لتلاميذ السنة الرابعة متوسط

الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبيــة

تلاميذ متوسطة: ..............
ولاية ........... ص.ب:.......
الجزائــر

إلى السيد الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة
الموضوع : عريضة ضد استغلال الأطفال


باسم الطفولة والبراءة، باسم الألم والقهر الذي يعاني منه الأطفال، باسم الأنين والآهات التي يرسلونها، باسم البريق في عيونهم والصفاء في قلوبهم، نرفع إلكم نداء الاستغاثة لتنظروا في مشاكل الأطفال. أيها الناس إن الأطفال هم فلذات أكبادنا وقطع من أرواحنا وأجزاء من عقولنا وهم البراءة والصفاء في عالمنا فكونوا لطفاء معهم ولا تقسوا عليهم ولا تقهروهم ( قال الرسول صلى الله عليه وسلم: {ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا} ). فليس من الإنصاف وضع الأطفال في أعمال طافحة بالقذارة والقسوة، ترهق كاهلهم، وتفوق قدراتهم الجسمية والعضلية والنفسية والذهنية. فالأعمال الشاقة والكئيبة لا تعطي فسحة للأطفال للتمتع بطفولتهم، وتغلق في وجوههم كل بارقة أمل للتطور والتمدرس.
ملايين من الأطفال حول العالم واقعون في شراك أعمال لا يقبلها العقل وبالكاد تسدّ الرّمق، ولا تنتج قيمة اقتصادية تُذكر، بل وتمتص الطاقة الخلاقة والقدرة على التعلّم لمجموعات كاملة من عُمال المستقبل. وفي حين يشكل إبعاد الأطفال عن أبشع أشكال العمل هدفاً داهماً،حيث يجري استغلالهم في سوق العمل بشكل بشع ، بدلاً من جلوسهم على مقاعد الدراسة للنهل من ينابيع العلم والمعرفة العنفَ والإيذاءَ، منها الصراعات المسلحة؛ فضلاً عن تعرضهم لممارسات ضارة. ويظل أيضاً ملايين آخرون لم يقعوا ضحايا بعد، بلا حماية كافية. فإن هناك حاجة إلى مزيد من التدّخل كي يتوفر للعائلات خيارات من الدعم جديّة ومستدامة تحول دون عودة الأطفال إلى أوضاع عمل تعرّضهم للخطر والاستغلال.
فلهذا نناشد سيادتكم بمكافحة استغلال الأطفال وإعطائه جميع حقوقه كطفل
" لكل طفل حق في الصحة والتعلم والمساواة والحماية"

إن ما يقدر بنحو 246 مليون طفل يشاركون في عمالة الأطفال، ثلاثة أرباعهم تقريبا(171 مليونا) يعملون في أوضاع أو ظروف محفوفة بالمخاطر، مثل العمل في المناجم، والتعامل مع مواد كيماوية ومبيدات آفات في الزراعة، والعمل على آلات خطيرة. إنهم في كل مكان، وإن كانوا غير مرئيين، يكدحون كخدم في المنازل، ويعملون وراء الجدران في الورش، وفى خفية بعيدا عن الأنظار في المزارع.
وتعمل الملايين من الفتيات كخادمات في المنازل ومعاونات في الشؤون المنزلية بدون أجر، ويتعرضن بصفة خاصة للاستغلال وسوء المعاملة. ويعمل الملايين من أطفال آخرين في ظل ظروف مخيفة. قد تجرى المتاجرة فيهم (1.2 مليونا)، أو يجبرون على العمل لسداد دين أو ألوان أخرى من الاستعباد (5.7 مليونا)، أو الانخراط في الدعارة والعروض والمواد الإباحية (1.8 مليون)، أو المشاركة في نزاعات مسلحة (3- مليون)، أو غير ذلك من أنشطة غير مشروعة (0.6 مليون). غير أن الغالبية العظمى من الأطفال العمال – 70 في المائة أو أكثر – يعملون في الزراعة.
يتعرض ما يقدر بـ 600 مليون طفل في العالم إلى العنف والاستغلال والإيذاء، منها أسوأ أشكال عمل الطفل في المجتمعات المحلية والمدارس والمؤسسات؛ وأثناء الصراعات المسلحة؛ فضلاً عن تعرضهم لممارسات، ويظل أيضاً ملايين آخرون، لم يقعوا ضحايا بعد، بلا حماية كافية.
وتعد حماية الأطفال من العنف والاستغلال والإيذاء عنصراً أساسياً من عناصر حماية حقوقهم في البقاء على قيد الحياة والنمو والنماء. وثمة تركيز على التزام اليونيسيف بحماية الأطفال في الالتزام الجماعي الأساسي إلى اتفاقية حقوق الطفل وإعلان الألفية والاتفاقات الدولية العديدة المتعلقة بحقوق الإنسان.
آخرا وليس أخيرا نناشد حضرتكم باتخاذ عين الاعتبار على بعض الإجراءات الموالية:
1)- لابد من تفعيل الأنظمة والقوانين وخاصة فيما يخص الأطفال، ولابد أن يعاد النظر في السن القانونية للعمل، بحيث تكون سن 18سنة بدلا من 15 سنة تماشيا مع الأوضاع الحياتية والمعيشية وظروف وواقع المجتمع.
2)- على مؤسسات الدولة المختصة السعي من أجل تطبيق إلزامية التعليم وخاصة في المرحلة الأساسية ورفع المستوى النوعي للتعليم تجنبا لتسرب الأطفال من المدرسة.
3)- على المراجع المسؤولة النزول الميداني الدوري إلى مواقع عمل الأطفال والنظر في ظروف العمل التي يعمل فيها الأطفال وساعات العمل والراحة والأجر التي يتقاضاه الطفل بما يتواءم مع قانون عمل الأطفال.
4)- على الجهات المسؤولة تقديم تصور بالمهن المسموح مزاولتها من قبل الأطفال، والمهن الخطرة والمضرة التي يجب عدم التحاق الأطفال بها.
5)- على الدول تقديم العون للأسر الفقيرة لإعادة التوازن الحياتي إليها، مما يجب دفع أطفالها إلى سوق العمل.

وأخيرا فإنّ على المرء أن يبدأ بنصح نفسه أولا ثم ينصح الناس بعدها، لذا يجب عليه احترام الأطفال واحترام حقوقهم الشخصية والعمل على تلبية مطالبهم المراد تحقيقها، وأيضا احترام رأيهم الخاص، وخاصة عدم استغلال براءتهم في تحقيق مطامحه والأهم الكف عن استغلالهم في أعمال شاقة