المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : | وداعًا على عُجالة |



said
10-18-2013, بتوقيت غرينيتش 10:27 PM
موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة (http://www.dzbatna.com/vb)


بسم ربِّ النّون والميمِ والقَلم
اللهم صلِّ على محمدٍ وآل محمد
.
.

إلى الأرواح السّبعة التي ستأتيني من الزّمنِ البعيدة تَسعى، وإلى كل الأحلامِ المخذولةٍ التي تبحَثُ عن مرفَأ،





وإلى خمسةِ رجالٍ سادِسُهم أبي، وإلى آخر دمعةٍ بعيني.. أهديكُم ثوابَ هذه المقطوعة وعقابها...


أرى صَدى رائحتي تنبعُ من حبّاتِ القهوة التي أسكُبها في كوبتي اليومية اليَابِسة.. وألمحُ ترددُ صوتك على صفحةِ المَاءِ الذي أسكبُ في كُلِ مرةٍ نصفهُ في قعرِ الكأس والنّصفُ الآخر على أطرافِ أصابعي تلعثمًا بأطيافكِ وخيالاتكِ السيئة، وَأقرأ تراتِيل اسمك وهي تهمزُ لأذني ساخرةً "وداعًا"..
أخبرني بربك مَاذا أصنع إذا حالت الأيامُ بيني وبين خاصِرتك؟ وذابَ الوقتُ وَتجمّد في مكانهِ وَأقصى عالمي عن عَالمك؟
مَاذا أصنع إذا كَذبتْ وبطشتْ وعودك على قلبي، وغادرت وَلوّحت لي أنفاسكَ مستهزِئةً إلى لقاءٍ قريب؟
مَاذا أصنع إذا تكوّر الحزن في قَلبي ونمت أغصانهُ وَ أتت أُكُلَهَا من كُلِ الطّيباتِ وجعًا وحنينًا وقهرًا؟
مَاذا أصنع إذا أتاني صوتٌ واهِمٌ من بعيدٍ "حبيبتي" وحينما ألتفتُ إليه بكل مَا أوتيتُ من حبٍ بحثًا عن صوتكِ القَمحي، وعينيك السمراوتان، وجسدكَ الطّويل، ما أجِده؟
مَاذا أصنع إذا خيّبتني إنتظاراتِي عِند النّافذةِ، وطَال غيابُ الحَمامة الزّاجلة التي أرسلتها لتقطِف لي أخباركَ وأحوالك؟
مَاذا أصنع إذا جفّ الصبر من حَلقي ورحتُ ألوذُ إلى هذه وتيك لاستلافِ رداءٍ أثخن وَأقوى يقيني من وحشةِ غيابك، وما أعطوني؟
مَاذا أصنع إذا ثُقِبت أنفاسي وَأصبحَ كل أوكسجينٍ أدخلهُ إلى رئتي يرفِض الإستقرار والمبيت، نفرًا مِن الثقوب التي خّلفتَها في رئتي؟
مَاذا أصنع إذا لم يُطِعْنِي الحُبور وعصَاني وَ أهداني عِوض جرعةٍ من الإشتياقِ أضعافًا مضاعفة، وَكُسِحتُ ولا دواء؟
مَاذا أصنع إذا خانني عُمري وراح يجري ويلهثُ خلفك، وتركَ جسدي هامدًا، ميّتًا، مشتاقَا؟
مَاذا أصنع إذا وخزتني أظافري وَحاولت الخَلاص من أصابعي البّاردة الجّافة، صارخةً "مللتُ يافلانةَ منكِ، واللهِ مللت"؟
مَاذا أصنع إذا رفضني كُل عضوٍ من جسدي وَأضحى يخونُني في كُل حركاتهِ وَإيماءاتهِ، ويفعل عكسَ ما أرغب؟
مَاذا أصنع إذا أطلقتُ أحلام عُمري وقصور 2014َ طموحاتي التي بنيتُها منذ كُنت فِي الخامسةِ معك إلى السّماءِ وتركناها تحلّق سويةً إلى الأفق، وحين غادرتَ حاولت استعادتها، وما استطعت؟ أتصدق يبدو أنّها رفرفت، بعيدًا، بعيدًا، بعيدا!
ماذا أصنع، وماذا أصنعُ، ثمّ ماذا أصنع يَا سيّد القلب؟ ..
.
أسأتَ إليّا يا أنت حينما أدخلتني إلى عالمكَ الكِذبة، وَأوهمتني أنّي المليكةُ فيه، وَ وضعت على رأسي تَاج عشقكَ، وبدأت تلوِّن لي الحِكايات، وتغزل و تحلاب من أنغام السّماءِ ترفًا، وخيالًا، وَعمرًا آخر.. وبعد أن أيقنتُ الكِذبة وعشتُها بكل تفاصِيلها، وتناسيتُ أنك خُلِقتَ لأجلِ أن تخنُق قلبي وترحل، وبعد أن تناسيتُ أنّي المرأة الثَالثة بعد السّتين في عَالمك، وبعد أن تناسيتُ أنّ هُناك ثلاثٌ بعد السِتين آخريات ينتظِرونك بعدي، وبعد أن تناسيتُ أيضًا أنّ هواياتك المفضلة التي دّونتها ضاحكًا أول مرةٍ حادثتُك "قطف قلوب النِساء!"، هَا أنا أصحى في فجرِ عقيمٍ أبحثُ عن بقاياي التّي ضيعتُها في جُعبتكِ، أتلفّتُ تائهةً عن المكانِ الذي تركتُ في خاصرتي آخر مرّة، عن عِطري المسكين الذّي سرقتَهُ من جيبي بحّجة أنهُ يذكرك بي، عن القلادة التي نزعتَها من عُنقي كي تحتفظ بها باسم الحُب، عن خُبز أمنياتي الصّغيرة، وأطلالِ حنيني، وَفُتاتِ أيامي...
.
أوووه! يبدو أن حمامتي الزّاجلة قد عادت! ياتُرى ماذا تحِمل؟
*سأخبركم في المّرة القادِمة أعدكُم بذلك، وداعًا على عُجالة!




لكم الحَنين.





موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة (http://www.dzbatna.com/vb)



https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com/vb)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com/vb)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى