المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفستان الحمر000



ام بهاء
09-30-2013, بتوقيت غرينيتش 12:28 AM
الفستان الحمر000

الفستان الأحمر

نزلت من السيارة وهي تحمل ملفات كثيرة منها المتوسط ومنها الكبير وهي تخطو خطوات سريعة الى المنزل ، لم تكن امرأة عادية فلقد لقبت بالعاصفة بالتاكيد هذا اللقب لم يأتي من فراغ ،فهي كافحت ودارت حول العالم كي تحصل على شهادة الماجستير في علم الاقتصاد والان اصبحت رئيسة احدى الشركات الكبرى في البلاد.


هي الان امراة في عقدها الرابع اسمها بثينة لم تتزوج بعد ولكن ملامحها الجميلة مازالت موجودة،وهي طويلة وممتلئة بعض الشيء،تعيش مع والدتها في فيلا كبيرة ،عندما تراها تلاحظ التصميم والعزم للوصول الى ارقى المناصب ولكن اذا تحدثت معها ستلاحظ انها امراة عادية كباقي النساء وهي انسانة خدومة فلم يطلب منها احد طلب الا وقدمت المساعدة.

عندما كانت بثينة تقرأ احدى التقارير المتعلقة بسلعة جديدة ستنتجها شركتهم ، دخلت والدتها وبيدها فنجان قهوة اعدته لابنتها وجلست على الكنبة المقابلة لبثينة واخبرتها انها مدعوة في نهاية الاسبوع لحضور حفل زفاف ابنة عمها من رجل قد سبق ان خطبها ورفضته خوفا ان يجعلها ربة منزل بعد ان كافحت لتصل الى اعلى المراتب، وعندما خرجت الام أغلقت بثينة كمبيوترها المحمول وسرحت في احدى زوايا غرفتها واخذت تفكر في حياتها ومستقبلها وسألت نفسها اهذا ما يرضيها؟ صحيح انها تعيش في فيلا كبيرة ولكن غرفها ساكنة بلا روح صحيح ان هذا الشعور يختفي في نهاية كل اسبوع بسبب وجود اشقائها الثلاثة وزوجاتهم وابناؤهم لكن بقية ايام الاسبوع يمر كالسنة .
في نهار يوم آخر ذهبت بثينة مع صديقتها هند الى احدى المراكز التجارية وعندما دخلن احدى محلات الاطفال لاحظت هند ان حجم الحذاء الذي اعجبها صغيرعلى ابنتها فطلبت من بثينة ان تبقى مع ابنتها كي تذهب الى المحل المجاور وتعيد الحذاء وتأخذ اكبر منه حجما،وبعد دقيقتين جاء اليها رجل طويل القامة يبدو عليه الثراء فقال لها: أريد منك خدمة...هل يمكن؟
استغربت بثينة من طريقته الغريبة وقالت له: تفضل
فقال:لا اعرف اي هذين الفستانين اجمل كي اشتريه لابنتي؟فأنا لست خبيرا في هذي الامور
فتمتمت بثينة واجابته ااظن ان الفستان الاحمر اجمل ومشت بخطوات اسرع الى المحل المجاور تاركة الرجل خلفها ممسكة يد الطفلة.

ولم تخبر أحد عن الموقف الذي جرى لها مع ذاك الرجل وبعد مرور عدة أشهر كان لها موعد مع أحد الوكلاء لمنتجات الألبان وعندما طرق الباب سمحت له بالدخول وترك الباب مفتوحا وألقى السلام و عندما رأته لم تعرف كيف ترد عليه السلام وذهلت كونه ذلك الرجل الذي رأته قبل اشهر ،عرفته وعرفها لأنها من النوع الذي لا يغطي وجهه،جلس على الكرسي وبدأ بالتحدث عن المشروع وعندما انتهى الحوار وقبل أن يخرج من الباب التفت إليها وقال بابتسامة خافته: أشكرك فلقد كان اختيارك موفقا وإذا كان الأسبوع به سبعة أيام فابنتي ترتديه أربع أيام، فضحكت بخفة وهي قائلة:العفو.
وبعد أسبوع فاجاءتها رسالة تقول :أتقبلين بي زوجا؟أتقبلين ان تكوني الزوجة الثانية ؟وأعدك أن أكون عادلا في كل شيء ،وان أردتي معرفة السبب ، فهو رغبتي بولد،اعتذر على الازعاج ولكن اريد الرد بسرعة.
تفاجأت بثينة بالرسالة ولم تعرف ماتريد، شيء في قلبها يقول نعم موافقة وعقلها لا يستجيب، أخذت اجازة من دون راتب مدتها أسبوع كي تفكر بعمق، عندما ترى الاطفال وترى ذلك الاستقرار الاجتماعي تستجيب للفكرة ولكن توجد هناك مطبة مرتفعة تسمى الزوجة الاولى .
أخذت بثينة تفكر بأمر يجعلها مرتاحة ورأت ان افضل حل ان تقابل زوجته الاولى ولكن بأي حجة ستقابلها؟

في مساء اليوم الثاني ذهبت الى بيت الزوجة الاولى بعد ان حصلت على المعلومات الكاملة عنه، نزلت من السيارة بخطوات ثقيلة مترددة ولكن فاجأتها الخادمة التي كانت تلعب مع الاطفال في حوش المنزل ،فتقدمت بخطوات سريعة وهي تمسك سير حقيبتها بقوة ،وسألت الخادمة عن سيدتها فأدخلتها مجلس الضيوف لتخبر السيدة عن الضيفة الغريبة وبعد دقائق دخلت السيدة وبيديها صينية بها عصير البرتقال الطازج واستغربت بثينة من هذه المرأة التي رحبت بها وكأنها تعرفها منذ زمن ، وبعدها بدأ الحوار الجاد ، وضعت بثينة الكأس على الطاولة والتفتت الى السيدة قائلة: لقد أعجبتني مساحة الارض التي بجواركم اهي لليبع؟
فأجابتها السيدة : انها لزوجي ، ولا أظنه يفكر ببيعها.
فقالت بثينة في خاطرها: اتكون لي؟
وبعد دقائق دخلت طفلة صغيرة بيدها وردة قطفتها من حديقة المنزل وقدمتها لأمها ببتسامة عريضة، فنظرت الأم الى ابنتها بكل حنان وأمسكت بالوردة وأخذت تشمها كما لو كانت عطرا فواحا ، واحتضنت ابنتها قائلة:ما رايك ان اضعها في مذكرتي الوردية؟
وهنا استغربت بثينة من هذا الزوج الذي يملك مثل هذه الزوجة الحنون ويرغب بالزواج من أخرىلأجل أن يكون له ولد لا يعرف أيكون بارا به أو عاق ، فوقفت بثينة شاكرة هذه السيدة على حسن ضياتها داعية الله ان يحفظ أهل هذه الدار ويديم عليهم المحبة والمودة.
ركبت بثينة سيارتها وقلبها مليء بالسعادة وضميرها مطمئن راض لأنها عرفت اي القرار سيريحها.

وبعد يومين أرسلت الى مكتبه فستان أحمر بمقاس طفلة معها رسالة خطية تقول: عجبت لأمر احدهم يملك بستان كبير مثمر ويطمع ببستان آخر لايدري أيثمر أم لا، وفي نهاية الرسالة كتبت له : أعتذر عن عدم القبول.

ودخلت البيت ولكن هذه المرة بيدها طفلة صغيرة يتيمة ذات ثلاثةأعوام ، وعندما سألتها الأم من تكون أجابتها والابتسامة تملأ وجهها : ألا تردين يا أمي أن أكون أنا والرسول...هكذا



https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png
موضوع حصري لمنتديات شباب باتنة

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى