المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نعم التربية



ام بهاء
09-30-2013, بتوقيت غرينيتش 12:28 AM
نعم التربية

طفل نابغة.. علام.. فاق الأقران.. عاش شاعرا وأديبا وفقيها بل ومهندسا وطبيبا.. فقد حاز المجد من لابتيه وعاش عيشة العلماء ومات ميتة الشهداء (نحسبه ولا نزكيه على رب السماء)..

تعجب معلموه من فرط ذكائه فذهبوا إلى أمه سائلين عن السر فقالت: ما تركت صلاة التهجد منذ أن حملت فيه.. وكان أبوه يعود من الحقل فيكمم فم البقرة حتى لا تأكل من خشاش الأرض ولا من حقل الجيران.. فلم يأكل إلا شهدا.

إنه بديع الزمان "سعيد النورسي" – من قرية نورس شرق الأناضول (1294 هـ - 1379 هـ) لسنا بصدد الحديث عن الرجل الفذ بديع الزمان ففي حياته من العبر والدروس ما يكفي شبابنا عناء التيه بين الحطام بحثا عن دواء للآلام.

أردت هنا النظر والتمعن والتدقيق في كلام الأم وفعل الأب. الكلام يكتب بماء الذهب والفعل عجب على عجب الأب يتحرى الحلال ويتورع حتى عن المباح (إنه خشاش الأرض) وهل يملكه أحد؟!

أراد الرجل شربة حليب - له ولأم الغلام - من بقرته لم يخالطها شيء به شبهة.

لقد شرب بديع الزمان شهدا خالصا حلالا صافيا فنبت الجسم بماء عذب فرات فامتلأ الجسم نضارة وحيوية واحتوى القلب صفاء ونقاء واشتمل العقل علما وحكمة.

فما أجمل البذرة التي وضعت بأرض طيبة (ما تركت تهجدا طيلة الحمل) ورويت بماء صاف.

وتعهدها رجل يرعى الله في كل قضمة خبز تطحنه أسنان الغلام.

لله قوم أخلصوا في حبـــــــــه فرضي بهم واختصهم خدامــــــــــــا

كانوا إذا جن الظلام عليهــــــــم قاموا هنالك سجدا وقيامـــــــــــا

خمص البطون من التعفف خمرا لا يرتضون سوى الحلال طعاما

فمهلا مهلا أيها الآباء قبل أن تضعوا اللقمة في أفواه الصغار قبل التأكد من طيب المطعم (حتى تستجاب الدعوة) وهذه وصية الحبيب صلى الله عليه وسلم لسعد وبها سعد سعد ورأى السعد..

هذا لص أمام القاضي لقطع يده قصاصا فأشار اللص إلى أمه أن اقطعوا يدها..

فسأله القاضي: لماذا؟

قال: قد تهلل وجهها عندما دخلت عليها ببيضة مسروقة... {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا} [سورة الأعراف:58].

عبد الله بن المبارك عالم ومجاهد عاما وحاج عاما ومستشار لأمير المؤمنين هارون الرشيد وشاعر ومنفق وكسير القلب متواضع (اقرؤوا إن شئتم قصته مع هارون الرشيد في البداية والنهاية لابن كثير).

أبوه عامل فقير في بستان في بغداد.. سأله سيده يوما أحضر لنا يا مبارك رمانا حلوا فقال المبارك: وكيف أعرف الحلو من المر؟

قال سيده ألم تذقه؟ قال: نعم.

فتعجب السيد وسأل أصحاب المبارك فشهدوا بما قال. وهنا أدرك السيد القيمة وأنه أمام كنز في ثوب عامل فقال للمبارك أترضى بابنتي زوجة لك؟ فقبل وكان عبدالله بن المبارك هو الحصاد (أصلها ثابت وفرعها في السماء).

فو الله ما حفظ الحرام عيالا ولا أبقى من كنوز الأرض مـــــــــالا

فأنعم بعيش من حلال كسبه أطع الإله وخف لدى العرض السؤالا

نحن بحاجة أن نسأل أنفسنا مع كل درهم يدخل بطوننا... أطاب مدخلا؟ أم...؟!

هل نقوم بواجبنا كما تم الاتفاق عليه مع صاحب العمل؟

هل نعطي الناس حقوقها كما نأخذ حقوقنا؟

هل نعدل في قسمة المواريث؟

هل نرد على مكالمات الجوال أثناء شرح الحصة وآخر الشهر نأخذ راتبا كاملا مع حصة ناقصة؟

هل نستخدم هاتف العمل في اتصالاتنا الخاصة؟

هل تكتب على أوراق المؤسسة فيم لا يخص العمل؟

هل هل هل...؟

كان الحبيب محمد إذا خطب أوجز وإذا صلى أطال وهنا إشارة إلى ضرورة العمل والتطبيق بعد النظر والتدقيق فلابد أن نأخذ ما قرأنا ونطبق ما استطعنا.

وفي الختام لن تشرب من الوعاء إلا ما وضعته فأحسن الملء يحسن لك الشرب.

اللهم ارزقنا الحلال كله وجنبنا الحرام كله وأطعمنا ما ترضى وحببنا لما ترضى واجعلنا حيث ترضى وأحفظ لنا أبناءنا هداة مهتدين واجعلهم في طاعتك وأدخلهم جنتك.. آمين.



https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png
موضوع حصري لمنتديات شباب باتنة

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى