وزارة التربية الوطنية
المفتشية العامة للبيداغوجيا
لتحضير امتحان شامل الشهادة بكالوريا BAC

المادة: فلسفة الشعبة: العلمية

--------------------------

الموضوع الأول: هل يمكن اعتبار المفاهيم الرياضية عقلية محضة؟

الموضوع الثاني: أثبت صحة الأطروحة
القائلة(...يجب أن نقتنع بأننا لا نمتلك العلاقات القائمة بين الظواهر إلا
بوجه تقريبي، وأنَ القوانين التي نصوغها هي أبعد من أن تمثل حقائق ثابتة).

الموضوع الثالث(النص).


إن الفلاسفة ثمرة عصرهم وبيئتهم إذ في الأفكار الفلسفية تتجلى أدق طاقات
الشعوب وأثمنها وأخفاها،والفلسفة ليست خارجة عن الواقع،وبما أنّ كل فلسفة
حقيقية هي زبدة زمانها فلابدّ أن يحين الوقت الذي يكون فيه للفلسفة عقد مع
واقع عصرها وعلاقات متبادلة بينها وبين الواقع لا من الداخل فقط من حيث
محتواها،بل وأيضا من الخارج من ناحية مظاهرها،وعندها لن تعود الفلسفة
تضاربا بين المذاهب،بل مجابهة للواقع،أي فلسفة للعالم الحاضر.....وإذا لم
يهضم الأفراد المنعزلون الفلسفة الحديثة وكانوا ضحية لسوء هضم فلسفي فليس
دليلا ضد الفلسفة كما أنّ الضرر الذي يلحق بعض المارين جراء انفجار آلة
تسخين لا يعدّ دليلا ضد علم الميكانيك))... كارل ماركس.

المطلوب:اُكتب مقالة فلسفية تعالج فيها مضمون النص.








وزارة التربية الوطنية
المفتشية العامة للبيداغوجيا
الإجابة النموذج مقترحية

--------------------------------------

*- طرح المشكلة:04/04ن
لقد اختلف المفكرون في موضوع أصل المفاهيم الرياضية ونتج عن هذا الاختلاف
موقفين متعارضين موقف عقلي يرجع أصل المفاهيم الرياضية إلى ابتكار العقل
دون التجربة وموقف تجريبي يرجعها إلى التجربة الحسية رغم طابعها التجريدي
العقلي .والتساؤل الذي يطرح هنا من خلال التعارض الحادث بين الموقفين هل
المفاهيم الرياضية انبثقت من العقل أم من التجربة؟
و هل يمكننا تهذيب هذاالتناقض وإزالته ؟ -سلامة اللغة
محاولة حل المشكلة:
التحليل محاولة حل المشكلة:12/12 .

أولا : عرض الأطروحة (الموقف العقلي)


الموقف : يرى هذا الموقف أن المعاني الرياضية نابعة من العقل وموجودة فينا
قبليا بمعنى أنها سابقة عن كل معرفة حسية تجريبية فهي توجد في العقل بصفة
فطرية أي لا تكتسب عن طريق التجربة,فالطبيعة مثلا لا تحتوي على الأعداد
وإنما على كثرة مبعثرة من الأشياء المادية وكذلك المكان الهندسي الذي يوصف
بأنه فراغ مجرد ولا نهاية له لا يشبه في شيء المكان الحسي الذي نعرفه في
التجربة يقول غوبلو«إن موضوع العلوم التجريبية إنما هو البحث في الظواهر
الطبيعية والقوانين المسيطرة عليها فغايتها إذا هي البحث فيما هو وتعليله
أما العلوم الرياضية فهي مستقلة عن الظواهر الطبيعية ولا تحتاجها في
أحكامها أن مادتها حقيقية»....ويمثل هذا الموقف عدد من الفلاسفة منهم
–أفلاطون,ديكارت,مالبرانش,كانط.

الحجة : -حيث يرى أفلاطون أن المفاهيم الرياضية هي أواليات توجد في العقل
وتكون واحدة في الذات ثابتة وأزلية ويرى ديكارت أن الأعداد والأشكال
الرياضية أفكار فطرية موجودة في النفس وهي أزلية أيضا
-ويذهب كانط إلى أن مفهوم الزمان والمكان والعلية مفاهيم سابقة عن التجربة
فهي قوالب قبلية وخلاصة هذا القول أن المادة الرياضيات علم عقلي فطري يكتشف قبل
التجربة.
– نقد الأطروحة: لقد بالغ العقليون في حججهم التي أنكرت نشأة المفاهيم
الرياضية من التجربة وقد أثبتت الدراسات المادة التاريخية لعلم المادة الرياضيات أن
التجربة هي التي قدمت المواد الأولية للفكر بصفة عامة و للفكر الرياضي بصفة
خاصة ودليل ذلك ظهور الهندسات الإقليدية التي ارتبطت بالمكان الحسي .
ثانيا :عرض نقيض الأطروحــة .. الموقف التجريبي

الموقف : يرى هذا الموقف أن المفاهيم الرياضية مأخوذة من التجربة الحسية
والملاحظة العينية كما أن المفاهيم الرياضية وإن بلغت أقصى مراتب التجريد
والاستقلال عن الحس ليست فطرية في العقل بل هي مكتسبة عن طريق الحواس
اكسبها العقل بالملاحظة والتجربة فهي مستمدة من المحسوسات ويمثل هذا الموقف
–دافيد هيوم,جون لوك,جون ستيوارت مل.

الحجة : -حيث يرى دافيد هيوم أن من يولد وهو فاقد لحاسة ما لا يمكنه أن
يعرف ما يترتب من انطباعات على تلك الحاسة المفقودة من معاني وأفكار
-ونفس الرأي عند ستيوارت مل إذ يقول‹أن النقاط والخطوط والدوائر التي
يحملها كل واحد منا في ذهنه هي مجرد نسخ من النقاط والخطوط والدوائر التي
عرفت في التجربة›.
-أكبر دليل على أن المفاهيم الرياضية مفاهيم حسية تجريبية عملية مسح
الأراضي عند قدماء المصريين كانت سببا في نشوء الهندسة وكذلك ظاهرة المطر
والتي أوحت بفكرة الدوائر إلى جانب ظاهرة الحصى والأصابع التي أوحت بفكرة
العدد وكنتيجة أن المفاهيم الرياضية مفاهيم حسية تجريبية.
نقد نقيض الأطروحة: إذا سلمنا أن المفاهيم الرياضية مأخوذة من التجربة
الحسية كباقي المفاهيم العلوم الأخرى فكيف نفسر ثبات المعاني الرياضية
ونتائجها على عكس العلوم الأخرى التي تتغير فيها النتائج والمعاني على حد
سواء.
التركيب تهذيب التعارض: الواقع أن النظر إلى مادة التاريخ المادة الرياضيات يثبت لنا أن
المفاهيم الرياضية لا يمكن أن تكون محسوسات تجريبية ولا مفاهيم مجردة
عقلية يقول أحد المفكرين‹ لم يدرك العقل مفاهيم الرياضية في الأصل إلا من
جهة ما هي ملتبسة باللواحق المادية ولكن انتزعها بعد ذلك من مادتها وجردها
من لواحقها حتى أصبحت مفاهيم عقلية محضة بعيدة عن الأمور الحسية›وعليه
فنشأة المادة الرياضيات تجريبية عقلية. –توظيف الأقوال.

خاتمة( حل المشكلة) 04/04
استخلاص موقف شخصي -تبرير الموقف
من خلال هذا العرض يمكننا استخلاص موقف يتمثل في تكامل كل من التجربة الحسية والقدرات العقلية في نشأة المعانى الرياضية .

----------------------------------------

الموضوع الثاني: أثبت صحة الأطروحة القائلة((...يجب أن
نقتنع بأننا لا نمتلك العلاقات القائمة بين الظواهر إلا بوجه تقريبي، وأنَ
القوانين التي نصوغها هي أبعد من أن تمثل حقائق ثابتة)).



الطريقة : استقصاء بالوضع.

طرح المشكلة:04/04ن
خلافا للنظرة الوثوقية التي ترى في نتائج العلم حقائق يقينية يقينا
مطلقا،فإن بعض العلماء يرون بأن قوانين العلم قوانين نسبية،فإذا كانت هذه
الأطروحة التي أمامنا تحتاج الى دفاع فكيف ياترى يمكن لنا إثباتها
والتدليل على صحتها؟
-سلامة اللغة

..................................................


*-محاولة حل المشكلة:-عرض منطق الأطروحة.12/12ن:"إن كل مايصله العلم من
حقائق ومايصوغه من قوانين هي أحكام نسبية قابلة للتعديل والتغيير فلاوجود
لمعرفة علمية مطلقة الحقائق.

- المسلمات والحجج: المعرفة العلمية التجريبية وعكس التفكير الرياضي
المجرد تتعامل مع ظواهر الطبيعة والواقع بما فيها من تعقيد وتشابك((الطبيعة
لاتكشف عن حقائق دفعة واحدة))
- مايكتشفه الباحث من حقائق متوقف على مايملكه من وسائل وأجهزة ومايتوفر عليه من دقة الملاحظة وقوة التحليل والإستنتاج.

.................................................. ..

*-الدفاع عن الأطروحة بحجج شخصية:-يثبت مادة التاريخ العلم أن ماكان يُعدّ في
السابق حقائق علمية كبيرة واكتشافات مذهلة يبدوا اليوم أفكارا بسيطة ساذجة
مثل فكرة ثبات الأرض في عهد غاليلي
*-الإيمان بنسبية القوانين العلمية دعامة هامة للروح العلمية لأنه يحفزعلى مواصلة البحث ويحطم النزعة الوثوقية الدوغماتية.

.............................................


*-عرض موقف الخصوم ونقده:يرفض المتعصبون للعلم الإقرار بهذه النسبية وهم
بذلك مخطئون لأن العلم لوكان مطلقا لما تطور ولتوقفت حركة البحث العلمي منذ
بدايتها ولما احتاج الإنسان لأنماط التفكير الأخرى(غير العلم) وهذا
مايكذبه الواقع مع الإستئناس بأمثلة وأقوال.

خاتمة( حل المشكلة) 04/04
التأكيد على مشروعية الدفاع:إن الأطروحة التي ترى في قوانين العلم حقائق
نسبية هي أطروحة صحيحة ولها مايبررها. مع الإستئناس بأمثلة وشواهد وأقوال.

-----------------------------------------------------

*-الموضوع الثالث:النص''لصاحبه: كارل ماركس.
-1طرح المشكلة:04/04ن:
كثيرا ماتعرضت الفلسفة لإنتقادات واعتراضات بإعتبارها تأملات تجافي الواقع
وبإعتبار بعض الفلاسفة فضلوا الإنعزال والإنطواء عن المجتمع فضل الفيلسوف
الألماني الإشتراكي كتاب كاملة نصه هذا ليبين المهمة المنوطة من الفلسفة والدور
الذي يجب أن تقوم به طارحا الإشكال التالي:كيف يمكن للفلسفة أن تتقلد
مهمتها الصحيحة والحقيقية وتخرج من عزلتها؟
*-محاولة حل المشكلة:12/12ن
*-موقف صاحب النص: لايمكن للفلسفة أن تكون فلسفة حقيقة إلا إذا تبنت قضايا عصرها وعاش الفيلسوف مشكلات الواقع فيتأثر بها ويؤثر فيها.
*-ضبط الحجج: إن إنعزال بعض الفلاسفة عن الواقع لايعبر عن حقيقة الفلسفة
فاالفلسفة ليست فكرا إنعزاليا متعاليا يعيش على هامش المجتمع فخطأ بعض
الفلاسفة لاتحمل مسؤوليته الفلسفة.
*-تقييم النص مع إبداء الرأي الشخصي: حقا يجب أن تحتل الفلسفة مكانتها
الحقيقية وأن تعود الى سابق عهدها مثلما كانت أم لجميع العلوم يجب أن تكون
الفلسفة رائدة بريادة الفكر والعقل وصحيح أنه لابد للفلسفة من الإهتمام
بالواقع وتغييره بإعتبار أن الفيلسوف يحكم أكثر من غيره جانب الحكمة وعمق
التفكير كما تتوفر فيه عدة خصال تؤهله للمساهمة في خدمة الواقع وتغييره نحو
الأحسن فالحكماء ورثة الأنبياء والأنبياء قدوة الحكماء ومثالهم الذي يحتذى
فالفسفة افضل علم بأفضل معلوم مثلما قال الفرابي.
خاتمة( حل المشكلة) 04/04: إذن لايحق للفلاسفة أن يركنوا للعزلة والتأمل
البعيد عن مشكلات الناس بل يجب أن ينغمسوا في قضايا مجتمعاتهم ليساهموا في
تغيير واقعهم نحو الأفضل والأحسن لذلك صدق ماركس حينما قال((إن الفلاسفة
إهتموا بتفسير العالم ولم يهتموا بتغييره)).



تحياتي...مع دوام الاستفادة معنا






©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©