المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مالئة الأقداح . للشاعر المصري امرؤ البحر محمد العريان .



salima
10-18-2013, بتوقيت غرينيتش 06:52 PM
موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة (http://www.dzbatna.com/vb)

أمِنْ كلِّ هَمٍّ تَشْتَكيها وتُحْتَضَرْ
فمنْ ذا إذاً يأْبَى وقوفي عَلَى قَدَرْ

لمَ لمْ تُخبىء بالسماءِ عيونكَ
وقَالتْ بِكَعْبيكَ, وقَالوا إذا قَدِرْ

أنا إذْ عَليكِ, أُلقي شِعْري وبُرْدَتي
ببحرٍ سما تحتَ النجومِ مِنَ الكِبَرْ

أمرُّ عَلَى ألَفَي زُجَاجَةِ رَاهِبٍ
فُرادَى يَمَامٍ والذِّئابُ لمَنْ غَفَرْ

ووادٍ ببطْنِ الحوتِ أقْرأُ فوقَهُ
كأنّي سفينٌ قَدْ رَسوتُ عَلَى وَتَر

وقلْ منْ كتابي إذ كتابي قَدِ احتبرْ
لكَ في غدٍ أيّانَ تَنْصَرُ تُنتَصرْ

بِشَمْسٍ عَلتْ ماءَ السماءِ قويةً
فليلٍ سَجَى تَحْتَ الحِجَارةِ وانْتَشَرْ

وليلٍ صحا ألْقى عَليَّ عباءتَهْ
كأنّي كَوَاكِبٌ تَدورُ على حَجَرْ

وقالوا لئِنْ لَمْ تَنْتَهي مِنْ غوايةٍ
لكَ في هزيمِ الرعدِ سلْمى إذْ انْفَجرْ

تَرى بارتدادِ البَرْقِ زُهْدَ فراقِها
ترى سلمى والأطلالُ فَوقكَ لَن تَفِرْ

وكأسٍ بَدَتْ بينَ الكؤوسِ كَمَا دَمَي
وتلْمعُ فيهنَّ على مدَِّها بَصَرْ

زُجاجيةِ القاعِ فيبدو كَجَمْرةٍ
وزيتٍ من الزيتونِ حَنَّ لِمَنْ عَصَرْ



بِعَصًرٍ على صَخْرٍ شَرابهُ مِنْ نَديِ
لدى مَنْ تُشاهدْنِي وتبكي على حّذرْ

وقد حذَّرتْني لَمْ أُبالِ بدمْعةٍ
وشقَّتْ عيوني إذْ بَكَتْها على سُتُرْ

وقلْتُ لها حَتْماً سَأرْجِعُ سَالِماً
قفي من بعيدٍ لا تُنادي ولَوْ بِسِرْ

ونحنُّ إذا نُلقي عليكَ قصيدة رائعةً
هنا في مكانٍ لمْ تزرهُ ولنْ يُزرْ

حنينٌ يزركَ لا يداكَ تنالهُ
كأنَّكَ في بئْرٍ وأقْعى ومُسْتَقِرْ






ترى الشمْسَ فوقَ العينَ مثّلَ غزالةٍ
لها صَوْتُ عُنْقودِ الكرومِ إذِ انفطرْ

ومالئةِ الأقداحِ تَمْلأ قِدْحها
تقولُ إذا أُشْربْتَ كأسي فَلا مَفرْ

فقلتُ لها صُبّي عليَّ وداوني
فَصَبَّتْ وقالتْ إنَّ دائكَ مُسْتَعِرْ

وقَدْ هَمَّني في الحبِّ طيُّ sms رسالةٍ
وظنّي بها تُقْرا وتُلقى وأسْتمرْ

رَدَدْتُ عليها الكأسَ وهي لذيذةٌ
وكفّي سفينةٌ عليها لها دُسُرْ

وقلتُ كفى بهجاتِ عُمرِكَ تنقضي
ولمْ تسْتَزِدْ مِنْهُ أقولُ وإنْ قَصُرْ

وكي لي تَعودُ قَدْوقـفْـتُ بقصَّةٍ
بيومِ على الأهْرامِ كُنتُ بِلا أَثَرْ

وليلٍ على ظهري يَميلُ كأنّهُ
متاريسُ حِصنٍ قَدْ تطيحُ مِنَ البَكرْ

وأعْني إذا ألْقى وأثْقلَ جسْمهُ
تَنَادى بهِ رُكْبانهُ أنْ هذا خطرْ

وبَحَرٍ بِهِ تسْعٌ دقيقاتٌ الْخُصُرْ
عليْهنَّ أشْباه الشِبَاكِ على سُرُرْ

وقفنَّ ليعْزفْنَ بِقُربِي سَويَّةً
بِضَرْبِ الْمياهِ بالأكفِّ وبالصُّدُرْ

عذارى لَهَوْنَ لاعباتٌ على بُحُرْ
فخوفاً مِنَ الْبَحْرِ وخوفاً على مَدَرْ

كأنَّ سُرورَ الساكنينَ بِجَاوةٍ
بقايا صَديقٍ قد تركْتهُ بالصِغَرْ

هزيلٍ ضحوكٍ لا يُلامُ لِمَزْحِهِ
ولامتْهُ أيَّامٌ لِئامٌ فلمْ يُسَرْ

كطفلٍ بدا بين المشاهدِ حازماً
ويُمْسكُ أُخْتَيهِ ويَنْزِلُ مُنحَدَرْ

بصبحٍ علا فوقَ الشواطىءِ شاطئاً
فأوضحَ للقرْياتِ واسْتَمْوهَ الجُزُرْ

فأتَّقي باليُمْني وأرفعُ ياقتي
أقولُ بعيني يبْدو شيئاً و- واسْتقرْ

محمد العريان
نُشرت بصحيفة (دنيا الرأى) الفلسطينية
بتاريخ 18/9/2014




موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة (http://www.dzbatna.com/vb)



https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com/vb)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com/vb)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى