمْ و لَنْ تَذْرِفِـي ..







مَــاذَا لَــوِ احْتَـرَقَـتْ خُـطَـانَـا عَـبْــرَةً=بِالصَّمْتِ يُذْكِي جَذْوَةَ الأَحْدَاقِ
لا تَـسْـألِــي فَـالـشِّـعْــرُ مَـوعِــدُنَــا إذَا=ضَــــنَّ الـمَـسَــاءُ بِــلاعِــجِ الأَشْــــوَاقِ
فَتَـمَـرَّدِي مَـــا شِـئْــتِ مَـــرَّ قَـصِـيْـدَةٍ=مَــــا بَــيْــنَ نَــــزْكِ عَـــــوَاذِلٍ و فِـــــرَاقِ
إنِّـــي رَسَـمْـتُـكِ طِـفْـلَــةً فِــــي مُـهْـجَـتِـي=تَـغْـفُــو و هَــمْـــسَ الـلَّــيْــلِ لـــــلأَوْرَاقِ
يَــا فَـــيَّ كَـــمْ زَارَ الهَـنِـيْـنُ مَـواجِـعِـي=و الحُـزْنُ حَشْـرَجَـةً يَـجُـوبُ رِمَـاقِـي
أَوصَيْتُكِ الـنِّسْيَانِ صَمْتَ مَـحَاجِرٍ=حَتَّامَ يَبْرَحَ مِعْصَمِيْكِ وَثَاقِـي
عُـودِيْ إلَـى مَا شِئْتِ مِنْ أَطْلالِنَا = فَـالـهَجـْرُ طَبْعُكِ و الـهَـوى مِيْثَاقِي


<****** type="****/java******">doPoem(0)</******>


موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة (http://www.dzbatna.com/vb)



https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com/vb)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com/vb)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى