تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصة حُبّ أندُلسيَّة



walid
10-18-2013, بتوقيت غرينيتش 07:46 PM
موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة (http://www.dzbatna.com/vb)

http://1-ps.googleusercontent.com/x/vb.tgareed.com/up.z7mh.com/upfiles/mtc10463.gif.pagespeed.ce.bDvTL5PrMi.gif (http://up.z7mh.com/) ابن زيدون : قصة حُبّ (http://www.dzbatna.com/vb/t277223/) أندُلسيَّة http://1-ps.googleusercontent.com/x/vb.tgareed.com/up.z7mh.com/upfiles/mtc10463.gif.pagespeed.ce.bDvTL5PrMi.gif (http://up.z7mh.com/)



http://www3.0zz0.com/2014/05/12/14/855014461.jpg (http://www.0zz0.com)



لم تكن قصة حب عادية كباقي القصص، ولكن قصة حب عنيفة مؤثرة امتزج فيها الوفاء بالعتاب والإخلاص بالهجران والتحول بالنأي والصد والاقتراب بالاغتراب وحالات الحب المختلفة بمكائد السياسة كانت قصة حب تفجرت مواهبها في بيئة ثقافية غنية التقى فيها الشرق بالغرب والقديم بالجديد وقوة السلطة برقيق الشعر، وتفجرت المشاعر في أرض حالمة بجمالها وفنونها وتطورها الفكري والعمراني فكانت تجسيدا لدور المرأة الجديد في الأدب العربي في تلك البيئة الشاعرية التي عرفت التحولات والتحالفات وانقسام الدول والطوائف برزت مرحلة فريدة في الأدب العربي، فبرغم الانقسامات والاضطرابات السياسية ومحاولات الاستيلاء على الحكم المتكررة والاغتيالات وبرغم التهديدات الخارجية المتوالية، فقد ولدت حاضنة ثقافية فكرية علمية أدبية اتسمت بالنشاط والازدهار وكان الأمراء والخلفاء يشجعون الشعر والأدب والغناء والفن بأنواعه، وساهمت الطبيعة الجميلة بأجوائها الساحرة
في ازدهار عصر الأندلس الثقافي
في هذه البيئة وفي هذه الأجواء التقى الشاعر ابن زيدون الأندلسي بالأميرة الشاعرة ولادة بنت المستكفي في النصف الأول من القرن الحادي عشر والتي كانت قد أقامت صالوناً أدبيا لشعراء وأدباء عصرها، وكتبت قصائد اخترقت فيها القيم الاجتماعية السائدة فكتبت الغزل و تحلاب في عشاقها واستخدمت لغة جريئة في العشق ووصف لقاءات الحب الحميمة أحبها ابن زيدون وأحبته وقامت بينهما علاقة قوية تفجرت على شكل قصائد رائعة، وتبادلا الحب الجارف العنيف. غير أن مكائد السياسة التي اتهم بها
ابن زيدون بذريعة مشاركته في التآمر وتبدل نظرة الولاة منه وضعت حدا لطموحات ابن زيدون كما أن ولادة تحولت عنه لأنها أحست أنه لم يُحسن التعامل معها كأميرة وقيل أنه عشق جاريتها، فانصرفت عنه إلى أحد خصومه
الشاعر ابن عبدوس الأندلسي


واضطرت الأحوال السياسية ابن زيدون الذي كان في يوم من الأيام وزيرا أن يُزج به في السجن في قرطبة، وفشلت كل محاولاته في استرحام قلب أمير قرطبة كي يخرجه من السجن، فهرب من قرطبة إلى اشبيلية، وقد استطاع أن يصل مكانة مرموقة لدى أميرها، لكن حبه بقي يعاوده وحنينه إلى ولادة بقي يعذبه من حين لآخر واستمر يستعطف رضاها وحبها كتب ابن زيدون أجمل القصائد وهو بعيد عن ولادة حبه الأول وعن قرطبة المدينة التي أحبها و شهدت تحقيق بعض طموحاته السياسية ووصوله إلى مناصب عليا بقي ابن زيدون مستمرا على حبه إلى ولادة، وأرسل إليها أروع القصائد التي عرفها الشعر العربي، ولكن ولادة أمعنت في صدها وهجرانها حتى احترق قلبه أسى وحزنا من فراقها، ولكنه بقي على وفاء حبه لها يؤكده مرارا وتكرارا في قصائده، ولم يتغير قلبه أو يتحول ورغم ما لاقاه منها من صد وتحول فقد بقي على حبه وولائه لها.







ومن قصائده الجميلة التي تصور 2014 معاناته وتشوقه إلى لقاء ولادة هذه الأبيات المشهورة:


http://up.z7mh.com/upfiles/hmt10463.gif (http://up.z7mh.com/)


ودع الصبر مُحِب ودعـــك
ذائعٌ من سرِّه ما استـودعك


يقرعُ السن على أن لم يكــــن
زاد في تلك الخطى إذ شيَّعك


يا أخــا البـدر سنــــــاءً وسنــا
حفـــــظ الله زمـانــاً أطلعـــك


إن يطــل بعـــــدك ليلـــــــي
فلكم بت أشكـو قصر الليل معـك


http://up.z7mh.com/upfiles/hmt10463.gif (http://up.z7mh.com/)


كتب ابن زيدون الكثير من القصائد في حب ولادة وبرغم مشاعر الأسى والحزن على البعد عنها وصدها له، إلا أنه لا يخفي احتفاؤه الواضح فيها بجمال الطبيعة الأندلسية بسحرها الخلاب وفي هذه القصيدة رائعة بذل ابن زيدون كل جهد ممكن في اظهار حبه الراسخ لولادة ووفاءه واستمرار اعتبارها مصدر إلهامه والإشادة بحفظه عهدها وبقائه على رابطة الحب التي جمعته بها يستمد منها الوفاء والأمل رغم ما ناله منها.


http://up.z7mh.com/upfiles/hmt10463.gif (http://up.z7mh.com/)


أَضْحَى التَّنَائِي بَدِيْلاً مِنْ تَدانِيْنا ------------ وَنَابَ عَنْ طِيْبِ لُقْيَانَا تَجَافِيْنَا
ألا وقد حانَ صُبح البَيْنِ صَبَّحنا -------------- حِينٌ فقام بنا للحِين ناعِينا
مَن مُبلغ المُبْلِسينا بانتزاحِهم ------------- حُزنًا مع الدهر لا يَبلى ويُبلينا
أن الزمان الذي ما زال يُضحكنا ------------- أنسًا بقربهم قد عاد يُبكينا
غِيظَ العِدى من تساقينا الهوى فدعوا -------- بأن نَغُصَّ فقال الدهر آمينا
فانحلَّ ما كان معقودًا بأنفسنا ------------ وانبتَّ ما كان موصولاً بأيدينا
لم نعتقد بعدكم إلا الوفاءَ لكم ----------------- رأيًا ولم نتقلد غيرَه دينا
ما حقنا أن تُقروا عينَ ذي حسد ---------- بنا، ولا أن تسروا كاشحًا فينا
كنا نرى اليأس تُسلينا عوارضُه ------------ وقد يئسنا فما لليأس يُغرينا
بِنتم وبنا فما ابتلت جوانحُنا ---------------- شوقًا إليكم ولا جفت مآقينا
نكاد حين تُناجيكم ضمائرُنا ------------- يَقضي علينا الأسى لولا تأسِّينا
حالت لفقدكم أيامنا فَغَدَتْ ---------------- سُودًا وكانت بكم بيضًا ليالينا
إذ جانب العيش طَلْقٌ من تألُّفنا --------- وموردُ اللهو صافٍ من تصافينا
وإذ هَصَرْنا غُصون الوصل دانية ----------- قطوفُها فجنينا منه ما شِينا
ليسقِ عهدكم عهد السرور فما -------------- كنتم لأرواحنا إلا رياحينا
لا تحسبوا نَأْيكم عنا يُغيِّرنا --------------- أن طالما غيَّر النأي المحبينا
والله ما طلبت أهواؤنا بدلاً ------------- منكم ولا انصرفت عنكم أمانينا
يا ساريَ البرقِ غادِ القصرَ فاسق به -- من كان صِرفَ الهوى والود يَسقينا
واسأل هناك هل عنَّي تذكرنا ---------------- إلفًا، تذكره أمسى يُعنِّينا
ويا نسيمَ الصِّبا بلغ تحيتنا ------------- من لو على البعد حيًّا كان يُحيينا
فهل أرى الدهر يَقصينا مُساعَفةً ------------- منه ولم يكن غِبًّا تقاضينا
ربيب ملك كأن الله أنشأه -------------- مسكًا وقدَّر إنشاء الورى طينا
أو صاغه ورِقًا محضًا وتَوَّجَه --------- مِن ناصع التبر إبداعًا وتحسينا
إذا تَأَوَّد آدته رفاهيَة ------------------- تُومُ العُقُود وأَدْمَته البُرى لِينا
كانت له الشمسُ ظِئْرًا في أَكِلَّتِه ------------- بل ما تَجَلَّى لها إلا أحايينا
كأنما أثبتت في صحن وجنته ------------ زُهْرُ الكواكب تعويذًا وتزيينا
ما ضَرَّ أن لم نكن أكفاءَه شرفًا ----------- وفي المودة كافٍ من تَكَافينا
يا روضةً طالما أجْنَتْ لَوَاحِظَنا ------- وردًا أجلاه الصبا غَضًّا ونَسْرينا
ويا حياةً تَمَلَّيْنا بزهرتها ------------------ مُنًى ضُرُوبًا ولذَّاتٍ أفانِينا
ويا نعيمًا خَطَرْنا من غَضَارته --------- في وَشْي نُعمى سَحَبْنا ذَيْلَه حِينا
لسنا نُسَمِّيك إجلالاً وتَكْرِمَة ------------ وقدرك المعتلى عن ذاك يُغنينا
إذا انفردتِ وما شُورِكْتِ في صفةٍ ------ فحسبنا الوصف إيضاحًا وتَبيينا
يا جنةَ الخلد أُبدلنا بسَلْسِلها ------------ والكوثر العذب زَقُّومًا وغِسلينا
كأننا لم نَبِت والوصل ثالثنا --------- والسعد قد غَضَّ من أجفان واشينا
سِرَّانِ في خاطرِ الظَّلْماء يَكتُمُنا --------- حتى يكاد لسان الصبح يُفشينا
لا غَرْو فِي أن ذكرنا الحزن حِينَ نَهَتْ -- عنه النُّهَى وتَركْنا الصبر ناسِينا
إذا قرأنا الأسى يومَ النَّوى سُوَرًا ---------- مكتوبة وأخذنا الصبر تَلْقِينا
أمَّا هواكِ فلم نعدل بمنهله ------------- شِرْبًا وإن كان يروينا فيُظمينا
لم نَجْفُ أفق جمال أنت كوكبه ----------- سالين عنه ولم نهجره قالينا
ولا اختيارًا تجنبناه عن كَثَبٍ ------------ لكن عدتنا على كره عوادينا
نأسى عليك إذا حُثَّت مُشَعْشَعة------------ فينا الشَّمُول وغنَّانا مُغَنِّينا
لا أَكْؤُسُ الراحِ تُبدى من شمائلنا ------ سِيمَا ارتياحٍ ولا الأوتارُ تُلهينا
دُومِي على العهد، ما دُمْنا، مُحَافِظةً ---- فالحُرُّ مَنْ دان إنصافًا كما دِينَا
فما اسْتَعَضْنا خليلاً مِنك يَحْبسنا --------- ولا استفدنا حبيبًا عنك يُثْنينا
ولو صَبَا نَحْوَنا من عُلْوِ مَطْلَعِه ----- بدرُ الدُّجَى لم يكن حاشاكِ يُصْبِينا
أَوْلِي وفاءً وإن لم تَبْذُلِي صِلَةً ----------- فالطيفُ يُقْنِعُنا والذِّكْرُ يَكْفِينا
وفي الجوابِ متاعٌ لو شفعتِ به ------ بِيْضَ الأيادي التي ما زلْتِ تُولِينا
عليكِ مِني سلامُ اللهِ ما بَقِيَتْ -------------- صَبَابةٌ منكِ نُخْفِيها فَتُخفينا


http://up.z7mh.com/upfiles/hmt10463.gif (http://up.z7mh.com/)


ويبقى ابن زيدون الشاعر العاشق المعذب والسياسي الذي دفع ثمن حبه
وتبقى ولادة الأميرة الفاتنة التي علمت كل العشاق كيف تنتصر لذاتها.!
هل كانت قسوة أم حباً لا يهادن؟
هل كانت مؤامرة سياسية أم صراعا بين العاشقين للفوز بقلب الأميرة؟
وتبقى الإجابة طي التكهنات ولكنها كانت قصة حُبّ (http://www.dzbatna.com/vb/t277223/) أندُلسيَّة ذات نكهة خاصة!



http://1-ps.googleusercontent.com/x/vb.tgareed.com/up.z7mh.com/upfiles/mtc10463.gif.pagespeed.ce.bDvTL5PrMi.gif (http://up.z7mh.com/) مما راق لي http://1-ps.googleusercontent.com/x/vb.tgareed.com/up.z7mh.com/upfiles/mtc10463.gif.pagespeed.ce.bDvTL5PrMi.gif (http://up.z7mh.com/)



موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة (http://www.dzbatna.com/vb)



https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com/vb)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com/vb)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى