المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دور الثقافة الجنسية في حياة المرأة



ام بهاء
09-30-2013, بتوقيت غرينيتش 12:28 AM
دور الثقافة الجنسية في حياة المرأة

دور الثقافة الجنسية في حياة المرأة

احسان الامين
تشترك المرأة مع الرجل في الكثير من القضايا المتعلِّقة بالجنس ، وتواجه نفس المتاعب ونفس المخاطر التي يواجهها ، لكن المرأة تمتاز عن الرجل بأنّ السلوك العام لها خاضع بقوّة لظواهر حياتها الجنسية ، والتي تبدأ بالظهور عند البلوغ ، وتتتابع حتى سنّ اليأس بانتظام وبدون توقّف ، إذا لم يتخلّلها الحمل في الظروف الطبيعية العادية ، كما أ نّها تمرّ بالدورة التي عادة ما تدوم مدّة 28 يوماً ، مع التغيّرات العديدة الوظيفية الخاصة التي تميِّز عدداً كبيراً من النساء . ()
والمرأة في كل مرحلة من حـياتها تتعلّق بها توصيات طبية وأحكام شرعية ، وبرامج صحية تساعدها على تخطِّي هذه المراحل بوعي وصبر واطمئنان خاطر .
وتختلف المرأة في مزاجها الجنسي عن الرجل ، كذلك يختلف مفهوم الحب عندها عنه ، ولذا كانت لها معـالمها الخاصّة وشرائطها المختلفة لنجاح علاقتها وتجربتها الزوجيـة ، وكثـيراً ما يغيب هذا الأمر عن كثير من الرجال ، بل كثير من النساء ، ويسبِّب لهما معاً إخفاقاً للفعل الجنسي ، والذي تترتّب عليه كثير من المشاكل النفسية والجسدية .
«إنّ الرجل يرى الحبّ حاجة حاسمة لتهدئة ضرورة عضوية ، وفي هذا التصوّر بكل تأكيد شيء من الحيوانية والنزعة العابرة المؤقّتة .
أمّا المرأة ، فإنّها تهب وعيها وروحها وجسدها الذي تعكس عليه بشكل مطلق كلّ معالم حياتها النفسية ، ولهذا السبب نراها تعلِّق الكثير من الأهمية على أمور الحبّ وأشيائه ، وتزيِّنها بهذه الهالة المِثالية التي تصنع منه كلّ هذا الجمال ، وكلّ هذه القابلية للانجراح .
فالمرأة تتسامى بوضعها الانسـاني مجنِّدة فيه ما تخفـيه من رقّة ولذّة وأفضل ما عندها» () .
وقد ورد في الحـديث عن الامام الصـادق (عليه السلام) ، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «قول الرّجل للمرأة إنِّي أحبّك لا يذهب من قلبها أبداً» () .
والثقافة والعلم يسـاعدان المـرأة وزوجها على نجاح حياتهما الخاصة وتفعيل علاقاتهما الروحية والجسدية .
وهناك في عالم المرأة آفات عضوية تُصاب بها ، في جهازها التناسلي ، أو مشاكل عند اقترابها ، وهي تؤثِّر على صحّتها الجسـدية ، وسلامتها النفسية ، كما إنّ المرأة وبسبب عوامل نفسية وتربوية قد تبرز عندها ظواهر مرضية تعيق أداءها الجنسي ، أو تُصاب بالبرودة الجنسية ، أو القلق والاضطراب في الزواج ، أو الكآبة بعده ... وكل هذه المسـائل وغيرها تطرّقت إليها البحوث العلمية ويعالجها الأطباء المختصّون ، وتساعد الثقافة الجنسية الزوج والزوجة معاً على تشخيصها ، أو الوقاية منها ، أو متابعة علاجها .
ويرجع أطباء معاصرون ، استناداً إلى تجاربهم العديدة والمتواصلة ، وإحصائيات دقيقة .. يرجع هؤلاء نسبة كبيرة من متاعب المرأة الصحية والنفسية إلى عدم بلوغ المرأة المتزوجة درجة الذروة والإشباع المطلوب في علاقتها ومقاربتها مع زوجها ، وبالتالي فهي تعاني من حصر دائم وشعور مستمر بالانسحاق والقهر ، وكبت مستمر لطاقتها النفسية والجنسية .. وإنّ كثيراً من النساء لا يعلمنَ بحالهنّ تلك التي تتطوّر بمرور الزمان لتتحوّل إلى كآبة عميقة وأمراض نفسية وجسدية مستعصية ..
وينعكس هذا الاخفاق على علاقة المرأة بزوجها ، ومن ثمّ يهدِّد أواصر الحبّ بينهما ، ويخلق مشاكل متعدِّدة قد تصل إلى الطلاق .. أو قد تدفع بأحد الزوجين إلى الخيانة الزوجية مع آخر ، وهذا بدوره لغم يمكن أن ينفجر في أي لحظة لينهي كل شيء .. حتى لو كانت علاقة حبّ ورابطة زواج لسنين طويلة .
وتنقل الدكتورة ماري ستوبس(())، عن تجاربها المباشرة مع أزواج مرّ على زواجهم سنوات عديدة ، قد تزيد عن العشرين ، دون أن يكونوا بلغوا «الذروة الناجحة» في لقاءاتهم وعلاقاتهم الخاصة .. ودون أن يعلموا بأ نّهم لم يبلغوها ، فكانوا يواجهون مشاكل مستمرّة دفعت بهم إلى حافّة الطّلاق ، لولا مراجعتهم لها وتعليمها لهم الطّرق والأساليب الصحيحة ، والتي بواسطتها بدأوا حياة جديدة وكأ نّهم في «شهر عسل» .
فهي تقول : «لقد أطلعني كثير من الرجال والنساء ، مدى سنين طويلة على أسرار حياتهم . وبين جميع الزيجات التي لا تحصى والتي شاءت الظروف أن أقف على خفاياها ، يمكنني القول بمزيد الأسف أنّ النزر اليسير منها فقط يكاد يلامس طرفاً من الهناء الممكن أن يتمتّع به المرء في جنّة الزواج .
أمّا السواد الأعظم ممّن يعتبرهم الناس والأهل ، حتى شريك الحياة ، موفّقين وسعداء للغاية في زواجهم ، فما هم في الحقيقة سوى الأوفر شقاء بين الأزواج الذين ينوؤون تحت وقر تعاستهم سرّاً ، وهم منطوون على أنفسهم لا يتظاهرون ولا يقرّون بواقع حالهم» () .
ولهذا السبب فإنّ ثقافة الجنس في بعض أبعادها تعني ثقافة الحياة ، وهي تساعد في حلِّ كثير من المشاكل الأسرية ، وتعيد البسمة إلى شفاه الأزواج القاصرين الذين يعانون ولا يعلمون لِمَ يعانون بسبب قلّة معلوماتهم ومحدودية ثقافتهم الجنسية .
ولعلّ حالة السّعي للحصول على زوجة ثانية ، أو رفيقة وخليلة من قِبَل بعض الأزواج ، يعود في بعض أسبابه إلى حالة الرتابة والملل والتكرار التي تسود الحياة الجنسية لهؤلاء الأزواج ، مع مرور السنين وتقدّم الزواج ، خصوصاً إذا كان الزواج في أساسه «روتينياً» يفتقد إلى الحبّ ، ويسير على منوال واحد ونمط متكرِّر من العلاقة ، وهذا ميدان هام آخر يمكن للثقافة الجنسية أن تخدم فيه لتعيد للزواج نشاطه وحيويته، وتجعل منه «عرساً دائماً» عندما يفهم كلا الزوجين كيف يتعاملان ، وكيف يتعايشان ، ومتى يلتقيان ،... فإنّ للجنس عالمه الرّحب الذي يتجدّد ولا يتحدّد بأسلوب تقليدي أو اطار ثابت يميت حيويته ويهدر جماله .
كما إنّ فهم أعماق وآفاق العلاقة بين الزوج وزوجته ، وتبادل الاحترام وتعميق التفاهم ، وسقي شجرة الحبّ الخضراء باستمرار حتى لا تجفّ وتيبس ، وتزهو وتزهر دائماً .. إنّ فهم دور المرأة وتقدير تضحياتها ، وتحسّس عطاءاتها .. إنّ كل هذا وذاك سيجعل من علاقة الزوجين رابطة مقدّسة قوية لا تهزّها العواصف ولا تتزعزع لأمر طارئ أو مشكلة آنية تطفو على السطح ولكنّها لا تمكث بأي حال .
ويمكن بدراسة تجارب الزواج المختلفة وقصص الحياة المعتبرة أن تحصّن هذه العلاقة بالمعرفة والخبرة اللاّزمة ، وأن تجعلهما أكثر اقتناعاً وثقة ببعضهما البعض ، وأقلّ تأثّراً بمظاهر الآخرين التي ربّما تخفي وراءها مأساة كبيرة أو جرحاً عميقاً غائراً لا يظهر على السطح لأ نّه مُغطّى بالمساحيق والألوان الزائفة ..
ولأنّ سحر البيت ورونقـه تمثِّله المـرأة بجمالها وكمالها ، بِخَلقِها وخُلقِها ، بأنوثتها ورقّتها ، بحيائها وخيلائها ، فإنّ المرأة لو عرفت نفسها واكتشفت طاقاتها ، وأجادت دورها ، تستطيع أن تجعل الرجل أسير حبّها ورفيق دربها وشريك نجاحها ودليل سياحتها الرائعة في الحياة .
وتستطيع المرأة ، مهما كان الرجل قاسياً ، أو لم يكن مُدرِكاً لدوره ، أو كان قاصراً عن معرفة زوجته، تستطيع أن تكون هي قوام أسرتها الدافئة وعمود خيمتها الوارفة، فتدفع الرجل بإيمانها ومعرفتها إلى أن يعرفها ويعرف نفسه الضائعة، ويستعيد موقعه المبارك في هذه الحياة العائلية المقدّسة .
ولأنّ المـرأة هي الأمّ .. هي الأرض التي يتربّى في ظـلالها ويتربّع على أرائكها الأطفال ، وفي مهدها يحبو الرجال ، ومن نميرها يتغذّى الأبطال ... لكل هذا وغيره ، فإنّ ثقافة المرأة بعالمها وعالم غيرها تساهم بصورة فعّالة في تربية أولادها ـ وبالتالي الجيل القادم ـ بشكل أفضل وأكثر كفاءة ، خصوصاً أنّ الأبحاث الجنسية المعاصرة تؤكِّد أنّ للطفولة حياة جنسية بدرجة أو أخرى ، وإنّ إغفال ذلك خطأ تربوي ربّما يؤدِّي إلى تعقيد الحياة النفسية للطفل في المستقبل() .. ولمّا كانت المرأة ـ عادة ـ أكثر تواجداً في البيت وأكثر التصاقاً بالأولاد ، والأولاد أكثر ثقة واطمئناناً وقُرباً منها ، فإنّها تستطيع أن تكون الموجِّه والمربِّي والمُرشد لنموِّهم الجسمي والعقلي وتطوّرهم الجنسي .


منقول
البرنسيسة~~مها



https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png
موضوع حصري لمنتديات شباب باتنة

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى