المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفطرة الإنسانية بين الاستقامة والانحراف



salima
11-08-2013, بتوقيت غرينيتش 08:10 PM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
الفطرة الإنسانية بين الاستقامة والانحراف


قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( ما من مولود إلا ويولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه )، فالإنسان إذا كان بعيدا عن مؤثرات البيئة والتقاليد والمواريث الفاسدة سوف يعرف الحق والعدل والخير وتلك هي الاستقامة التي فطر الله الناس عليها، قال الله تعالى: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللهِ التِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )سورة الروم الآية 30.
الفطرة الإنسانية تهدي إلى الإيمان بالله:
لا شك أن كل إنسان لديه شعور قوي أن للعالم الذي يعيش فيه ويتمتع بنعمه إلها موجوداً حكيماً وقوياً وقادراً على كل شيء.
وأنت لو تتبعت آيات القرآن الكريم، ومادة التاريخ الشعوب في العقيدة لم تستطع أن تعثر على أمة أنكرت وجود الله تعالى، وشغل رسولها نفسه بإثبات هذا الوجود. بل الذي ثبت هو اعتراف الجميع بوجود خالق مدبر فاعل حكيم رزاق يضر وينفع. وإنما جاء ضلال الأمم من عبادتها آلهة معينة لتقربها إلى الله وتكون بين الإنسان وبين الله الخالق الحقيقي.
تأمل جيدا قول الله تعالى: ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّاتِهِمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ القِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ )سورة الأعراف الآية 172.
الإنسان بين الشدة والرخاء:
ما من إنسان غفل عن الله تعالى في وقت من الأوقات أو أنكر وجود الله متأثرا بالمظللين إلا وجاءت عليه أوقات سمع فيها نداء ضميره وصراخ ذاته الباطنية، وهتاف وجدانه، والكل يقول له إنك صنعة الله وعبد الله ومخلوق الله..
وقد عبر القرآن الكريم في أكثر من آية عن الشعور الموجود في كيان كل الإنسان، بأن هذا الشعور بوجود الله يتحول أحيانا إلى نداء مسموع ترفع فيه الأيدي، وتخضع النفوس وتنكس الرؤوس لعظمة الله جل جلاله، قال الله تعالى: ( وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ الضُرُّ دَعَانَا لجِنْبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَائِماً فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضَرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)سورة يونس الآية 12. وقال عز وجل: ( وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْكُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ )سورة النحل الآية53/54.
أسئلة المناقشة:
1) هل يجوز للإنسان ترك فريضة التربية والتوجيه، متعذرا بأن الإنسان مفطور على الخير.
2) أذكر أمثلة على أن الإنسان مفطور على الميل إلى الخير والحق والعدل.



الدرس من كتاب كامل الوافي في العلوم الإسلامية



https://fbcdn-sphotos-d-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/482113_236967293114455_1193518507_n.png (http://www.dzbatna.com)
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى (http://www.dzbatna.com)©

استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع


سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى