المادة :فلسفة
الاشكالية :العلاقات بين الناس
المشكلة3: اللفة والفكر
بيان طبعة المشكلة3: إذا لم تكن اللغة مجرد أصوات نحدثها ولا مجرد رسوم نخطها فما عساها أن تكون؟ أليست عبارة عن لإشارات ورموز نبدعها تساعدنا على تنظيم حياتنا الداخلية وعلى تحقيق التواصل مع غيرنا فضلا عن علاقاتنا مع العالم الخارجي؟
مفهوم اللغة؟
- هي مجموعة من الإشارات والرموز الاصطلاحية المتفق عليها أو المتواضع عليها اجتماعيا للدلالة على معنى من المعاني ولأجل التواصل والتفاهم بين أفراد مجتمع ما.
هل للحيوان لغة؟
يرى العالم البيولوجي المجري كارل فون فريتش1982-1996 أن الحيوانات لها قدرة على التواصل وتستخدم مجموعة من الإشارات تتمثل في إصدار أصوات أو حركات أو الإفرازات الكيميائية خاصة في مجتمع الحشرات تجربة النحل حيث تقوم النحلة التي تجد الطعام الرحيق برقصات دائرية تحرك فيها أجنحته وذيلها تخبرمن خلاله بقية العاملات بمكان وجوده وموضعه وبعده عن الخلية ،وهذا الأمر يجعل البعض منالا يتردد بوجود لغة لديها، وفي عالم الطيور فإننا نجد أن للببغاء قدرة على ترديد بعض الكلمات ،كما ن بعض الفقاريات العليا كالشمبنزي تستخدم بعض الإشارات الطبيعية شبيهة للإشارات التي يعتمدها الإنسان كالتبسم وعبوس الوجه ....
أنوا ع الإشارات؟
الإشارات الطبيعية الإشارات الاصطلاحية
- إشارات لا تحتاج إلى تعلم كالابتسامة بشاشة الوجه العبوس
- إشارات فطرية وطبيعية فهي حادث مدرك بالحواس ينقل الذهن إلى تصور حادث آخر غير مدرك بالحواس
- غير قابلة لا للتحليل ولا للتركيب لأنها ليست إشارات لغوية أو لسانية،وهي خاصة بالحيوان - نسق نمن الرموز المتفق عليها من طرف مجتمع ما
- مكتسبة بالتعلم
- يمكن تجزئتها وتحليلها وتوظيف عناصرها في جمل أخرى ومثال ذلك: القول :أنا فرحان،أنا حزين....
ما الفرق بين التواصل عند الإنسان وعند الحيوان؟
الواصل عند الإنسان التواصل عند الحيوان
- لغة الإنسان إشارات اصطلاحية
- مكتسبة
- تختلف من مجتمع إلى آخر ،كما يختلف الأفراد في أسلوب كلامهم
- تختلف أهداف اللغة عند الإنسان فهي أداة تواصل ووسيلة للتعبير عن أفكارنا وتصوراتنا وحالاتنا النفسية وخبراتنا ومختلف حاجياتنا....
- دائمة التطور ولها علاقة بالفكر
- لغة مسموعة ومكتوبة - لغة الحيوان إِشارات طبيعية فطرية
- غريزية
- نوعية تختلف باختلاف الأنواع
- لها غاية واحدة وهي تحقيق المآرب البيولوجية فقط الحياة والبقاء
- أصوات ثابت لا تتغير
- ليس لها علاقة بالفكر
- لا تملك إشارات مكتوبة
اللغة خاصية إنسانية
1/ اللغة ليست موروث بيولوجي فملاحظة كال فون فريتش للنحل لا تزيد عن كونها سلوكات غريزية تحركها منبهات طبيعية،ورقصات النحل ما هي إلا رد فعل آلي خال من التفكير وهذا ما يثبته عالم النفس جون واطسون مؤسس مدرسة السلوكية.
2/ وجودها عند الإنسان مرتبط بالفكر فهي إشارات اصطلاحية يستخدمها الإنسان للدلالة على معان ذهنية أفكار وتصورات يقصد من خلالها التواصل والتعبير.وهذا مايؤكده المؤرخ والفيلسوف المعاصر جورج غوسدورف حيث يقول اللغة كلمة السر التي تدخل الطفل على العالم الإنساني مستدلا بتجربة علمية: حيث قارنوا بين سلوك صغير قرد وسلوك صغير إنسان ووضعوهما في نفس الشروط ، فلاحظوا تشابه بين السلوكين وتشابه الاستجابات مابين 9أشهر إلى غاية 18شهرا ،لكن بعد هذا السن بدا الفارق يظهر بينهما إذ لوحظ أن القرد توقف تقدمه ،بينما انطلق الطفل انطلاقة جديدة عندما تعلم اللغة وهذا يعني أن الكلام ليس وظيفة عضوية بل ذهنية.وهذا ما ذهب إليه أيضا الفرنسي روني ديكارت الذي يرى أن الحيوان عاجز عن التعبير،وهذا العجز ليس نتاج نقص الأعضاء أو العجز المادي بل بسبب غياب الفكر أو العقل حيث يقول إنك تجد العقعق والببغاء قادرين مثلنا أن ينطقا بعض الألفاظ مثلنا ولكنك لا تجدهما قادرين مثلنا على الكلام أعني كلاما يشهد أنهما يعيان ما يقولان وما يثبت ذلك قصة الأمريكية هيلين كلير آدمز 1880-1968
3/ اللغة عند الإنسان لا تخبر عن الأشياء المادية فقط بل تتسع لتخبر عن تجارب الإنسان وخبراته ومعارفه وتصوراته الفكرية والقيم الجمالية والمعاني النفسية.....
4/ اللغة عند الإنسان غير مرتبطة بالعقل فقط بل بالإرادة أيضا حيث يستعمل الإشارات والرموز بوعي وعن قصد والدليل على ذلك قدرة الإنسان على الكذب
الاستنتاج: اللغة ليست مجرد تعبير انفعالي أوحيوي لأنها شكل نمن أشكال التعبير الفكري
العلاقة بين الدال والمدلول؟
إذا كانت اللغة مجموعة نمن الإشارات ذات دلالة وإذا كل علامة لغوية / لسانية تضم دالا وهو الإشارة أو الرمز،ومدلولا وهو الفكرة أو التصور الذهني الذي يشير إله الدال فهذا يعني أن لكل دال مدلول ولا يمكن تصور مدلول بدون دال أو دال بدون مدلول،لذا اعتقد بعض الفلاسفة أن العلاقة بينهم علاقة ضرورية وطبيعية بينما آخرون يقولون أن العلاقة ليست ضرورية بل اعتباطية تحكمية.
العلاقة بين الدال والمدلول علاقة طبيعية ضرورية العلاقة بين الدال والمدلول اعتباطية تحكمية
- يرى بعض الفلاسفة أن العلاقة بين الدال والمدلول علاقة طبيعية وضرورية بحيث كل دل يطابق ويشير إلى ما يدل عليه في العالم الخارجي حيث يبين أفلاطون في محاورة كراتيل أن العلاقة بينهما علاقة محاكاة تعكس فيها الكلمات أصواتا طبيعية حيث أن الكلمات هي أدوات تسمى بها الأشياء وتحمل معناها وماهيتها ،وهذه الأسماء وضعت على نحو طبيعي وحسب الخصائص الذاتية إلي تحملها هذه الأشياء مثال:خرير المياه، زقزقة العصافير...
- يرى إميل بنفينست عالم لغوي فرنسي معاصر أنه لا يمكن الفصل بين الدال والمدلول،يقول: إن العلاقة بين الدال والمدلول ليست اعتباطية بل هي على العكس علاقة ضرورية لأن العلامة اللسانية بنية موحدة بين الدال والمدلول،ولا يمكن تصور دال بدون مدلول ،كمنتا أن الإنسان لا يقبل الأصوات التي لا تحمل معنى أو مضمون.
النقد: لو كانت العلاقة طبيعية لما تعددت اللغات ولما تعددت الألفاظ للمعنى الواحد في اللغة الواحدة لفظ أسد في اللغة مادة اللغة العربية، بل إنه يتغير من لغة إلى لغة أخرى كلمة أخت /soeur/sister والقول أن العلاقة طبيعية يتناقض مع القول أن اللغة اصطلاحية أو اشرات متفق علي من طرف مجتمع لأنها من إبداع الإنسان . - يرى بعض الفلاسفة أن العلاقة بين الدال والمدلول اعتباطية تحكمية أي تواضعية عفوية،فلا وجود لضرورة منطقية أوتجريبية تربط بين الدال والمدلول لأنها من وضع وإبداع الإنسان ،والعلامة اللسانية ليست توحيد بين دال ومدلول بل بين مفهوم وصورة سمعية مثال مجموع الأصوات ا،خ،ت ليست إلا إشارة تم اقتراحها من طرف المجتمع دون مبرر، وهذا ماذهب إليه السويسري فرناند دوسوسير حيث يقول أن الرابطة بين الدلال والمدلول رابطة تحكمية أي الرموز اللغوية وضعها الإنسان،وما يدل على ذلك تعدد اللغات.
- النقد: لكن القول باعتباطية اللغة لا يستلزم أن الفرد له الحرية في وضع العلامات لأنها مقيدة بالاستعمال الاجتماعي.




ما العلاقة بين اللغة والفكر؟
إذا كانت اللغة مجموعة من الرموز والإشارات الاصطلاحية أبدعها الإنسان وتواضع غليها للتعبير عن الأفكار والتواصل، فإنه في بعض الأحيان يتعذر عند البعض التعبير التردد أثناء كتاب كاملة رسالة أو مقالة،فلا يجدون الكلمات المناسبة للمعنى الذي يجول بخاطرهم،لذا فقد اختلف الفلاسفة في طبيعة العلاقة بين اللغة والفكر ومنه نتساءل: هل اللغة والفكر منفصلا ن أم متصلان؟
الاتجاه الثنائي/ الانفصاليين الاتجاه الأحادي / الاتصالي
- يرى بعض الفلاسفة إن اللغة والفكر منفصلان لأنهما متمايزان ،فالفكر عملية عقلية ذاتية خاصة بالفرد بينما اللغة هي مجموعة من الرموز المتواضع عليبها اجتماعيا ،وهذا ما ذهب إليه روني ديكارت حيث أن اللغة ليست هي الفكر نفسه بل مجرد أداة للتعبير.،ومن جهة الفكر أوسع من اللغة :فالمعاني والأفكار تتسم باللانهائية بينما اللغة مجموعة من الألفاظ المحدودة والمعدودة ،فليس هناك تناسب بين القدرة على التعبير والقدرة عل التفكير،كما أنها فقاصرة على احتواء أفكارنا والتعبير الدقيق عنها والدليل على ذلك كثيرا ما يلجا إلى الحركات والإشارات وتعابير الوجه واستخدام المجاز والتشبيه أو الرسم والموسيقى ،لتدعيم كلامنا،ويرى هنري بروغسون أن تقتل حيوية الأفكار حيث يقول الألفاظ قبور المعاني
- النقد :إذا كان هناك عجز فليس بالضرورة سببه نقص اللغة،قد يكون راجع إلى نقص الثروة اللغوية للفرد،كما لايمكن تصور وجود معان أو أفكار خارج اللغة،كم لا يمكن نقل الأفكار إلى الوجود الخارجي بدونها حيث بيكون الفكر اخرس برى فلاسفة آخرون أن اللغة والفكر مرتبطان ارتباطا لا انقطاع له:
- عالمة لغة المادة الفرنسية جوليا كريستيفا تقول إن اللغة هي جسم الفكر،فلو كانت الأفكار مستقلة عن الألفاظ لكانت غامضة مبهمة ولما تمكنا من معرفتها،بل إنها تحفظ المعاني وتبقي عليها وبدون اللغة لزالت من الوجود.
- الفيلسوف الألماني هيجل: يقول إن الرغبة في التفكير بدون كلمات لمحاولة عديمة المعنى....فالكلمة تعطي الفكر وجوده الأسمى.فلا يمكن تصور وجود فكر بدون لغة،لأن الأفكار ولمشاعر والخبرات والأحوال النفسية لا يمكن أن تظهر إلى الوجود الخارجي إلا عن طريق اللغة فقط،.
- وهذا ما أكده فرناند دوسوسير حيث شبه الفكر بدون لغة بالسديم الذي لايمكن رؤيته,،فاللغة هي التي توضح الأفكار وتميز بينها
- ويرى زكي نجيب محمود: من يزعم أن هناك أفكار خارج إطار اللغة فانه يتوهم ويخدع نفيسة، فلفكر بدون لغة بل هما شيء واحد
النقد: لكن في كثير من الأحيان نعجز عن التعبير إذا اللغة غير كافية للتعبير عن جميع الأفكار.




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©