المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من حقي أن أمشي مطمئنة!!!!!



ام بهاء
09-30-2013, بتوقيت غرينيتش 12:28 AM
من حقي أن أمشي مطمئنة!!!!!

http://www.dzbatna.com/vb/images/smilies/get-2-2008-dbttwedi.gif السلام عليكم ورحمته الله وبركاتهhttp://www.dzbatna.com/vb/images/smilies/get-2-2008-dbttwedi.gif


تعاني المرأة - كونها الضحية الأولى للعنف الأسري في مجتمعنا - الشعور بالخوف والقلق وعدم الارتياح عندما تضطر إلى المشي لقضاء احتياجات الأسرة من المتاجر المجاورة. وقد لفت الأنظار ما تداولته وسائل الإعلام حول ممارسات عدد من الشباب ضد النساء المتسوقات في أحد الأسواق بالطائف قبل أسابيع قليلة، وتطاولهم على جهاز الأمن المكلف بالإشراف على تنظيم التسوق وحفظ الأمن، بل تمادى بعض هؤلاء الشباب في مضايقة النساء ومعاكستهن بطريقة همجية وبربرية لا تليق بالذوق العام، ناهيك عن الأخلاق الإسلامية.

في الماضي كانت المرأة تشارك في بعض الأعمال الزراعية والرعوية، وتقضي كثيراً من حوائجها ضمن النسق العام للمجتمع وفي سياق القيم الإسلامية السمحة، دونما عناء، وتقوم – كذلك - بزيارة جاراتها مشياً على الأقدام. أما اليوم فأصبحت المرأة قلقة، لا تشعر بالأمان عند المشي داخل أحيائنا السكنية، ولا تستطيع المشي لزيارة جارتها، حتى ولو على بعد خطوات من منزلها، خشية المعاكسة والإيذاء، فالأحياء السكنية تعاني بعض الوحوش البشرية. فمن المستغرب أن هذه الوحوش تتحول من حالتها البشرية داخل منازلنا إلى حالتها الوحشية بمجرد خروجها للشارع وابتعادها عن منزل العائلة.

هذه القضية المرضية تعكس أزمة أخلاق، تتحمل الأسرة الجزء الأكبر من المسؤولية فيها، وإلا فكيف أخفقنا في تربية أبنائنا على احترام نسائنا وبناتنا وجاراتنا. وكيف تطورت الأمور لتصل إلى هذه الدرجة من السوء؟! أين كنا طوال هذا الوقت الذي تفاقمت فيه الأوضاع وتدهورت الأخلاق إلى هذا الحد؟! لا شك أن المسؤولية تقع على الأسرة في الدرجة الأولى، إذ لا يمكن أن تكون الأجهزة الأمنية قادرة على نشر رجال الأمن في كل شارع من شوارع أحيائنا السكنية، ولكنها قد تسهم في الحد من المشكلة من خلال الضرب بيد من حديد لمن تسول له نفسه معاكسة النساء أو مضايقتهن، وإلحاق الأذى بهن. لا بد أن نلتفت لهذه المسألة، ونتفهم أسبابها، ونحدد العلاج المناسب، لأنها ليست مرتبطة – كلياً – بمسألة التحضر والتحولات التنموية والتغيرات الاجتماعية التي تشهدها مدننا، وإلا كيف نفسر استطاعة المرأة المشي والتنقل من مكان إلى آخر في مدن عملاقة تفوق مدننا من حيث الحجم والكثافة السكانية، مثل: القاهرة، وفي نيويورك؟

نحن لا ندعو إلى خروج المرأة من منزلها من أجل الخروج فقط، بقدر ما ندعو إلى تربية أبنائنا على احترام المرأة في الشارع، وعدم استغراب وجودها، أو إنكار حقها في قضاء حوائجها بنفسها. فمع هذا الحصار السكني وعدم قدرتها على المشي في الأحياء السكنية، ازدادت معاناة المرأة، وتعاظم حرمانها من الترفيه.

ولهذه الأسباب، فقد حان الوقت لدعم فكرة مراكز الأحياء و''أنسنة'' البيئة السكنية. إن الحاجة ملحة لإنشاء مراكز مجتمعية community centers في الأحياء تقوم بوظائف تنموية لرفع قدرات الأفراد ومهاراتهم، وتقدم خدمات ترفيهية واجتماعية تُضفي على الحياة جانباً من الاستمتاع والتواصل بين الناس، من خلال تقديمها برامج لجميع أفراد الأسرة على اختلاف أعمارهم وأجناسهم، وهذه الفكرة ليست جديدة، فقد تدارستها مؤسسات عامة، كهيئة تطوير الرياض وغيرها.



https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png
موضوع حصري لمنتديات شباب باتنة

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى