المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بين التَّوحُّدِ و الانْدِمَاج ..



loulou ange
10-18-2013, بتوقيت غرينيتش 10:16 PM
موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة (http://www.dzbatna.com/vb)

و إنْ حَاوَلْتُ الـهُروبَ مِن مِهْنَتِي كَطَبِيْبٍ إلى وريقاتِ الشِّعْر , بَاحِثَاً عَن بَعْضِ ارْتِواءٍ مِن نَقِيّ الأرواحِ بَوحَاً و حَدِيْثَا , إلا أنِّي كَثِيْرَاً مَا أصْطَدِمُ بالأعْرَاضِ و الأثَارِ الجَانِبِيَّةِ للتَّواصُلِ و مُضَادَاتِ البَوح و جُرُعَاتِ الوهْم ..
مَا يَدْعُونِي للتَفْكِيْر؛ هو إصْرَارُ البَعْضِ على إدْمَانِ التَّوحُّدِ (http://www.dzbatna.com/vb/t222063/) مَمْزُوجَاً بِجُنُونِ العَظَمَة .
تَجِدُهُم أنَاسَاً؛ شَفَّافٌ حَدِيْثُهُم , لَبِقٌ أُسْلُوبُهُم , رَقِيْقَةٌ عِبَارَاتُهُم ؛ فَتَهْفُو إليهم و حَدِيْثُ نَفْسِكَ لِنَفْسِك :
و أخِيْرَاً قُضِي للرُّوحِ أنْ تُبْحِرَ بَيْنَ الكَلِمَاتِ و السُّطُور البَيْضَاء
ولَكِنْ , و بزَوَالِ سِحْرِ الـحُرُوف , تَنقَشِعُ الغَشَاوَةُ ليَتَّضِحَ المـَشْهَد , و لَيْتَهُ ما اتَّضَحْ ..
تَحْتَارُ كَيْفَ النَّجَاةُ مِنْ نِصَالِ لَومِهِم , و الَّتِي و إنْ جَمَّلُوهَا بالعَتَب ؛ فَجُنُونُ العَظَمَةِ هو دافِعُهَا و مُحَرِّكُهَا.
مِنْ أخْطَرِ مَا قَدْ يَواجِهُونَهُ _ و أقُولُ ذَلكِ أسِفَاً مِنْهُم عليهِم و لأجْلِهِم _ هو أنْ يُخَيِّرُوا مَنْ حَولَهُم:
إمَّا التَّمَحْوُر حَولَ ما يُرِيْدُون و إمَّا فَهُم خَارجَ دَائِرَةِ الـحُرُوف..


لَسْنَا هُنَا لِعَرْضِ طِبَاعِنَا و تَقَلُّبَاتِ الأهْواء , فَلَيْسَ فِيْنَا مَنْ هُو عَلَى اسْتِعْدَادٍ لاحْتِمَالِ مِزَاجِيَّةِ الآخَرِين .
لا أقُولُ إنَّ مِزَاجَ الآخَر يُؤَثِّرُ سَلْبَاً على منْ حَولِه ؛ إنَّمَا قَدْ يُؤَثِّرُ إنْ كَانَ مُسْتَدِيْمَاً تَحْتَ مُسَمَّى ( التَّوحُّد)


لَرُبَّمَا أكُونُ مِنْ ضِمْنِ مَنْ يَمِيْلُونَ للتَّوَحُّد, ولَكِنَّ عُذْرِي أنِّي لَم آتِ إلى هُنَا لأوَزِّعَ المَدِيْحَ و الثَّنَاءَ لِمَنْ اسْتَحَقَّ و لَمْ يَسْتَحِقّ على حَدٍّ سَواء..
أفْضَلُ لِي ؛ أنْ أعْتَكِفُ فِي زاويَتِي مِنْ أنْ أمْضِي مُسَايِرَاً للرَّكْب , فأجَامِلُ الـحُرُوفَ انْتِقَاصَاً للمِصْدَاقِيَّة


الكُلُّ يَقُولُ : أرْتَادُ المنتدياتِ للفَائِدَةِ والاسْتِفَادَة , و لَكِنْ ؛ إنْ جَرَّبْتَ أنْ تَنْتَقِدَ _ و ضِمْنَ نِطَاقِ النَّقْدِ الموضُوعِيّ _ ما يَكْتُبُهُ أَحَدُهُم ؛ فَسَيَنْهَالُ عليكَ تَقْرِيْعَا ويُطَالِبُكَ بِعَدَمِ الرَّد _ كَمَا قَالَ لِي أحَدُ الجَهَابِذَةِ هُنَا ذَاتَ يوم _ أو سَيَلْجَأُ لِمُقَاطَعَتِكَ لأنَّكَ و ِفْقَاً لِقَانُونِ ( التَّمَحْوُر )شَخْصٌ غَيْرُ مَرْغُوبٍِ فِيه ..
وعليه نَرَى التَّجَمُّعَاتِ هُنَا و هُنَاك , يَتَبَادَلونَ الإطْراءَ والمَدِيْح ..





فِي هَذَا الـمَكَانِ مَنْ يَعْرِفُنِي _ و عَنْ قُرب _ و مُنْذُ وقتٍ طويل , و يَعْرِفُ أنِّي لا أُجَامِلُ أحَدَا , ولَطَالمَا طالبتُ بِإيْقَافِ عُضْوِيَّتِي إيْمَانَاً مِنِّي بِاسْتِحَالةِ الاسْتِمْرَارِ بِيْنَ أقلامٍ تُوَجِّهُ لِي تُهْمَةَ ( التَّوَحُّد ) لا لأنِّي حَقَّاً مُصَابُ بِهَا , بَل لأنِّي لَمْ أرْضَخْ لِمُسَايَرَتِهِم و نَثْرِ الوُرُودِ لهمِ بينَ طَيَّاتِ مَا يَكْتُبُون .
أمَّا ال : بِكُلِّ صَرَاحِة ؛ فَأنَا أقربُ مَا أكُونُ للتَّوحُّدِ و أعْتَرِفُ بِذَلِك , ولكنَّ السَّبَبَ لَيْسِ مِن اخْتِيَارِي , بَلْ وَجَدْتُ فِيهِ حَلاً وَسَطِيَّاً للاسْتِمْرَار..
كَثِيْرُونَ هُم ؛ مَنْ لا يَقْبَلُونَ فِكْرَةَ تَصْحِيْحِ أخَطَائِهِم _ النَّحَوِيَّةِ مِنْهَا و الإمْلائِيَة_ و يَعْتَبِرُونَ الأمْرَ انِتَقَاصَاً مِنْ قِيْمَةِ مَا يَكْتُبُون , بَلْ و يَعْتَبِرُهُ البَعْضُ إسَاءَةً لا تُغْتَفَر..
إنْ كَانَ النَّقْدُ إسَاءَة, فَلِمْ لَمْ يَعْتَرِضْ عليهِ كِبَارُ الأدَبَاءِ و الكُتَّاب ..! أمْ نَحْنُ فَوقَ النَّقْد و مَا نَكْتُبُهُ أكْثَرُ قِيْمَةً مِنْ إبدَاعَاتِ ( العقاد و الطهطاوي و حنا مينا والماغوط والكواكبي و بطرس البستاني واليازجي و مي زيادة وجبران و ميخائيل نعيمة و ....) ..؟!


ذَاتَ يَوم انْتَقَدَنِي أحَدُهُم _ لَهُ دَعَواتِي بالخَيْرِ والسَّعَادَة _ و قال لي:
قَدْ تَحْنَقُ عَلَيَّ لِمَا انْتَقَدْتُكَ فِيْه , لَكِنَّكَ سَتَشْكُرُنِي أيَّمَا شُكْرٍ فِي حُضَورِيَ والغِيَاب, عِنْدَمَا تَتَجَاوَزُ أخْطَاءَكَ و تَرْتَقِي على سُلالِمِ الشِّعْر .
و قَدْ صَدَقَ الرَّجُل , و جَعَلْتُ مِنْ نَقْدِهِ دَافِعَاً لِي للاجْتِهَادِ ولأثْبِتَ لِنَفْسِي, قَبْلَ أنْ أُثْبِتَ لهُ وللآخَرِيْنَ أنِّي شَاعِر..


سَيَنْزَعِجُ الكَثِيْرُونَ لَو وَقَعَتْ أبْصَارُهُم عَلَى مَا كَتَبْتُ هُنَا , ولَهَم مَا يَشَاؤُونَ , فاللهُ يعْلَمُ مَا تُخْفِي الضَّمَائِرُ وما تُعْلِن..
أرْجو مِمَّنْ سَيَقْرَأُ حَدِيْثِي هَذَا ؛ أنْ يُمْعِنَ فِي ذَاتِهِ و تَعَاطِيهِ مَعْ مَنْ حَولِهِ تَفْكِيْرَا , و مَنْ يَدْرِي .. لَعَلَّهُ يَسْتَفِيْدُ و الآخَرِيْنَ يُفِيْد.



موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة (http://www.dzbatna.com/vb)



https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com/vb)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com/vb)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى