المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكايةُ قطراتِ النَّدى !



linnou
10-18-2013, بتوقيت غرينيتش 10:24 PM
موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة (http://www.dzbatna.com/vb)

http://up.tgareed.com/upfiles/xOk80217.jpg (http://www.dzbatna.com/vb/)



وُجُوهٌ هاربةٌ .. ملامحٌ نديَّةٌ .. جدرانٌ رماديةٌ .. خطىً مُثقلة .. موسيقى متدفقة .. تَتَقاذفُنا أحلامٌ رَسَمْنَاها و أشواقٌ احْتَضَنتْنا .. نحكي عن جنونِ الحاضرِ و انتظارِ الماضي القَادم ..
لَوْحاتٌ تتعددُ أَلْوانُها رَسَمَتْها أيادي الصّدف و خطتها الأقدار .. لوَّنَاها بِحُزْنٍ و فَرَحٍ و جَمَعْنا فيها الأيام .. أَوْدَعْنَاها صناديقِ الولعِ و الذكرى ..
ذاتَ مساءٍ فتحها عمقُ الحنين فكنا ثلاثتنا بدهشةٍ .. بتعبٍ .. بارتباك !!
يَلِّدُنا الأملُ من رُحْمِ سَماء عَامٍ جديد .. من غِنَاءِ المَطرِ على النَّوافِذ .. ليتركنا بَصْمةً في مُفكرةِ تِشْرين .. يشحنُ أرواحنا بِوعُودٍ حديثة ..
نُلَمْلمُ شِتَاتنا .. أصْواتَنا المَبْحوحة .. نَرْسُمُ أُفُقَاً بعيداً نَموتُ فيهِ لنحيا حين تَلْفَحُنا نسمةٌ رطبةٌ فنشهقُ .. مطرٌ مطر !!
كل ما حولنا يرقصُ .. الكلماتُ .. الأصواتُ .. الجماداتُ .. كنزاتُ الشِّتاءِ .. أغاني الحنين .. كل شيء ..
لم ألمسْ قَلَماً منذ أشهر .. أشعرُ الآن أن بِدَاخِلي شيئاً يُوشكُ على الانْفِجَارِ بشرح طريقة طريقةٍ أو بأخرى ..
أحاسيسٌ متضاربةٌ و هوجاء .. انْتَبَاتنِي بعد حَدِيثِنَا سوياً جَعلتني وسطَ زَوبَعةٍ من الأحاسيسِ المتناقضةِ ..
بعد رحيلِ الحبِ و قَبْلَهُ , تتراكمُ بداخلنا أشياءَ شتى دونما درايةٍ لتتحولَ إلى قنبلةٍ مَوقُوتَةٍ لا ندري متى ستنفجرُ حتماً ؟!



لابد أنْ أكتبَ لأرتاحَ .. أنْ أكتبَ بكل تقلباتِي و تقلباتِهِما .. بكل تناقضاتِي و تناقضاتِهما .. بكل جُنونِي و جُنُونِهما .. بذاكرةٍ لا تقوى على النِّسيانِ .. و أخرى ترجو نِسْياناً ..


أن أستعيدَ سُلْطتِي على حَواسِي و عَاطفتِي التي تسللَ إليها يوماً فتلكَ شجاعةٌ مني .. أنْ أتحررَ من امْرَتهِ فتعودُ لي حِكمتي و هَيبتِي لأبتعدَ عن فَخِ حُبهِ فهذا سيجعلني أكثرَ طَمأنيةً و سَلاماً
أنْ أتخلصَ من ذاكرتِي التي يتقلبُ بين ثَناياها كَقِطٍ مُشَاكسٍ فهذا سييقظُ بداخلِي صباحاتٌ حديثةٌ .. قد تُزْعجنَا الحقيقةُ أحياناً .. خاصةً حين تمسُ صميمَ قُلوبِنَا ..
لكنَها الحقيقةُ , بعضُ الرَّصاصِ لا يُخْطِئ يا صديقي .. و كمْ أتمنى أنْ تُصِبْكَ احدى رَصَاصَاتِي في مَقْتل !!!
حتى لو فَرَغَتْ مُدننا من الحَمَامِ و الجَمَامِ و اليَاسَمِين لابدَ أن تبقى عامرةً بالنُّورِ .. أكرهُ الانْطِفاءَ و التَّواري في الظَّلام و ما يموتُ حرفٌ إلا ليولدَ حرفٌ آخر ..


وَزِعي صَبْركِ نَجَاةُ على مساحاتِ الأرض .. عَلمينا الحُبَ بٍطعمِ الصَّبرِ و انتظارِ السنوات .. رُشِيّها شَوقاً و حُباً لتنمو أشجاراً , ودياناً و بحارا ..
على أبوابِ المطرِ غَنِي لِتُبْرِقَ الدنيا و تَرقبي السعادة .. لا ريحٌ تُثْنِيكِ ولا تَقَلُباتُ جوٍّ أو حتى سماءٌ مصفرة فحقيبتكَ ممتلئةٌ بأشياءَ أخرى ..
رَتِبي شعركَ الفَوضَوي .. أغلقِي أزرارَ قميصكِ الوَّردِي .. ليبقَ صَوتُكَ دافئاً رغمَ الحُزنِ الغامضِ في عينيكِ !!
أن يبقى في قلبكِ يَقيناً يتسكعُ في حنايا وِجْدانكِ لتتوردَ ملامحُ وجهكِ لحينِ لقاءٍ .. فهذا جلً ما أتمنى !
أن يعودَ نَجْمُكِ الهَارِبُ فيَجِدكِ قد اسْتَبشرتِي صَبْراً و عَانَدتِ الوقتَ و المَسافة .. فهذا سَيزيدني ايماناً بالحب !
أن تَبْتدِئَ النِّهايةُ بابْتِسامةٍ تَبْعثُها زُرْقَةُ نَقَاوَةِ السَّماء و الحُبُ بِقُبْلَةٍ تَسْكُنها بَراءةُ انْتِظَارِ المساءِ .. فهذا سَيفتَحُ أبواباً للفرحِ يُغْرِيني بالحُب مرةً أخرى !!


سِيّرِي في أيةِ مدينةٍ أبرارُ .. في أيِّ شارعٍ أو جهةٍ ستجدينَ أن كلِّ المدن تُطَوقكِ بِذَكرى كأسُورةِ يَدكِ .. ألفَ عاصفةٍ ستدورُ لتُوقِظَ مخاوفَ الحنينِ بداخلكِ ..
لا تَلُومِي النَّفسَ يا رفيقتي ولا تَعْتَبي .. فبرغمِ كُلِّ شيءٍ الزَّمَانُ لن يتوقفَ لكنهُ قد يُصاب بشللِ الذُّهُولِ و الارتباكِ فقط !!
كُلما فَتَحْتِي حَقِيبةَ يدكِ أو كِتَاباً كنتِ قد تركتيهِ على الرَّف مازالَ يَسْكُنُ صفحاتهُ الداخلية كما يسكنُ قَلْبَكِ ..
كلما تَقَلَبْتِ على سَريركِ و أنتِ تستمعين إلى أغنيتِهِ المُفضلة .. كلما ناظرتِ أسورتكِ و هَبَت عَطورُ ذِكْراهُ من خِزَانةِ ملابسكِ و أنتِ تبحثينَ عن أَشْيّاءَ أخرى !!


عذراً شعرتُ برغبةٍ للحديثِ عني .. ليسَ أكثر .. فقد كانتْ لحظةُ لِقَائِنا سوياً نحنُ الثَّلاثة هي اللحظةُ الأكثرُ ألماً و ألفةً لأنها أعادتني للوقوفِ ملياً أمام مرآتِي
فتحتُ قَلبي لأبحثَ عن نِصْفِيَ المَفقودُ تحتَ سماءٍ منْ ضَبَاب لا تتضحُ فِيها الرُؤيّة .. أمامَ علامةِ استفهامٍ كبيرةٍ .. تَسْألني بالحاحٍ : أمازلتِ تُحِبِينَهُ ؟!!
و أُجِيبُهَا : بِرغْمِ كُلِّ ما قَدْ كَان .. برغمِ كلِّ ما قدْ كان !
يا أيامَ السَّعادةِ المسّرُوقةِ مِنْ زَمَنِ المَوتِ المُحْتَملِ .. دَعِيهِ في القَلبِ يَرتَكِنُ ذِكْرى مَوشُومةٌ بالصدقِ النَّقِي ..
بالحُبِ العُذْرِي و الضَّوءِ الخَفِي الذي يَزْدَادُ كُلما مَرّ على أعتابِ الذكريات , مُعَلقٌ بين الروحِ و القلب لا يموتُ أبداً .. أبداً ..




للحكايا حكايا .. عذراً رفيقاتي .. فالشِّتاءُ و رائحةُ كستناءِ العجوز جديَّ
عبق القهوةِ المنبعثةِ من خصلاتُ شَعْرِكن .. جعلتْ الحكايا تموجُ في زوايا القلب ..


عاشقة الورد و الحجر





15/12/2014



موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة (http://www.dzbatna.com/vb)



https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com/vb)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com/vb)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى