اخيتي همسه حنان

[ام بهاء]

اخيتي همسه حنان

بسم الله الرحمن الرحيم






الحمد لله وكفى وسلام على الرسول المصطفى والنبي المجتبى


وبعد فكم هي سعادة المسلم وهو يعيش في مظلة التكليف الرباني بين الأوامر والنواهي ينفذ هنا ويترك هناك

لا هم له إلا طاعة مولاه وخالقة وربه يتفيأُ ظلال الوحيين ويعيش في خمائل جنة العبودية الصادقة

ومع ذلك وفي أثنى تلك اللحظات الغالية من عمره يقع في تكليف من نوع خاص كلفه به إخوانه في الله

تكليف هو بمثابة التاج على رأسه والفخر المتناهي سؤدداً ومجداً وسمواً ورفعة لا تضاهيها الأنجما

فكيف لا يتفجر من دواخله الفرح والسرور ، والبهجة والحبور ، ثم يطلق العنان ليراعه بالإبحار

في حدائق المعرفة ، وبساتين العلم اليانعة ، ليقتطف منها ما لذ وطاب ليقدمه على طبق الإبداع

كي يتناوله ويتذوقه من أحبهم في الله وأحبوه وفتحوا له قلوبهم فهل بعد هذا عذر لخامل أو حجة لمتكاسل

أحبتي في الله لقد شرفتموني بتكليف أخي مرررزاح لي في معتقل فرسان الإبداع فكان لي أغلا تشريف

وهاكم آخر ما طلبه مني عسى أن أكون قد وفقت وأصبت





أخيتي إنتي جوهرة مصونة ودرة مكنونة فكوني كذلك



اليك : يا بنت الرجال ، وأخت الأبطال ، وأم الأشبال ، ومربية الأجيال ،


يا حفيدة : خديجة ، وعائشة ، وأسمى ، وسمية ، ومريم ، وآسية ، وحنة ، وفاطمة

أيها الدرة المكنونة والجوهرة المصونة يامن سلكتي سبيل المؤمنات العفيفات الطيبات الطاهرات

أمهات المؤمنين ونساء الصالحين من الصحابة والتابعين من سلف الأمة فكنتي خير خلف لخير سلف

فلم تغتري ولم يخدعك بهرج الحضارة الزائفة ودعايات أذناب الغرب الكاذبة دعاة التفسخ والإنحلال


مسترشدة بقول خالقك سبحانه وتعالى :


(( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ))

فتمسكتي بهدي القرآن وسنة ولد عدنان فكنتي شامة في جبين الزمان وزهرة أقحوان في عالي الأغصان

وتبوأتي من عيون الصادقين وقلوبهم أعلا مكان بمحافظتك على عقيدتك وأخلاقك في زمن الطوفان

فلكي في آسية بنت مزاحم زوجة فرعون خير مثال عندما أختارت جوار ربها والجنة بدل فرعون وملكه

وحنة زوجة عمران أم مريم حينما وهبت من في بطنها لله (( ربي إني نذرت لك ما في بطني محررا ))

ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها وصدقت بكلمات ربها وصبرت على أذى قومها وقذفهم لها

وخديجة بنت خويلد أم المؤمنين وزوجة سيد المرسلين الصابرة المحتسبة أنفقت مالها في الدعوة إلى الله

وأسمى ذات النطاقين المضحية أثنى هجرة الرسول مع أبيها وأخيها فكم صبرت على أذى المشركين

وعائشة أم المؤمنين العالمة الصابرة المحتسبة كم لاقت من أذى المنافقين في عرضها الشريف

وسمية أم عمار أول شهيدة في الإسلام رضي الله عنها وأرضاها جادت بنفسها وزوجها في مكة

وفاطمة الزهراء البتول بنت سيد ولد آدم تعيش للإسلام وتعمل لهذا الدين حتى رق لحالها سيد الخلق

وهي خير نساء العالمين وأم الحسن والحسين بكت لفراق أبيها فبشرها بأنها أول أهله لحاقاً به فرضيت

أُخيتي إنها طريق ، الطاهرات ، القانتات ، الطيبات ، المجاهدات ، العفيفات ، فلا ترضين لها بديلا

فأعداؤنا من اليهود والنصارى علموا مكمن الضعف فينا وعرفوا خطورة وأهمية ما قد تحدثه المرأة

فسعوا في إغوائها وإضلالها واللعب بعقلها وتفكيرها حتى يصلوا من خلالها إلى هدفهم ومبتغاهم

فوجدوا من بعض بنات المسلمين إستجابة لمخططاتهم وتقبل دسائسهم وتنفيذا لتوجهاتهم وتوصياتهم

وهن قلة بفضل الله غير أن صوتهن مسموع وخاصة هذه الأيام في ظل هذه الحرب الشعواء على المسلمين

فلا تهني ولا تحزني ولا تليني بارك الله فيك وحفظ عليك دينك وخلقك وحشمتك وعفافك وحجابك وحيائك

وكوني بحول الله وقوته ثم بعقيدتك الصخرة التي تتحطم عليها كل مؤامرات وسفاهات وأباطيل المبطلين

حفظ الله نسائنا ونساء المسلمين من كل سوء يراد بهن

والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين



https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png
موضوع حصري لمنتديات شباب باتنة