المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خُزعبلات ..



salima
10-18-2013, بتوقيت غرينيتش 10:24 PM
موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة (http://www.dzbatna.com/vb)

المُشكلة لا انزحم في داخلك حكي، و يزدحم قلبك معه ..












أثقلتُ جرعة الدرس مفصل اليوم، و تنقلتُ من تجارب إلى انحرافات سلكوية .. و بقيت واقفةً عند بابٍ واحد لا يُخرجك من متاهة، و لا يُدخلك إلى الجنة. و حده يخلق في النفس ألف تساؤل و بما أني أمتلئ أسئلة مُنتهية الصلاحية. أصبحتُ أنا خُرم الباب المُطل على المتاهة الحقيقية.






- كُنت أعتقد أن "الملاهي" وحدها تلك العربة التي تدور بها الأحصنة و الخيل الأبيض، أو هكذا تهيأ لي و أنا أتوعدها من خلف شاشة التلفاز ليلة العيد.
- أصبحتُ أصدقُ أني خُلقت -كما يدّعي أخي- .. كبيرة و أصغر مع الزمن، أو عجوز تُخرف مع السنين بصوت الغناء.
- ظننتُ صوتي جميلاً للغناء، حتى أقبلت والدتي إليّ راكضة تسألني عن سبب العواء !



و بعيداً عن كل تلك البعثرة، علمتُ اليوم أو قبل اليوم .. أن الرضى التي كُنتُ أخبرني بغرور أنه ضيف جميل يُخطط للبقاء، كان الثعلب الأحمق في سرير الجدة، و كُنتُ أنا كاتب القصة؛ لكني لم أعلم أنه هناك !
لا زلتُ أُصاحب الحمقاوات من الشابات المُندفعات بغريزة الإثارة الحقيقة الكامنة في التصرفات الساذجة، و الجميل في الأمر أني بعدَ سنةٍ من العقل الذي كاد أن يجعلني أتقاطر حكمة؛ أصبحتُ أسابقهن في إخفاء وجبة الغداء من المطعم في حقيبتي بعيداً عن أعين حارساتِ الأمن اللاتي يتسلين بـ حجبِ برادات الشاي و القهوة أو "التلاجات". و أصبحتُ أضحك بصوت عالي و أتأخر في الحضور إلى المنزل. أخرج إلى الأسواق، و أتحدثُ كثيراً على الهاتف. أتحدثُ عن ال2014 أزياء، و أتغامزُ على الحالات الطارئة التي يدعونها بالتقليد الأعمى. أذم فُلانة في طريقها إلي، و حين تصل "وحشتيني يا دووبا" ! أخرج كثيراً إلى المنازل، و أفقد كل برهة صديقة أحضر زفافها. و أكتب أوراق الدعوات !

روحٌ من الطفولة تطفو و أنا أعلم ذلك، لذلك أعلنتُ عليّ منعاً تام لأحدث برامج الأطفال بكل اللغات، و أقصد باللغات الانجليزية بما أني أراوغ العربية قليلاً ! حتى أحدث برامج الأطفال الصُم .. لا يُمكن أن أعود إلى دائرتي الكبيرة. و أمتنعتُ شرب الحليب حتى بعد أن عرجتُ على المُستشفيات. حتى الحلوى و غزل و تحلاب البنات أصبحت للمشاهدة فقط. أسعدتُ والدتي حين طلبتُ منها أن تطبخ "مرقوق" للعشاء أو تبقيه لعشائي من الغداء. حتى أصباغ الوجه و "الأحدث طرق مكياج 2014" ألونها في وجهي كل صباح و انا مؤمنة أني جميلة دونها أو أجمل من دونها. جميعها حلية الكبار. أسابق الشمس على الشروق في غرفتي كي أبدأ مواعيد الإطالات .. أطيلُ أمام المرآة، أمام الحقائب 2014 و الأحذية 2014 .. و بجوار خزانة الملابس الحديثة، لم أعد أكرر ملابسي القديمة كما كُنت أفعل، كلما نظرتُ إلى عدد القُمصان .. قلت : يلزمني السوق من جديد فليس في خزانتي ملابس. أتلون أمام المرآة من جديد .. و خُصلات القهوة ترتفع و تهبط على الجبين. أتناول العباءة بعد إطالة أخيرة في صندوق الزينة. أخرج لأعود من جديد نسيتُ ساعتي، أو سذاجتي مُعلقة !

في كل يوم لي مرض جديد، المرة الأولى كان قولون العصب ينفخُ معدتي، و الأخيرة كانت طريقتي في إقناع طبيب العيون كم أنا بحاجة إلى نظارة لأني لم أعد أرى، حتى و إن أكدت النتائج سلامتي. انقطعت كل علاقاتي مع صداقاتي القديمة، و أقرب الأشخاص أصبحوا مجرد تعبيرات أبقيها على إطلاع بتظاهراتي، أو تمرداتي أني بخير ..

أدرك أن جزءاً مني مفقود فعلاً و لا ذنب لأحدهم بذلك، و أدركُ أن كل تلك الألاعيب مجرد محاولات للخروج، أو استغاثات أو مراهقات متأخرة الحلول، لكني بأقل الأمر سعيدة حقاً أني أعيد تجربة الأمور، و أعلم كيف تشعر المرأة الساذجة بالفراغ، و بعد أن تمكن مني هذا اللعين الآن لا يستطيع أن يفكني، تماماً كـ السجائر التي أصبحتُ أحتاجها و أطلب التمويل من ذات الفتاة التي هددتها أن أفضح سرها مالم تكف عن هذه السخافة. أعلم أني امتهنتُ عنادي، و ذكائي في الأمور الخاطئة و أني " لو شغلت عقلي بنظافة؛ وصلت للعالي"، أليست هذه الكلمات و العتابات و الملامات أو حتى الخصامات تُثير المراهقين و كأنها أسباب تدفعهم للخوض من جديد ؟ هذا هدف جديد إذاً ...
إنحلت الأمور الآن و لا أحد يستطيع أن يعيدها حتى أنا، و أصبحت النقاط لا تعلو الحروف، و أنا أتفوه بـ إنحلال الكلمات إلى أحداهن .. "يا ..... تعالي نسيتي اليوم وش متواعيدن عليه" . بقي لي أمر واحد حتى أتوب أو أذوب؛ ُكُنتُ أبقيه إلى آخر المشوار و فعلته في أوله دون أن أعلم ذلك، لذلك سأدعي أني لا أعلم حقاً و أعيده من جديد بذات الحماقة؛ و لن أفعل ذلك بهدف أن أتعلم طريقة شيئاً يقيني أو تجربة تُفيدني للمستقبل الذي لن يكون؛ مللتُ مثالية الأفكار، و محاولة تصحيح الأوضاع من أجل العيش السليم، "يا عمي اللي قال العقل السليم في الجسم السليم يا انه ضاحك على نفسه، أو ضاحك ع العالم". حتى أصحاب كمال الأجسام مريضين نفسياً .. صحة الجسد لا تُفيد إذا كانت النفس لا تستكفي ولا تشبع، النفس البشرية نفس غير قشركة ابلة للرضى أبداً. و هذا ما علمني إياه الذئب حين اكتشفتهُ مُختبئاً في آخر صفحة في القصة. لن نرضى عن أنفسنا في قصور 2014نا أو في قبورنا-المنازل المُتهالكة-. و لن نرضى عنا في مالنا أو فقرنا. الجميع له مشكلات تبدأ مع نفسه. و يسلم عليكم ولد الراجحي بن طلال .. و يقول اللي لازمه شيء يراسلني و ما يسير خاطره الا طيب ان شاء الله.









أنا أعلم أن هذه ليست أنا، و لكني يوماً ما سأعود ..










P.S :
لأؤلئك الذين لا يملكون فكرة ... تلك سُخرية الشتات، و لا يعني ذلك خطأ بعض ما ذكر أعلاه، أو صحة بعضه !




موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة (http://www.dzbatna.com/vb)



https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com/vb)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com/vb)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى