المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معاناه متزوج^



ام بهاء
09-30-2013, بتوقيت غرينيتش 12:28 AM
معاناه متزوج^



معاناه متزوج



كثيرا ما نسمع عن معاناة الزوجات و ظلم الأزواج ، دعونا اليوم نسمع معاناة إنسان متزوج و نعرف مشاكله من خلال هذه الشكوى.

أكتب ممتلئً بالغضب تحترق أضلاعي ، وكأن صدري فرن "تميس"! أضغط على أزرار الكيبورد بتردد، ترتعش أصابعي قلقاً وكأني مقبل على حقل ألغام.. (والكتابة ماهي إلا حقل ألغام قابل للانفجار في أي لحظة)!

لمــــــاذا؟
لأنني خارجٌ للتو من شجار عائلي كالمعتاد، اختلفت مع زوجتي حتى كدت أن أرفع يدي عليها لولا أنني استعذت بالله من همزات الشياطين وانصرفت إلى مكتبي وأغلقت الباب عليّ حيث أمارس الكتابة لعلي أفرّغ من خلالها شحنات غضبي واحتراقي!

عجيب هو أمر المرأة.. هذا الكائن البشري .. المعقد.. الأناني.. المراوغ!
عجيب كل مافيها: تفكيرها، طريقة تعاملها، رؤيتها للأمور، سطحيتها في التعامل مع الحياة والظروف المحيطة بها.

كل ما تفكر به هو إرضاء أنوثتها ومتطلباتها، تنشغل بزينتها وأزيائها و أنا مشغول بخسائري المالية ومشاكلي في العمل وصراعاتي لإثبات وجودي في هذه الحياة المزدحمة بالمشاكل والإحباطات.

تحسب ألف حساب للمناسبات العائلية والأعياد وحفلات الزواج.. ماذا تلبس؟ وكيف تتميز في زينتها وفساتينها وأناقة أطفالها؟، وما لبسته في حفل البارحة لا يمكن أن تعيد ارتدائه في احتفال الليلة..، بينما أنا مأخودٌ بإحصاء ديوني وكيف أسدد فواتير الكهرباء والاتصالات وإيجار البيت ومصاريف المعيشة..
مشغولة هي بعلبة ماكياجها وماركة عطرها بينما أنا مشغول برغيف الخبز وارتفاع أسعار المواد الغذائية!

ترغب بقضاء الإجازة الأسبوعية في إحدى المنتزهات الجديدة، بينما أبحث أنا عن يوم لأرتاح فيها و أنقطع مع نفسي لأعيد حساباتي والتقط أنفاسي اللاهثة على مدار الأسبوع!
لا تفكر إلا في اللحظة الحالية.. كيف وأين وبأي طريقة تقضيها؟ بينما أفكر أنا في الغد والمستقبل المجهول وكيف أتخلص من الإيجار وأبني بيتاً أستقر فيه مع عائلتي وأعيش باطمئنان وراحة بال ؟

عجيب _والله_ أمر المرأة..
أشتري لها فستاناً بمبلغ كبير يستهلك (ربع مرتبّي) كي ترتديه في حفل زفاف صديقتها (ريم)... وأعتقد أنني أدّيت واجبي نحوها، حيث أصرف بقية الراتب على مقاضي البيت والفواتير ومصاريف الأولاد، ثم أتفاجأ أنها تأتي وتقدم لي البراهين والأدلة على أنّي مقصر معها وأنني لا أحبها ولا أفكر إلا بنفسي وأنني.. وأنني.. وأنني..

فقط لأن موعد خطبة قريبتها (سارة) على الأبواب ولا بد أن أذهب بها إلى السوق لأشتري لها فستاناً جديداً.
أوضح المسألة بهدوء وأنني اشتريت لها قبل أيام فستاناً بربع الراتب ـ وأستغرب هل احترق أم تمزّق أم سرق من بين يديها.. لكنها ترد بكل أنانية ولا مبالاة: (ياسلام تبيني ألبس نفس الفستان طول عمري)!!

مع أنها لم ترتديه إلا في ليلة واحدة، وفي حفل مختلف وفي حارة بعيدة عن منزل (قريبتها) وأحاول إقناعها لكنها تقيم الدنيا ولا تقعدها.. وتنهال علي بكلمات كأنها السيل.. إلى أن أغرق وأختنق!

فعلاً غريب هو أمر المرأة.. هذا الكائن الحي الغير قابل للنمو والاستقامه!
ومن أكثر الأشياء التي تدفع بالأمور إلى الهاوية وتعقد المسألة هي ظاهرة (المقارانات)، وأنا رجل لا أكره في حياتي شيئاً كرهي للمقارنة مع فلان وفلانة.. لكن المرأة لا تعي ذلك ولا تتفهمه..

مع هذه المقارنات.. كل يومٍ هي في شأن، حتى أصبحت حياتنا قائمة على المقارنة وتقليد الأقارب والجيران والأصدقاء والتنافس معهم فيما يفعلون وما يشترون وما يمارسون، بين يوم وآخر تأتيني لتقارن :

فلان أحضر خادمة ومربية وأنت لست أقل منه ، وآخر اشترى لزوجته موبايل (آخر موضة) وأنا لست أقل منها، وثالث ذهب بعائلته لقضاء الأسبوع في ذلك المنتزه ونحن لسنا أقل منهم، وأبو فلان أدخل طفله في روضة خاصة وطفلنا ليس أقل منه، وهكذا أستمر في حياة زوجية توجهها المقارنة ويبنيها التشبه والتقليد والقياس بالغير، حتى أني بت لا أستغرب إن جاءتني يوماً ما وطلبت منّي أن أنقص وزني لأن زوج إحدى صديقاتها أنقص وزنه، أو أن أخصم من راتب الشغالة (التي لم أحضرها بعد)! وأعاقب (المربية التي لن أحضرها أبدا) لأن الجيران فعلوا ذلك مع شغّالتهم ومربيتهم!

أو أن أغيّر طريقة لبسي للغترة لأن صديقتها دائماً تتحدث عن أساليب زوجها وابتكاراته في لبس الغترة، طيّب.. وما دخلي أنا إذا كان زوج صديقتك إنسان فارغ يعناني من بطالة فكرية وليس عنده هم إلا المظاهر والزينة؟!

وهكذا كل ما يفعله زوج لزوجته أو أطفاله أو عائلته وتسمع به تأتي وتطالبني بتقليده، وإلا فأنا مقصّر ولست على قدر المسؤولية، ثم تبدأ معي نقاشاً حاداً ينتهي غالباً بمشاجرة وغضب وخروج من المنزل.

نعم.. كل الأشياء التي يفعلها الأزواج لزوجاتهم لابد لي أن أجاريها وأقلّدها.. كل الأشياء التي تخطر على البال إلا شيء واحد فقط " عندما يتزوج أحدٌ على زوجته.."!
هذا هو الشيء الوحيد الذي ليس لي الحق أن أعلم به، فإن علمت به فممنوع عليّ أن أقلده، أو أن أفكر حتّى في المنام بتقليده، وأحيانا تجبرني أن أصدر بياناً (كبيانات الجامعة العربية) أشجب فيه وأستنكر فعل هذا الزوج الظالم المتخلف، وإذا كنت أعرفه فلابد أن أقطع علاقاتي به وأتبرأ من صداقته وأعترف أمام الرأي العام أنني ضد هذا التصرف المنكر وإلا فالويل لي..!

ما أجهل المرأة وما أقصر نظرتها وما أسخف اهتماماتها وما أبعدها عن الحق والعدل..
ما أضلّها وأظلمها إن هي تعاملت مع زوجها كآلة لضخ الأموال في يديها وضخ الأطفال في رحمها!!

أنا وزوجتي نعيش في تنافر دائم كأننا قطبي مغناطيس أنا الموجب وهي السالب وكلما حاولنا أن نتقارب يزداد تنافرنا، ولا نكاد نلتقي ونتفق إلا في أضيق الأمور..

لاشيء يجمعنا.. نقاشاتي لا تروق لها، فإن أردت أن أتحدث معها فعليّ أن أتنازل عن فكري وأضعه جانياً وأبدأ أناقشها عن مشاكل الجيران وتصرفاتهم أو أن أستمع لها وهي تغتاب إحدى زميلاتها أو تحكي تفاصيل جريمة قرأتها في الصحيفة أو إعلان شاهدته على إحدى القنوات عن عطر جديد أو شيء من هذا القبيل..

أم أنا فمحكوم عليّ بالصمت والإنصات والاستسلام لهذه النقاشات الهامشية التافهة..
فإن حدثتها عن فيلم (نظرية المؤامرة) لجوليا روبتس وميل جبسون فكأنني أحدثها عن معادلات فيزيائية معقدة، وإن حدثتها عن كتاب (جادة الرؤيا) لأمين الريحاني فكأنني أحدثها عن التوارة والأنجيل!
أما إن حدثتها عن نفسي وعن آرائي في العمل والحياة فإن كلماتي تدخل من أذن لتخرج من الأذن المقابلة، نختلف في كل شيء حتى أن هذه الاختلافات لكثرتها وتعددها بدأت تفسد علاقتنا وتشوه حياتنا وتعيق تواصل قلبينا رغم أنهم يقولون (اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية)!!

أنا أحب زوجتي وأحترمها وهي كذلك تبادلني نفس الشعور إلا أنني أطالبها بمزيد من التفاهم وهي تطالبني بمزيد من التنازل والخضوع، أنا على استعداد لأن (أقترب) منها لكنها تريدني أن (أتبعها) وأنقاد لاهتماماتها ومزاجها المتقلّب !

زوجتي العزيزة .. أما لآن:
صحيح أني بدأت أشعر ببعض الراحة وقد قمت بتفريغ شحنات الغضب والاستياء عبر هذا المقال.. وسأنصرف من مكتبي الآن لكنني لا أعلم على أي حال تنتظريني وكيف ستستقبليني.. فإن هدأتِ وتناسيتِ الموضوع وتفهّمتِ وضعي ونفسيتي فسيمر هذا اليوم بسلام..

أما إن حدث العكس فهذا دليلٌ على أنك لا تريدين الخير وأنك فعلاً تنتمين لتلك الفئة الضالة، وأنا أقسم هنا أنني إن وصلت إلى قناعة أنك لا يمكن أن تتحسني، واننا فعلاً كقطبي مغناطيس ومحكوم علينا بالتنافر ، فذلك يعني أنني سأعيش في تعب وقلق يومي دائم وإنا لست على استعداد لهذا ولن أتردد أبداً في إعادتك إلى بيت أهلك بعد أن أصيح في وجهك بهذه الكلمات المباحة: (أنت طالق.. طالق.. طالق)!

منقول



https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png
موضوع حصري لمنتديات شباب باتنة

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى