المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصةالحب والتضحيه بين الزوجين



ام بهاء
09-30-2013, بتوقيت غرينيتش 12:28 AM
قصةالحب والتضحيه بين الزوجين



قصة الحب والتضحيه بين الزوجين
حكى ابن الجوزيّ بسند يرفعه إلى أبي الفرج أحمد بن عثمان بن إبراهيم الفقيه المعروف بابن الترسي قال: كنت جالساً بحضرة أبي، وأنا حدث، وعنده جماعة. فحدّثني حديث وصول النعم إلى الناس بالألوان الظريفة.



وكان ممن حضر صديق لأبي. فسمعته يحدّث أبي، قال: حضرت عند صديق لي من التُّجَّار - كان يتَّجر بمائة ألف دينار - في دعوة. وكان حسن المروءة، فقدّم مائدة وقدّم عليها ديكريكة فلم يأكل منها، فامتنعنا. فقال: كلوا! فإني أتأذَّى بأكل هذا اللون. فقلنا: نساعدك على تركه. قال: بل أساعدكم على الأكل، وأحتمل الأذى!



فأكل وأكلنا، فلما أراد غسل يده أطال. فعددت عليه أنه قد غسلها أربعين مرة. فقلت: يا هذا، وسوست! فقال: هذه الأذية التي قرفت منها! فقلت: وما سببها؟ فامتنع من ذكر السبب، فلما ألححت عليه، قال: مات أبي وسني عشرون سنة، وخلف لي نعمة وفيرة ورأس مال ومتاعاً في دكانه. فقال لما حضرته الوفاة: يا بُنيّ! إنه لا وارث لي غيرك، ولا دين عليّ ولا ظلمة. فإذا أنا متُّ فأحسن جهازي وتصدّق عني بكذا وكذا، وأخرج عني حجَّة بكذا، وبارك الله لك في الباقي! ولكن احفظ وصيتي! فقلت: قل! قال: لا تسرف في مالك، فتحتاج إلى ما في يدي الناس فلا تجده.



واعلم أن القليل مع الإصلاح كثير، والكثير مع الفساد قليل. فالزم السُّوق وكن أوّل من يدخلها، وآخر من يخرج منها. وإن استطعت أن تدخلها سحراً بليل فافعل، فإنك تستفيد بذلك فوائد تكشفها لك الأيام، ومات. فأنفذت وصيته، وعملت بما أشار به. وكنت أدخل السوق سحراً، وأخرج منها عشاء. فلا أعدم من يجيء يطلب كفناً فلا يجد من قد فتح غيري فأحتكم عليه، ومن يبيع شيئاً والسوق لم تقم فأبتاع منه، وأشياء من هذه الفوائد.



ومضى عليّ سنة وكسر، فصار لي بذلك جاه عند أهل السوق وعرفوا استقامتي وأكرموني. فبينما أنا جالس يوماً ولم تتكامل السوق، وإذا بامرأة راكبة حماراً مصرياً وعلى كفله منديل دبيقي ومعها خادم وهي بزيّ القهارمة. فبلغت آخر السوق ثم رجعت، فنزلت عندي. فقمت إليها وأكرمتها، وقلت: ما تأمرين؟ وتأملتها فإذا بامرأة لم أر قبلها ولا بعدها إلى الآن أحسن منها في كل شيء. فتكلمت وقالت: أريد كذا وكذا ثياباً طلبتها. فسمعت نغمة ورأيت شكلاً قتلني فعشقتها في الحال أشدّ عشق، وقلت: اصبري حتى يخرج الناس، فآخذ ذلك لك فليس عندي إلا القليل مما يصلح لك.



وأخرجت الذي عندي وجلست تحادثني، وكأن السكاكين في فؤادي من عشقها. وكشفت عن أنامل رأيتها كالطَّلع، ووجه كدارة القمر. فقمت لئلا يزيد عليّ الأمر، وأخذت لها من السوق ما أرادت، وكان ثمنه مع مالي نحو خمسمائة دينار، فأخذته وركبت ولم تعطني شيئاً. وذهب عني لما تداخلني من حبها أن أمنعها من المتاع إلا بالمال، وأن أستدل على منزلها ومن دار من هي؟ فحين غابت عني، وقع لي أنها محتالة وأن ذلك سبب فقري.



فتحيرت في أمري وكتمت خبري، لئلا أفتضح بما للناس عليّ. وأجمعت على بيع ما في يدي من المتاع وإضافته إلى ما عندي من الدراهم وأدفع أموال الناس إليهم ولزوم البيت والاقتصار على غلة العقار الذي ورثته. وأخذت أشرع في ذلك مدة أسبوع، وإذا بها قد أقبلت ونزلت عندي، فحين رأيتها أُنسيت جميع ما جرى عليّ، وقمت إليها. فقالت: يا فتى، تأخرنا عنك لشغل عرض لنا، وما شككنا في أنك لم تشك أنا احتلنا عليك، فقلت: قد رفع الله قدرك عن هذا! فقالت، هات التخت والطيار، فأحضرته، فأخرجت دنانير عتقاً، فوفتني المال بأسره. وأخرجت تذكرة بأشياء أُخر.



فأنفذت إلى التجَّار أموالهم وطلبت منهم الذي أرادت، وحصلت أنا في الوسط ربحاً جيداً. وأحضر التُجَّار الثياب فقمت وثمنتها معهم لنفسي. ثم بعتها عليها بربح عظيم، وأنا في خلال ذلك أنظر إليها نظر من تألف حبها، وهي تنظر إليّ نظر من فطنت بذلك ولم تنكره.



فهممت بخطابها ولم أقدر عليه. وجمعت المتاع فكان ثمنه ألف دينار. فأخذته، وركبت ولم أسألها عن موضعها. فلما غابت عني، قلت: هذه الآن الحيلة المحكمة! أعطتني خمسمائة دينار وأخذت ألف دينار، وليس إلا بيع عقاري الآن، والحصول على الفقر! وتطاولت غيبتها عني نحو شهر. وألّح التجار عليّ بالمطالبة، فعرضت عقاري على البيع، ولازمني بعض التجار فوزنت جميع ما كنت أملكه ورقاً وعيناً. فبينما أنا كذلك، إذ نزلت عندي. فزال عني جميع ما كنت فيه برؤيتها. واستدعيت الطيار والتخت، فوزنت المال ورمت إليّ تذكرة يزيد ما فيها على ألفي دينار بكثير. فتشاغلت بإحضار التجار ودفع أموالهم إليهم وأخذ المتاع منهم، وطال الحديث بيننا. فقالت لي: يا فتى ، ألك زوجةٌ؟ فقلت: لا، والله ما عرفت امرأة قط، وأطمعني ذلك فيها، وقلت: هذا وقد خطابها، والإمساك عنها عجزٌ، ولعلها تعود أو لا تعود. وأردت كلامها فهبتُها. وقمت كأني أحُثُّ التجار على جمع المتاع.



وأخذت يد الخادم وأخرجت إليه دنانير وسألته أن يأخذها ويقضي لي حاجة. فقال: أفعل، فقصصت عليه قصتي وسألته توسط الأمر بيني وبينها. فضحك وقال: والله إنها لك أعشق منك لها! ووالله ما بها إلى أكثر هذا الذي تشتريه، وإنما تأتيك محبةً لك وطريقاً إلى مطاولتك، فخاطبها ودعني، فجسَّرني على خطابها فخاطبتها وكشفت لها عشقي ومحبتي وبكيت، فضحكت.



وتقبلت ذلك أحسن قبول. وقالت: الخادم يأتيك برسالتي. ونهضت ولم تأخذ شيئاً من المتاع، فرددته على أصحابه. وحصل لي مما اشترته أوّلاً وثانياً ألوف دراهم ربحاً، ولم أعرف النوم في تلك الليلة شوقاً إليها، وخوفاً من انقطاع السبب بيننا. فلما كان بعد أيام جاءني الخادم، فأكرمته وسألته عن خبرها، فقال: هي والله عليلة من شوقها إليك، فقلت: اشرح لي أمرها، فقال: هذه مملوكة السيدة أم المقتدر وهي من أخص جواريها، واشتهت رؤية الناس والدخول والخروج. فتوصلت حتى جعلتها قهرمانة. وقد والله حدّثت السيدة بحديثك وبكت بين يديها وسألتها أن تزوّجها منك، فقالت السيدة: لا أفعل أو أرى هذا الرجل. فإن كان يستأهلك وإلا لم أدعك ورأيك. وتحتاج أن تحتال في إدخالك الدار بحيلة، فإن تمت وصلت بها إلى تزويجك بها، وإن انكشفت ضرب عنقك. وقد أنفذتني إليك في هذه الرسالة، وقالت لك: إن صبرت على هذا، وإلا فلا طريق لك والله إليّ، ولا لي إليك بعدها!



فحملني ما في نفسي أن قلت: أصبر، فقال: إذا كانت الليلة فاعبر إلى المحرم، وادخل إلى المسجد، وبت فيه. ففعلت ذلك. فلما كان وقت السَّحر، إذا بطيار قد قدم، وخدم قد رفعوا صناديق فراغاً. فجعلوها في المسجد وانصرفوا. وخرجت الجارية فصعدت إلى المسجد، والخادم معها.



فجلست وفرقت باقي الخدم في حوائج، واستدعتني فعانقتني وقبلتني. ولم أكن نلت ذلك منها قبله. ثم أجلستني في بعض الصناديق وأقفلته. وطلعت الشمس وجاء الخدم بثياب وحوائج من المواضع التي كانت أنفذتهم إليها، فجعلت ذلك بحضرتهم في باقي الصناديق، وأقفلتها. وحُملت إلى الطيار وانحدر. فلما حصلت فيه ندمت وقلت: قتلت نفسي لشهوة، وأقبلت ألومها تارةً، وأشجعها وأمنيِّها أخرى، وأنذر النُّذور على خلاصي، وأوطِّن مرة نفسي على القتل إلى أن بلغنا الدار.



وحمل الخدم الصناديق، وحمل صندوقي الخادم الذي يعرف الحديث، وبادر به أمام الصناديق وهي معي، والخدم يحملون بقيتها. وكلما جازت بطائفة من الخدم والبوّابين، قالوا: نريد أن نفتش الصندوق، فتصيح عليهم وتقول: متى جرى الرسم معي بهذا؟ فيمسكون عنها ورُوحي في السياق إلى أن انتهينا إلى خادم خاطبته هي بالأُستاذ. فعلمت أنه أجل الخدم، فقال: لا بدّ من فتح الصندوق الذي معك، فخاطبته بلين وذل، فلم يجبها. وعلمت أنها ما ذلَّت ولها حيلة، فأغمى عليّ. وأنزلوا الصُّندوق ليفتحوه. فبلت من شدة ما نالني من الفزع، فجرى البول من خلال الصندوق.



فصاحت: يا أستاذ، أهلكت علينا متاعاً بخمسة آلاف دينار في الصندوق، ثيابٌ مصبَّغات وماء ورد، وقد انقلب على الثياب، والساعة تختلط ألوانها، وهي هلاكي مع السيدة! فقال لها: خذي صندوقك إلى لعنة الله أنت وهو، مُري!



فصاحت بالخدم: احملوا، فأُدخلت الدار ورجعت إليّ روحي، فبينما نحن كذلك إذ قالت: واويلاه! الخليفة والله! فجاءني أعظم من الأوّل.



وسمعت كلام خدم وهو يقول من بينهم: ويلك يا فلانة! إيش في صندوقك؟ أريني هو، فقالت: ثياب لستي يا مولاي، والساعة أفتحه بين يديها، وتراه، وقالت للخدم: أسرعوا ويلكم!



فأسرعوا فأدخلتني إلى الحجرة وفتحت الصندوق وقال: اصعد من هذه الدرجة إلى الغرفة فاجلس فيها، وفتحت صندوقاً آخر فقلبت بعض ما فيه إلى الصندوق الذي كنت فيه، وأقفلت الجميع.



وجاء المقتدر وقال: افتحيه، ففتحته، فلم ير شيئاً فيه. فصعدت إليّ وجعلت تقبلني ترشفني. ونسيت ما جرى. ثم تركتني، وأقفلت باب الحجرة يومها. ثم جاءتني ليلاً فأطعمتني وسقتني وانصرفت. فلما كان من غد جاءتني، فقالت: السيدة الساعة تجيء، فانظر كيف تخاطبها، ثم عادت بعد ساعة مع السيدة، وقالت: انزل، فنزلت. فإذا بالسيدة جالسة على كرسيّ وليس معها إلا وصيفتان وصاحبتي. فقبَّلْت الأرض وقمت بين يديها، فقالت: اجلس، فقلت: أنا عبد السيدة وخادمها، وليس من محلي أن أجلس بحضرتها، فتأملتني وقالت: ما اخترت يا فلانة إلا حسن الوجه والأدب، ونهضت، فجاءتني صاحبتي بعد ساعة، وقالت: أبشر، فقد أذنت لي في تزويجك، وما بقي الآن عقبة إلا الخروج. فقلت: يسلم الله!



فلما كان من غدٍ حملتني في الصندوق. فخرجت كما دخلت بعد مخاطرة أخرى وفزع ثان. ونزلت في المسجد ورجعت إلى منزلي، فتصدّقت، وحمدت الله تعالى على السلامة. فلما كان بعد أيام جاءني الخادم ومعه كيس وفيه ثلاثة آلاف دينار عيناً وقال: أمرتني ستي بإنفاذ هذا إليك من مالها. وقالت: اشتر به ثياباً ومركوباً وخدماً، وأصلح به ظاهرك، واحضر يوم الموكب إلى باب العامَّة، وقف حتَّى تُطلب. فقد وافق الخليفة أن يزوجك بحضرته. فأخذت المال وأجبت عن رقعة كانت معه، واشتريت ما قالوه بشيء يسير منه وبقي الأكثر عندي. وركبت إلى باب العامة في يوم الموكب بزيّ حسن. وجاء الناس فدخلوا إلى الخليفة، ووقفت إلى أن استدعيت ودخلت.



