ترشة عمار - من التعليم الثانوية حساني عبد الكريم - الوادي








الرأسمالية... أن يتحول الإنسان إلى كوجيتو مستهلك ؟

لخصت لكم من ...كتاب كامل ماركوز" الإنسان ذو البعد الواحد"...


الإنسان بوصفه كوجيتو مستهلك :

إن سمة المجتمع الصناعي كما يراها ماركوز أنه مجتمع الوفرة والمقصود بالوفرة في مستوى المنتوج والسلعة فهو له فائض إنتاج من السلعة من جهة وهو أيضا مجتمع الرفاه والرفاه ما يحقق راحة الناس وإحساسهم بالسعادة فالتقنية تزيل العناء لأن ما اعتاد الإنسان القيام به يصبح موكولا للتقنية وللآلة .فما يميز المجتمع الصناعي هو تحويل الإنسان نحو هدف واحد تتمثل في خلق لدى الإنسان "حاجة لا تقاوم إلى إنتاج واستهلاك ما هو زائد عن الحاجة " بل إن الإنسان لا يتعرف على نفسه إلا من خلال البضاعة ومدى امتلاكه للأشياء "فالناس يتعرفون على نفسهم في بضائعهم ويجدون جوهر روحهم في سياراتهم وجهازهم التليفزيوني الدقيق الاستقبال" فأي نموذج مقترح يقدمه المجتمع الصناعي في مجرد أفراد لا هم لهم سوى مزيدا من الاستهلاك وتحولهم إلى مجرد رغبة لامتناهية في الإستهلاك . وأي وعي مشروط بمدى تلبيته للحاجيات ؟ إنه بلغة هيجل مجرد "وعي شقي" وهو بلغة ماركس"وجود مغترب". فما معنى أن يكون الإنسان مغتربا ؟




الإنسان المغترب:

لقد حددت الموسوعة الفلسفية مادة اللغة العربية الاغتراب كما يلي " الاغتراب بالمعنى الحقيقي هو التنازل عن الملكية لصالح آخر ، وتعني في الطب الاضطراب العقلي الذي يجعل الإنسان غريبا عن ذاته ومجتمعه ونظرائه أما في الفلسفة فتشير إلى غربة الإنسان عن جوهره وتنزله عن المقام الذي ينبغي أن يكون فيه ، فالاغتراب نقص وتشويه وانزياح عن الوضع الصحيح وقد بدأت هذه المقولة مع هيقل وماركس ووجدت بعض سماتها في فلسفة هوبز وروسو " بهذا المعنى للاغتراب دلالات عدة فهو يمكن أن يكون اقتصادي أو اجتماعي أو سياسي ويبدو أن الاغتراب بوجوهه المتعددة يجد له مكانا في كتاب كامل ماركوز فانطلاقا من الفصل الثاني الذي يحمل عنوانا له " انغلاق العالم السياسي " وما يمثله مفهوم الانغلاق من دغمائية وانسداد في الأفق ، فعلى الصعيد الاجتماعي والاقتصادي يظهر الاغتراب حين يصبح "الاقتصاد وشيج الارتباط بنظام عالمي من التحالفات العسكرية والإتفقات النقدية والمعونة التقنية وخطط التنمية "وفي نفس السياق "وفي الوقت ذاته تتلاشى الفوارق بين العمال والفنيين والنقابيين وأرباب المصانع". فينعدم أي شعور بالاغتراب لأننا أمام اغتراب مضاعف اغتراب الانسان داخل هذا النظام الصناعي وعدم الوعي بالاغتراب وهو ما يعني أن الاغتراب ذاته مغترب , ويبلغ الاغتراب حدته على الصعيد السياسي " بتزايد صعوبة التمييز بين برامج الأحزاب الكبيرة التي بلغت درجة متماثلة من الرياء وهذا الاتحاد بين المعارضين يثقل بوطأته على إمكانيات التغيير الاجتماعي". نستنتج أن التواطؤ بين المعارضة والحزب الذي يوجد على هرم السلطة أصبح واضحا سواء في مجالات النقابات أو السياسة بحيث يصعب التمييز بين برامج الأحزاب وأهدافها نظرا للتماثل والتجانس وحتى "الثقافة الرفيعة " التي من المفروض رسمية أنها تخلق أفقا من الحلم والتحرر لم يعد بإمكانها أن تقدم مثل هذا الحلم لأنها انغمست بدورها في فضاء من السلم واللامبالاة واندمجت بالنظام القائم "فاتخذت شكل البضاعة فموسيقى الروح هي أيضا موسيقى تجارية"







من خـطأ
أن تصمت والمبادئ الجميلة تموت أمام عينيــك
والقيم السامية تجلد أمامك
وتختار بكامل إرادتك أن تكون ذلك الشيطان الأخرس الساكت عن الحق






في امان الله........دعواتكم










©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©