10 خطوات لتحسين الذاكرة
كثير من الناس يُعانون من مشكلة النسيان ھذه الأيام, ويشتكون من عدم
تذكّر المعلومات الھامة حين يحتاجونھا.
في ھذا الموضوع نتحدث عن بعض الخطوات البسيطة التي من الممكن
ممارستھا لتحسين أداء الذاكرة في الحياة اليومية, وكذلك في المذاكرة،
على اعتبار أننا في موسم الامتحان شاملات ھذه الأيام.
لو أردت تحسين ذاكرتك -عزيزي القارئ- يمكن أن تتبع ھذه الخطوات:

1- الاعتقاد:
لو كنت تؤمن أن ذاكرتك ضعيفة وتؤكد ھذا لنفسك وللآخرين طوال الوقت؛ فإن ھذا أحد
العوامل المؤثرة في ضعف الذاكرة!
لتكن اعتقداداتك إيجابية عن نفسك كي تستطيع تحقيق ما تريد؛ فلو طلبنا من
شخصين (مثماثلين في القدرات الجسدية) أن يَجريا حول الملعب 10 مرات, وكان
أحدھما فاقد الثقة في قدراته ولا يعتقد أنه يستطيع إنجاز ھذه المھمة؛ بينما الآخر
واثق تماماً من قدراته؛ فأيھما -في رأيك- سيمتلك الحماس الكافي لأداء ھذه المھمة؟
ربما يكون السبب الحقيقي لإخفاقنا ھو إيماننا التام أننا لا نستطيع النجاح.. وتذكّر دائماً
أننا نُذاكر كي ننجح وخلاص، لن نصبح الأوائل أبداً.. لأنه الإنسان ساعتھا سيبذل
مجھوداً متناسباً مع اعتقاداته المتواضعة عن نفسه.

2- الفھم:
يُحكى أن ولداً كان يغشّ في الامتحان شامل؛ فسأل صاحبه: "إجابة السؤال الخامس إيه؟"
فأجاب: "الرسول صلى الله عليه وسلم" فسأله من جديد: "صلى الله عليه وإيه؟."!!
لو كنت تُذاكر درساً لا تفھم منه حرفاً, ستجد أن تذكّره صعب للغاية.. لذلك ينصح أن
تقرأ الدرس (أو تستوعب الشيء المراد تذكّره) وتفھم المعاني الموجودة فيه أولاً.
لذلك ففي المذاكرة يُنصح بقراءة الدرس وفھمه أولاً, بدلاً من البدء في الحفظ.. يمكّنك
أن تضع أرقاماً وخطوطاً تحت العبارات المھمة كي تعرف الأجزاء المراد حفظھا, وتميزھا
عن التي يجب فھمھا فقط. الاستيعاب والفھم أولاً يوفّران مجھوداً كبيراً في الحفظ.

3- التكرار:
ھناك معلومات لا يمكنك نسيانھا أبداً (اسمك- عنوانك-..) في حين تغيب معلومات
كثيرة عن أذھاننا رغم أھميتھا (ما ھو رقم بطاقتك؟) والسبب ھو أن المعلومات
المستخدمة بكثرة؛ يعتبرھا المخ معلومات مھمة وتنتقل إلى الذاكرة طويلة الأمد.. تكرار
المعلومة يساعد على تثبيتھا بشكل أفضل.. لذلك حاول استخدام المعلومة الجديدة
قدر المستطاع.
تكرار المعلومة عن طريق شرح مفصلھا لأحد (أو حتى تخيّل أنك تشرح مفصلھا لأحد) مفيد في
تثبيتھا في ذھنك.. وكذلك كتاب كاملة ھذه المعلومة بنفسك على الورق؛ لأن ھذا ينشّط
الذاكرة الحركية ليدك؛ فكم مرة نسيت رقم تليفون معين, ولم تتذكره إلا حين أمسكت
بالتليفون وسمحت ليدك أن تطلب ھي الرقم؟
الفكرة ھنا ھي تكرار المعلومة واستخدامھا على قدر المستطاع.. سواء عن طريق
تكرار قراءتھا أو كتاب كاملتھا أو ترديدھا، والأھم من كل ھذا: استخدامھا.

4- الإيقاع الصوتي:
" -لو كنت بتفتكر دروس مفصلةك زي ما بتفتكر الأغاني, كان زمانك فلحت."!
لا تخلو عبارة التوبيخ الشھيرة ھذه من حكمة ما.. فالأغاني فعلاً سھلة الحفظ؛ لأن من
السھل استرجاع المعلومات التي تم تلحينھا.
فمثلاً يمكنك حفظ (أسماء الله الحسنى) لو تذكّرتھا باللحن الإنشادي الشھير.. وكذلك
أغنية الحروف الأبجدية الإنجليزية؛ لھذا السبب تمّ نظم قواعد اللغة مادة اللغة العربية في قصيدة
شعرية (ألفية ابن مالك) كي يسھُل على الدارسين حفظھا.. الأغاني نفسھا,
ستتذكرھا بشكل أسرع لو سمعتھا بدلاً من قراءة كلماتھا فقط.
فإن استعصت عليك معلومة ما, ربما يكون الحل ھو أن تقوم بتلحينھا كي تستطيع
استرجاعھا بسھولة.

5- المرح:
إضفاء عنصر المرح والسخرية على المعلومات يجعلھا أسھل في الحفظ؛ فمثلاً لو أردت
أن تحفظ اسم عالم الأحياء (مالبيجي) يمكنك أن تتخيله في شكل الفنان محمود
(المليجي)، وھو يلبس بالطو أبيض ويمسك بالسماعة! عندھا سيكون حفظ الاسم
أسھل.
حتى لو أردت أن تحفظ اسم شخص ما, قد يكون من المفيد جداً أن تفھم معنى ھذا
الاسم وتربطه بھذا الشخص بشكل مضحك.. فلو كان اسمه (سعيد) يمكنك أن تتخيله
وھو يضحك حين ولادته؛ بدلاً من أن يبكي ككل الأطفال الرضّع لأنه سعيد!.. وھكذا.
يمكنك كذلك أن ترسم رسوماً ھزلية صغيرة أمام كل معلومة تريد حفظھا في الكتاب كامل..
ستجد أن تذكّر ھذه الرسوم, سيستدعي المعلومات نفسھا في ذھنك.

6- الربط المكاني:
سيكون من الأسھل أن تحفظ معلومة جديدة, لو ربطتھا بمعلومة قديمة موجودة أصلاً
في الذاكرة؛ على سبيل المثال: لو قال لك شخص تُقابله لأول مرة أن اسمه (أسامة)..
سيكون من الأسھل أن تتذكر اسمه, لو ربطته بأحد (الأُسامات) الذين عرفتھم في
حياتك.. فلو انتبھت أن اسمه مثل اسم (أسامة بن لادن), سيكون من السھل
استرجاع الاسم.
ھذه الفكرة ھي أساس طريقة الربط المكاني.. فلو أردت أن تحفظ معلومات طويلة
متسلسلة بالترتيب (عناوين الموضوعات في ھذه الصفحة مثلاً)، يمكنك أن تتخيل أنك
تدخل مكاناً تعرفه جيداً؛ ليكن منزلك مثلاً، وتخيّل أن ھذه المعلومات مُوَزعة في أرجاء
المنزل.. فحين تدخل من الباب ستجد أمامك مباشرة المعلومة الأولى.. وفي المطبخ جزائري
المعلومة الثانية, وفي غرفتك المعلومة الثالثة وھكذا.. حاول أن تربط ھذه المعلومات
بالمكان الموجودة فيه بطريقة المرح التي تكلّمنا عنھا.. عندھا ستجد أن حفظ
المعلومات المتسلسلة قد أصبح مسلياً.

7- مصدر واحد:
كثير من الشباب يقعون في خطأ جسيم قبل الامتحان شاملات.. وھو أنھم يقومون بجمع
مذكرات 2014 أو ملخص شاملات يرونھا لأول مرة، ويتركون الأوراق أو الكتب التي اعتادوا مطالعتھا؛
على أساس أن ھذه الملخّصات فيھا المفيد!
ذاكر أو احفظ المعلومة من مصدر واحد.. لأن تكرار شكل الصفحة سيساعد العقل على
تتبع مكان المعلومة في الصورة الذھنية التي تم تخزينھا.
حتى وإن كنت تحفظ بشكل سماعي، حاول أن تتذكر نفس نبرة الصوت أو نفس
اللحن.. من الأسھل أن تحفظ القرآن من تلاوة قارئ بعينه؛ بدلاً من أن تشتّت عقلك
في أكثر من لحن.

8- الاھتمام:
معظم الشباب يعرفون جيداً أسماء لاعبي الكرة, أكثر من أسماء وزراء مصر!
السبب ھو أن المعلومة غير المھمة - بالنسبة لنا- تسقط من الذاكرة حتى وإن تكررت
عشرات المرات.. لو لم تكن المعلومة المراد حفظھا تثير فضولك وتستدعي انتباھك,
وتنبع من مجال اھتماماتك, سيكون من الصعب التركيز في حفظھا، وستجد عقلك
شارداً في عشرات الموضوعات الأكثر أھمية من وجھة نظرك.
فلو أعطيتك كتاب كاملاً في "البيولوجيا الجزيئية" قد تجد صعوبة في قراءته؛ فضلاً عن حفظه..
أما لو كنت مھتماً بھذا الفرع الشيّق من العلوم, ستكون مستمتعاً بالقراءة، ومن ثم
قادراً على استرجاع المعلومات.
قد يسألني أحد الأصدقاء سؤالاً وجيھاً، وھو: "ماذا لو كنت لا أحب المادة التي
أدرسھا؟"
الإجابة البسيطة ھي: "أحب المادة التي تدرسھا"!
فالحب والكُره ليسا عملية لا إرادية، كما سنعرف في موضوع قادم؛ فبإمكانك مثلاً أن
تثير فضولك تجاه ھذه المادة لو كنت لا تحبھا؛ فمثلاً: لو كنت تكره المادة العلوم الفيزيائية و التكنولوجية.. تخيّل أنك
عالم فيزيائي سينقذ كوكب الأرض من دمار وشيك, عن طريق معرفة ھذه المعادلات
الفيزيائية واستخدامھا! أو تخيّل أنك مدرّس, سيقوم بشرح مفصل ھذه المعلومات لطلبته بعد
قليل.. لو لعبت ھذه اللعبة ستكون المذاكرة مسلّية وستكتسب المعلومات أھمية أكبر
بالنسبة لك.

9- البروفة العقلية:
بعض الطلبة يُعانون من مشكلة محدّدة، وھي أنھم يذاكرون جيداً ويحفظون دروس مفصلةھم
جيداً؛ لكنھم وقت الامتحان شامل يشعرون بالرھبة فينسون كل شيء!
لتجنّب ھذا الموضوع يمكن أن تجلس بعد المذاكرة وتتخيل أنك في لجنة الامتحان شامل,
وجرّب أن تحلّ أحد الامتحان شاملات بالفعل.. ھذه التمثيلية مھمة جداً؛ لأنھا تساعد على
تخطّي المواقف التي نخشى مواجھتھا.. أسلوب البروفة العقلية (أو كما يسميه علماء
يساعد على تھدئة الأعصاب؛ لأنك درّبت عقلك على مواجھة Desensitization ) النفس
ھذا الموقف واستطعت استرجاع المعلومات بالفعل في ھذه الظروف.

10- الصحة العامة:
في فترة الامتحان شامل ينصبّ معسكر المذاكرة وتقلّ الحركة؛ مما قد يؤدي إلى الخمول
والنعاس.. لذلك ينصح ببعض التمرينات الرياضية البسيطة أو ما يطلق عليه "سويدي"
التي تساعد على تنشيط الدورة الدموية لاستدعاء التركيز والنشاط.
كما يفضّل تناول الأطعمة التي تحتوي على الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة
(كالأسماك واللحوم الحمراء والبيضاء والخضروات.(..
كثير من الطلبة يتفاخرون بأنھم (مطبّقين بقالھم يومين) أي أنھم لم يناموا قبل
الامتحان شامل.. وھي ممارسات خاطئة؛ لأن النوم الجيّد قبل الامتحان شامل يساعد على استرجاع
المعلومات بشكل أفضل.

بالتوفيــــــــــــــق للجميــــــــــــع




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©