فإذا أنا بالمقتدر جالساً والقضاة والقوّاد وغيرهم من الهاشميين. فهبت المجلس وعُلِّمت كيف أُسلِّم. ففعلت. وتقدّم المقتدر إلى بعض القضاة الحاضرين فخطب لي وزوّجني. وخرجت من حضرته. فلما انتهيت إلى بعض الدهاليز، عُدل بي إلى دار عظيمة مفروشة بأنواع الفرش الفاخرة وفيها من الآلات والخدم والقماش ما لم أر مثله قطُّ. وانصرف من أدخلني. فجلست يومي لا أقوم إلا إلى الصلاة. وخدمٌ يدخلون وخدم يخرجون، وطعام عظيم ينقل وهم يقولون: الليلة تُزف فلانة باسم صاحبتي إلى زوجها البزّاز، وأنا لا أصدق فرحاً.



فلما جاء الليل أثَّر فيّ الجوع وأُقفلت الأبواب، ويئست من الجارية، فقمت أطوف الدار فوقعت على المطبخ. ووجدت الطباخين جلوساً فاستطعمتهم فلم يعرفوني وقدّروني بعض الوكلاء. فقدموا إليّ هذا اللون مع رغيفين فأكلتهما وغسلت يدي بأشنان كان في المطبخ وقدّرت أنها قد نقيت. وعدت إلى مكاني.



فلما جنّ الليل إذا طبول وزمور وأصوات عظيمة، وإذا أنا بالأبواب قد فُتِّحت وصاحبتي قد أُهديت إليّ وجاءوا بها فجلوها عليّ، وأنا أقدّر أن ذلك في النوم. ثم تركت معي في المجلس. وتفرّق ذلك البوش. فلما خلونا، تقدمت إليها فقبلتها وقبلتني. فلما شمَّت رائحة لحيتي، رفستني فرمت بي عن المنصة وقالت: أنكرت والله أن تفلح يا عاميِّ، يا سفلة، وقامت لتخرج، فقمت وعلقت بها وقبلت الأرض ورجليها، وقلت: عرفيني ذنبي واعملي بعده ما شئت، فقالت: ويحك، أكلت ولم تغسل يدك! فقصصت عليها قصتي، فلما بلغت إلى آخرها قلت: عليّ وعليّ - وحلفت بطلاقها وطلاق كل امرأة أتزوّجها وصدقة مالي وجميع ما أملكه والحجِّ ماشياً على قدميّ وكلِّ ما يحلف به المسلمون لا أكلت بعدها ديكيريكة إلا غسلت يدي أربعين مرة.



فاستحيت وتبسمت وصاحت: يا جواري! فجاء مقدار عشر جوار ووصائف، فقالت: هاتوا شيئاً نأكل، فقدّمت ألوان ظريفة وطعام من أطعمة الخلفاء. فأكلنا وغسلنا أيدينا. واستدعت شراباً فشربنا وغنَّى أولئك الوصائف أطيب غناء وأحسنه، ثم قمنا إلى الفراش فخلوت بها وبتُّ بأطيب ليلة، ولم نفترق أسبوعاً. وكانت يوم الأسبوع وليمةٌ عظيمةٌ اجتمع فيه الجواري.



فلما كان من الغد، قالت لي: إن دار الخلافة لا تحتمل المقام فيها أكثر من هذا مع جارية غيري، لمحبة سيدتي لي. وجميع ما تراه فهو هبة من السيدة لي. وقد أعطتني خمسين ألف دينار من عين وورق وجوهر. ولي ذخائر في خارج القصر كثيرةٌ من كل لون. وجميعها لك، فاخرج إلى منزلك، وخذ معك مالاً واشتر داراً سريَّةً واسعة الصحن، فيها بستان، كثيرة الحجر. وتحوّل إليها، وعرفني لأنقل إليها هذا كله، ثم آتيك، وسلمت إليّ عشرة آلاف دينار عيناً.



فخرجت وابتعت الدار وكتبت إليها بالخبر. فحملت إليّ تلك النعمة بأسرها. فجميع ما أنا فيه منها، فأقامت عندي كذا وكذا سنة أعيش معها عيش الخلفاء. ولم أدع مع ذلك التجارة. فزاد مالي وعظمت منزلتي وأثرت حالي، وولدت لي هؤلاء الفتيان وأومأ إلى أولاده. ثم ماتت رحمها الله وبقي عليّ من مضرة الديكيريكة ما شاهدته.




وبالجملة فلا يغترّ أحد بهذه الحكاية وأمثالها، فيجهل بنفسه فيهلكها. فما المغرِّر محمود وإن سلما



https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png
موضوع حصري لمنتديات شباب باتنة

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى